الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدوي في أمريكا 2

عبد القادر أنيس

2015 / 10 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدوي في أمريكا 2
أتابع في هذه المقالة الثانية رحلة عائض القرني إلى أمريكا ضمن هذه السلسلة من المقالات التي هي عبارة عن قراءة في محاضرة له تحت عنوان (أمريكا التي رأيت)
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=19662&full=1
قدم لنا عائض القرني مجموعة من المراجع التي اعتمد عليها لإنجاز (بحثه):
((أولها: (موجز عن تاريخ أمريكا) مترجم، لـهنري ماجرو، وترجمه دكتور عربي.
ثانيها: (أمريكا التي رأيتها) لـمختار المسلاتي، وهو ليبي داعية يقيم في لوس أنجلوس بـكاليفورنيا، ويسلم على يديه كل يوم خمسة أو ستة من الأمريكان.
ثالثها: (الولايات المتحدة الأمريكية) لـمختار المسلاتي أيضاً.
رابعها: (أمريكا من الداخل) للدكتور صلاح الخالدي، ونقل أكثرَه من كتاب الشيخ الأستاذ سيد قطب رحمه الله: (أمريكا التي رأيت)).
وهي مراجع كلها بالعربية، ألّفها إسلاميون (سيد قطب، مختار المسلاتي، ...)، وبوسع القرني أن يغرف منها مطمئن البال مادام الجميع جنودا في هذه الكتائب التي يجهزها الإسلاميون لغزو الغرب وأسلمته وإخراجه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان. أما المرجع الأجنبي الوحيد فهو )موجز عن تاريخ أمريكا) كما سماه القرني، ونسبه إلى هنري ماجرو، كما نسب ترجمته إلى (دكتور عربي)! وشخصيا حاولت العثور على مؤلَّف بالإنجليزية مترجم إلى العربية بهذه المواصفات فلم أجده، لكني وجدت كتابا أقرب إليه تحت عنوان (موجز تاريخ الولايات المتحدة، تأليف ألان نيفينز، وهنري ستيل كوماجر، ترجمة محمد بدر الدين خليل. والراجح عندي أنه المرجع المقصود، بالنظر إلى توفره في المكتبات الجامعية السعودية.
A Short History of United States by Allen Nevins and Henry Steele Commager (1942)

لكن (الدكتور) عائض القرني لم ير نفسه معنيا باحترام الأمانة العلمية وأخلاق البحث العلمي وهو يتعامل بهذه الخفة مع مرجع هام لبحثه، حتى أخطأ في العنوان وفي اسم أحد المؤلفين وتجاهل الثاني، كما تجاهل اسم المترجم (إن صحت شكوكي طبعا).
كذلك لم أجد في ثنايا (بحثه) إحالات على المراجع التي اعتمد عليها (تحديد النصوص المقتبسة، الصفحات، ..) توخيا للدقة والأمانة العلمية، عدا الإشارة طبعا إلى أرقام الآيات وأسماء السور القرآنية. وهي ظاهرة ممقوتة كثيرا ما نجد المؤلفين العرب يقعون فيها، وهم يسطون على إبداعات الغير وجهودهم على طريقة الغزاة في غابر الأزمان (اتُّهِم القرني أكثر من مرة بالسطو على إنتاج غيره). كذلك نستشف من المراجع المذكورة ومن المحاضرة أن القرني لا يتقن اللغة الإنجليزية وهو أمر معيب لدى دكتور جامعي مهما كان تخصصه، ولعله كان حريصا على الالتزام بحديث: (من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق)، أما حديث (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم) الذي حفظناه في طفولتنا لحثنا على تعلم اللغات الأجنبية، فهو، بالإضافة إلى سوء النية الذي يحتويه، كان يندرج ضمن حمى الأسلمة التي كانت تسعى إلى صبغ كل شيء بالدين بما فيها تعلم اللغات وأسلمة العلوم، بل وكل المواقف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية عبر تأصيلها الديني من خلال الاستشهاد بالآيات والأحاديث لدعم المواقف والنظريات والآراء، أما اليوم فقد أثبتوا لنا أن هذا الحديث موضوع، وحسنا فعلوا، لأن الحث على تعلم اللغات بهذه النية السيئة في التواصل مع الغير أخذا وعطاء مضر، خاصة وأن تقدمنا اليوم مرهون بالتفتح على الحضارات الأخرى والتفاعل معها، بل وضرورة التخلق بأهم قيمة نبيلة للتعلم وهي التواضع والاعتراف بفضل المتفوق والاستعداد للتتلمذ على من عنده العلم، أي عند (الكفار) بالضرورة في حالتنا.

بهذه الذهنية بدأ القرني وصف رحلته: (ذهبنا من الرياض بعد صلاة العشاء، وهبطنا في مطار جدة وتوقفنا ساعتين، ثم طرنا متوكلين على الواحد الأحد، فيما يقارب الساعة الحادية عشرة، وكانت المسافة بين جدة ونيويورك ثلاث عشرة ساعة، لا توقُّف في الرحلة أبداً، معلق أنت بين السماء والأرض، وأنت تنظر في كون الواحد الأحد: "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ" [الذاريات:47-48]).
هكذا سيحرص القرني طوال (البحث) على إقحام الآيات القرآنية دون أن يهتم بجدوى ذلك. لكن، هل يعرف القرني، مثلا، أن التفسير الذي قدمه مفسرو القرآن لهذه الآية أصبح اليوم تفسيرا ساذجا تجاوزه الزمن؟ قال ابن كثير (والسماء بنيناها ) أي: جعلناها سقفا [محفوظا] رفيعا). بأيدٍ: أي : بقوة. قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والثوري، وغير واحد (وإنا لموسعون)، أي: قد وسَّعنا أرجاءها ورفعناها بغير عمد، حتى استقلت كما هي).
هل يعرف أن السماء التي نراها اليوم لم تعد هي السماء نفسها التي كان يراها مؤلف القرآن وجيله قبل 14 قرنا، ومن السذاجة أن يسترشد بهذه الآية وهو ذاهب إلى أمريكا، البلد الذي غزا الفضاء وأرسل مئات الأقمار الصناعية تدور حول الأرض خارج هذه السماء شديدة السُّمك، حسب التصور القرآني، والتي تحدى القرآن بها معشر الجن والإنس أن ينفذوا فيها، ولن ينفذوا، ومع ذلك نفذوا. هل تصوّر القرني معنى الآية على ضوء الفتوحات العلمية الحديثة؟ هل السماء في ذهنه، هي هي، كما قرأها في تفاسير القرآن، سقف مرفوع، وقبة رفعها الله فوق أرضنا بغير عمد نراها، وأن الله هو الذي يمسكها حتى لا تسقط على الأرض (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ..).
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1771&idto=1771&bk_no=49&ID=1824
وكذلك هو شأن الآية التالية التي أقحمها مرة أخرى في (بحثه): (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [الغاشية:17-20]
ولا ينسى أن يذكرنا بـ (مضيفة من مصر كانت عندها شهادة جامعية، ذهبت في زيارة لأمريكا قبل أشهر، فلما رأت الكون في الليل أعلنت إيمانها وتابت وعادت وأصبحت داعية). أصبحت داعية "لما رأت الكون في الليل" وكأنها لم تكن تراه في ليل مصر البهيم حيث السماء صافية طوال السنة، ولا هي تعلمت شيئا في الجامعة، التي منحتها الشهادة، عن حقيقة السماء والكواكب والنجوم... بئست الشهادة وبئست الجامعة إذن.

ثم يقول: "إن هذا الكون يفرض عليك أن تؤمن بالله، وأن تعلم أن لا إله إلا الله، ومشت بنا الرحلة لا يحفظنا إلا الله في حَدِيْدة بين السماء والأرض، لو توقف مسمار أو سلك لهبطنا؛ ولا ينقذنا إلا الواحد الأحد".
وهذا منتهى الجهل والجحود بل والنفاق. فلو كان القرني وغيره مقتنعا فعلا أن الطائرة غير مضمونة لما استقلها للسفر أبدا. ألا يأمره قرآنه ألا يلقي بنفسه إلى التهلكة؟ وقديما نصح سلفه بعدم ركوب البحر، لأن راكبه كدود على عود. ومع ذلك فحوادث الطائرات كثيرة، وأسبابها تقنية يحرص الخبراء على معرفتها والانكباب عليها بعد كل حادث سعيا إلى توفير أقصى ما يمكن من شروط السلامة حتى صار السفر عبر الطائرة أسلم مقارنة بغيره، بما في ذلك عبر المركبات التي تسير عبر الطرقات.
بهذه القناعة الدينية الساذجة وصل بدوِيُّنا وصحبُه الميامين إلى نيويورك. ولسوء حظهم أنهم صادفوا (فتيات مغرضات) في استقبالهم (!)، رحن يضحكن من زيهم (!)، رغم أنهن متعودات (كما قال) على هذا الزي، "أما الحجاب فلا تسَل، وأما غض البصر فلا تسَل". ومرة أخرى يعود البدوي إلى قرآنه البدوي ليجد فيه العزاء والوعد والوعيد: "وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" [الأنعام:110].
كل هذا المصير الرهيب من أجل ابتسامة بريئة. والراجح أن القرني أساء فهم تصرف المضيفات الطبيعي وهن يرحبن بالمسافرين مبتسمات!

ومع ذلك يجد نفسه، مجبرا على التنازل والاعتراف بفضائل الكفار. يقول: "والعجيب من المفاجآت المضحكات: أنَّا لما نزلنا ... تجاوزنا الخط الأحمر؛ لأننا مستعجلون نريد أن نسافر، وهم لا يعذرون بذلك، فهم يعرفون النظام، وهذا الذي افتقدناه نحن وكسبوه هم، وهو من ديننا لكن أخذوه وتركناه، أتينا نحن كأنا نتعامل في القرى أو مع القبائل بالعِصِي، أخذنا الجوازات وقلنا: نحن مستعجلون، وترجم لنا مترجم وقال: عندهم سفر، فكلٌّهم هزَّ رأسه والتفت بعضهم إلى بعض متضايقين، وقالوا: عودوا وراء الخط الأحمر وقِفُوا ساعة، فانتظرنا ما يقارب ساعة، فعندهم لا يتقدم أحد ولا يتأخر، ولا يعرفون الواسطة، وهذه منقبة، والحق أن نتكلم بالعدل كما قال تعالى: "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" [المائدة:8] فالعدل مطلوب، فالواسطة في مثل هذه الأماكن ليست عندهم".
هكذا يكتشف القرني أن الغربيين يعرفون النظام! لكنه نظامنا افتقدناه! "هو من ديننا لكن أخذوه وتركناه".
هكذا هم الإسلاميون، يحرصون على التشبث بأوهاهم حتى النهاية. تراثهم حوى كل شيء، لكن المسلمين الجاحدون بالنعمة فرّطوا فيه فاستحقوا هذا الذل والهوان! وهذا الزعم رغم أنه يراد به التعالي والتفاخر، لكنه يعبر، في حقيقة الأمر، عن اعتراف بغباء متأصل في عقول قوم يزعمون أن بين أيديهم كل الحلول لكل المشاكل ولا يعملون بها ولهذا تنتشر في مجتمعاتهم كل الموبقات. لماذا يا ترى؟
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من برة خام ومن جوة صخام
nasha ( 2015 / 10 / 6 - 06:22 )
الاستاذ عبدالقادر انيس المحترم
يا رجل انت وكما يقول الاخوه المصريين (انت حاطط نقرك من نقره ليه) ههه.
يا استاذي هؤلاء ناس جهلة لا علاقة لهم بالثقافة لا من قريب ولا من بعيد.
هؤلاء مخلوقين بعقول خاصيتها التقليد والحفظ فقط . انهم آلات حفظ لا علاقة لعقولهم باي منطق او ابداع او استنتاج او مقارنة.
المشكلة ان الانسان الحافظ يبهر الناس بسهولة ويُعتبوره ذكي وعبقري وعالم. الناس دائماً تتبع المنظر والشكل الخارجي وخصوصاً اذا كان يدغدغ العواطف المزروعة فيها منذ الصغر، مثل الدين والارث الثقافي بصورة عامة.
هؤلاء الدعاة اغبياء الى حد لا تتصوره. (هؤلاء خربو بيوتنا بموافقتنا !!!!!).
الذي ساعدهم على ذلك هو المجتمع نفسه اولاً وطبيعة العقيدة الاسلامية ثانياً .
العقيدة الاسلامية استبدادية عنيفة وخطيرة لا تسمح مطلقاً باي نقد او نقاش.
العقيدة الاسلامية تشجع على النفاق وتساعد الانتهازيين والوصوليين وهي احسن وسيلة لكسب الوجاهة والمال والسلطة .
تحياتي والى المزيد


2 - لا يستحق كل هذا الجهد
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 10 / 6 - 07:28 )
تحياتي للعزيز عبد القادر انيس
احييك على هذا الجهد في كشف دجل الوهابية ، وليكن هذا البدوي نموذجا لذلك !!
لكن هذا البدوي كان قد -غزا- غزوة سطا فيها على المنتوج الذهني لكاتبة سعودية والتي تجرأت على -محاكمته- وربحت القضية وغرمته محكمة من -الرجال الأعراب- بغرامة مالية كبيرة ..
فلو لم تكن السرقة واضحة كعين الشمس لما استطاعت ذلك .
وهناك شاعرٌ آخر اشتكاه لسرقته الأدبية من شعر ذلك الشاعر نسيتُ اسمه للأسف .
كل هذا مذكور في مولانا غوغل ..
فماذا ترتجي من سارق ؟؟!!
لكن لعله يكون نموذجا لباقي -الدكاترة- البدو النجديين .
تقبل تحياتي


3 - تعليق سريع
سناء نعيم ( 2015 / 10 / 6 - 07:52 )
الاستشهاد بالنصوص الدينية أصبح ظاهرة ملفتة لاتخلو منها حتى برامج الطبخ
وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا.
كلوا وأشربوا ولا تسرفوا
من تصبح بسبع تمرات عجوة..
اما اية :-والسماء بنياها بأيد وانا لموسعون-فقد اخرجها زغلول النجار من سياقها وفسرها على انها تعني تمدد الكون وهي الحقيقة التي لم يتوصل اليها العلم الا حديثا بينما علمها محمد قبل اكثر من 14 قرنا!!!
هكذا وبكل بساطة يتم تاويل النصوص لتخدم الغرض الذي يريده شيوخ وعلماء الاسلام فيستمر مسلسل تخدير الجماهير وخداع الناس بالوهية النص القرآني.
شيوخ يعيشون بالهف.
قد اعود لاحقا للقراء ة والتعليق لاني قرآت المقال على عجل
سلام


4 - إذا كان القرني مخرفا فالخلل في عقول تابعيه مفجع
ليندا كبرييل ( 2015 / 10 / 6 - 09:21 )
الأستاذ عبذ القادر أنيس المحترم

عجبت لرأي معلق كريم في المقال الماضي
لماذا تنقد القرني وأمثاله؟
اسمح لي أستاذنا أن أقتطع من ردك على المعلق الفاضل

الأستاذ أنيس:

القرني له ملايين القراء الذي يتلقفون ما يكتب وكأنه وحي منزل. كتابه بيع منه عشرة ملايين نسخة كما جاء في آخر طبعة، بينما لا يتعدى عدد النسخ التي يطبعها ألمع كتابنا العلمانيين العقلانيين الخمسة آلاف نسخة. الكتاب تُرْجِم للغات عديدة
إذا كان القرني، كما قلتَ سيد أحمد، يخرف، فلا بد أن هناك خللا كبيرا جدا في عقول قراء العربية بصورة مفجعة. الكتابة حول فكر هؤلاء مفيدة ،لأنها نشاز عما ألفه القارئ العربي من تمجيد لكل من يكتب في الدين دون أن تطاله سهام النقد. لأنها حجارة في بِرَك عقولنا الآسنة


وجدت أستاذنا أن أعرض رأيك الكريم هنا مرة ثانية ليتاح للجميع أن يقرأه ، ولأني لا أستبعد أن يستخسر القراء ضياع جهودك الثمينة مع أمثال هؤلاء المنافقين الذين يسلبون الإنسان مقدرته على التفكير أمام الكم الكبير من التزييف، نعم.. إنها حجارة في برك عقولنا الآسنة

تحية كبيرة لجهودك


5 - ناشا
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 6 - 13:36 )
شكرا أخي ناشا على المرور والتواصل. سأتوقف عند مناشدتك لي: (يا رجل انت وكما يقول الاخوه المصريين (انت حاطط نقرك من نقره ليه) ههه. يا استاذي هؤلاء ناس جهلة لا علاقة لهم بالثقافة لا من قريب ولا من بعيد.).
صدقني، أنا لا أجد أية متعة في قراءة ما يكتب هؤلاء. العكس هو الصحيح. لكن رغم كون هؤلاء جهلة أغبياء كما وصفتَهم، إلا أنهم يتحكمون في حياتنا بسبب تحكمهم في الدين. مشكلتنا، في الحقيقة، ليست معهم فقط، ولو كان كذلك لهان الأمر، فهؤلاء ليسوا بالعدد الكافي بحيث يتمكنون من التحكم فينا بالقوة. لكن قوتهم يستمدونها من ملايين الناس الذين يصدقونهم ويجلونهم ويأتمرون بأمرهم فيتحولون إلى جيوش جرارة في خدمتهم. لهذا يجب فضحهم، ومهما كانت نتيجة جهودنا بسيطة ومتواضعة، فهي أفضل من السكوت.
خالص مودتي


6 - قاسم حسن محاجنة
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 6 - 13:40 )
شكرا أخي قاسم حسن محاجنة على المرور والتواصل. أنا لا أرتجي شيئا من القرني ولا من غيره. عائض القرني زار الجزائر ففُتِحَت له كل أبواب وسائل الإعلام ليحاضر ويصول ويجول ولا يجد أمامه من يقول له حقيقة أمره وأمر أيديولوجيته الرجعية، كما لا يستطيع الواحد منا أن ينشر في تلك الصحف التي حاورته، ناهيك عن الظهور في أية قناة من القنوات المفتوحة لهم على مصراعيها، إلا بعد أن يقدم كل التنازلات، فإذا صادف أن قال قولة نشازا في هؤلاء الدين الذين يتماهون مع الله والرسول والدين ولم تنتبه إليها عين الرقيب تقوم الدنيا عليه ولا تقعد. من حظنا، هذه الأيام، وبفضل الإعلام الإلكتروني المفتوح، وبفضل هذا الموقع، أننا نتمكن من التعبير بحرية لكي يعرف الناس قبل أن يعرف هؤلاء أن هناك بشرا حريصين على عقولهم التي مكنتهم من الانفلات من هيمنة هؤلاء. علينا إذن أن نستغل، حتى النخاع، هذه الإمكانيات لفضحهم، ولا ننس أن نحمد جوجل ومن وراءه حمدا كثيرا.
تحياتي


7 - سناء نعيم
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 6 - 13:41 )
شكرا سناء نعيم على المرور والتواصل المثمر. المأساة أن جامعاتنا نفسها، وبعد عن فقدت أية علاقة بالعلم والبحث والجد، راحت تتمسح بالدين وتقيم المؤتمرات حول الإعجاز العلمي في القرآن. لكن المضحك في الأمر أن مكتشفي الإعجاز هؤلاء انتظروا حتى اكتشف الغرب ما اكتشف فسطوا عليه وراح يؤولون الآيات والأحاديث ليكتشفوا فيها إعجازا.
الإرهاب والفوضى والتشتت والتخلف في جميع الميادين التي تشهدها بلداننا هي كلها نتيجة لهذا الانحدار المفزع.
تحياتي


8 - ليندا كبرييل
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 6 - 13:46 )
شكرا ليندا على مرورك وتواصلك الكريم. طبعا أنت تعرفين أن الكتابة عن عائض وعن القرضاوي لا علاقة لها بأشخاصهم البائسة أو المحترمة. أنا دائما أعتبر الكتابة في الدين أو السياسة، أو في الاجتماع، أو في الفن ..، مهما سمت، سلعة كأي سلعة. والسلعة لا قيمة لها إلا إذا عرفت رواجا بين المستهلكين. ومادام لرجال الدين عندنا هذه الحظوة والتبجيل، ومادامت كتبهم تلقى رواجا دون سواها، فإن المشكلة لم تعد معهم، بل مع مستهلكي بضائعهم. مشكلتنا مع مستهلكين غير راشدين يمثلون الأغلبية في مجتمعاتنا. وهم رديئون في استهلاك الدين، كما هو رديئون في استهلاك الفن والسياسة والإعلام.... وإذا لم يخرج هؤلاء من قصورهم، فلا يمكن أن نتوقع أي تغيير إيجابي. يكفي أن نعرف أن الناس عندنا صوّتوا بالأغلبية على أحزاب دينية تكفر الديمقراطية والحريات. كان ذلك في أول فرصة أتيحت لهم للتحرر من الاستبداد والحزب الواحد. مكامن الخلل معروفة إذن.
تحياتي


9 - نتمنى لهم معجزة
سيلوس العراقي ( 2015 / 10 / 6 - 13:57 )
الاستاذ عبدالقادر أنيس
انهم بحاجة الى معجزة خاصة لتحولهم من قردة (أشباه بشر) الى بشر
تقع مسؤولية حدوث المعجزة ليس على آلهة خاصة ومختصة
بل تقع على عاتق مفكرين متنورين (من أمثالك ) يجهدون في اخراج هذا الكم الهائل من أشباه البشر من ظلمات كهوفهم ليتعلموا العيش مع البشر ويفكروا مثل البشر
المصيبة والطامة الكبرى التي تثير الشفقة والسخرية في آن واحد: أن أشباه البشر هؤلاء يظنون بأن عليهم هداية وتعليم وتوجيه العالم والبشرية لتصبح على مثل ماهم عليه من التخلف العقلي ومن اللاآدمية واللا انسانية
تحية لك


10 - سيلوس العراقي
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 6 - 17:46 )
شكرا لك سيلوس العراقي على المرور وإثراء الحوار. للأسف، ملاحظتك، رغم قساوتها، فهي صحيحة.
اقرأ كيف حولت السعودية نقد وزيرة خارجية السعودية لها حول حقوق الإنسان إلى نصر ثمين. مأساة فعلا، عندما يخسر بلد حقوق الإنسان وينتصر بلد الهمجية أمام جبروت المال وجبن الجبناء في العالم.
http://www.thenewkhalij.com/ar/node/11914
خالص تحياتي


11 - أمريكا والمرأة والقرني
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 10 / 7 - 00:58 )
تحية أخ عبد القادر:

مقالك الممتع لزيارة القرني لأمريكا عرج على أن القرني قال أن هناك نساء ضحكوا على لباسه...

أعتقد أنه يكذب لأن النساء هنا مهذبات ولن يتدخلو في لباس أي شخص صدقني...

أمريكا بلد فيه أخلاق والبشر يحترموا بعضهم البعض...

القرني لم يفهم شيئ من أمريكا لأن أحكامه مسبقة كما أظن...

إستمر بمقالاتك الجيدة جداً ياأخي الكريم

سلام


12 - محمد أبو هزاع
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 7 - 09:24 )
شكرا أخي محمد على المرور والتواصل. وهذا رأيي أيضا: (القرني لم يفهم شيئا من أمريكا لأن أحكامه مسبقة) بالتأكيد، وهذا يعود إلى ثقافته التقليدية البدوية الدينية. سبق للقرني أن أجرى عملية جراحية في فرنسا، ومن هناك وهو على سرير المستشفى بعث برسالة يشيد فيها بقيم الغرب الأخلاقية، لكنه تعرض لنقد شديد من طرف قرائه بحجة أن الغرب كافر لا أخلاق له رغم أنه قال في هذه الرسالة (ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين). ثم قال بعد ذلك في نفس الرسالة : (وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة، أما نحن العرب فقد سبقني
ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة).
http://archive.aawsat.com/details.asp?section=17&issueno=10670&article=458436#.VhTWtCsYGUk
تحياتي

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب