الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أينَ هي الحقيقة ؟

امين يونس

2015 / 10 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من التُراث : ( ... قبلَ عقودٍ طويلة وفي قريةٍ جبليةٍ نائية ، إحتارَ العَم أحمد ، بينَ أمرَين : إذ عليهِ ان يذهب مع القافلة الذاهبة الى الموصل بعد يومَين ، للحصول على السُكر والشاي وقليل من النفط وبعض الأشياء المُهمة الأخرى .. في حين ان حقله ، بعد هطول الأمطار مُؤخراً ، بحاجة الى إنجاز الكثير من العمل ، خلال الأيام القليلة المقبلة ، وإلا فأنه سيُحرَم من العديد من المنتوجات الأساسية في الموسم القادم .. وهو وحده ، فالجميع مشغولون بحقولهم ، ومن المُستحيل ان ينجز العمل في الحقل ، خلال اليوم المتبقي ، قبل موعد القافلة .
وأخيراً ، قّررَ ان ينهض باكراً ، للعمل في الحقل ، وحراثة وزراعة ، ولو جزءٍ صغير ، فلا هو يستطيع الإستغناء عن الذهاب مع القافلة ، ولا ترك الحقل على هذه الوضعية ، إذ هي مُجازَفة كبيرة ، قد تُسبب له العَوز والحرمان . وبينما كانَ يعمل غارقاً وسط هواجسه وهمومه .. إذا بشابِ جميل المُحيا ، قّوي البُنية ، يُحييهِ قائلاً : ماذا تفعل أيها العَم ؟ قال : كما ترى .. أنا أحرث الأرض وأزرعها . ربط الشاب حصانه المُحّمَل ، بجذع شجرةٍ ، وقال : سوف أساعدك ، فكما يبدو أنك مُنهَك . وبدأ فوراً بالعمل بهمةٍ ونشاط . قرب الظهيرة ، فكر العم احمد .. بأن الشاب لابد ان يكون جائعاً ، لكن المشكلة انه جلبَ من البيت رغيفاً واحداً فقط وبعض الزبيب والبصل .. فكيف سيكفي ذلك الإثنين . في تلك اللحظة ، توجهَ الشاب الى حمولتهِ ، وأنزلَ منها خُرجاً مليئاً بما لّذ وطاب ، وقال : تفضَل يا عم لنأكُل ! . بعد إنتهاءهما من الطعام ، نهضا لتكملة العمل .. وكان الشاب مُثابراً ونشيطاً ، بحيث أتَما الشُغل ، عصراً . فقال الشاب : يجب ان أذهب ، لأن أمامي طريقٌ أقطعه قبل حلول الظلام . قال العم احمد : توقف يارجُل .. عاوَنْتَني بِكُل جدية ونشاط ، وقّدمتَ لي طعاماً طيباً ، ولم أُعطك شيئاً .. فمَنْ أنت ؟ . قال الشاب : لا أريد منك شيئاً أيها العَم .. ولا داعي لان تعرف مَنْ أنا .. لأنك إذا عرفت ، رُبما تغضب وتتعارك معي ! . هَمَ الشاب بالرحيل .. لكن العَم أحمد ، هّددهُ بخنجرٍ وقال : لن تذهب ، حتى تخبرني مَنْ أنت . أجابهُ الشاب : أنا الشيطان ! . تفاجأ العم أحمد كثيراً ، وقال : كيف ذلك ؟ .. فحسبَ علمي ، أنك قبيح الشكل ، سئ الطبع ، لاتُساعد أحداً ولا تفعل الخير أبداً ! . أجابه الشاب : أيها العَم ، ان كُل ما يُقال عّني ، يُرّوجهُ أعدائي والذين يكرهونني .. والمُشكلة ان الناس ، يستمعون إلى هذه الأقاويل المُغرِضة من جانبٍ واحد .. بحيث ان سُمعتي باتتْ سيئة .. بينما الواقع غير ذلك ، وما فعلته معك خير دليلٍ على ما أقول ! ) .
..........................
سمعتُ هذه القصة ، من فَمِ أحد أحفاد العم أحمد ، الذي سمعها بِدورهِ من جدهِ ، وهو يًؤكِد ، بأن أحداثها حقيقية تماماً .. وأن جده القديم ، إلتقى بالشيطان وجهاً لوجه ، وكان لطيفاً جميلاً فاعلاً للخَير .
بينما الصورة النمطية ، التي أعرفها عن الشيطان ، الناتجة عن تراكُمٍ طويل الأمد للوَعي الجمعي ، تُؤكِد ، أنه رمزٌ لِكُل شئٍ سئ .
أين الحقيقة ؟ لا أدري !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |


.. 80-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. 78-Al-Aanaam




.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها