الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل المريض – 2 - تغوُّل الخطاب الديني نموذجا ً.

نضال الربضي

2015 / 10 / 4
المجتمع المدني


العقل المريض – 2 - تغوُّل الخطاب الديني نموذجا ً.

تطلب ُ طبيعة ُ الكائن ِ الحي التنوُّع َ كتعبير ٍ عن ذاتها، و تتَّخذ ُ منه ُ انعكاسا ً لها و شهادة ً على جوهرها و معناها، و الذي يتنافى مع أُحادية الخيار و تفرُّد ِ الرؤيا و انسجام ِ النمط في المجتمع الواحد، و يبرز ُ في التَّعدُّد ِ و توفر ِ الخيارات، و ينتعش ُ مع الانفتاح ِ على الاحتمالات ِ القيموية و دلالاتها و تجسيد ِ أبعادها.

من طبيعة ِ المُجتمعات التطرف ُ و الاعتدال، و ثلاثَـتُـهم: أعني التطرف َ اليميني و نقيضَه اليساري و الاعتدال، إنَّما هُن َّ محَّطات ٌ على طول ِ خطِّ الطيف ِ الوجودي، أو بالأصح شموس ٌ نجمية ٌ في فضاء ِ الوجود ِ المفتوح ِ على الأبعاد ِ التي نُحيط ُ بها و تلك َ التي تُستتبَع ُ من طبيعة ِ خيارات ِ تلك َ الشموس.

لا يمكن ُ أن يقوم َ مُجتمع ٌ صِحِّي ٌّ بدون وجود مزيج ٍ من الاعتدال ِ و التَّطرُّف، فهذا ضد َّ طبيعة ِ البشر و ضدَّ طبيعة ِ الوجود، لكن َّ مقدار َ تأثير ِ كُـلِّ لون ٍ في الطيف ِ الوجودي و تفاعُلَه ُ مع الألوان ِ الأخرى و مدى استيعابِه ِ لها أو قمعِه ِ لأحقيَّتِها في الوجود، يُحدِّد ُ سلامة َ المُجتمع و تماسُكَه ُ و قدرتَه ُ على الإنتاج و الاستمرار ِ و التطوُّر ِ و البناء.

تتمثَّل ُ المجتمعات ُ العربية كنماذِج َ لطغيان ِ التطرُّف ِ اليميني و استعدائِه للاعتدال ِ بشكل ٍ عام و لليسار ِ بشكل ٍ خاص، و تبرز ُ هيمنتُه ُ في إطار ٍ مُزدوج له آليتان: أولهما تلك َ التي تتبنَّاها شيوخ ُ الخُطبِ الدينية ِ في المساجدِ أيَّام َ الجُمع ِ، و ثانيتُهما الدعوية ُ السلفية ُ التكفيرية ُ بشكل خاصٍّ أشد َّ ضررا ً و أعظم َ تهديما ً للـُـبنية ِ النفسية ِ للأفراد و للعلاقات ِ في حدِّها الأدنى بين مكونات المُجتمع ِ الواحد.

في المجتمعات ِ العربية ِ يتقوقع ُ اليسار ُ تحت َ ثِقل ِ القيموية ِ الدينية، و هي أحكام ٌ و رؤى عامَّة عن الحياة ِ و الثقافة ِ و الحضارة، يعرضُها اليمين ُ على أنَّها مُطلقات ٌ حضرت من لاهوت ٍ مُفارِقٍ للحياة ِ المادِّية، يبني بواسطة ِ الدُّعاة ِ و الشيوخ إطارا ً مُحدَّدا ً لا يجب ُ الخروج ُ عنه، و يستلزم ُ دورانا ً مُستمرَّا ً حول َ محورِه ِ، و استقطاباً للطاقات ِ الفردية ِ إلى مركزِه، ليصير تمثيلا ً لمعناها، و يتجلَّى في مادِّيتها كجواب ٍ على أسئلة ِ الحياة ِ العُظمى و حلَّا ً لمشاكِلها.

يطغى الخطاب ُ الديني على الحياة ِ في هذه المجتمعات، فيُعطي خيارات ٍ مُحدَّدة ٍ لا يمكن الخروج عنها، و هي التي تاتي من تفسير ٍ يُستدعى من كُتُب ٍ لاشخاص عاشوا منُذُ مئات ِالسنين، في بقاع ٍ جُغرافية ٍ أُخرى، لها عاداتُها و تقاليدُها و ثقافتها و تاريخُها و ظروفها السياسية ُ و الاجتماعية و النفسية ُ التي استجابت لحاجات ٍ هذه المُعطيات، و المُنفصلة ُ انفصالا ً تاما ً عن ظروف ِ المُجتمعات ِ الحالية ِ و مشاكلها الحديثة و مُعطياتها المختلفة،،،

،،، و بالتالي التي ستكون ُ عقيمة ً عن ولادة ِ حُلولٍ للمشكلات ِ الحالية، بل و ستصير ُ في حدِّ ذاتها مشاكلا ً يتطلَّب ُ التعامل ُ معها حلولا ً لها، و التي ستزيد ُ من تعقيد ِ المشاكل الحالية لتصير َ بدورها مشاكل َ مُركَّبة ً من قديم ٍ يتم ُّ استدعاؤُه ليمتطي حديثا ً لا يُشبهها في شئ.

إن َّ الهيمنة َ الدينية َ على الخطاب ِ المُجتمعي تُجهِض ُ محاولات ِ الاعتدال ِو اليسار ِ لاستحضار ِ خيارات ٍ نمطية ٍ مُتنوِّعَة ٍ للمعيشة، و كأمثلة ٍ حيَّة ٍ نُشاهد ُ أمامنا دعوات ٍ لمنع اختلاطِ الجندرين، و إغلاق ِ المسابح، و إغلاق ِ دور السينما و المسرح، و شيطنة الفن، و الحرب ِ على الموسيقى، و وصم ِ المُخالف ِ بالإباحية ِ و الديوثة ِ و العُهر ِ و الفجور، و إفراغ ِ الآخر ِ من أيِّ قيمة ٍ إنسانيةٍ، و نزع ِ القيمة ِ الأخلاقية ِ عن كل ِّ خارج ٍ عن مذهب ِ اليمين، و الاصطدام ِ المسعور بكل ِّ نشاط ٍ لا يتَّفق ُ مع أيدولوجية ِ أصحاب المذهب،،،

،،، مُترافقا ً مع حملات ٍ كثيفة لاستهداف ِ النِّساء بشكل ٍ خاص بتخويفهم من العذاب في الدَّار ِ الأخرى الذي سيطال ُ من لا تضع ُ الحجاب، و من لا ترتدي الجلباب، و من لا تُسدل ُ النقاب، بالتَّزامن ِ مع التركيز ِ على الحقِّ الذُكوري في تحديد ِ الصواب و الخطأ في حياة الأنثى و التَّحكُّم ِ في كل ِّ شأن ٍ من شؤونها، و الحرص ِ الشديد ِ على الوصاية ِ على عقلها و تفكيرها و شعورِها و سلوكها بما لا يترك ُ لها أي فردية ٍ شخصية أو قرارا ً سياديا ً في أخصِّ خصوصياتِها، و يُنكر ُ عليها بصراحة لمحة َ العين و ضحكة َ الشفتين و لفتة َ الجسد و زيِن َ الملبس و انفعال َ الحياة و الاستجابة َ للأنوثة ِ الخالصة و التفاعُل َ مع الوجود، فتُصبح َ سجينة ً لهم بلا عقل ٍ و لا شعور و لا جُرأة َ و لا شخصية سوية.

هذا على الجانب العلني، أما على الجانب ِ المخفي فتتكثَّف ُ اجتماعات ُ السلفين التكفيرين التي تتبنَّى في السرِّ خطابا ً شديد َ العداوة ِ للدولة يهدف ُ إلى تشويه ِ وعي ِ الفئة ِ الشبابية ِ على وجه الخصوص لاستثمار ِ الغضب ِ و الإحباط ِ الذين تنتجهما أحوال اقتصادية ٌ صعبة فتبني فوقه و تكدِّس ُ موجات ٍ و موجات من الكراهية ِ و بذور ِ الثورة ِ و التمرُّد ِ و الإجرام، لتصير نفوسهم بيئة ً خصبة تُفرِّخ ُ عصيانا ً خفيَّا ً ينتظر ُ فُرصا ً علنية ً مُلائمة ً ليجد لنفسِه المخرج َ عند حدوث ِ فراغ ٍ أمنيِّ، خصوصا ً مع القدرة ِ على جمع ِ السلاح: سلاح أبيض، مسدَّسات، كلاشينكوفات و ما أكثرها، عبوات ُ تفجير ٍ محلِّية يقوم ُ على صناعتها عناصر ٌ لهم خبرات ٌ إجرامية ٌ سابقة في بؤر ٍ ساخنة كأفغانستان أو الشيشان أو العراق أو سوريا، و استكمل ُ لأقول َ: و مع التدريب ِ على استخدامِه ِ أيضا ً في مساحات ٍ صحراوية ٍ شاسعة بعيدا ً عن عيون ِ الأجهزة ِ الأمنية و لو جُزئيَّا ً لا بالمُطلق.

إن طغيان َ اليمين الديني، لا يُعطي للاعتدال ِ أو اليسار ِ أيَّ قُدرة ٍ على تحقيق ِ تأثير ٍ قابِل ٍ للنُّمو ِّ و العمل ِ بفاعلية، و في هذا نفترق ٌ عن الدُّول ِ الغربية ِ التي يوجدُ فيها الخطاب ُ اليميني، لكنَّه لا يتمتَّع ُ بأي قوَّة ٍ على الارض، و يتواضع ُ مُرغما ً حتف َ أنفه أمام الألوان ِ الإنسانية ِ للمجتمع، و ذراع ِ الدَّولة ِ الذي لن يتردَّد َ في وضع ِ حدٍّ له حين يتجاوز ُ خطَّه ُ المرسوم َ كلون ٍ من الألوان.

في الغرب ِ تنصُّ الدساتير ُ على حُريِّة الرأي، و احترام ِ الاختلاف، بما يصبُّ كلُّه ُ في مصلحة ِ المواطن و قوَّة ِ الدولة، لذلك َ لن تجد َ خطابا ً استعلائيا ً من السلفين يأخذُ حجما ً كارثيا ً على مُستوى الوعي الشبابي، و يتحتَّم ُ على الدعاة الشيوخ أن يلتزموا بأدبيات ٍ يدفعون َ ثمن الخروج ِ عنها سنوات ٍ من السِّجن و مصادرة ً للأموال و إغلاقا ً للمراكز، و ترحيلاً عن الدولة،،،

،،، أمَّا في المجتمعات ِ العربية فلا يتوانى دُعاة ُ الكراهية و الإجرام عن تحقير ِ شرائح ِ المُجتمع ِ، ووصمهم بأبشع الصفات، و تحشيد ِ الطاقات ِ الشبابية ِ ضدهم، و يجدون َ من الدولة ِ صدَّا ً خفيفا ً ليِّنا ً لا يتناسب ُ مع أثرهم المُدمِّر، فينمون َ في ظروف ٍ مُلائمة لهم، حتَّى إذا ما حدث َ فراغ ٌ أمني برزت أنيابُهم و سال لُعاب ُ طموحاتهِم و أحلامهم المريضة و صار المُجتمع و غدت ِ الدولة ُ أولى ضحاياهم.

لا بدَّ من خطَّة ٍ حُكومية ٍ واضحة ٍ و صريحة ٍ لضرب ِ أساسات ِ الفكر السلفي التكفيري، و لتشجيع ِ الخطاب ِ المُعتدل و اليساري، و كأمثلة ٍ على هذا يجب ُ تعديل ُ الدساتير لتكفل َ حرِّية الرأي و الانتقاد و النقد و المُساءلة، مع إلغاء ٍ تامٍّ للقوانين التي تُتيح ُ للظلامين ملاحقة أصحاب الرأي و الفكر و استهدافهم، و استحداث ِ القوانين التي تُجرِّم الدعوة َ إلى الكراهية، قوانيا ً ذكيَّة ً لا تسمح بتلبيس ِ الحقِّ بالباطل و بالمخارج ِ الذكيَّة ِ للشيوخ المودرن و الدُّعاة ِ الكول الذين يقولون في الجُملة ِ الواحدة ِ الشئَ و نقيضه، و يستغبون القانون و الدولة و الناس أجمعين.

كما و يجب ُ دون إبطاء تشريع القوانين التي تحمي المرأة حماية ً تامَّة ً و ترفع عنها الوصاية َ الذكرية، و أن يتم َّ محاصرة ُ الخطاب ِ المُستهدِف للمرأة فتُمنع حملات ُ تخويف ِ النساء ِ من جهنَّم و العذاب و التي يتبناها ذكور ٌ بامتياز، و تُستحدث َ بدلا ً عنها حملات ُ توعية ٍ تقوم ُ عليها نساء ٌ مختصَّات ٌ قادرات على فهم احتياجات المرأة و مخاطبتها و إيجاد ِ الحلول ِ لها، و رفعُها عاليا ً و بعيدا ً عن المدارات ِ السافلة ِ البدائية ِ لدورها كأداة ٍ لاستمتاع ِ الرَّجل و خادمة ٍ لبيته و مُربِّية ٍ لأطفاله.

يستحيل ُ لأيِّ مُجتمع ٍ سويٍّ أن يمضي إلى ما لا نهاية و نساؤُه رهائن ُ رجالِه، و رِجالُه رهائن ُ ممثِّلي دينِه ِ أو أديانِه، فهذا النوع ُ من العبودية ِ المُركبة من رجل الدين فوق الرجل و الرجل فوق المرأة، أثبت َ عبر التاريخ و عند كلِّ الشعوب كارثية َ نتائجِه، و لقد استطاعت ِ الأممُ الغربية ُ الانعتاق َ من هذا النير ِ و بناء َ الدساتير ِ الإنسانية ِ بناء ً على حاجات ِ البشر و ديناميكية ِ المجتمعات و الأزمان. هذا ما يجب ُ أن تُدركهُ النُّخب ُ المثقَّفة و السلطة ُ التشريعية ُ، و ما يجب ُ أن تعمل َ من أجل الوصول ِ إليه، لبناء ِ دول ٍ مُنتجة تساهم ُ في الحضارة، و إلاّ سنبقى مستهلكين، و سنقتل ُ بعضنا كما يحدث ُ اليوم َ في العراق ِ و سوريا، بينما يمضي الجميع ُ من أممِ الارض نحو أزمان ٍ و مُجتمعات ٍ أفضل َ لأبنائهم، و سنتفرَّج ُ عليهم و نلعنُهم و نحن ُ مستمروّن في ذبح ِ بعضنا في حين ِ نغفو ُ على وهم ِ صوت ٍ ماض ٍ سحيق ٍ مهترئ يقول ُ لنا أننا أفضل من جميعهم، نسمعهُ و ننتشي به و أيادينا مُلطَّخة بالدماء و جروحنا تنزف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2015 / 10 / 4 - 13:43 )
مقال رائع كعادتكم دائما ..

مشكلة الاصوليات والسلفيات هي ايمانها بالمسلمات والبديهيات واعتبارها حقائق مطلقة لذا لايمكن لهؤلاء التفكير في الاحتمالية وفي حرية الاختلاف فخطابهم خطاب خطي احادي يستند الى الحاكمية الالهية عند السلفية الاسلامية والى الحاكمية البشرية عند غيرهم .والنتيجة رفض الحوار ورفض مراجعة الذات والافكار .لذا على الحكومات والتي تريد المستقبل لشعوبها ان تتبنى العلمانية والتي تتضمن المساواة وحيادية الدولة امام الديانات والقيام بثورة ثقافية وقطيعة معرفيةمع التراث مع تنمية بشريةواقتصادية مستدامة وتشجيع مراكز البحث العلمي والجامعات وتغيير المناهج التعليمية وتغيير المناهج الدينية في الازهر وغيره من المراكز الدينية نحو رؤية حداثية للقران يتوافق مع قيم حقوق الانسان والديمقراطية وبدونها لامستقبل لشعوبنا .
اشد على اياديكم ولا اقول لكم وداعا بل اقول لكم : نلتقيك قاب مقالتين او ادنى .


2 - هذه دغدغة ياخي وليست خبط على الراس
مروان سعيد ( 2015 / 10 / 4 - 22:28 )
اجمل تحية للاستاذ نضال الربضي وللاستاذ وليد يوسف عطو
لاتفيد هذه الطريقة لهؤلاء الذين تتحدثوان عنهم هذه دغدغة للمشاعر
انسان يتعامل بالمدفع والرشاش وتجريم الاخر يجب ان نكلمه بطريقة يفهمها اكثر وهي ان نقول له ومع احترامي اليكم ولامثالكم يا ابن المحلل
لاانهم اولاد المحلل بصحيح افعالهم تقول هكذا
انظروا الى الرابط الذي ساعطيكم اياه قتلوا زوجها ووالده لاانهما ارمنيان اي كفار وكان يعمل بمعمله في طريق الباب بقرب حلب وهو معمل للثلج لكي لايشربوا الماء الحار اولاد المحلل
http://www.almayadeen.net/Programs/Episode/WhLWPti0_EqH8TBgMk4Xww/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7
نعم اخي نحن كفار بهذا الدين وهذه العقيدة لاانها لاتليق بالبشر
ومودتي لكما وتصبحون على خير


3 - العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2015 / 10 / 5 - 06:15 )
تحية صباحية طيبة أخي وليد!

يسعدني حضوركم دوماً و أتشرف ُ بالتواصل ِ المُثمر معكم!

أؤيد ما ذهبت َ إليه من خطوات ٍ للحل، و لا بُدَّ من اتخاذ قرار التغير على مستوى سياسي عالي، لكن َّ المشكلة أن تكلفة هذا التغير أعلى من مردوده، خصوصا ً أنه لا يتصل بالسياق الاقتصادي و لا يعود بفائدة ملموسة على الإيرادات أو النمو. السياسيون لا ينشغلون كثيرا ً بالأمور الفكرية طالما أنها لا تمس كيان الدولة المادي (سياسيا ً و اقتصادياً).

لهذا أنا لست ُ مُتفائلا ً أبدا ً.

سأغيب ُ لفترة لظروف ٍ خاصَّة ٍ، لكنكم في الفكر ِو القلب ِ دوما ً!


4 - العزيز مروان سعيد
نضال الربضي ( 2015 / 10 / 5 - 06:38 )
صباحا ً طيبا ً أخي مروان،

هذا المقال يخاطب الوعي العام و ليس للإرهابين، فهو تحليلي هادف في قالب اجتماعي تنويري، يتبنَّى خطابا ً واضحا ً يقوِّض أساسات الفكر المريض و يجتثُّ جذورها و يزرع و يبني مكانها نبتة ً صحِّية، لكنّك اعتقدت َ أنه يخاطب الإرهابين فوجدَّته دغدغة و التبس َ عليك.

لا أوافق على استخدام تعبير أولاد المحلل، يجب أن نحافظ على توازننا النفسي و لا نستسلم للغضب هذا من جهة، أما من جهة ثانية فإن استخدام هذا الخطاب يُعمِّق الهوة الفاصلة بين الأطراف و يُبعد المسافات، و يؤكِّد العداوات، بينما هدفنا ردم الصدع و تجسير الاختلافات للالتقاء. أتمنى عليك أن تعود لفكرك الجميل السابق.

دمت بود.


5 - العقل
ناس حدهوم أحمد ( 2015 / 10 / 5 - 14:36 )
توصيف دقيق لما يعانيه عالمنا العربي من تغول الدين على حياة الناس وتحويلها إلى مجرد قطيع من الخرفان معدة سلفا للدبح والسلخ وليست لشيء آخر . والخطاب الديني في أساسه يجرد الإنسان من حريته وكرامته ويكرسه فقط كما لو أنه مخلوق وجد فقط ليعبد وينفذ ويصبر على معاناته طمعا في الجنة التي ستكون مزودة بكل ما حرم منه الناس في الحياة الدنيا التي ليس لها في الواقع غيرها . والمصيبة هي أن العالم ينقسم إلى شطرين متناقضين لكل منهما خطابه . عالم مظلم يقابله عالم منير ومتألق - عالم بائس وشقي يقابله عالم مزدهر ومتفتح - عالم جاهل بلا عقل وبلا علم وبلا حق الإختيار يقابله عالم يملك الوعي والعقل والحرية والكرامة وحق الإختلاف . هذا هو الكون الذي نعيش فيه كون يتأسس على التناقض والتفاعل بينهما . كون فيه كل موجود له نقيضه .


6 - العزيز ناس حدهوم أحمد
نضال الربضي ( 2015 / 10 / 6 - 06:23 )
صباحا ً جميلا ً أتمناه لك أخي ناس و للقراء الكرام،

وجدت ْ ملاحظتك َ القيِّمة صدى ً لدي و انسجاما ً مع فكري: فأنت ترى الشئ َ و نقيضه في هذا العالم يتجاذبان بعضهما بقوَّة، و كأنه لا توافق و لا تصالُح و لا تعاون، لكن مُغالبة و تغلُّب و محاولات كل طرف صبغ الطرف المقابل، العلم يستهدف ُ الجهل و الجهل ُ يقاوم بشراسة و يستهدف العلم. إنها طبيعة ُ الكائن البشري فهكذا نحن ُ ببساطة شديدة.

العالم يسير بالضبط بالطريقة التي نتوقعها من نظام مُغلق على ما حوله من كواكب و نجوم و مجرات (أي مشغول بنفسه) و مفتوح على بعضه (دوليا ً و مُجتمعيا ً) بدون رقابة كائن أعلى و بدون تدخل قوَّة خفيَّة مفارقة للطبيعة.

في العالم تفاعلات بشرية بشرية، و بشرية بيئية تُنتج أفعالا ًتطلب ردود فعل، تصبح بدورها أفعالا ً تطلب ردود فعل و هكذا إلى ما لا نهاية، و سيسير العالم ليقطع أشواطا ً متقدمة من الوعي العظيم ثم الانتكاش الفظيع المُزري، إلى أن تُنهي صدفة كونية أو كارثة بيئية أو حرب عالمية، مجتمعاتنا، لنبدأ من جديد، أو قد لن نبدأ أبداً، و ترث ُ الأرض َ كائناتُها الأضعف عقلا ً و نباتاتها و حشراتها، و ربما هذا أفضل!

أهلا ً بك!


7 - المعتدلون دينيا منافقون
ليندا كبرييل ( 2015 / 10 / 6 - 10:19 )
الأستاذ نضال الربضي المحترم

الدين يفرض على معتنقه الالتزام الصارم، وإلا كان استخفافا بأوامر الله
فإما أن تكون ملتزما دون زيادة ولا نقصان عما أمرت به العقيدة،أو مفارقا لها

الوسطي هو كمن وقف في وسط السلم،لا الواقف بالأعلى سمعه ولا الواقف بالأسفل رآه
إنه لاعب على الحبلين

لا أوافقك على رؤيتك الوسطية

الوسطية تكون عندما يكون للإنسان (كامل الحرية والإرادة لاختيار )هذا الخط أو ذاك

أما في مجتمعنا وما دام الأمر يتعلق بقرارات ماسكي المؤمنين من خناقهم،فإن كل حديث عن الحرية والإرادة والوسطية لا معنى له

وأقول
لو لم يجد التطرف الديني التربة الخصبة في العقول لما انتشر وتغوّل بهذه الصورة

كذلك
لا أصدق مقولة اليسار الإسلامي الموصوف بالاعتدال

فاليميني يعلي شعار:الإسلام هو الحل
واليساري يعلي شعار:تجديد التراث

هل يمكن تجديد التراث؟
ماذا يعني هذا القول السخيف؟

يعني أنه عليهم حذف معظم ما جاء في الكتب التي أكل الدهر عليها وشرب
كما أن هذه الكتب نفسها تربطها العروة الوثقى بأهم مصدرين للإسلام: القرآن والحديث

اليسار يقترب من الوسط، لكنك عندما تناقشه في الأساسيات ينقلب يمينيا أكثر من المتطرفين

تحياتي


8 - الاعتدال الديني - 1
نضال الربضي ( 2015 / 10 / 6 - 13:29 )
أهلا ً بك ِ سيدتي الكبيرة قدرا ً،

سأخاطب عقلك ِ الراجح الآن بعيدا ً عن حديث الدين و النصوص و الألوهة و الصواب و الخطأ و الاعتدال و التطرف، هذه كلها مجرد أدوات في قلب الإنسان و شعوره لكي يحيا حياته ليس أكثر.

بنفس العقلانية أقول لك ِ: لا يوجد شيء اسمه: صحيح الدين، لكن هناك نسخ من الأديان بمقدار ما هناك بشر يؤمنون بها. لديك ِ ملياران و نصف مسيحي في كل واحد منهم نسخة من المسيحية، و كذلك مليار و نصف مسلم في كل منهم نسخة من الإسلام و هكذا، لذلك فالحديث عن لعب على الحبلين لوصق من يأخذ جزء من الدين و يترك آخر أعتبره غير واقعي.

هناك بشر جعلوا رؤية ً معينة: صحيح الدين، في فترة، ثم تبعهم آخرون جعلوا صحيح الدين شيئا ً آخر، و هكذا ستبقى الكأس ُ تدور ُ بين راشفي النصوص إلى ما لا نهاية، و يعلمنا العقل أن دعم الخيار الإنساني أجدى و أكثر ُ فائدة ً من استعداء المجموع العام الذي يحمل بذور التغير.

تُرى هل نفرح إذا اعتدلوا أم نحزن؟ أم نريدهم ألا يعتدلوا حتى نرضى عن صحة حكمنا عليهم؟

يتبع


9 - الاعتدال الديني - 2
نضال الربضي ( 2015 / 10 / 6 - 13:37 )
تُرى هل نملك الحق لنحكم فنقول أن كل من يعيش الاعتدال منافق لأنه يخالف رؤيتنا المتشددة لدينه؟ كيف نُعطي أنفسنا الحق أن نحكم بهذا؟

ربما أنك ِ تحكمين لأنهم عند الغضب يتوحشون، أليس كذلك؟ سأخبرك ِ أنني في ثلاث مرات و مع مسيحين معتدلين و طيبين حشرتهم في خانة اليك في زاوية فكرية بطريقة توم كروز مع جاك نيكلسون في فلم A few good men و كانت النتيجة ظهور نفس اللامبالاة بالآخر بالضبط بل و في أحد المرات وحشية، أعترف لك ِ لقد صعقت.

هل أزيدك ِ من الشعر بيتا ً: كل البشر وحوش سيدتي و هذا درس ٌ يعلمنا إياه التاريخ.

يا ترى هل يجعل الإسلام المسلمين جميعهم وحوشا ً من نوع خاص؟ الجواب: السلفية التكفيرية تفعل نعم، لكن عامة المسلمين لا يختلفون عن باقي البشر سوى في تمسكهم المبالغ فيه بالماضي، و عقليتهم المتزمتة الرجعية بدرجات، لكن قطعا ً وحشيتهم كغيرهم بالضبط.

فكرك ِ تغير على ما ألاحظ، لكن بكل الاحترام و الود أقول لك ِ: احذري فهذه بداية مُنزلق ٍ صعب! بدأت ِ تعممين الأحكام و هذه وصفة للخطأ!

أهلا ً بك ِ.


10 - من اين ياْتون بالخطاب الديني
مروان سعيد ( 2015 / 10 / 9 - 20:07 )
تحية مجددا لك وللجميع
واشكرك على ردك الراقي وحسن اخلاقك التي نفخر بها
وانا معك بان الانسان قابل للتوحش ولكن جعلت الاديان المحترمة لتكبح هذا التوحش وتخمده وتعود بالانسان الى انسانيته
اما عن بعض الديانات تزيد التوحش وتشجعه وتعطي مكافئة للذي يكون اوحش ويقتل اكثر
نعم اخي انت انسان تطمح للوصول لقمة الانسانية اما هم يريدون العودة للسلف الغير صالح الذي قتل وغزا ونهب وباع العبيد واقتنى ملكات اليمين ونكح ما طاب له من بنات الاصفر والاحمر
انه قدوتهم فلاعتب على هؤلاء الصغار المغيبين بامر الله ويمشون على خطى رسولهم الذي اغتصب بنت عمرها ست سنوات اخذها من مرجوحتها وبيدها لعبتها المفضلة لكي يداعبها في فراشه حتى التاسعة
وهنا السؤال هل يخطبون بالناس من بنات افكارهم ام من القران والسنة النبوية وسيرة الرسول التي مثل الفل الذي كان يطوف على نسائه بغسلة واحدة
والذي حلل لنفسه جميع المؤمنات التي تهب نفسها للنبي اذا هو اراد ان ينطحها اي ان لم تعجبه يقول لها فوتي علينا بكرا
ياخي يجب ان ننتشلهم من هذا المستنقع الخطير وبسرعة لاان الوقت مقصر واصبحت النهاية على الابواب
ومحبتي للجميع والمسلمين اولا
وجميعهم


11 - العزيز مروان سعيد
نضال الربضي ( 2015 / 10 / 12 - 06:42 )
تحية صباحية طيبة أخي مروان،

انتبهت ُ إلى تعليقك َ اليوم َ صباحاً فقط، فمعذرة ً منك لتأخري بالرد.

فلنركز على خطاب يستهدف استنهاض إنسانية المسلم قبل كل شيء و هي موجودة تنتظر التفعيل، و لنبتعد تماما ً عن الطعن في رموزه الدينية.

الطعن يتعامل مع الحساسية الدينية التي بدورها تُضخِّم رد الفعل بما يفوق الموقف نفسه، و ترفع أسوارا ً داخل النفس بينها و بين الآخر، و تؤدي إلى مزيد من التقوقُع على الذات و الانغماس في الماضي،،،

،،، لكنها قبل كل شيء تؤذي الإنسان، و ربما أنَّ هذا هو الأهم!

أخي مروان، يمكننا لو أحسنا الخطاب أن نصل لمشتركات، لو ابتعدنا عن الأوصاف المؤذية، عن التوصيف المُتعالي،،،

،،، كل ما يلزمنا أن نعمله: أن نُبرز الجميل، أن نُحضر الحضاري إلى واجهة الوعي، أن نجعل َ الإنسان َ مركز الخطاب، و بؤرة الحوار، و أن نرفع َ من النافع و المفيد، هذا كل ما يلزم.

دمت و الجميع بود!

اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع