الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرض النفسي( 2_2)

امير عبد عباس

2015 / 9 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المرض النفسي
2_2
تكلمنا في المقال السابق عن مفهوم (المرض النفسي) وفك الألتباس الذي دائما مايثار حوله .وفي هذا المقال ساتكلم عن منشأ( الاعراض النفسية) المرضية واتمنى ان تعم الفائدة للجميع.
يؤكد (ياسبرز)بان علم النفس المرضي يجب ان يفهم ويوضح العرض المرضي لا ان يفسره فقط ,لأن التفسير ماهو الا محاولة وصفية ,اما الفهم والأيضاح فيتطلب التقمص وأحلال الدارس محل المريض لكي تفهم حقيقة مرضه فيرى بعينيه ويدرك أحاسيسه ويفكر بعقليته .على سبيل الفرض عندما أطلب منك ان تصف لي (الأنفلونزا) فستصف لي اعراضها وبأحاسيس ومشاعر باردة ,لكن الامر يختلف تماما عندما تصاب بالفعل بهذا الوباء فبالتأكيد عندما تصفه لي سيختلف عن وصفك السابق تماما لأنك ستكون امام المرض بكل تفاصيله فتدرك احاسيس ومشاعر هذا المرض بالفعل.
ويؤكد كذلك من الطبيب فهم ودرس خلفية المريض ومعنوياته واتجاهه الاجتماعي والديني وصفات الشخصية وذكائه وظروفه .
بالمناسبة اريد ان اؤكد عى امر هام جدا بأن اكتشاف(المرض النفسي )وأعراضه ليس بالامر الهين !لماذا لان كل مدرسة من مدارس علم النفس لم تتفق على آلية مشتركة لتوضيح (المرض النفسي).
فعندما نريد ان نفهم حقيقة المرض النفسي يقتضى بنا ان نتطلع ونفهم المدارس النفسية كل واحدة على حدة.ومن المعروف ان مدارس علم النفس كثيرة ومتشعبة حتى الدارس لهذه المدارس تختلط وتشتبك عليه كثير من المسائل المراد دراستها.فمثلا نظرية (كريبلين) تؤكد بان المرض العقلي ناتج عن (المرض الدماغي) فنراه لم يعر اهتماما للحالات النفسية الباطنية للمريض كما انه لم يعير اهتمامه الى مفهوم اللاشعور الذي يؤكد عليه فرويد في جميع دراساته وابحاثه.
بينما نرى مدرسة (جانييه)تقر بان التوازن والانسجام العقلي يصل حدا طبيعيا عند الانسان بواسطة مستوى معين من التوتر النفسي وان السلوك العصابي ينجم عن قلة في الطاقة التي تحافظ على ذلك المستوى من التوتر ويعتقد بان شحة تلك الطاقة يضعف من قابلية الفرد.
لاحظ عزيزي القارئ اخترت لك مدرستان من بين عشرات المدارس النفسية ويبدوا ان الامر اشتبك عليك وعندما اوجز لك جميع المدارس سيكتنفك الغموض لامحالة .لكنني اريد ان اوضح بان معرفتنا بهذه المدارس كفيلة بان نعرف منشأ الامراض النفسية ومثل ماذكرت بانها كثيرة ومتشعبة بالتالي لاتزال جميعها في طور التقدم ولم تصل اي واحدة مها الى حد التكامل والاكتفاء, و يحتاج لها وقت وجهد لايفاء حقها لم يسعني المجال هنا لذكرها ولعله سأوردها بمقال خاص ان بقيت وبقينا.
لكن جميعها تشترك في خط واحد عام يمكن اجماله بالفقرات التالية:
1_ان الشخصية هي حاصل التفاعل بين التكوين البايلوجي وعوامل الثقافة المحلية التي ينشأ فيها الفرد على سبيل المثال طفل يولد دميم الخلقة ويتعايش مع مجتمع يقدر الجمال وكمال الخلقة فلا شك بان هذا الطفل ستولد معه بذرة (المرض النفسي).
2_ان الشخصيةالانسانية في تطور حيوي مستمر وهي ليست وحدة ثابتة اوجامدة .
3_ان تجارب الطفولة الاولى وعلى التخصيص علاقة الطفل بوالديه لها الاثر الحاسم في تكوين الشخصية لذ نرى فرويد يؤكد مثلا في المرحلة الشرجية انه يجب على الام ان تكون حذرة مع طفلها في هذه المرحلة خصوصا ,فالتعامل القاسي معه يولد الانانية وعدم الثقة بالآخر ويكون عدائيا ومتزمتا .اما اذا كان التعامل يمتاز معه بالرفق واللين فبالتأكيد سينشأ مستقبلا متقبلا للاخر متفائلا ومحب للجميع.
4_ان الاحداث والتجارب المكبوتة تعبر عن نفسها في شكل الآعراض المرضية ,وكما قيل الضغط يولد الانفجار فعلماء النفس يؤكدون بان (الكبت) هو بمثابة الضغط الذي فيما بعد سيولد حتما انفجارا لشخصية الفرد فمثلا يشدد فرويد بان كبت الرغبة الجنسية تولد مستقبلا عقد ووساوس قهرية كثيرة .
نستنتج من هذه النقاط بأجمعها منشأ (الامراض النفسية) ويجب ان نكون جادين ومدركين جيدا لهذه النقاط السالفة الذكر فبالاعتماد عليها سنكون بعيدين عن شاطئ الامراض النفسية وعللها.
آسف على الاطالة لان مثل هكذا موضوع يحتاج الى أطالة وشرح وافي وانا من جانبي اوجزت الكثير حتى لاأحرمكم متعة القراءة والفائدة وسأورد في مقال لاحق كيفية الوقاية من (المرض لنفسي) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة