الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألملابس والإعتداء الجنسي ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 9 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كان بودي الّا أتطرق لموضوع الإعتداءات الجنسية ، لأنني كتبتُ في هذا الموضوع كثيرا ،حسب رأيي، طبعاً. واليوم يكتب الأستاذ الفاضل صالح حمايّة مقالاً بعنوان : كيف يشيع الحجاب -البيدوفيليا- . يربط فيه بين الحجاب الذي ترتديه الإناث ، والفصل بين الجنسين وبين البيدوفيليا ، يقول الأستاذ صالح ما يلي : " ...... وطبعا حين نمنع الرجل من الإعجاب بتلك المرأة لانه محجوبة وراء جدران من الأقمشة ، فإن عقله وبطريقة الية سيبدأ يبحث عن مظاهر الأنوثة التي تغريه في أماكن مكشوفة ، و هنا بالتحديد كارثة الحجاب التي تصنع البيدوفيليا ، فحين تحرم الرجل من الإعجاب بالمرأة البالغة ، فأنت تدفعه نحو الإعجاب بالفتاة الصغيرة لا محالة " .
وهنا يقع الاستاذ في خطأ فادح ،بل وتنتج عن هذه المقدمات ، نتائج واستنتاجات خطيرة جدا ..
ولنبدأ أولا بتأكيد الاستاذ على أن تغطية "جسد الأنثى" ، "يمنع" الذكر من الإنجذاب الجنسي اليها ، مما يوصله الى "النتيجة الحتمية الوحيدة" ، وهي البحث عن جسد انثوي مكشوف ، وهذا الجسد هو للطفلات اللاتي لم يبلغن السن الموجبة لارتداء الحجاب .. يمكننا الاستنتاج من هذا القول ، بأن البيدوفيليا هي رد فعل على الحرمان والكبت الجنسيين ..!!
طبعاً هذا الاستنتاج غير علمي وغير واقعي ، فالبيدوفيليا هي اضطراب نفسي ،له اسبابه ومسبباته ، لكن ليس الكبت او الحرمان من بينها .. لأن "المحروم " جنسيا ، وحينما يتمكن من اشباع رغباته الجنسية مع شريكة بالغة (كالزواج مثلا ) ، أو مع بائعة خدمات جنسية بالغة ، فإنه لن ينظر الى اجساد الطفلات المكشوفة ولن تثيره حتى ..!! إلا إذا كان مضطربا نفسيا ، فمن "يتمتع" جنسيا بالنظر الى الطفلة ، هو مضطرب يتوجب علاجه ..
البيدوفيل هو الذي يحصل على متعته الجنسية من "السيطرة والإذلال" لطفل او طفلة ، والتحكم بهما ، فالمتعة الجنسية التي يحصل عليها ، هي التعبير عن متعة السيطرة والتحكم بضعيف أو ضعيفة ..!! وهذا البيدوفيل لن يحصل على المتعة ذاتها مع شريك أو شريكة بالغين ...!!
أما الأمر الآخر والهام في رأيي، فهو "إعتقاد " الأستاذ صالح ، بأن ضحايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال، هم من الاناث فقط ، أو حسب قوله " تدفعه نحو الإعجاب بالفتاة الصغيرة لا محالة " ، وهذا خطأٌ كبير جدا ... فالإحصاءات والتوثيق للإعتداءات الجنسية ، تُشيرُ الى أن غالبية ضحايا الإعتداءات الجنسية هم من الأولاد الذكور ..
والأمر الهام ، هو بأن الإعتداءات الجنسية ، عابرة للثقافات والمجتمعات الانسانية ، ولا يوجد مجتمع انساني معاصر لا يُعاني من الاعتداءات الجنسية على الأطفال ..!!
لكن استاذنا العزيز ، لم ينتبه ،الى أنه يؤيد وبشكل غير مباشر ، دعاوى السلفيين المعاصرين ، الذين يقولون بأن السبب وراء التحرشات الجنسية ، هو "العري " ، وفي رأيهم لو غطّت النساء أجسادها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها ، لما تعرضت للتحرش الجنسي .. وهذا ما "يؤكده" الاستاذ صالح وبشكل غير مباشر ، فالحجاب يتسبب بأن يبحث الذكور عن متنفس لطاقتهم الجنسية لدى الطفلات .."المكشوفات " !!
الحقيقة ليست كذلك ، فالمحجبات والمُجَلببات يتعرضن للتحرش والإعتداء الجنسي كغيرهن ، وليس للباس المرأة ،دور في وقوعها ضحية التحرش بتاتا ..
ففي حالة البيدوفيليا ،والتي هي، اضطراب نفسي ، يجب ان يعاقبَ مرتكبها بشدة ، مع التأكيد على "معالجته" بالوسائل المتاحة !!
أما التحرش الجنسي فهو مرض إجتماعي ذكوري ، وثقافة تنظر للمرأة على أنها جسد ، بل وفَرجٌ يسير على قدمين ..
وفي الحالتين ، للمرأة الحرية في ارتداء ما تشاء من لباس ، ولها الحق في حماية جسدها من المتحرشين "القابعين" داخل كل ذكر في المجتمع الذكوري !!
ما أردتُ قوله وبكل وضوح هو :
لا علاقة بين اللباس أو عدمه بالبيدوفيليا
كما وأنه لا علاقة بين اللباس أو عدمه بالتحرش الجنسي ، لا ولا بالإعتداءات الجنسية المتعددة .
المسالة هي مسألة اضطراب نفسي وثقافة مأزومة ، ترى في الطفلة "انثى" صالحة للوطء ..!!
مع حبي وتقديري للأستاذ صالح وللقراء الكرام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا هو كلام العقل
السير جالاهاد ( 2015 / 9 / 29 - 19:01 )

هذا هو كلام المنطق والعلم
الانحرافات الجنسية أمراض يعاني منها كل مجتمع
لكن ما يفرق المجتمع المتحضر عن المتخلف ليس فقط حجم المشكلة بل في تداول المجتمع لها

في هذا الاطار تعاني مجتمعاتنا من مشكلتين
الدين والتقاليد أو الاعراف

عندما نتحدث عن الدين فنحن نتحدث عن الاسلام لانه دين الاغلبية ويهيمن علي ثقافة وتعاملات المسلم وغير المسلم

الاسلام لا يري في الانثي إلا وسيلة للتكاثر والإشباع الجنسي للرجل

لهذا انتشر الزواج أو بالاصح النكاح المبكر بدرجة مخيفة

رجالات الدين وبالتالي قطاعات من المجتمع تبيح صراحة الاعتداء الجنسي (لا يمكن ان نسميه زواج) علي الاطفال حتي الرضع منهن

يستندون في ذلك علي نصوص قرانيه والسنة والاحاديث

لذا تقف الحكومات مكتوفة الايدي

لا فكاك من هذا الارتباط مهما قال المتنور أو المصلح ما دامت النصوص والاحاديث والسنة موجودة ومعترف بها

قد يجرؤ البعض ويكذب الاحاديث

لكن ماذا سنفعل بنص قرآني مثل واللائي لم يحضن ؟
فمهما كانت التفسيرات والمبررات العصرية فالمعني راسخ في ذهن المجتمع

وماذا نفعل بسيرة محمد ونكاحه عائشة وعمرها 9 سنوات؟

والاخطر استمتاعه بها وعمرها 6 سنوات؟


2 - الزميل السير جالاهاد
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 30 - 04:19 )
تحياتي وخالص شكري الجزيل
أشرتَ في تعليقك الى نقطتين هامتين
أولا : اللائي لم يحضنَ، وكنتُ قد كتبتُ مقالا بهذا العنوان ، وفيه قرائتي الخاصة
اما الثاني ، فلا بد وانك تعلم بأن عدنان إبراهيم وإسلام البحيري ، قد اثبتا بأن عائشة كانت في عمر ال18 الى 21 عندما تزوجها النبي محمد .
طبعا يبقى السؤال ، لماذا يرفض الكهنوت الإسلامي الاخذ برأيهما البحثي ويتشبث بالعنعنات ؟؟
لك خالص مودتي


3 - الكتابة عن موضوع من غير علم وإلمام
عتريس المدح ( 2015 / 9 / 30 - 06:26 )
عزيزي قاسم
إن أحد المخاطر الكبيرة التي نواجهها حين يكتب البعض عن شؤون بطريقة مغرضة، فنتيجة لبعض المواقف المسبقة يحاول البعض أن يسقط بعضا من المفاهيم بطريقة جاهلة و أحيانا بغير قصد للتنظير لموضوع ما، كلا الاتجاهين خطر لان الكلمة حين تخرج ليقرأها الكثير من غير المختصين حيث لا يستطيعون غربلتها تصبح خطيرة
دمت عزيزي صيادا ماهرا لمثل هذه السقطات
لك تقديري وتعظيم سلام


4 - العزيز عتريس الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 30 - 08:33 )
تحيات مباركات
شكرا يا غالي -
هناك كما قلتَ مواقف مسبقة !! توقع صاحبها في أخطاء .
ولو لم اعمل في علاج المعتدين جنسيا ، لما كانت عندي المعلومات ..
صحيح بأن الثقافة العربية تشجع على التحرش بحجة- العري- ، لكنها لا -تصنع- معتدين ، ومع ذلك فهي -أي هذه الثقافة- تُسهل على المعتدين اعتدائاتهم !!
لك خالص مشاعر الود والصداقة


5 - صباح الخير
امال طعمه ( 2015 / 9 / 30 - 08:55 )
صباحك سعيد استاذ قاسم قرأت مقال الكاتب البارحة وتوقعت ان يكون لديك نقد لما كتب اعتقد ان ما اراد ايصاله هو ان الكبت يوصل الى الانحراف
وأن الحجاب لم يخدم الغاية المرجوة منه حتى! بالنسبة للمجتمع ككل وليس على المستوى الفردي
تحياتي


6 - صباح الفل والياسمين
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 30 - 09:14 )
صباحك سكر العزيزة امال
سرني تعقيبك وقرائتك للمقال .
لكن يبدو بأنني أصبحت مكشوفا ، لأنك تكهنتِ بأنني سأكتبُ نقدا للمقال .
شكرا لك وخالص مودتي

اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما