الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الريادة والمشارع الصغيرة

شوقي ناجي جواد

2015 / 10 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الريادة و المشاريع الصغير

الأستاذ الدكتور شوقي ناجي جواد

جامعة عمّان العربية
كلية الأعمال
تهدف هذه الورقة إلى مناقشة:
1. ماذا يعني مصطلح الريادة في إدارة الأعمال وكيف يمكن تنميته.
2. المفردات الشخصية والسلوكية ذات العلاقة بريادة الأعمال.
3. خصائص المنظمات التي تناصر ريادة الأعمال.
4. الفرد والتهديدات التي تواجه إقامة المشروعات الصغيرة.
5. المهارات الأساسية للريادة في الأعمال

المدراء الرواد جمع شتات
تعد بداية عقد التسعينات نقطة انطلاق المشاريع الخاصة، في الدول النامية تحديداً ودول العالم عموماً، وتزايد عددها بشكل ملحوظ والذي اخذ أشكالاً عدة ( محال تجارية، شركات صغيرة، مشاريع منزلية، مشاريع زراعية، شركات مقاولات، شركات صناعية وغير ذلك). ولم تقدم هذه المشاريع السلع والخدمات الجديدة فحسب، بل قدمت طرقاً جديدة لإدارة المشاريع. والكل يرقب انتعاش وتطور هذه المشاريع لتقود النشاطات المختلفة نيابة عن المنظمات الكبيرة، خصوصاً بعد توجه الدول عموما نحو خصخصة بعض منظماتها.
وتميز عقد الثمانينات في بعض الدول الغربية ببزوغ دور الريادة الإدارية، ذلك أن عدد المشاريع التي ظهرت للوجود خلال سنوات هذا العقد تزايد بشكل ملحوظ ومتميز عن اقتصاديات دول أخرى. والسبب وراء هذا التسارع في الانتشار هو التقدم التكنولوجي والسلعي والخدمي، الذي أبهر الدول عموماً والغربية خاصة وأدهشها. وقد أشار أحد المهتمين في الإدارة إلى أن بعض الصناع اثبتوا وجودهم في أسواق الدول المتقدمة، وتمكنوا بنجاح من اجتياحها بصناعتهم( سلع استهلاكية، منزلية، مكتبية، أجهزة اتصال، ساعات، والإلكترونيات بشكل عام). مما أثار قلق أرباب المشاريع في تلك الدول.
الرواد – وراثة أم اكتساب
الريادة في حقل الأعمال هي العنوان الذي يمنح لمن ينشئ مشروعاً جديداً، أو يقدم فعالية مضافة إلى الاقتصاد. وبالمنظار الأوسع فإن الريادة تشمل أيضاً من يدير الموارد المختلفة أو يقدم شيء جديد أو ان يبتكر شيء ما لمشروع جديد.
والريادة بهذا المعنى ليست حكراً على منشئ المشروع، بل يمارسها كذلك المدراء العاملون في المشاريع والمنظمات الكبيرة، حيث يتمثل نشاط هؤلاء المدراء الرياديون بتقديم سلع جديدة أو بناء خط إنتاجي جديد، أو القيام بإنشاء شركات جديدة. ولضمان بقاء واستمرارية الأنشطة الجديدة، على المدراء الرواد إدارة مواردهم المحدودة بطرق تختلف عن الأسلوب التقليدي المعتمد من قبل الآخرين.
يطلق مصطلح الريادي الاعمال على مالكي المشروعات الصغيرة، وتأتي ملكية هذه المشروعات أما بالشراء أو الإرث أو الامتياز أو أية وسيلة أخرى. فمثلاً تشير بعض الإحصاءات إلى أن المشاريع الصغيرة هي تلك المشاريع التي ينتظم فيها عدد من العاملين لا يزيد عن مئة عامل ولها رأس مال معين. وقد ظهرت مثل هذه المشروعات وتزايد عددها في دول العالم عموماً والدول النامية على وجه الخصوص. حيث تشير بعض الدراسات إلى أن رواد الأعمال هم أسلاف مالكي المشاريع الذين برزوا مع بدايات قيام تلك المشروعات وتعلموا من خلالها الكثير. وتشجع الأسر عموماً أعضاءها وتساندهم في إدارة المشروعات التي يمتلكونها. ويلاحظ أن رواد الأعمال في أيامنا هذه يتميزون بالشبابية والتعلم الجديد قياساً بمالكي المشاريع الأوائل. وقد
لوحظ كذلك أن بعض مالكي المشروعات من عموم البلدان يمتلكون مشاريعهم وهم في مراحل تلقي الدراسة الجامعية.

الريادة نجاح أم فشل
أساسيات نجاح الفرد وبلوغه حالة الريادة يمكن أن تنبثق من فحوى المصطلحات آلاتية (الإبداع، المخاطرة، النمو). وان الريادة الناجحة لها قيم مستقلة وإبداعية، لإمتلاك الريادي القدرة على انتقاء الفرص المتاحة في السوق والتي لم يدركها الآخرون، كما أن الريادة الناجحة لها القدرة في العبور إلى الشواطئ الثانية دون تردد، ولها نظرة واسعة وعميقة تمكن الكشف عن بعض المنطلقات التي لا يراها الفرد الاعتيادي. ولابد لنا من التثبيت بان المشاريع الحديثة ليست كلها ناجحة. فقد واجه البعض منها الفشل، بسبب عدم الدراية الإدارية، أو بسبب افتقار مالكيها أساليب العمل الجاد، أو بسبب نقص في الجانب المالي، لإدامة بقاء هذه المشاريع. فمثلاً إخفاق المالك في إدامة الإشراف الفعال والرقابة على النشاط الجديد لا يحرك مستويات البيع إلى حالة افضل. ولا يكفي كذلك العمل الجاد والدؤوب لإدامة المشروع ما لم تقترن الإدامة بالعمل الذكي والفطن والفعال. فمن أساسيات الريادة الناجحة حسن استثمار الوقت وممارسة الفعل القيادي السليم دون التركيز على أعمال تصريف المنتوج فحسب. الريادي الناجح يميل إلى إناطة الأعمال الإجرائية التنفيذية للغير وينصرف هو إلى التفكير الإبداعي للتطوير وممارسة القيادة والتوجيه.
خصائص رواد الأعمال

شهدت السنوات الماضية اهتماماً ملحوظاً بدراسة الريادة ورواد الأعمال وقد لوحظ أن القائمين على الأعمال الرائدة يشتركون في خصائص سلوكية وسمات شخصية متنوعة نوجزها في الجدول الآتي، وهي معبرة عن نفسها دون الحاجة لإسهاب في معانيها في الوقت الحاضر.

مفردات شخصية مفردات سلوكية
تحقيق الأهداف مهارات تقنية
الرغبة في الاستقلالية استعداد للتخويل
الثقة بالنفس العمل الدؤوب
النظرة المستقبلية قيادة متميزة
الطموح العالي مبادرات
توقع المردود العالي قرار ومنهجية
الصبر والتحمل موضع ثقة
التضحية والإيثار ملكة محاسبية
المغامرة الوثوب إلى الأمام
الرؤية الواسعة البصيرة المرونة في البناء
متابعة ورقابة مستمرين المثابرة والمواضبة
حتى تصبح رائد أعمال
يتطلب التوجه الريادي لدى الفرد المزيد من المعرفة والقدرة التنبؤية لمستقبل المشروع المنوي إنشاؤه. وقد أشارت الدراسات إلى أن المتفوقين في الأعمال الرائدة يميلون بشدة إلى القيام بأعمال التخطيط ورسم الخطط اللازمة لمشاريعهم. وأول هذه الخطط هي خطة العمل، والتي تتضمن الخطوات التي سيعتمدها رائد الأعمال بدءاً بنشوء فكرة المشروع وحتى تحويلها إلى واقع عملي. وبالتالي فان خطة العمل تعنى بتوضيح صورة المشروع وأبعاده المختلفة (الفكرة الأولية، الإسناد المالي، القاعدة المعلوماتية) وهنا يتطلب الأمر من رائد الأعمال الإجابة على الأسئلة الآتية:
1. أي نوع من المشاريع سوف أملك أو أدير ؟
2. هل أنشئ مشرعاً أم اشترى قائماً؟
3. ما هي السوق المتوفرة لسلعتي أو خدمتي؟
4. كم هي كلفة المشروع، ومن أين هي مصادر الأموال؟
5. أي المهارات والتقنيات هي الأكثر أولوية لأداء المشروع؟
أنواع المشاريع الرائدة
ينشئ الأفراد أنواعاً مختلفة من المشاريع ولأسباب متعددة. البعض منهم يتخذها هواية والبعض الآخر يمارسها كمهنة، وهناك من يشارك في مشاريع أسرية . أما من يختار صناعة معينة فإن اختياره هذا يستند الى معدلات النمو والتقدم المتوقعة لهذه الصناعة ومستوى الأرباح التي يمكن أن يجنيها الريادي مستقبلاً. وبالتالي يمكن النظر إلى فرص الأعمال وحسب وجهة نظر أصحاب الأعمال الرائدة من ثلاث زوايا:
1. نمط حياتي: حيث ينظر إلى المشاريع على أنها واحدة من أنماط الحياة لمالكيها فهم ميالون إلى الاستقلالية في أعمالهم ويديرون مشاريعهم بمفردهم كما تهمين الحالة الاستقلالية والإدارية على توجهات مالكي هذه المشاريع.
2. الدخل المتوقع: تهيمن على بعض أصحاب المشاريع الرائدة أهداف ربحية ومكسبية طالما أن ذلك لا يتعارض مع توجهاتهم وقابليتهم الريادية في إدارة مشاريعهم هذه.
3. التوسع والانتشار: ويتأثر البعض الآخر من أصحاب المشاريع الرائدة بالتوقعات المستقبلية، مثل زيادة حجم المبيعات ورفع مستويات الأرباح ودخول مساهمين جدد في مشاريعهم وتوسيع حصة السوق لمنتجات تلك المشاريع، محلياً ودولياً أحياناً.
الريادة في المنظمات الكبيرة
هل أن الريادة حكر على الأفراد منشئ الأعمال الجديدة، أم أنها حالة مشاعة لمن استطاع أن ينضح بأفكار خلاقة وإبداعية وغريبة مدرة للدخل، سواء كان صاحب عمل خاص أو منتسب لواحدة من منظمات الأعمال؟ وببساطة نقول أن العمل الريادي يؤديه من يحمل جملة من الخصائص والصفات، التي تم الاشارة اليها، والتي يجب أن يتصف بها الفرد الريادي سواء كان مالكاً للمشروع، أو منتسباً لمنظمة أعمال، أو صناعي، أو زراعي أو انه ممتهن لواحدة من المهن الممارسة من قبل أفراد المجتمع. ذلك أن الكثير من منظمات الأعمال أصبحت تؤمن بان العمل الريادي يحقق لها النمو والمردود والتوسع في مجالات الحياة. وبالتالي فان الريادة ليست حكراً لفئة معينة من الأفراد.
تنشأ منظمات الأعمال الكبير لغاية معينة وهي تحمل رسالة تعكس أهدافاً محددة ومدفوعة لتحقيقها بمساعدة مجموعة من الأفراد. ومن بين تلك الأهداف، كسب رضا وقناعة الزبائن تجاه مخرجات هذه المنظمات. لذا نجد أن هذه المنظمات مدفوعة نحو بناء هياكلها التنظيمية لتحقيق هدفين أساسين هما (الكفاءة والفاعلية). والمدراء القائمين على هذه المنظمات عليهم تأدية أنشطتها بطريقة وأسلوب رياديين يضمن لها تحقيق البقاء والديمومة لخدمة مجتمعها.
التكامل الريادي في منظمات الأعمال
أعطت لنا الدراسات المعدة في هذا المجال أمثلة متنوعة على كيفية إحداث التكامل والاندماج الريادي في منظمات الأعمال(الكبيرة منها والصغيرة). ورغم انه عمل معقد ويحتاج الكثير من التمعن والتبصر، إلا أن هناك أربعة مداخل أساسية تسهم في إحداث هذا التكامل:
الأول: أن تسهم إدارة القمة في ترويج الفعاليات الريادية فيها وتتعامل
معها على أنها واحدة من الفعاليات اليومية التي يمارسها الأفراد.
الثاني: أن تولد الأفكار الرائدة إسهامات علمية وعملية لتطوير المخرج
الذي تسعى المنظمة دفعه إلى السوق لإشباع حاجات الزبائن.
الثالث: أن يرتبط الأداء الريادي بنظام الترغيب والتحفيزوالتكريم، ويعمل
هذا النظام على تحفيز الرواد ودفعهم لتوليد أفكار إبداعية جديدة.
الرابع: وحتى تضمن إدارة القمة في المنظمة بلورة الفعالات الريادية
وجعلها حالة واقعية، يجب أن تهتم باختيار القائد الإداري
المناسب لقيادة هذه الفعاليات.
وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير والسداد

المراجع العلمية
1. جواد. شوقي ناجي، والعاني. مزهر شعبان (2014) الإدارة الألكترونية. عمان- الأردن. دار الثقافة للنشر.
2. جواد. شوقي ناجي، والعاني. مزهر شعبان، حجازي. هيثم علي (2012) ذكاء الأعمال وتكنولوجيا المعلومات، عمان الأردن دار صفاء للنشر
3. جواد. شوقي ناجي و حجازي. هيثم علي (2011) إدارة الأعمال الدولية، عمان الأردن، دار صفاء للنشر
4. جواد. شوقي ناجي (2010) إدارة الإستراتيجية، عمان الأردن، دار الحامد
5. جواد. شوقي ناجي (2010) إدارة الأعمال منظور كلي، عمان الأردن، دار الحامد
6. جواد. شوقي ناجي (2010) السلوك التنظيمي، عمان الأردن، دار الحامد
7. جواد. شوقي ناجي (2010) سياسات الأعمال الإدارية، عمان الأردن، دار الحامد
8. جواد. شوقي ناجي، و الشموط. محمد سالم (2008) إدارة سلسلة التوريد، مدخل علاقات الموردين، إثراء للنشر عمان الأردن
9. جواد. شوقي ناجي، و حجازي. هيثم علي (2008) وظائف المنظمات، عمان الأردن، الأهلية للنشر
10.
11. العاني. مزهر شعبان و جواد. شوقي ناجي ( 2008) العملية الإدارية وتكنولوجيا المعلومات، عمان الأردن، إثراء للنشر
12. العاني. مزهر شعبان، و جواد. شوقي ناجي، و حجازي هيثم علي، و إرشيد حسين عليان (2010) إدارة المشاريع الصغيرة ، عمان الأردن، دار صفاء للنشر
13. جواد. شوقي ناجي، أبو التمن، عباس (1990) التفاوض، مهارة وأستراتيج بغداد-العراق، مطبعة الفنون
14. جواد. شوقي ناجي (2015) الإدارة الدولية. عمان – الأردن. دار دجلة
15. جواد. شوقي ناجي (2015) إدارة التغيير في منظمات الأعمال (قيد الطبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم