الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسهيل المنطق 6/8

باور أحمد حاجي
كاتب

(Bawer Ahmed Haji)

2015 / 9 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المطلب الثالث
التعريف

كثيراً ما تقع المنازعات في المسائل العلمية وغيرها, حتى السياسية بسبب الإجمال في مفاهيم الألفاظ التي يستعملونها, فيذهب كل فرد منهم إلى ما يختلج في خاطره من المعنى, وقد لا يكون لأحدهم صورة واضحة للمعنى فيقنع بالصورة المضطربة ويبني عليها منطقه المزيف. ولأجل ذلك كان لزاماً على المشتغل بالأمور الفكرية معرفة التعريف, وأقسامه, وشروطه, وذلك لهدفين:
1 – الاحتفاظ بالصورة الذهنية الواضحة للأشياء والمعلومات.
2 – نقلها إلى ذهن غيره وعقله بالنحو الصحيح.
فالتعريف كما يرى أرسطو: هو البحث عن الماهية, وهو غاية علم التصورات, بل أن التصور والتعريف فكرتان متماثلتان. إن التصور هو أن تغلف في لفظ تعريف شيء في الذهن, وهو عند أرسطو العلم نفسه, برهنة تتلخص في قضية متبادلة الموضوع والمحمول فيها متساويان, غير أن بعض المناطقة يرى أن التعريف ليس حكماً استدلاليا, بل حدساً وتذوقاً مباشراً غير منقسم ولا يقبل أي حمل, لأن الحدين اللذين يكونان متساويان. وأن التعريف إنما يقال بواسطة الجنس والفصل, ومثال ذلك: (الإنسان حيوان ناطق), حيث انّ (حيوان) جنس, و (ناطق): فصل, وهذا الفصل هو الذي يميز النوع عن سائر الأنواع الأخرى. كما أن التعريف عند بعض المناطقة هي الوسيلة التي بها يكون إدراك المفرد وتصوره.

أقسام التعريف
يمكن أن يحصل التعريف من خلال إحدى الطرق الأربع:
1 – الحد التام: وهو التعريف بجميع ذاتيات المعرّف, ويكون بالجنس والفصل, لاشتمالهما على ذاتيات المعرّف, فإذا سألت ما هو (الإنسان)؟ وأجبت بأنه (حيوان ناطق) فهذا الجواب حدّ تام, لأن الحيوان والناطق هما ذاتيات المعرّف.
2 – الحد الناقص: وهو التعريف ببعض الذاتيات المعرّف التي تختص به, أي بالفصل دون الجنس, كقولك في تعريف الإنسان: (ناطق) فقد ذكرت في تعريفه الفصل وحده.
3 – الرسم التام: وهو التعريف بالجنس والخاصة, مثل تعريف الإنسان بأنه: (حيوان ضاحك) فاشتمل على الذاتي وهو الحيوان (الجنس), وعلى العرضي وهو الضاحك (الخاصة).
4 – الرسم الناقص: وهو التعريف بالخاصة, كـ: تعريف الإنسان بأنه ضاحك, فاشتمل على العرضي فقط.
وثمة نوع آخر من التعريف تحدث عنه أبو البركات البغدادي, وتردد عند المتأخرين من المناطقة العرب وهو (التعريف بالمثال), حيث يحدد البغدادي هذا النوع من التعريف بأنه "تعريف الشيء بنظائره وأشباهه, والكل المعقول بجزئياته وأشخاصه ومحسوساته". ويتابع البغدادي بأنه إذا سأل سائل عن المثلث ما معناه, صنعنا له مثلاً وقلنا له: المثلث هو كهذا الشكل, وكما يقال العلم كالنور, والجهل كالظلمة.

شروط التعريف
حتى يحصل غرض التعريف لا بد من اجتماع شروط خمسة:
1 – أن يكون التعريف جامعاً مانعاً, جامعاً لكل مصاديق في المعرّف, فلا يخرج منها شيء, ومانعاً يمنع من دخول مصاديق أخرى لا تندرج تحت المعرّف, فلا يصح تعريف الإنسان بـ: (أنه حيوان يمشي على رجلين). فهذا التعريف غير مانع لدخول أفراد أخرى تحته من الحيوانات غير الإنسان.
2 – أن يكون التعريف أجلى مفهوماً, وأعرف عند المخاطب من المعرّف, فلا يصح التعريف بالمساوي في الظهور والخفاء, كتعريف الفرد أنه ما ينقص عن الزوج بواحد, فالزوج ليس أوضح من الفرد, كما لا يصح التعريف بالأخفى معرفة كتعريف النور بأنه قوة تشبه الوجود.
3 – أن يكون التعريف عين المعرّف في المفهوم, مثل تعريف الإنسان بالبشر, فلا بد من نوع مغايرة في المفهوم بين التعريف والمعرّف.
4- أن يكون التعريف خالياً من الدور, وصورة الدور في التعريف, مثل تعريف الشمس بأنها "كوكب يطلع في النهار", والنهار بأنه "زمان تطلع فيه الشمس".
5 – أن يكون الألفاظ المستعملة في التعريف واضحة المعاني والمقاصد غير مبهمة, فلا يصح استعمال الألفاظ الغامضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا