الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تختلف الجينات العربية عن غيرها ؟

علي عبد الواحد محمد

2005 / 10 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المثقفون العرب ، الذين يقطنون خارج ألبلاد العربية ، تأثروا كثيراً بالتطورات الجارية في البلدان التي هاجروا اليها ، ولاحظوا الفروقات الكبيرة بين بلدانهم ألأصلية وبينها،بألأخص في طريقة التفكير والتحليلات السياسية فتولدت ليهم قناعات راسخة عن العرب ،تقول (( إن تركيبة العرب ومنذ عصر ما قبل ألأسلام ولحد ألأن تختلف عن ألأمم ألأخرى ، ولذلك فإن تفكيرهم وسلوكهم مخالف للآخرين من بني البشر ، فهم ميالون الى العنف والقتل والى خطل التفكير وسطحيته ، والى الجهل بمصالحهم وبالتالي الى الإيمان العميق بنظرية المؤامرة. ))، وقد ولدت الكتابة عن هذا الموضوع ، إثر جدلٍ بيني وبين صديق أكن له كل ألأحترام والتقدير فكان لكل منا أدلته على قوله.
وما دام العنوان يتحدث عن الجينات فلا بأس من الخوض في مضوعها أولاً بشكل مختصر ثم الولوج في موضوعنا ألأساسي:ـ
الجينات هي المسؤلة عن الصفات الوراثية المنتقلة عبر ألأجيال ، وتؤثر التركيبة البايولجية للإنسان ؛ في سلوكه ،ولكنها ليست حاسمة في هذا التأثير ، فقد ذهبت الدراسات السايكلوجية ألأجتماعية الى التأثير الضئيل للوراثة في طبائع الناس الهم إلا إذا كان هناك مرض عضوي عند إنسان ( قد يكون هذا المرض غير وراثياً) وينعكس على نفسيته فيحرفها بأتجاه العنف أو المشاكسة وهذه حالات ليست عامة ،وأكد هذا ألإستنتاج ألأبحاث ألأخيرة التي أجريت على ألحامض النووي منذ عام 1953 ولحد ألآن. كما توصل الباحثون في جامعة ميناسجيرياس ألأتحادية بالبرازيل وجامعة بورتو في البرتغال ، في تقريرهم المنشور بدورية وقائع ألأكاديمية الوطنية للعلوم (( إن هناك إتفاقاً كبيراً بين علماء ألأجناس البشرية والوراثة إنه من ألناحية البيولوجية لايوجد ما يسمى ألسلالات ألبشرية)) . لأن البشر في صيرورتهم التاريخية إختلطوا مع بعضهم البعض وتزاوجوا،ولذلك لاتوجد .سلالات صافية مائه في المائه، ومن ضمنها سلالتنا العربية، فلذلك لايصح تخصيصها بالصفات المارة الذكر.
أختصر كارل ماركس التاريخ البشري بتعريف مختصر مفاده إن مجمل هذا التاريخ هو تأريخ صراع الطبقات ويستثني المشاعية البدائية لعدم وجود الطبقات المتصارعة فيها ، وإن قمة ذلك الصراع كما معروف التناحري الذي يكون زواله بزوال إحدى الطيقتين المتناحرتين وهو لم يكن حكراً على المنطقة العربية ، وإنما جرت وقائعه في كل بقعة من العالم الواسع ( وهي مسألة صحيحة ولم يثبت عدم صحتها) ، وهو ملازم للنظام الطبقي ، ويؤكد ماركس هنا موضوعة طريفة ، وهي إن زوال إحدى الطبقتين المتصارعتين يؤدي الى زوال الطبقة ألأخرى ، حيث تحل في المجتمعات الجديدة طبقات جديدة أيضاً تختلف عن الطبقات السابقة ، ففي الصراع بين العبيد وملاكهم زالت الطبقتان وحل محلهما ألأقطاع والفلاحون وهما طبقتان جديدتان شروط وجودهما تختلف عن شروط وجود سابقيتهما. ةكذلك الحال في الصراع ما بين ألأقطاع والفلاحين تتكون الطبقتان الجديدتان الرأسماليون والعمال، وبحسب النظرية الماركسية إن الصراع التناحري في الرأسمالية يؤدي الى العودة الى المجتمع اللاطبقي. وإن البشرية خلال مراحل تطورها ولغاية وصولها الى التشكيلة الرأسمالية شهدت مذابح وحروب ، ومؤامرات وتصفيات زاخرة بها كتب التاريخ الحديث ، يما فيها الحربان العالميتان ألأةلى ةالثانية اللتان وقعتا داخل المنظومة الرأسمالية نفسها ، مما حدى بعالم ٍ كبيرٍ كأنشتاين الى القول((لاأعرف ألسلاح ألذي سيستخدمه ألأنسان في الحرب العالمية الثالثة ، ولكني أعرف إنه سيستخدم الحجر والعصا في الحرب العالمية الرابعة)) هذا القول لأنشتاين يوضح قسوةألأنسان على نفسه وعلى لالتطور الحاصل وبطبيعة الحال لم يقصد هذا العالم الكبير العرب في قوله.
هل إن الصفات المار ذكرهاحكراً على العرب ؟
إن التفكير وإستخدام العقل في حل المعضلات الحياتية ، مرتبطان أصلاً بالخبرة ، والقدرة على التصرف وفق الظروف الجديدة ، والذي يمتلك هذه الخبرة والمقدرة يمكنه من طرح الحلول القريبة من الواقع الموضوعي على إعتبار إن الوعي إنعكاس للواقع الموضوعي ، يضاف الى ذلك ألأستفادة من خبرة ألأخرين لحل مشاكل مشابهه، وكل ذلك مرتبط بمستوى التطور الحاصل في البلد المعني ، ومع ذلك حتى في البلدان غير العربية وفي بلدان تطورها ألأقتصادي وألأجتماعي أكثر من البلدان العربية ، نلاحظ ألأختلاف في الرؤى السياسية والتحليلات مثلاً ان كل ألأحزاب الشيوعية في العالم ألأن ضد استخدام الحرب لأسقاط صدام حسين ، في حين تقف قوى أخرى أوربية وأمريكية الى جانب هذا ألأسلوب . وهناك أمثلة كثيرة، فيما يخص العرب أرى إن :ـ
1 ـ التشخيص الذي تم ألأتفاق عليه من إن ألأنظمة العربية خائفة على نفسها من مصير مشابه لمصير نظام
صدام ولذلك فإنها تناصب العداء لكل التطورات الجارية في العراق . ولذلك وقفت هذه ألأنظمة مع البعثيين ودعمتهم للعودة الى سلطتهم من جديد. مع كل ما يعني ذلك من محاولة إيقاف العملية السياسية.
2 ـ اليسار العربي ومعه المثقفين العرب ( لأن أغلبهم متأثر به)، متأثرون بالطروحات القديمة والجديدة للحركة الشيوعية العالمية ، واليسار العالمي حول الحروب وألأحتلال وغيرها ، وهذه الطروحات لاتصب بمصلحة الشعب العراقي.
3 ـ أما باقي المثقفين العرب فهم أما مرتبطين بالسلطات في بلدانهم ، بهذا الشكل أو ذاك أو نالوا من هبات صدام حسين وهداياه التي كان يغدقها على من شارك في مهرجاناته الكثيرة .
4 ـ للأسف الشديد إن شكل العملية السياسية في العراق ، إتخذ الشكل الطائفي القومي ، مما أضعف قوة مثله ، وجعله غير مؤثر في ألأوساط العربية .فالسني المصري مثلاً لايعطي تأيدة للعملية السياسية خوفاً على نفسه.
5 ـ إستغل البعثيون وحلفائهم ، هذه المعطيات لزيادة وتيرة ألأرهاب ، والقتل الجماعي للشعب العراقي ، وهذه البشاعة ليست جديدة على البعثيين ، فهي إستمرار للمقابر وألأبادة الجماعية السابقة.
حول نظرية المؤامرة
كثيراً ما يعزي السياسيون العرب ، أسباب الهزائم الىنظرية المؤامرة المزعومة ، ويصبح الغول الصهيوني وألأمبريالي هو المتآمر وهو الشماعة التي تعلق عليها ألأخطاء. ولاتختلف أسباب اللجؤ الى هذه النظرية عن أسباب التخلف التي أشير أليها سابقاً .
وهذه الحجة تأخذ مداها لدى أبناء الشعب البسطاء ، الذين يريدون المشاركة في ألأحاديث السياسية وليس لديهم ما يقولونه غير خلق ألأساطير وألأشاعات ولقد سمعت الكثير منها في العراق، وخاصةُ ما يتعلق بالأمريكان ومطامعهم النفطيةواتلسيطرة على التمر العراقي. والحديث لايخلو أيضاً عن رغبة ألأمريكان في تحويل العراق الى جنة. وبوتيرة أقل يردد المثقفون العراقيون صدى ذلك ، وللعرب من غير العراقيين أهدافهم في تبشيع صورة القوات متعددة الجنسيات لأفشال العملية السياسية . إن التخلف مقيت ، وهو لايخص العرب لوحدهم ، فكل المتخلفين في العالم متشابهون في تصرفاتهم وسلوكهم .ولو تتبعنا تاريخ أكثر البلدان تطورأ ، ونعني بها البلدان الرأسمالية المتطورة نلاحظ إنها قد مرت بمستويات من التطور شهدت فيها حروباً دموية خارجية وداخلية ، فالحرب ألأهلية ألأمريكية كانت حربا شرسةً ، المعلن عنها إنها مع أو ضد تحرير العبيد ، والتي ادى تحريرهم الى ألنطلاقة الكبيرة للرأسمالية ألأمريكية، وشهد النظام الديمقراطي في أمريكا نفسها معارضة شديده
ولدينا أمثلة متعددة من إيرلندا، (بين البروتستانتوالكاثوليك) وفي أسبانيا حول الباسك، إذن إن العنف ليس وقفاً على العرب وبيئتهم الصحراوية الجافة . وانما هو متعلق بمستوى التطور التاريخي ألأجتماعي ولمستوى التطور ألأقتصادي ، والوضع النفسي للفرد أو الجماعة وأخيراً الى العامل الوراثي الذي يكون تأثيره ضئيلاً
وتتكون الشخصية نتيجة للتفاعل بين هذه المكونات ، وهذه مسألة عامة لكل البشر ولا يشذ فيها العرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا