الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوكتيل أسئلة دينية..2

فاتن نور

2015 / 10 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


..جاد ساخر ببعضه وساخر جاد..

س: إلى متى يبقى المسلمون في حالة من الصراع الفقهي والسياسي حول مسألة الخلافة والإمامة وهي مسألة تاريخية عتيقة جداً لا تنفع الحاضر بشيء وتتعارض مع مفهوم الدولة الحديثة؟
ج: من قال أن المسلمين متصارعون حول هذه المسألة وهي بعيدة كل البعد عن معاناتهم؛ هذا لو نظرنا الى جهة العوام، وهي جهة تكتظ بالبسطاء والمعدمين المهتمين بمسألة العيش الكريم وما يحيطها من مسائل حياتية تشغلهم ليل نهار. المهتم بمسألة الخلافة والإمامة هم القيادات الدينية وجلهم من تجار الدين ووكلائه الانتهازيين الحالمين بانتزاع السلطة والاستحواذ على أموال المسلمين والتلاعب بمصائرهم كقطيع ليس إلاّ. وإذا كان هناك ثمة من يهتم بهذه المسألة من العوام؛ فهذا لأنهم لا يتبعون دينهم بل فقه ملوكهم؛ فهم عبيد لغير الله وخراف لغير الرب.

س: هل صحيح أن التحول الى الدين الإسلامي يكون بقراءة الشهادتين؟
ج: نعم؛ إذا اعتبرنا الدين محض بضاعة يُراد تسويقها بأقصر الطرق لكسب أكبر عدد من الزبائن. بتصوري التحول يستوجب قراءة الشهادتين ولكن بعد خطوة غاية في الأهمية يتم تجاهلها خوفاً من هروب الزبون وهي؛ إفهامه بأن قراءة الشهادتين تفرض أوتوماتيكياً عقداً اجتماعياً بينه وبين الأمة الإسلامية لا يمكن فسخه إلاّ بالموت، وما قراءة الشهادتين إلاّ قبولاً منه بهذا العقد وتوقيعاً شفاهياً يلزمه الى يوم الدين. وهذا أقل ما يمكن كشفه بأمانة لمن يريد دخول الإسلام وذلك حرصاً على دخوله من باب العدالة والنور وليس من باب التورية والغبن.

س: إذا أجمع علماء الأمة على موضوع ما فهل يكون إجماعهم حجة سرمدية تُلزِم الأجيال؟
ج: لا توجد حجج سرمدية فلكل جيل علماؤه وحججه التي قد تخالف حجج من سبقه حسب المتغير الزمني والفكري. ومن المؤسف أن يُعامَل الإجماع كحقيقة مطلقة ويُعد مصدراً من مصادر التشريع وهو اجتهاد بشري يرتكز على أسس غيبية. ومن الفقر المعرفي أن يُُعتبر الرأي المخالف للإجماع شذوذاً قد يُكفّر صاحبه أو يُتهم بالزندقة قبل دراسته من قبل علماء الأمة؛ وهم ليسوا بعلماء أصلاً لأنهم لا ينتجون علماً بل اجترارات سلفية لا تخدم إنسان الحاضر ولا مجتمعه وتعيق عجلة التحضر والنمو الفكري.

س: لماذا يرفض رجال الدين المثلية الجنسية ويعدونها شذوذاً تعارضاً مع ما أقرّه العلم؛ الذي لا يراها شذوذاً ولا خياراً بل نتاجاً طبيعياً مركباً تشتبك فيه عوامل بيولوجية وبيئية غاية في التعقيد؛ ثم يدّعون أن لا تعارض بين العلم والدين؟
ج: لابدّ من فهم القاعدة عند رجال الدين في مثل هذه الأحوال وهي؛ إذا حصل تعارض بين العلم والدين فالعودة الى النص القرآني تكون ضرورة؛ فأما الخروج منه بمعجزة تأويلية تقضي على التعارض الظاهري وتكشف عن جوهر النص الباطني المنسجم مع العلم، وأما في حال تعثر الخروج بمثل هذه المعجزة؛ ترك ما يقوله العلم مرحلياً، والأخذ بما يقوله النص القرآني وإلى حين، وعلى أمل النجاح مستقبلاً في تذليل الصعوبات وإيجاد مخرج فقهي يزحزح التعارض ويحيله الى انسجام. يعني وبمعنى آخر، تعليق الأخذ بالحقيقة العلمية حتى يفرجها الله على رجال الدين ويزيل الغشاوة عن عيونهم. وعلى المثليين في العالم الإسلامي انتظار هذا الفرج الرباني والدعاء لكل ذي غشاوة بالشفاء العاجل.

س: لماذا القاعدة عند رجال الدين هي أن لا يُأخذ بقول فقهيّ رجع عنه قائله؟
ج: لرجال الدين قواعد غرائبية كثيرة. هم يفترضون أن أقوال الفقهاء تتجه دوماً نحو الأصوب والأفضل أو تتطهر من خطأ الغفلة بصواب اليقظة، ولو كان هذا صحيحاً لما شقيّت الأمة. ولا ندري من أين جاءهم هكذا تصور لا يتسق مع منطق الحياة والواقع. فهل إذا تبنى رجل دين سلفي، بعد جهد وتمحيص؛ نهجاً علمانياً مثلاً؛ فرجع عن قول له وجاء بآخر محدث ينسجم مع ما تبنى ولا يتعارض مع النص القرآني والسنة؛ هل سيأخذ به أصحاب هذه القاعدة تاركين ما رجع عنه، أم أن قواعدهم تعمل حسب الهوى. ثم أن هذه القاعدة مجحفة تماماً لانها تعلّق الفصل بين القولين على القائل، وتغلق الباب بوجه الجمهور المتلقي وكأنه نكرة وبلا عقل. تخيلوا جان جاك روسو وقد رجع عن قوله "لا حرية دون مسؤولية" وجاء بمقولة بديلة "الحرية المسؤولة عبودية" وتخيلوا تطبيق قاعدة رجال الدين هذه التي سنترك بموجبها المقولة الأولى الرائعة ونتبنى الثانية المبتذلة؛ فقط لأن جناب روسو أصابته لوثة عقلية فتخلى عنها.

س: لماذا هذه العدائية للكلاب وخصوصاً من ذوي اللون الأسود وما حكمة قتلهم بأمر الرسول محمد؟
ج: الموضوع معقد للغاية لأن في سايكولوجيا الرسول. ولكن الحق يقال؛ أنه لم يأمر بقتل الكلاب التي ينتفع منها الإنسان للصيد والحراسة وغيرها من أمور حياتية بل بقتل ما لا يحتاجه فقط، وهذا يقود الى التساؤل؛ لماذا خلق الله حيوانات فائضة عن حاجة الإنسان؛ أو وبلغة أهل التجارة؛ لماذا هذه الفوضى بين العرض والطلب التي دفعت الرسول الى سحب الفائض من الأسواق بالقتل من أجل تحقيق التوازن. ولا ننسى أن الجن قد يتجسد بصورة كلب أسود كما يحكى، إلاٌ أن الفقهاء لم يخبرونا عن كيفية التمييز بين الجني الكافر المتجسد والذي يستحق القتل وبين الجني الصالح المتجسد الذي لا يجوز قتله.

س: هل يصنع الدين عنفاً دموياً أو إرهاباً؟
ج: الدين ثقافة ينتجها الإنسان ومحورها الإنسان كأي ثقافة آخرى. فإذا كانت ثقافة عنيفة ذات طبيعة عنصرية تمقت الآخر ولا تطيق له وجوداً؛ ستصنع إرهاباً دون شك. لكنها، وهذا ما يميزها، تسوّق باسم الله كمنتج لها ومحور من أجل تحقيق عبودية القطيع.


فاتن نور
Oct 05, 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -من غزة| -أبيع غذاء الروح


.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز




.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل