الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدوي في أمريكا 1

عبد القادر أنيس

2015 / 10 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدوي في أمريكا 1
هذه السلسلة من المقالات هي عبارة عن قراءة في محاضرة لعائض القرني تحت عنوان (أمريكا التي رأيت)
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=19662&full=1
عائض القرني، داعية إسلامي سعودي .يصنف بأنه "صاحب منهج وسطي لأهل السنة والجماعة"، وهو من "أبرز رواد ما عُرِف بالصحوة في الثمانينات والتسعينات" .
هكذا عرفته ويكيبيديا.
http://urlz.fr/2tTS
لكن قراءة محاضرته وسيرته الذاتية تشهد على أن الرجل شيخ وهابي متطرف ظلامي بائس، لا يمت بصلة، لا للوسطية ولا للصحوة. وكيف يكون غير هذا وهو خريج تعليم ديني قروسطي يستحيل أن يتأهل المتعلم بعد أن يتشرب به حتى الثمالة لحياة متصالحة مع العصر ومقتضياته ولا مع أية وسطية أو صحوة، إلا أن تكون الصحوة هي صحوة أشباح الماضي الدموي البشع.
الموقع الذي نشر هذه المحاضرة، مكتوبةً ومسموعةً، حرص على التقديم لها بهذا الكلام: "بالرغم مما وصلت إليه أمريكا من التقدم العلمي، والتكنولوجيا الحديثة والماديات لكنها في علم الروح والأخلاق والقيم انحطت إلى الحضيض، وإن الناظر عن قرب في تلك البلاد يرى فيها انحلالاً خلقياً، واضطراباً نفسياً، وتفككاً اجتماعياً، واختلالاً أمنياً، وكل ذلك مؤذن ومؤشر بقرب زوال تسلطهم، وجبروتهم على العالم، وهذه المحاضرة تحكي رحلة الشيخ إلى أمريكا".
هكذا هي أمريكا والغرب بصفة عامة، في عيون بدوي وهابي مثل عائض القرني، بل في عيون كل الإسلاميين وغيرهم من المؤدلجين. وهذا بالذات ما حفَّزني على قراءة محاضرته، تحدوني رغبة قوية في التعريف بطريقة تفكير هؤلاء الناس الخطيرة والكيفية التي هيمنوا بها على العالم الإسلامي فأوصلوه إلى هذا الدرك الأسفل من الانحطاط والإرهاب والفوضى والتخلف والكذب والتدليس وهم يتصرفون كمن يرى الخشبة في عين الآخر ولا يرى الشعرة في عينه.
بدأ القرني محاضرته بإلقاء أبيات شعرية هي غاية في الغرور والتبجح:
ما زرتُ أمريكا فليـ ستْ في الورى أهلَ المزار
بل جئتُ أنظرُ كيف ند خل بالكتائب والشعار
لنحرر الإنسان من رِق المذلة والصغارْ
وقرارنا فتحٌ مجيـ ـدٌ نحن أصحابَ القرارْ
ورأيتُ أمريكا التي نسجوا لها أغلى وسامْ
قد زادني مرأى الضلا ل هوىً إلى البيت الحرام
وتطاوَلَت تلك السنو ن فصار يومي مثل عامْ
ما أرضهم أرضاً رأيـ ـتُ ولا غمامهمُ غمامْ
هو إذن لم يأتِ أمريكا للسياحة والاعتبار بما حققته هذه البلاد وشعبها العظيم المبدع الخلاق المتفتح المضياف من إنجازات حضارية جبارة بعد أن تلاحمت فيها وتعايشت في سلام كل أعراق الدنيا ولغاتها. لم يحاول أن يعرف ولا أن يعتبر بأن في نيويورك مثلا نجد 36 في المائة من سكانها وُلِدُوا في الخارج، وفيها يتحدث الناس ما يقرب من 170 لغة مختلفة ويعبر 47.7 من سكانها عن أنفسهم بلغات غير الإنجليزية في بيوتهم ويقارن كل هذا مع عجز بلداننا عن إقامة دول ومجتمعات قابلة للحياة ينعم الناس فيها بالحرية والسلام.
https://fr.wikipedia.org/wiki/New_York
لكن هذا البدوي لم يكن معنيا بمعرفة أسرار كل هذا التحضر والتمدن والتعايش السلمي وقبول الاختلاف واعتبار التنوع ثراء جرّب الناس هناك جدواه، كما فعل رواد الحضارة العربية الذين أدركوا مدى الفارق الحضاري الذي يفصلنا عنهم وأدركوا بعضاً من أسرار تفوقهم ودعوا الناس إلى الأخذ عنهم كما يأخذ التلميذ عن المعلم. القرني جاء أمريكا متعاليا غازيا على طريقة أسلافه الذين غزوا البلدان لينشروا فيها عقيدة بدوية رِقِّية إقصائية. قال:
بل جئتُ أنظرُ كيف نَدْ خُل بالكتائب والشعار
لنحرر الإنسان من رِق المذلة والصغارْ
وقرارنا فتحٌ مجيـ ـدٌ نحن أصحابَ القرارْ
هنا لا بد أن أعترف بصدقه عندما يقول (بل جئتُ أنظرُ كيف نَدْ خُل بالكتائب والشعار)، ولو كان في منتهى السذاجة والجهل. هو صادق تشهد على ذلك الملايير التي تنفقها بلاده لنشر العقيدة الوهابية الإرهابية في أرجاء العالم عبر شراء الذمم وتشييد المراكز الإسلامية والمساجد وتمويل المشاريع الدينية بسخاء قل نظيره. وكانت نتيجة كل ذلك قد تُوِّجت بهجمات 11 سبتمبر بعد أن سبقها ولحق بها دمار شامل طال بلداننا المنكوبة بالفكر الديني الوهابي خاصة. لقد استغل الإسلاميون والوهابيون، ومازالوا، مساحات الحرية التي يتمتع بها الناس في الغرب تحت ظل مبادئ الحرية والديمقراطية والعلمانية وحقوق الإنسان أبشع استغلال فجاءوا بكتائبهم من الدعاة الظلاميين ليغزوا تلك البلدان. لعلها كانت سِنَةٌ ونوم ألَمَّت بالغرب فدفع جراءها الثمن غاليا.
لكن لم أجد لتبجح القرني تفسيرا معقولا وهو يزعم أنه إنما جاء أمريكا ليتفقد كيفية إدخال الكتائب الوهابية وشعاراتها الظلامية، بغية تحرير الإنسان هناك من عبودية الذل والصَّغَار المفروضة على إنسان هذه الحضارة الغربية بعد أن انحرفت عن صراط الله المستقيم، وبغية إخراجه من الظلمات إلى النور، تماما مثلما فعل السلف الصالح قبل قرون عندما غزوا الشعوب و(حرروها) من الأكاسرة والقياصرة والفراعنة ولكن ليفرضوا عليها شريعة عنصرية ظلامية بدوية رقية لا تختلف عما سبقها.
ورغم سذاجة هذا البدوي، ورغم لا معقولية تبجحه، فإننا يجب أن نعترف أن الخطر الذي يمثله وأمثاله حقيقي وجدي على الحضارة الإنسانية دون أن يعني أنني أشك ولو للحظة في إمكانية تراجع العقل والعلم والديمقراطية والحرية أمام زحف البداوة والخرافة والجهل، مع أن الإسلاميين حققوا نجاحات معتبرة في بث الفوضى في العالم، ولكنها نجاحات لا يعود الفضل فيها إلى دهائهم وفطنتها ولا إلى سلامة عقيدتهم بقدر ما يعود إلى خلل كامن في عقيدة حقوق الإنسان نفسها، كما رأى، وبحق، المفكر جورج طرابيشي في مقالة تنبئية مبكرة:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=3311
الله، إذن، وحسب عائض القرني، هو الذي "أغدق عليهم من النعم"، "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ، فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
هكذا إذن يختزل القرني هذه الحضارة الإنسانية الراقية العجيبة بجرة قلم وبمنتهى الجحود. الله هو وراء كل هذه المنجزات الحضارية العملاقة. لكنه اختار الكفار ليغدقها عليهم، لحكمة أرادها وليس من حقنا التساؤل حولها، وأهمل خير أمة أخرجت للناس لحكمة أيضا. وطبعا لسنا في حاجة إلى أن نسأل القرني فيما إذا كان بمقدوره أن يقدم لنا إنجازا واحدا هبط من السماء، بل فكرة واحدة مفيدة جاءت بها الكتب السماوية وساهمت في ترقية حياة الناس في مأكلهم ومشربهم ومركبهم وصحتهم وراحتهم وتعايشهم السلمي وإدارة شؤونهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية... العكس هو الصحيح طبعا. فما تحقق من تقدم في كل مكان إنما تم ضد إرادة قوى الدين الظلامية وفي ظروف قاهرة فرضها رجال الدين وهم يعارضون كل جديد باعتباره خرقا وتعديا لصلاحياتهم وتجاوزا لعلمهم المستمد من علم الله اللدنيّ.
أمريكا، إذن، لم تَحْظَ برضا القرني. لقد ظل طوال محاضرته يحن إلى قيم بداوته الإسلامية الكاذبة السائدة في بلده. هي كاذبة لأننا نعلم علم اليقين أن السعودية لا ولن تبلغ كعب أمريكا في كل شيء. ومن العبث أن نتحدث فيها عن حقوق الإنسان، سواء أكان هذا الإنسان مواطنا سعوديا يعيش حياته في حالة من القصور تجرده من أدنى حقوق المواطنة، ناهيك عن مختلف الحريات الغائبة تماما من حياة الناس هناك خاصة وضع النساء والمسحوقين من السكان، أما إذا كان مهاجرا فحالته هناك أقرب إلى العبودية، بينما ذهب القرني ليحرر الناس منها في أمريكا. والسعودية وعائضها وقرنيها هم أبعد الناس عن الحديث عن تحرير الناس وهدايتهم إلى الطريق المستقيم.
بهذه العقلية ذهب القرني إلى أمريكا. وهو في الحقيقة لم يذهب إلا بعد أن أذن له الله: (أمر الله عزَّ وجلَّ بالسير في الأرض، فقال: "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ" [الأنعام:11] وقال سبحانه: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا" [محمد:10] وقال: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ" [آل عمران:190].)
ومع هذا الترخيص الرباني فقد حرص هذا الشيخ الوهابي على التماس تبرير آخر لسفره مخافة أن يتهم بارتكاب جريمة السياحة إلى بلد الكفار:
قال "والسفر إلى البلاد الكافرة لثلاثة أسباب جائز:
السبب الأول: أن تطلب علاجاً ما وجَدْتَه في بلاد المسلمين.
السبب الثاني: وأن تطلب علماً ليس موجوداً عند المسلمين، كعلم التكنولوجيا، وعلم المادة الذي سبقونا فيه بمراحل.
السبب الثالث: وأن تدعو إلى الله على بصيرة، بشرط أن تكون واثقاً من إيمانك ومن دينك."
هذه هي الأسباب التي أجاز بها القرني رحلته إلى أمريكا، كما يزعم. وبما أن القرني لم يذهب للعلاج ولا ذهب لطلب العلم النافع فقد بقي السبب الأخير: ذهب يدعو إلى الله رأفة بالأمريكيين الذين يعانون "انحلالاً خلقياً، واضطراباً نفسياً، وتفككاً اجتماعياً، واختلالاً أمنياً".
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اذا لم تستح!!!
سناء نعيم ( 2015 / 10 / 4 - 11:22 )
في حوار مع المفكر السعودي ابراهيم البليهي واجابة عن سؤال عن الاباحية في الغرب اجاب بما معناه:من يتهم الغرب بالاباحية كمن يدخل قصرا جميلا ،فيتعامى عن اناقة هندسته وزخرفته واثاثه وتحفه..ويركز فقط على سلّة القمامة في ركن ذلك القصر.
امريكا بكل انجازاتها المادية والمعنوية من ديمقراطية وحقوق انسان لم ترق للقرني لأن عقدة النقص المتأصلة في نفسية المسلم تحجب عنه الرؤيا الصحيحة للأشياء .فهو لايحلم الا بعودة نموذجه الاسلامي المتخلف للسيطرة على العالم وهذا مستحيل طبعا.لذلك تراه يهذي علّه يخفف من وطاة اللدونية التي سببها له التفوق الغربي.
القرني مازال يحلم بمقولة ربعي ابن عامر للقائد الفارسي: جئنا نخرج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا..
فهو يريد ان يكون ربعي هذا العصر ليدخل امريكا في نور الاسلام وينظفها من الوسخ الاخلاقي اذي تتخبط فيه.
الغريب ان من ينافح عن القيم في امريكا،أدين في بلاده بتهمة السرقة الفكرية وهو وامثاله يصفون نكاح الصحابي المغيرة بن شعبة ل70 امراة بزواج شرعي!!!!
فاذا لم يكن ذاك الزواج اباحية فماهي الاباحية اذن؟
تحياتي


2 - مقال رائع كالعادة
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 10 / 4 - 11:23 )
تحية أخي عبد القادر:

مقالك رائع كالعادة ولشخص مثلي يعيش في أمريكا ويعرف ماهي أمريكا مقالك دقيق وصادق.

أمريكا ياصديقي العزيز بلد يحترم الجميع ويصون حقوقهم ويدافع عن أي شخص حتى الإرهابيون القتلة يضع القانون الأمريكي محامون للدفاع عنهم.

لاعلاقة لله بما يحصل في أمريكا

القانون يحمي الكل ويضمن المساواة. تساعد الدولة الأمريكية الفقير الأمريكي بتأمين الطعام وحتى المسكن الرخيص أين أهل العدالة والمساواة من هذا...

بلد فيه قاضي مستقل يحاكمك وشرطي يحمي الكل أفضل من جنة المسلمين مرتع الانتحاريون والقتلة..

ياأخي الكريم ليس هناك مقارنة هنا وأمثال هذا -المعتدل- ليس لديهم شيئ يقدمونه للحياة الحديثة سوى الخرافات..

مع التحية والتقدير


3 - القرني وأمثاله وليّ ذراع العالم بأسره
فاتن واصل ( 2015 / 10 / 4 - 13:36 )
اعتدنا هذا العوار في فتاوي رجال الدين، ان يروا العالم من زاويتهم ولا يعترفون بأن هناك العديد من زوايا الرؤية الأخرى.. ويصرون على ليّ الحقائق قسراً وفرض رؤيتهم في النهاية، ولا جدال ولا نقاش . بلاد الكفار تعج بالسعوديين الذين ذهبوا لأغراض أخرى غير ما نصت عليه فتواه من أسباب ثلاث، انه يعيش في غيبوبة تجعله في نظرهم مضحكاً، يراهم مخطئون وهم على صواب ويراهم كفار وهم يتبنون من القيم الانسانية ما لا يخطر ببال حضرته، ويمتلكون قوة عشرة آلهة مما تعدون بما يمتلكون من سلاح عابر للقارات ومال وثروات غير ما يسيطرون عليه في بلاد النفط كالسعودية وغيرها.
والله حيرونا هؤلاء الدجالين ولكن للأسف لهم تأثير قوي على البسطاء والكسالى الذين لا يريدون بذل أي جهد للتعلم ويعيشون حياتهم كالأنعام يساقون بواسطة رجل الدين - عمياني - كما نقول في مصر.
أفكار مستفزة وعالم مريض تسببوا في سرقة أعمارنا وحياتنا وقتلوا فينا أي مقاومة او محاولة لتغيير واقعنا البائس . تحياتي أستاذ عبد القادر أنيس وشكراً لقلمك الكاشف لعورات حياتنا.


4 - هذا العائض القرنى وأمثاله !
زاهر زمان ( 2015 / 10 / 4 - 15:34 )
المحترم الباحث / عبالقادر أنيس
كلهم تمت قولبة عقولهم فى دهاليز وسراديب المشروع المحمدى ، ولا ولن يستطيعوا منه فكاكاً ..فهكذا هم وتلك قدراتهم العقلية التى تم سلبها منهم وهم مازالوا أطفالاً صغاراً ..فلا ننتظر من شجر الحنظل أن يطرح برتقالاً سكرياً !
تحياتى لحضرتك


5 - ما فائدة الأخلاق ونحن في ذيل الأمم؟
ليندا كبرييل ( 2015 / 10 / 4 - 15:38 )
تحياتي أستاذنا القدير

ما فائدة الأخلاق (العربية) إذا كانت لم تنتج لنا إبرة خياطة؟
حتى فانوس رمضان يستوردونه من الصين، والأكثر، الدشداشة البيضاء وما فوقها وما تحتها أقصد الشحاحيط التي ينتعلونها

الكفار البلا أخلاق بنظر القرني وجماعة الدين المميز ، استطاعوا ببضع عشرات قليلة من السنين أن يصلوا للقمر، وسبروا الأرض إلى أعماقها والآن يحاولون في مجمع سيرن السويسري إعطاء صورة تقريبية للانفجار العظيم
نحن بألف وكذا مئة سنة من دين الأخلاق، ماذا فعلنا؟؟

لماذا أصبح الكفار حزب الله المختار للحياة وللعلم وللتقدم؟
عندما ذكرتُ هذه الجملة في عنوان مقال لي ارتعبوا وانكمشوا، ظنّ فقراء العقول أني أدعم نظرية شعب الله المختار اليهودية
بئس من لا يرى أبعد من أنفه

قطّعتَ الأنفاس على الأنفاس أستاذي بقلمك الرشيق، وأفكارك التي تخترق العقول الجامدة

ننتظرك دوما
تحية تقدير


6 - بدوي
ناس حدهوم أحمد ( 2015 / 10 / 4 - 16:37 )
لم يجد الكاتب شخصية يكتب عنها سوى هذا البدوي المتخلف البائس
ليقول لنا بأن هذا المسخ ذهب لأمريكا لكي يخرج الناس هناك من الظلمات إلى النور ؟
هل هذا الكاتب مغفل إلى هذه الدرجة وهو يعرف أن الرجل يخرف ؟
إن أمرهؤلاء العرب ولسيما الكتاب والمثقفون منهم شيء يدعو إلى العجب والقلق والحزن
فلدينا اليوم صحفيون وإعلاميون تجردوا من إختصاصاتهم وأصبحوا وعاظا ينصحون الناس ويتحدثون لنا عن الصلاة والصيام والطقوس الدينية
كما أصبح لدينا أدباء أيضا ونقاد يحللون النصوص الأدبية ويدعمونها بأقوال النبي وأحاديثه
وأصبح لدينا أيضا فرقا موسيقية مختصة في الدين تنوب عن الفرق الموسيقية التي اعتدنا عليها من قبل وتعوضنا عن الأغاني بمدح الرسول وما شابه ذلك
أما الفضائيات وشيوخها والدعوة إلى الجهاد فحدث ولا حرج
هذه الأمة العربية الإسلامية أصبح العالم ينظر إليها اليوم كأمة أصيبت بالحمق الوهابي والدليل هو ما يحدث اليوم من خراب وإرهاب وتشرد شعوبها التي أصبحت متسولة


7 - سناء نعيم
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 4 - 17:39 )
شكرا سناء نعيم على المرور وإثراء الموضوع. على ذكرك لإبراهيمي البليهي الكاتب اللبرالي الجريء، أحب أن أحيل القراء إلى حوار معه مع تركي الدخيل في برنامج إضاءات. بين البليهي والقرني مسافات شاسعة. للأسف التيار اللبرالي في السعودي مازال ضعيفا ولكنه واعد رغم حملات الوهابيين الشرسة عليه.
https://www.youtube.com/watch?v=BAr1yiwtO8E
شكرا مرة أخرى على ملاحظاتك الثاقبة. خالص مودتي


8 - محمد أبو هزاع
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 4 - 17:44 )
شكرا صديقي محمد أبو هزاع على المرور والتشجيع. شهادتك ثمينة جدا. فما راءٍ كمن سمع، كما يقول المثل العربي. طبعا لا يمكن أن نفصل بين التكنولوجيا الأمريكية، كما فعل القرني، وبين الجوانب الروحية التي جردها منها. وكأنه بالإمكان الإبداع في إنتاج الماديات بدون سند راقٍ من الثقافة والفنون والموسيقي والرقص والرياضة ومختلف الإبداعات التي تهيئ المناخ النظيف السليم للإنسان لكي يعطي أقصى ما يستطيع.
خالص تحياتي


9 - سنزداد حتى نطردهم
رافد رامز ( 2015 / 10 / 4 - 17:52 )
هذا ما قاله احدهم قبل يومين لزوجه صديقي حيث سمعها في الباص تتكلم مع ابنتها بالعربيه فسالها من اين هي وتقئ بهذه السموم التي تملئ دماغه المريض هو بالتكيد لم ينسى كيف كان وكيف اصبح بعد مجيئه لالمانيا ولكن الحقد والكراهيه التي تشبع بها عقله بقيت بل زادت ونمت كنمو السرطان الخبيث في الجسم السليم
لايوجد اسلام او مسلم وسط وينافق من يقول غير ذلك
الافكار هي لاتتغير لان مناهج الكراهيه هي نفسها في البيت او المدرسه او الجوامع لافائده ابدا في ان تتغير هذه العقول وافكارها العفنه ابدا
تحياتي


10 - فاتن واصل
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 4 - 17:58 )
شكرا للكاتبة فاتن واصل على المرور وإثراء الحوار بهذه الإضافة القيمة.
نعم كما قلت فـ(هؤلاء الدجالون للأسف لهم تأثير قوي على البسطاء والكسالى الذين لا يريدون بذل أي جهد للتعلم ويعيشون حياتهم كالأنعام يساقون بواسطة رجل الدين..). تصوري أنني ناقشت البعض فلم أجد عندهم أي قلق من تدهور أوضاعنا ولا يرون أي خلل في بقائنا مستهلكين للتكنولوجيا الغربية دون أن نساهم فيها. بعضهم يقولون بأن الله سخر الكفار لنا. هكذا بهذا الغباء. بعضهم يرى في غناهم ورفاهيتهم وتمتعهم بالحياة انحطاط أخلاقي سوف يعقبه لا محالة عقاب رباني أكيد تماما مثل الآية التي أوردها القرني: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ، فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). يعني أن كل هذا التقدم هو عبارة عن فخ رباني فقط. وعليه لا يجب أن نهتم به ونفهم أسراره ناهيك عن تقليده.
خالص تحياتي


11 - زاهر زمان
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 4 - 18:03 )
شكرا أخي زاهر زمان على المرور وإثراء الحوار. طبعا (لا ننتظر من شجر الحنظل أن يطرح برتقالاً سكرياً) كما قلتَ عن حق. وأنا ليس عندي أي شك في ذلك. ما أكتبه ليس موجها لأمثال القرضاوي والقرني وغيرهم. أنا أكتب للتواصل مع ذوي العقول فقط.
خالص تحياتي


12 - ليندا كبرييل
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 4 - 18:24 )
شكرا ليندا على المرور وإثراء الحوار بملاحظاتك الحصيفة. سأقف عند عنوان مداخلتك: (ما فائدة الأخلاق ونحن في ذيل الأمم؟). مشكلة رجال الدين عندنا أنهم لا يرون الأخلاق إلا بمنظار قيمهم الدينية البائدة، بل لا يرون في كل التعديات على حقوق الناس خللا أخلاقيا ، لا يرون في الرق، في الغزو، في تكفير الآخر، في رفض الحريات، نشازا في فكرهم الديني الأخلاقي. أما الأخلاق التي نستشفها من مواثيق حقوق الإنسان العالمية، من المواثيق والقوانين المنظمة للنزاعات الداخلية والخارجية، لحقوق المرأة، الطفل، الأسير، المهاجر، إلى غاية حقوق الحيوان والبيئة، فهي لا تسترعي انتباههم. ما يقض مضجعهم هو الحريات الاجتماعية خاصة الجنسية الشائعة في الغرب، رغم أن أسلافهم مارسوها وبشكل أبشع، وجعلوها حلالا وحكرا على الرجال فقط.
تقبلي خالص مودتي


13 - ناس حدهم أحمد
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 4 - 18:37 )
شكرا سيد ناس حدهوم أحمد على المرور وإثراء الحوار. حول قولك العنيف إلى حد ما في حقي: (لم يجد الكاتب شخصية يكتب عنها سوى هذا البدوي المتخلف البائس... الخ.)
عائض القرني له ملايين القراء الذي يتلقفون ما يقول وما يكتب وكأنه وحي منزل، حتى أشاعوا أن صدام حسين كان يقرأه في سجنه. تصورْ أن كتابه (لا تحزن) بيع منه عشرة ملايين نسخة كما جاء في آخر طبعة، بينما لا يتعدى عدد النسخ التي يطبعها ألمع كتابنا العلمانيين العقلانيين الخمسة آلاف نسخة. الكتاب تُرْجِم للغات عديدة. إذا كان القرني، كما قلتَ سيد أحمد، يخرف، فلا بد أن هناك خللا كبيرا، وكبيرا جدا في عقول قرائه، بل في عقول قراء العربية بصورة مفجعة. الكتابة حول فكر هؤلاء مفيدة، إذن، لأنها نشاز عما ألفه القارئ العربي من تمجيد لكل من يكتب في الدين دون أن تطاله سهام النقد. لأنها حجارة في بِرَك عقولنا الآسنة.
شكرا


14 - رافد رامز
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 4 - 18:57 )
شكرا سيد رافد رامز على المرور والمشاركة في إثراء الحوار.
حول قولك: (لا يوجد إسلام أو مسلم وسط، وينافق من يقول غير ذلك). ودون أن نقسو على الناس فإن الواقع يؤيدك، للأسف. مع ذلك يجب أن نعترف بأن الناس بقدر ما هم مخطئون، بقدر ما هم ضحايا. هم مخطئون، خاصة المتعلمين منهم لأنهم يرفضون التعلم والتفتح بسبب عقلية الاكتفاء الذاتي التي تربوا عليها والتي تصور لهم أنهم فعلا بخير، وما هم بخير، ومع ذلك فأبواب التغيير تبقى دائما مفتوحة. وهم ضحايا أيضا بسبب الشحن والحقن اللذين يتعرضون لهما طوال حياتهم، ولهذا يجب أن نركز في نقدنا على النخب الدينية والفكرية التي تساهم في الإبقاء على الناس قاصرين أبدا. فلا يستقيم الظل والعود أعوج.
تحياتي


15 - اميركا تمثل العالم
nasha ( 2015 / 10 / 5 - 01:46 )
الاستاذ عبدالقادر انيس المحترم
مرة أخرى انها الثقافة الدينية (البدائية العاطفية القاصرة ) .
ثقافة التقديس والمطلق الساذجة. الثقافة التي تحجب العقل وتشله وتجعله ذو مسار واحد فقط.
ثقافة قبلية تعصبية انانية مدمرة بالدرجة الاولى لانسانية حاملها ومعتنفها.
لا يضر اميركا رأي القرني او اي متعصب اخر ولا تتأثر بما يدعون ابداً . المتضرر هو مجتمعات هؤلاء المتعصبين التي جعلت منهم قادة ومفكرين ومثقفين واعلاميين.
انها عملية اخصاء للعقل المجتمعي والسيطرة عليه بالعاطفة الدينية البدائية القبلية.
اميركا تمثل العالم اجمع بثقافاته واديانه واعراقه انها عالم مصغر ونموذج للعالم عامة.
انها تمثل تجربة سياسية ناجحة للتعايش بين البشر بالرغم من ادعائات الاسلاميين وغيرهم من الماركسيين واليساريين من ذوي الخلفية الثقافية الشرقية.
تحياتي


16 - أين هم من المجتمعات الراقية ؟
حامد حمودي عباس ( 2015 / 10 / 5 - 11:27 )

ليس لدي ما اضيفه الى تصدي الاخ عبد القادر أنيس ، لواحد من جهابذة الفكر السلفي الوهابي وهو القرني عائض ، كونه يفوقني وسيلة للوقوف بوجه هكذا نماذج ، بائسة العقول ، سيئة المنهج .. غير انني يروق لي التذكير هنا ، بان المجتمع السعودي أخذ ، وخاصة في الاونة الاخيرة ، ينضح وبشكل مقرف ، بالكثير من حالات التفسخ الاخلاقي من خلال تعامل اثريائه ، وجلهم شيوخ ومن راسخي الايمان ، مع الخادمات الآسويات العاملات في المنازل ، لتظهر وعبر وسائل الاعلام السعودية ذاتها اخبار تقطر خزياً وتنتج عار .. والمفيد هنا التذكير بان جميع تلك الحوادث المخزية ، لابد وان تكون اسسها ، اما سعياً لترسيخ دين ، أو للتعامل مع تلكم الخادمات كسبايا .. فأية اخلاق يتحدث عنها هذا الجاهل ، كونها غابت عن المجتمع الامريكي ، وسافر هو ليعيدها متطوعاً رحمة بالعالمين ؟ ..
دمت بخير اخي عبد القادر ، وانا بانتظار ابحارك القادم .


17 - ناشا
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 5 - 13:41 )
شكرا ناشا على المرور وإثراء الحوار بإضافاتك القيمة. حول قولك: (لا يضر اميركا رأي القرني او اي متعصب اخر ولا تتأثر بما يدعون ابداً). أنا أرى أن أمريكا والغرب بصفة عامة يتضررون من الفكر الإسلامي المتطرف. لكن تضررهم أقل بكثير من تضررنا. أمريكا تتضرر أولا من الضرر الذي لحق بمواطنيها بسبب ما لجأت إليه الدولة من إجراءات تضييق على حرية المواطنين في المطارات وغيرها، وهي تتضرر بسبب ما لحق المهاجرين الذين يشبهون بشر الشرق الأوسط حيث صاروا محل ريبة من طرف الآخرين، بل حتى أساؤهم صارت محل ارتياب. لكن الضرر الكبير لحق بنا طبعا ونحن ندفع ثمنه من خلال هذه الهجمة الإرهابية التي دمرت بلدانا وشعوبا وعطلت مسيرة التغيير والتقدم.
خالص مودتي


18 - حامد حمودي عباس
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 5 - 14:06 )
مرحبا أخي حامد. في الحقيقة المجتمع السعودي لا يشذ عن مجتمعاتنا التي انحطت فيها المعاملات بين الناس. المقرف في السعودية أنها دولة دينية إسلامية يزعم القائمون عليها أنهم ليسوا في حاجة إلى شريعة حقوق الإنسان (رد السعودية على موقف السويد مؤخرا)
http://urlz.fr/2uEi
ولو صدقنا رجال الدين لكانت أية دولة إسلامية مثال السمو الأخلاقي لأنها تحتكم إلى شريعة كاملة ربانية. وهذا غير صحيح. عائض القرني نفسه، في هذه المحاضرة، كثيرا ما لمّح إلى انحطاط المعاملات في بلده رغم أن تربية الناس تتم وفقا للإسلام. فأين الخلل. على الأقل في أمريكا يستطيع الناس نقد القوانين ومعارضتها وتعديلها، عكس السعودية ويستطيع الجميع الاعتقاد بما شاؤوا.
في هذا الرابط قصة طفل لقيط ميت جيء به إلى المسجد للصلاة عليه قبل دفنه. بعد نهاية الصلاة هرب الناس حتى لا يشاركوا في إثم دفنه بحجة أنه ابن حرام:
http://sabq.org/Ugxfde
بينما يستحيل أن يتصرف الناس في أمريكا هكذا تصرفا تجاه طفل بريء. لم يعد الأطفال المولودون خارج الزواج يعاملون بطريقة تختلف عن غيرهم.
تحياتي

اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا