الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يشيع الحجاب -البيدوفيليا- .

صالح حمّاية

2015 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من العادة و حين يطرح موضوع الحجاب وما يخلفه من أثار سلبية على الإنسان للنقد ؛ أن يكون رأي الأغلبية هو التركيز حول مشكلة الكبت التي يسببها الحجاب ، فأنت وحين تحجب الفتيات و تحرمهن من العلاقة الحرة مع الشباب ، فهنا أنت تساهم في صنع جيل من المكبوتين جنسيا ، فالشاب أو الشابة المحرومان من الآخر باسم إتقاء الشبهات ، لن يكون لديهما حال يلتقيان إلا ذلك الموضوع نفسه ليفكروا فيه ، لهذا فالحجاب ولا شك مفرخ للكبت لا محالة ، لكن عموما ورغم جوهرية هذه النقطة التي نوهنا لها، فنحن لن نركز عليها في كلامنا هنا ، بل سنركز على قضية أكثر خطورة ، وهي كيف ان الحجاب لا يؤدي إلى الكبت فقط رغم خطورته ، بل و أن يؤدي إلى البيدوفيليا القسرية كذلك ( البيدوفيليا بمعنى : الاشتهاء الجني للأطفال الصغار ) وسنوضح هنا كيف يتم هذا الأمر .

بالعموم ( عدى الحالات المرضية) فإن الذكر غالبا ما يشتهي الأنثى التي تكون في حدود اكتمال نموها الجسدي و العقلي ، فالفتاة و حين تدخل مرحلة الشباب ( أي على الأقل 17 وما فوق ) وتبدأ سماتها الأنثوية بالبروز كالصدر البارز و الإرداف الممتلئة الخ ، فهي تصبح مرغوبة في عيون اقرانها بشكل اكبر ، وفي عيون غالبية الرجال بشكل اقل ، ويبقى هذا الأمر معها حتى تدخل مرحلة الشيخوخة وتفقد بالعموم كما يفقد أي إنسان ذكر او أنثى جاذبيته بفعل عوامل الزمن ، و هذا ما يمكن تسمية بالإعجاب الطبيعي ، فليس هناك لوم على رجل إذا أعجب بأنثى في تلك المرحلة العمرية ، لأنه وعلى فرض ادى الإعجاب إلى علاقة جنسية ، فإن تلك الأنثى كاملة من حيث البنية الفسيولوجية على الأقل، للخوض في غمار العلاقة ، وهذا خلافا لأنثى صغيرة السن ، التي لا يمكن لها تحمل تبعات علاقة جنسية قد تؤدي الى حمل يهدد حياتها ، لهذا فالأمر طبيعي وعادي ، و لكن أين الخلل الذي يمكن ان يحدث في هكذا مسار طبيعي ؟ .

الخلل انك حين تدخل مسألة الحجاب في الموضوع فأنت تؤدي إلى العبث بهذا النظام الطبيعي الصحي ، فالحجاب وكما نعلم مفروض على المرأة البالغة لكي لا تفتن الرجال ، وعليه فغالبا جميع النساء ومنذ يدخلن مرحلة أن يكن مغريات للرجل ، فالحجاب يقوم بحجب هذا الإغراء و اخفاءه منهن ، وطبعا كما تلاحظون فنحن هنا أمام تدخل غير صحي في مسار الطبيعية ، فالحجاب الآن صار يمنع الرجل من الإعجاب بالمرأة البالغة ، وطبعا حين نمنع الرجل من الإعجاب بتلك المرأة لانه محجوبة وراء جدران من الأقمشة ، فإن عقله وبطريقة الية سيبدأ يبحث عن مظاهر الأنوثة التي تغريه في أماكن مكشوفة ، و هنا بالتحديد كارثة الحجاب التي تصنع البيدوفيليا ، فحين تحرم الرجل من الإعجاب بالمرأة البالغة ، فأنت تدفعه نحو الإعجاب بالفتاة الصغيرة لا محالة ، و من الأمور المأساوية التي يجذر الإشارة لها هنا ، ان الحجاب وحين طال أمده في المجتمعات المسلمة ، انتهى به الحال الى إن وصل إلى فرضه حتى على الرضيعة ، فالمجتمع المسلم في البداية كان يحجب البنات الكبيرات اتقاءا للفتنة فقط، ولكن ومع ترك الفتيات الاصغر منهن حرات ، فهذا قد جعل الرجال تزيغ أعينهم نحوهن ، لهذا فقد عادوا وحجبوا البنات الأصغر ، لكن هذا لم يكفي فقد زاغت عيون الرجال للبنات الأقل سنا مرة اخرى ، ما انتهى في الأخير الى ان وصول لتحجيب حتى الرضع بداعي اتقاء الفتنة ، والذي للغرابة كان امرا صحيحا في مضمونه ، فالرجل المسلم قد تجده حقا ينظر لطفلة صغيرة بعين شهوانية جدا ، وعليه الاسر تصبح تخاف على بناتها الصغيرات وتخفيهن، وهنا وجب ذكر مثال على هذا الحال حدث في السعودية ، وهو حين ظهرت الطفلة "جنى الشمري" لتغني في الأعياد الوطنية ، فرغم ان عمر الفتاة كان 11 سنة فقط ، لكن رجال الدين و المكبوتون هناك اقاموا الدنيا ولم يقعدوها على غناءها ، واتهموا السلطات بأنها تنشر الاباحية وتسمح للنساء بالظهور ، وطبعا امر كهذا لا يمكن تخيله ، سوى من مجتمع بيدوفيلي ، فكيف له لإنسان ان يتهم طفلة صغيرة بإغراءه بحجة انها ليست محجبة ، إلا اذا كان مريضا نفسيا وغير سوي .

ومن هذا المثال إذن نلاحظ كيف صنع الحجاب اشتهاء الأطفال داخل البلاد الإسلامية بالقسر ، فالشباب المحروم من العلاقات الطبيعية ، انتهى به الحال الى الانحراف السلوكي القسري ، و لن احتاج هنا لإعطاء إحصائيات حول حالات التحرش بالأطفال التي تحدث ، ففي ظل منع الأنثى من الظهور ، صار الطفل البريء هو الحلقة الأضعف ، وطبعا من غرائب الأمور اننا نجد المجتمع المسلم وبدل أن يتبنى الحرية في اباحة العلاقات لحل المشكل ، انه فاقم الأمر بالذهاب نحو تحجيب الأطفال الأصغر و الأصغر ( على غرار مثلا ما حاولته احد الجمعيات الإسلامية في الجزائر للدعوة لتحجيب الطفلات الصغيرات بمباركة رجل متشدد هو محمد العوضي ) وهو الأمر الذي انتهى بكارثة اكبر على المجتمعات الإسلامية ، فبعد اشتهاء الرجال للطفلة الصغيرة ، صار لدينا اشتهاء الرجل للرجل وللطفل الصغير ، وهنا لست اتحدت عن بشر لديهم ميول مثلية ، لكن عن أفراد يجبرون على المثلية الجنسية ، وهو الحال الذي بات شائع في الدولة الأكثر تشددا في تجريم العلاقات بين الجنسية كالسعودية مثلا ، والتي بات من المعروف للعالم انها من أكثر الدول التي تعرف حالات شذوذ جنسي قصري بين افرداها ، والتي وصلت بأحد شيوخها للإفتاء بضرورة تحجيب الشاب الجميل اتقاءا للفتنة أخذا بإحدى الفتاوى التي خرجت في عصور المجتمع الإسلامي المظلم .

وطبعا وكما ترون هنا ، فالحجاب هكذا لم يعد قضية عادة تصنع الكبت فقط ، بل نحن أمام مفهوم يضر مباشرة بأمن وسلامة المجتمع ، بل وانه تهديد صريح ومباشر للطفولة ، وللإنسانية التي تعاني بسببه ، لهذا فالأحرى اليوم ليس أن نناقش حرية الحجاب كما تفعل بعض الدول الأوربية ، أو الدعوة لخلعه كما فعل الكاتب شريف الشباشي في مصر، بل علينا ان نناقش كيف لنا أن نحاربه ، و أن نحارب من يدعوا اليه ، فوفق ما شرحنا ، فلا فرق في الواقع بين الدعوة للحجاب ، وبين الدعوة لاشتهاء الأطفال ، واذا أضفنا لها مسالة دعوة أنصار الحجاب لزواج الصغيرات ، فنحن هنا أمام جريمة كاملة الأركان مع سبق الإصرار والترصد ضد الطفولة البريئة ، وهذا لا يمكن قبوله ، ولا يمكن السماح به .


ملاحظة : كتبت هذا المقال اليوم بعد سماعي بقصة التلميذة الجزائرية التي منعت من دخول مدرستها من طرف احد رجال الحراسة هناك ، بحجة اللباس القصير الذي ترتدي ، وهو طبعا الأمر الذي عدى انه فضيحة للمجتمع الجزائري الذي صارت فيه تلميذة بعمر الزهور ( 10 سنوات) تفتن مواطنيه ، فهو فضيحة للمدرسة الجزائري، وللحكومة الجزائرية التي تراخت قبضتها الأمنية في صيانة حرية المواطن ، وردع الكائنات المريضة نفسيا من المكبوتين والبيدوفيليين عن التحكم في حياة المواطن الجزائري .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي استاذ صالح
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 29 - 14:24 )
كتبتُ هذا المقال ، تعقيبا على مقالكم
تقبلوا باحترام
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=486669

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah