الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدوي في أمريكا 3

عبد القادر أنيس

2015 / 10 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدوي في أمريكا 3
أتابع في هذه المقالة الثالثة رحلة عائض القرني إلى أمريكا ضمن هذه السلسلة من المقالات التي هي عبارة عن قراءة في محاضرة له تحت عنوان (أمريكا التي رأيت)
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=19662&full=1
قال عائض القرني: "أخذنا الجوازات، وخرجنا في ساحة شركة بانام، فلما توقفنا رأينا هذه اللحوم البشرية وهي تموج أمامنا، الرجل يأخذ المرأة فيقبِّلها وما عليه، وعندهم في العرف الأمريكي -وقد ذكره هنري هذا- أنك ليس من حقك أن تنظر إلى الأمريكي، ولا تنظر إلى أحد من الناس، اذهب في أمرك، وعُد إلى مكانك، واشتغل بخاصة نفسك، ولا تتدخل في شئون الآخرين، وإذا نظرت إليهم استنكروا ذلك، هذه اللحوم البشرية تعيش كالبهائم، لا مبادئ ولا أخلاق ولا سلوك، ترى اللوعة والله، ترى القلق، ترى الحزن ولو كانوا يضحكون، يقبِّل الرجل المرأة وتقبِّله وهو أجنبي وهم يضحكون، ومع ذلك ترى اللوعة والأسى، والقلق والاضطراب في محياهم: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" [طه:124-126]."
نستشف من هذا الكلام، أن عائض القرني، وبسبب بدويته الدينية، قد حوّل مظاهر التمدن إلى مظاهر أخلاقية سيئة. هكذا صار الأمريكيون مجرد (لحوم بشرية تعيش كالبهائم بلا مبادئ ولا أخلاق ولا سلوك)! هكذا هم الأمريكيون، فقط لأن " الرجل يأخذ المرأة فيقبِّلها" أمام الناس. يقول هذا الكلام وكأن أي رجل في أمريكا يمكن أن يأخذ أية امرأة ويقبلها، دون معرفة مسبقة، دون تراضٍ، دون علاقة حميمية بينهما. هكذا يمكن أن يفهم القارئ المسلم الذي يقرأ ما يكتب هذا البدوي بثقة عمياء فيزداد مقتا واستعدادا تجاههم لأسباب تافهة. يقول هذا الكلام بينما ينص دينه الصالح لكل زمان ومكان (!) على حق الرجل المسلم في انتهاك عرض أسيرات الحروب باعتبارهن سبايا (مملوكات) ودون رضاهن، بل هو يعلم علم اليقين أن نبيه (تزوج) بأسيرته (صفية) ودون رضاها ووطئها بعد يوم فقط من قتل زوجها وإبادة أسرتها وعشيرتها في خيبر، وكان قد قتل أباها قبل ذلك في نكبة بني قريظة. أما الزوجة التي ترفض معاشرة زوجها فإن الملائكة تبيت تلعنها حتى تصبح حسب شريعة القرني، ويكون من حقه ضربها.
يستشنع القرني أخلاقا ومعاملات لدى الأمريكيين يمارسونها بكل حرية دون إكراه أو رقيب إلى رقيب الذوق السليم والإحساس المرهف، على النقيض مما هو جارٍ في السعودية، ويحسبها مساوئ لأن بدويته الدينية تدعو الناس للتدخل في شؤون بعضهم البعض باسم الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتبديع والتفسيق والتكفير..، حتى تحولت حياة الناس عندنا إلى جحيم، بل صيّروا الناس جواسيس يراقب بعضهم البعض حتى عم النفاق والرياء وصار الناس لا يعيشون حسب ما يرضيهم بل حسب ما يرضي الآخرين، أو بالأحرى حسب ما يرضي قوما عاشوا منذ 14 قرنا. عندنا مثال شعبي يعبر عن هذا الوضع الخانق: (كُلْ ما يعجبك والبس ما يعجب الناس)، ومثال آخر جعل للحيطان آذانا، وصار الناس يعانون من انفصام في الشخصية حيث تزدوج وتتعدد شخصياتهم حسب المناسبات، واحدة يعيش بها في السر والأخرى في العلانية، واحدة لممارسة السياسة وأخرى عندما يقبل على ممارسة الشعائر الدينية، واحدة عندما يتعامل مع ضعيف وأخرى عندما يتعامل مع قوي، كل هذا يمارسه الناس ويجدون في الدين مخارج كثيرة فمن حج عاد كما ولدته أمه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ومن قال لا إله إلا الله مائة مرة غُفرت له ذنوب ذلك اليوم ليبيت مرتاحا ليعود في الغداة إلى ارتكاب كل المخالفات.
ولا ينسى القرني استعداء إلهه الجبار العاتي ليسلط على الأمريكي "مَعِيشَةً ضَنْكاً" ويحشره "يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"، كل هذا لأن الأمريكي لا يشعر بالحرج فيأخذ زوجته أو حبيبته بين يديه ويقبلها أمام الملأ، (رغم فساد هذا التعبير الذكوري باعتبار أن هذا الفعل يتم بمبادرة الطرفين) ولأن الأمريكي لم يعد يرى من حقه أن ينظر إلى أمريكي آخر بنية المراقبة أو التدخل في شئونه كما نفعل نحن. بل كما قرر القرني نفسه القيام به وهو يحل ضيفا على الأمريكيين، وكأنه بُعِثَ إليهم مفتش آداب يتسقط نقائصهم ويضَمِّنُها في تقرير يرفعه إلى من يهمه الأمر.
كل هذا لاحظه القرني وأصدر أحكامه في لحظات قصيرة قبل أن يواصل رحلته، ولكن ليس قبل أن يستقبح موقف آخر لهؤلاء "الأمريكان (الذين) يشعرون بعتوٍّ وجبروت على العالم، كأن هذا الكون ملكهم، وكأننا نحن دخلاء في هذا الكون، كأنهم يسيرون الدنيا بمن فيها".
ولعل في بعض ما يقول القرني في هذه الفقرة الأخيرة، تجاه الأمريكان، شيئا من الحقيقة، رغم أنه لا يدركها، ذلك أنه من حق الأمريكان أن يفخروا ويَتَمَنَّنُوا على غيرهم لفضلهم الكبير على البشرية. يكفي أن نعلم أن بلادهم تحتل المرتبة الأولى بين جوائز نوبل (288 جائزة على 829)، وجامعاتها تحتل المراتب الأولى عالميا، ونادرا ما نجد جامعة عربية ضمن الخمسمائة جامعة الأولى، وهي الأولى عالميا في ترتيب براءات الاختراع، والأولى في ما لا يحصى من العلوم والفنون والرياضات....
يواصل هذا البدوي وصحبه وصف رحلته فيقول: " ثم طرنا بواسطة شركة بانام لا حياها الله ولا بياها، وكان هذا الطيار كأنه يسوق هايلوكس -إي والله- نحن في ضباب، ولكن كادت عقولنا أن تطير، وقد ذكرتُها في القصيدة، يهوي بنا المطب فيأخذه في كيلو، فكادت عقولنا أن تطير، فتمسكنا، وكان الأمريكان يضحكون ويصفقون له، وكأنه يعبث حالماً يسمع التصفيق له؛ لأن هذه الشركة معروفة بالعباطة -كما قالوا- فتُبْنا من أن نركب بواسطتها مرة ثانية، ولما نزلنا في واشنطن كأنَّا خرجنا من القبور أحياءً بعدما متنا، عرقنا يتصبب، ونحن ننتفض من هذه الفضيحة، وهذه المشكلة التي ركبنا فيها، فلما أخبرنا زملاءنا قالوا: أسأتم كل الإساءة! أتركبون مع شركة بانام؟! لا يركب فيها إلا العُبطاء أو اللاهون أو الذين يريدون أن يتفسحوا ويتفرجوا".
هنا ينسى القرني أنه سبق أن قال عن رحلته: "لا يحفظنا إلا الله في حَدِيْدة بين السماء والأرض، لو توقف مسمار أو سلك لهبطنا؛ ولا ينقذنا إلا الواحد الأحد". فما باله هنا يفقد ثقته في ربه، ويصب جام غضبه على الشركة وطياريها (العبطاء) من شدة الهلع. من المفروض أن يكون الأمريكيون هم الأشد حرصا على حياتهم حسب هذا المنطق. لكن البشر كلهم حريصون على حياتهم مهما نافق المتدينون. الراجح في قول القرني أنه كان مرعوبا فتصور أمورا غير صحيحة وبالغ فيها حد المهزلة.
المهم أن القرني وربعه وصلوا بسلامة إلى واشنطون، ولو في حالة بائسة مضحكة. لكن المدينة ومناظرها وطبيعتها أنستهم هذه المحنة للحظات قصيرة، ليواصل بعدها التشنيع على مضيفيه مثل قوله: "نزلنا هناك، واستقبلنا نخبة من الصالحين (مستقبليه من العرب والمسلمين)، وكان الثلج يغطي الأرض، أما جمال الطبيعة فسبحان من أعطاهم جنتهم في الحياة الدنيا!"
هكذا تحول جهد الأمريكيين طوال مائتي سنة لجعل مدينتهم من أجمل العواصم، منحة ربانية، ولكنها منحة مغشوشة، لأن الله ببساطة "أعطاهم جنتهم في الحياة الدنيا!"، وهو ما يعني أن لا نصيب لهم في الجنة (الأخرى) التي سوف يحتكرها المسلمون فقط (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرين من الخاسرين)!!. أما نهر واشنطون فهو يأخذ "الجِمال، لو كان أمامه جَمَل لشدَّه ورماه". فما دخل الجَمَل؟
ولكنَّ هذه الطبيعة الخلابة لم تكف لجعل هذا البدوي ينسى بداوته الدينية ولهذا يستدرك دائما مستعديا قرآنه على مضيفيه الكرماء "ولكنهم عتوا عن منهج الله، أعرضوا تماماً عن الله، ألْحَدوا في شرع الله: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [النحل:112]".
يواصل القرني هذا الوصف المشحون بالكراهية لأمريكا. فيقول: "نزلنا في فندق ريجيسون في واشنطن، وكان من التعليمات التي يعرفها من يذهب إلى هناك: ألا تفتح باب غرفة الفندق إذا دخلْتَ حتى تعرف من الناظور من الذي طرق عليك، فهم في إرهاب وخوف، قد يدخل عليك رجل بخنجر فيقتلك ويأخذ ما معك، أو قد يدخل عليك من يطلق عليك الرصاص، ثم لا محكمة ولا قضاء، ولا شيء، لا تعرفه ولا يعرفك، فكلما طرق طارق فزع الواحد منا، فيَنْظُر أحدنا في الناظور...".
ومع ذلك لم يحدثنا القرني أنه تعرض لمكروه خلال هذه الرحلة.
ثم يقول: "خرجنا من هناك ما يقارب ثلاثة أيام ما سمعنا أذاناً، ولا قرآناً، ولا توجُّهاً، وما سمعنا تسبيحاً، ولا ذكراً لله، أمة كالغنم، كالبهائم، وهم من أشد الناس عملاً، ينطلقون الساعة السابعة ولا يعودون إلا مع صلاة المغرب، في عمل كالآلة، الأمريكي مبرمج كالثور، يذهب من بيته إلى عمله ثم يعود في المساء، والعجيب أن أساتذة الجامعات عندهم لا يعرف أحدهم الولاية التي بجانبه، ولا حدودها ولا أخبارها، هذا يقين، ولكن دخلنا المركز الإسلامي في واشنطن فسمعنا (الله أكبر) فكأن قلوبنا عادت وحييت بعدما ماتت"!
هكذا تتحول قيم الحداثة والتمدن في عيني هذا البدوي إلى مساوئ. الأمريكيون كالغنم والبهائم لأن بدويَّنا لم يسمع آذانا. والأمريكي العامل المجد صار مثل الثور. أما أساتذة الجامعات فهم جهلة لأنه "لا يعرف أحدهم الولاية التي بجانبه، ولا حدودها ولا أخبارها"!
بعدها انتقل القرني وصحبه إلى كلورادو حيث حضر مؤتمر إسلامي. وفيه جرى الإعلان عن مقتل عبد الله عزام في بيشاور (أي عام 1989). ووصف تأثر الحاضرين بعد إذاعة خبر مقتل عزام: "وأتى رئيس المؤتمر: الشيخ محمود مراد، ببيان رهيب كأنه يتقطع دماً، ثم قام أمام المؤتمر فقرأ البيان بعد صلاة المغرب، فبكى وأبكى حتى سمعنا بكاء النساء المسلمات من وراء الحجاب، وهذه علامة القبول إن شاء الله، وأبلغ برقية للشيخ سياف من ذاكم المؤتمر".
ثم يشكك القرني في جدوى الحريات والديمقراطية على حياة الناس التي خلت، حسب قوله، من الأمن والرخاء، ومرة أخرى يستنجد بآية لتقريعهم: " الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ"، ويستخلص منها أن " لا أمن إلا للمؤمن، أما الكافر فحرام عليه الأمن، وحرامٌ عليه أن يهجع" (أي ينام أو يطمئن). ويواصل بهذه الطريقة تَسَقُّط المظاهر السلبية في المجتمع الأمريكي ليبني عليها مواقف عامة مغرضة.
حين زار القرني أمريكا كانت حكوماتها تلعب بالنار في سياساتها الخارجية وهي تتحالف مع السعودية وباكستان ضياء الحق وغيرهما لتعبئة العالم الإسلامي ضد التدخل السوفييتي في أفغانستان. ولا شك أن العالم يحصد، اليوم، تلك الأشواك التي زُرِعت بنية محاربة الشيوعية، ولكن أمريكا دفعت الثمن غاليا جراء ذلك. ويبدو لي أن الغرب، بصفة عامة، لم يعتبر كل الاعتبار بما حدث حتى اليوم، خاصة في تعامله مع قضايا البلاد الإسلامية، لكنهم انتبهوا إلى الخطر الذي يمثله الإسلام بصورة عامة وخطر التطرف بصفة خاصة على حياة الناس في بلدانهم فبدأت الدوائر تضيق عليه وبدأ الدور السعودي ينفضح أكثر فأكثر.
كنت أنوي مواصلة الكتابة حول المحاضرة كلها، لكني بدأت أشعر بالقرف منها ومن بداوة صاحبها، وظلامية فكره. لهذا سأتوقف هنا، ومع ذلك فإن قراءة هذه المحاضرة حتى نهايتها مفيدة لكل من يريد أن يفهم أكثر الدور السعودي الوهابي في نشر الإرهاب في العالم تحت غطاء نشر الإسلام وإخراج الأمم الكافرة من ظلمات الديمقراطية والحرية إلى نور الإسلام!!!
منذ أن قام هذا البدوي الوهابي برحلته إلى أمريكا، مرت ست وعشرون سنة. فهل تغير فكر عائض القرني رغم الدمار الذي تسبب فيه ودولته للعالم وللمسلمين بخاصة؟ كلا. في آخر رحلة قام بها إلى بلاد الكفار، حيث قصد باريس لإجراء عملية جراحية، كتب رسالة من هناك عبر فيها عن إعجابه بالحضارة الغربية فأسخط عليه قراءه لأنه مدح الكفار،
http://archive.aawsat.com/details.asp?section=17&issueno=10670&article=458436#.VhWnJysYGUl
ردود الفعل السلبية تجاه رسالته يستحقها القرني، على الضد ممن دافعوا عنه، "فمن زرع الشوك لا يجنبي العنب". القرني والقرضاوي وغيرهم من علماء الإرهاب فقدوا الكثيرة من الهالة والنفوذ. الحكومات اليوم تطالبهم بخطاب آخر مضاد للتهدئة واستغفال العالم مرة أخرى عبر تقديم إسلام متسامح منقَّى يختلف عما كانوا ينشرونه، لكن الحركات الإرهابية وشبابها الذين ترعرعوا في البيئات الوهابية شَبُّوا عن الطوق ولم تعد لشيوخهم سلطة عليهم، بل صار هؤلاء الشيوخ فقهاء السلاطين في نظرهم. ولهذا فعندما كتب القرني في رسالته: "وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة، أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة"، عندما كتب هذا الكلام المنافق قامت عليه الدنيا، رغم أنه مهّد له بمبررات أخرى خبيثة ومسمومة: "أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتَّهَمَ بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين. ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني، يقول تعالى: "ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة". هكذا هو القرآن مثل عجينة أطفال المدارس، يشكلونه حسب المراد الطلب والمصلحة، لكن تمسحه بالقرآن لم يعد يقيه ولا غيره شر الأفاعي التي ربوها وأطلقوها تلدغ في جميع أنحاء العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهل ينسى البدوي أصله؟
سناء نعيم ( 2015 / 10 / 8 - 08:06 )
تعليقي عبارة عن قصتين حقيقيتين تعبران عن مدى تأثير القرني واخوانه على العقل المسلم
الاولى حدثت خلال تسعينيات القرن الماضي حيث مرض احد السلفيين في مدينتي في عينيه فقصد فرنسا للعلاج وهناك وجد من الرعاية الصحية والمعاملة الانسانية ما أخذ بلبه ،فلما عاد ،بعد ما شفي،وحكى ذلك لزواره قالوا له بأن اللطف الذي وجده في فرنسا بسبب تقواه وصلاحه وأشاعوا بين الناس ان التمسك بالاسلام الصحيح يثمر في الدنيا قبل الاخرة!
الثانية حدثت قبل أيام مع طفل قريبي يدرس في السنة خامسة ابتدائي،حيث كنت اراجع له درسا في اللغة الفرنسية وأثناء المراجعة خطر ببالي سؤال غريب فسألته دون تفكير
هل معلمة الفرنسية تلبس خمارا؟ نعم اجاب وكل المعلمات في المؤسسه يلبسنه
وهل المعلمون يلبسونه سألته ثانية؟
ضحك الطفل فسألته عن السبب فردّ بجراة :انهم رجال!
ولكن رجال وحتى اطفال السعودية يغطون رؤوسهم فرد بسرعة:ذاك لباس تقليدي!!
اخيرا واجابة عن سؤال ما دخل الجمل؟
وهل ينسى البدوي أصله؟
شكرا لك على مقالاتك الفاضحة للفكر الظلامي وقبل ذلك شكرا للعقل الغربي الذي أبدع لنا هذه الوسيلة العجيبة التي ساعدتني في التحرر من الفكر المتصحر


2 - تنويه
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 8 - 08:29 )
شكرا سناء على مرورك وتعليقك المميز. حول قولك: وهل ينسى البدوي أصله؟
أحب أن أنوه، بهذه المناسبة، بأن البدوي المعني في مقالاتي ليس بالضرورة ساكن البادية والأرياف في أيامنا. فما حل بأريافنا من تطور لا يستهان به، حتى لم نعد نفرق، مثلما كان الحال قبل خمسين سنة فقط، بين ساكن البادية وساكن المدينة في اللباس والمسكن والمأكل وحتى الموقف من المرأة. البداوة قد نجدها في مدننا بما فيها العريقة خاصة بعد أن هيمن على الناس فيها الفكر الإسلامي البدوي.
لعل فهمي للبداوة أقرب إلى الفهم الخلدوني. فهو بقدر ما يشيد بأخلاق البدو من ناحية، مثل الكرم والشجاعة والاستعداد الدائم للتمرد على الظلم، بقدر ما يذم فيهم التوحش وعداء الحضارة والاستعداد لتخريبها كلما أمكن. مجتمعاتنا، إذن، يعاني من بداوة أكيدة بسبب كون الإسلام دين بدوي انتصر بإعلاء شأن أخلاق البدو القائمة على الإغارة والسلب والنهب واحتقار المرأة والتعصب الشديد للقبيلة والملة على حد سواء.
خالص تحياتي


3 - لترفق بك السماء ولتشفك من مرضك
شاطئ الغرام ( 2015 / 10 / 8 - 08:57 )
أنت تعاني من حالة خطيرة عدائية وقلبك ممتلئ بالحقد العرقي
أطلب من السماء أن ترفق بك وبحالك


4 - مرة ثانية
سناء نعيم ( 2015 / 10 / 8 - 09:06 )
المقصود بالبدواة طبعا القيم الرجعية القديمة التي يتبناها اصحاب الفكر الديني ويريدون تطبيقها على ابناء هذا العصر رغم انهم يجملون فيها قليلا لكن كما الشاعر:فالقرد ذو قبح وان جمّلته..
أما عن سكان البادية ، وبخاصة القدامى، فكانوا بتصفون بقيم نبيلة من كرم وشهامة وتكافل..كالتي كانت قبل مجيء الاسلام لكن الاسلام قام بطمسها وسماها جاهلية !!
وقد سبق للامير عبد القادر ان كتب قصيدة يمدح فيها حياة البدو واخلاقهم:
يا عاذرا لامريء قد هام في الحضر وعاذلا لمحب البدو والقفر
وطبعا الامير يقصد القيم البدوية الجميلة وليست قيم الاسلام الهمجية كالسبي والنهب والاغتصاب ...
ولا اعتقد ان شخصا سويا يقبل بهذه السلوكات في هذا العصر
سلام والى لقاء اخر


5 - تعقيب
حامد حمودي عباس ( 2015 / 10 / 8 - 09:55 )

يطيب لي ، بعد الاطلاع على فكر القرني من خلالك ، ان اسأل ، أين هو اليوم ، مما تسببت به بلاده ، وهي عنوان ومهد الاسلام ، من دمار في اليمن .. وما كان لبلاده ، وهي حاضنة الكعبة ومكاناً ضم قبر الرسول محمد ، من دور في تمزيق العراق وسوريا وتشريد الالاف من المهاجرين الشباب والذين ساقهم ضياعهم ليحلوا لاجئين في بلاد اوروبا مرغمين غير طائعين ؟ .. ما هو رده على مستشارة المانيا ، الكافرة ميركل ، حين قالت مخاطبة شعبها ( جاؤوكم هؤلاء مستجيرين بكم ، ومكة هي اقرب اليهم منكم ) .. ؟؟ .. جهدك اخي عبد القادر في التعرض للسيء من فكر القرني وامثاله ، لابد وان يكون له حرثه الطيب .. دمت بخير


6 - فلماذا يتعالج في الغرب ولديه العلاج الرباني؟؟
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 10 / 8 - 10:11 )
حضرة الفاضل الأستاذ عبد القادر أنيس

منذ أن عرفتك في المجموعات البريدية وأنا ألمس مقدرتك الفذة على التعمق والتحليل

فاتتني مقالاتك السابقة سيدي،أتمنى أن تتاح لي الفرصة قريبا ليس لقراءة أفكارك الناضجة فحسب،بل رجاء الوقوف على مواقف الزملاء وآرائهم

ذهب السيد الداعية للعلاج في فرنسا،وماذا عن المساكين الذين ينحت في عقولهم تبشيرا بآرائه،فيصف لهم حبة البركة،وماء زمزم،والحجامة ... لماذا لا يضرب المثل الحقيقي لهم قيقوم باللجوء فعلا إلى هذه العلاجات؟

وماذا عن الاعتداء الجسدي على العاملات الفقيرات الآسيويات من قبل أبناء شعبه المؤمن الأقرب إلى عاصمة الدنيا المقدسة مكة؟

هل حلال لهم أن يفعلوا ما يشاؤون في خمارات البلاد العربية بالسر والعلن؟
هل يدري أن شباب أمته وبناتها يقيمون العلاقات الجنسية كاملة في السر والخفاء؟
على الأقل الغربي يفعلها برضى شريكته ومجتمعه

كان على القرني أن يفتح باب غرفته في الفندق دون أن ينظر من العين السحرية،مطمئنا إلى أن عين الله ترعاه،وهو الداعية المؤمن الذي حسناته بعشرات ومئات أمثالها

سيدي عبد القادر،وأنت القادر على فتح الأبواب المغلقة،ننتظر إبداعاتك القادمة
والسلام عليك


7 - سناء نعيم
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 8 - 10:27 )
شكرا لك سناء مرة أخرى على إثارة جوانب هامة لها صلة بالموضوع.
طبعا، ورغم أنك لا تقصدين، لكني لا أتفق معك حول أن (القرد ذو قبح وإن جمّلته). القرد ليس قبيحا، ولا أرى أي حيوان قبيحا. الإنسان هو الذي وضع مقاييس القبح والجمال حتى صنف البشر إلى قبيح وجميل بينما كل الكائنات تطورت حسب ما اقتضته الطبيعة.
حول ذكرك للأمير عبد القادر الجزائري. فالباحث في تاريخ المقاومة التي قادها ضد الغزو الفرنسي لا يجد في حروبه ما يخل بقيم الشهامة والنبالة التي يتحلى بها الفرسان. ورغم أنه كان يحارب الاستعمار تحت شعارات دينية مثل الجهاد، إلا أنه كان بعيدا جدا عن الجهاد الإسلامي الذي مارسه الأسلاف ولا عن الجهاد الحديث الذي مارسه الوهابيون ثم تلاميذهم الدواعش. لم يعرف عنه أن عامل أعداءه سواء من الجزائريين الذين تعاونوا مع الاستعمار أم مع الاستعمار بشريعة الرق والسبي. بينما كان السعوديون الوهابيون قد تعاملوا مع خصومهم، وهم مسلمون، على أساس أنهم كفار، فاستعبدوهم وسبوا نساء القبائل المعارضة ومارسوا النخاسة بأبشع صورها.
تحياتي


8 - حامد حمودي عباس
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 8 - 10:45 )
شكرا أخي حامد على المرور والتواصل وإثراء الموضوع.
القرني لم يتغير ولن يتغير لأنه يستمد مواقفه من مصدر (مقدس). ها هو ينظم قصيدة يؤيد في الحرب المدمرة التي تقودها السعودية في اليمن. وفيها يقول:
يا عاصفة حزم الكرامهْ والرسالةْ والسُننْ .. هيّا احرقوا أذناب المجوس ومن يناصرهم بعدْ
دكّوا معاقل عصبة الشيطان عبّاد الوثنْ .. حطــوا عليــهم مثل يوم الله في بدر وأحدْ
http://urlz.fr/2vC1
هل يعقل أن يوصف قائل هذا الكلام بالوسطية والاعتدال كما جاء في ويكيبيديا.
تحياتي


9 - افتح الرابط وشاهد المهزلة
nasha ( 2015 / 10 / 8 - 10:59 )
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=895064883918560&id=100002451708998


10 - سامح ابراهيم حمادي
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 8 - 11:04 )
شكرا لك سيد سامح إبراهيم حمادي على تفضلك بالقراءة وإثراء الحوار والتشجيع.
ملاحظاتك في الصميم. لا مجال للمقارنة بين أوضاع العمال والعاملات المهاجرين في السعودية مع أن أغلبهم مسلمون، وبين أوضاع العمال في العالم الغربي. بل حتى التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين مختلف تمام الاختلاف. مؤخرا شرعت السعودية في طردهم بطرق همجية لا إنسانية. التعامل مع خادمات البيوت يقترب من الرق.
تحياتي


11 - ناشا
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 8 - 11:20 )
شكرا ناشا. لكن الرابط لا ينفتح. يوجد خلل.


12 - هكذا يفكرون وهكذا يعتقدون !
زاهر زمان ( 2015 / 10 / 8 - 11:50 )
الرفيق المحترم / عبدالقادر أنيس
القرنى والقرضاوى من أساطين المشروع المحمدى . لقد تشربوا بكل مافيه من ملامح وتفصيلات وتأصيلات رجعية متخلفة لا تقيم للحرية ولا للكرامة الانسانية ولا للاستقلالية الشخصية أى وزن ، حتى ولو كان ذلك الانسان منخرطاً معهم فى مشروعهم ، الا بقدر مايصدر عن الشخص من سلوكيات وأقوال وأفعال تعضد وتمجد رؤاهم وأقوالهم وأفعالهم الذاتية المستمدة من رؤى وأقوال وأفعال مؤسس المشروع السيادينى ( سياسى - دينى ) المحمدى . هم وأمثالهم نشأوا داخل الصندوق المحمدى ووجدوا ذواتهم ورفاهيتهم ونفوذهم من خلال التمسح به وعلى أعتابه ، فلا أمل فى زوال مثل تلك النماذج الرجعية المعادية للرقى وللحضارة الانسانية الا بتغير الظروف والمناخ الذى يفرز أمثال القرنى والقرضاوى ، ولا أمل فى تغير المناخ والظروف فى المنطقة العربية ، الا بزوال ملك الأفعى ذات الرأسين وهما قطر والسعودية ، ونشوء نهضة فكرية وثقافية حقيقية فى تلك المنطقة من العالم !
تحياتى لحضرتك


13 - اسف الإزعاج
nasha ( 2015 / 10 / 8 - 11:56 )
عذراً استاذ عبدالقادر
اللينك على الفيس بوك ولذلك عليك نقله كوبي بيست الى حساب في الفيس بوك لتتمكن من مشاهدته.
اسف على ازعاجكم لانني لم اتمكن من نقله من اليوتيوب مباشرة.
شكراً


14 - عائض القرني يكذب ياأخي الكريم
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 10 / 8 - 15:57 )
تحية أخي عبد القادر:

هذا المدعو القرني كذاب بكل وضوح. يكذب عن أمريكا والأمريكين بكل صفاقة. متعود أن يكون مريديه من الخواريف أن يكونوا من الجهلاء ولايعرفون شيئاً.

أمريكا بلد الأخلاق ولأوكد هذا هناك مثال بسيط ولكنه عميق: خذ قانون التحرش الجنسي مثلاً.

لايحق لرجل أو إمرأة التحرش بأي كان وإذا تحرشو أو تعرضوا لمزاج جنسي في العمل أو تعرضوا لمزاح جنسي أو محاولة تعرض جنسي من أي من كان لديهم الحق بإقامة الدعاوي وتجريم الجاني.

ياأخي الكريم تقرأ في الصحف في أمريكا كيف أن فلان فقد منصبه بسبب تحرشه بموظفة ماذا يحصل في بلاد الإسلام ياأخي أين هي حقوق المرأة وحقوق جسدها التي يغزوها جماعة الله أكبر كل يوم وكل ثانية..

الغرب يحترم المرأة ويقيم لها وزن وبلاد القرني الكذاب تحتقر المرأة وتعتبرها سلعة جنسية كائن يثير غرائز القرني وأمثاله لمجرد سماع صوت بسيط..

خواريف القرني مكبوتة ياأخي الكريم

كبت جنسي وعقد نقص هذا هو القرني مخلوط مع الكثير من الكذب والنفاق وعدم تقدير الشيئ الثمين...

مع تحيتي وتقديري لك دوما


15 - حسد طريقة الحياة الغربية هي مشكلة المسلم السلفي
الحكيم البابلي ( 2015 / 10 / 8 - 18:20 )
الصديق قادر أنيس .. تحية
لا أعرف كيف فاتني قراءة الأجزاء 1 + 2 من هذا المقال عن (أبو قرون) القرني

شخصياً أعيش في أميركا منذُ 41 عاماً، وأعتبر هذا الشعب شعباً حضارياً بكل ما في مفهوم الكلمة من معنى، حتماً هناك الكثير من السيئات والسلبيات، لكننا نتكلم من خلال النسبة المئوية وليس من خلال مثال سيء هنا ومثال هناك. أعتقد .. لا بل أجزم أن حقد غالبية المسلمين السلفيين على أميركا والغرب -من الناحية الإجتماعية والحياتية- هو حسد ليس إلا
حتى حين ينتقد المسلم الطريقة التي يتعامل من خلالها أي غربي مع الجنس هو إنتقاد سببه الحسد والغيرة، ولو أُتيح لهؤلاء السلفيين الإرهابيين التعامل مع الجنس بالطريقة الغربية لما ترددوا في ترك دشاديشهم وشماغاتهم الوسخة وحتى دينهم الذي يمنع الجنس علانيةً ولكنه يُبيحه سراً ومن خلف الستار وبطرق وفتاوي أضحكت كل مُجتمعات العالم المتحضر

الغربي بصورة عامة يستعمل عقله ولا تُسيرهُ عقول من تعفن داخل القبور، ولهذا فهم لا يجدون عيباً في قبلة في الشارع العام، أو في لبس البكيني على ساحل البحر، ويكفيهم تحضراً أنهم لا يُجبرون من حولهم على أن يحتذي بهم
تحياتي .. طلعت ميشو


16 - زاهر زمان
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 8 - 18:23 )
شكرا أخي زاهر على التواصل وإثراء الحوار. لا شك أن السعودية وقطر وغيرهما لعبت أدوار قذرة في محاربة قيم الحداثة وتشجيع الحركات الإسلامية المعادية لهذه القيم. لكن الأنظمة العربية الأخرى التي حكمت باسم القومية والاشتراكية تتحمل مسؤولية أكبر. ليس المال السعودي والقطري وحده المتسبب في هذا الانسداد. بل إن انتصار القوى المتخلفة في عالمنا العربي الإسلامي على القوى التي كانت تدعي التقدمية والديمقراطية والاشتراكية دليل على فشل ذريع لهذه الأنظمة الأخيرة. كانت الانقلابات العسكرية التي قادتها أو أيدتها النخب القومية واليسارية وبالا على بلداننا، خاصة الدور المعرقل الذي مثله تبني النموذج السوفييتي الاستبدادي في الإدارة السياسية والاقتصادية والثقافية. ولهذا يجب محاربة الاستبداد السياسي بنفس القدر الذي نحارب فيه الاستبداد الديني الذي الذي تقوده الأنظمة الدينية الرجعية في منطقتنا.
خالص تحياتي


17 - محمد أبو هزاع
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 8 - 18:26 )
شكرا لك أخي محمد على دعم المقالة بشهادتك الحية. ذلك أن هؤلاء المدلسين ينجحون غالبا في تحريف وعي الناس لأنهم لا يجدون من يتصدى لهم ويقدم للناس حقائق أخرى يحرص رجال الدين على إخفائها حتى يتمكنوا من تمرير أكاذيبهم.
خالص تحياتي


18 - الحكيم البابلي
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 8 - 18:45 )
شكرا صديقي طلعت على هذه الشهادة الحية، فما راءٍ كمن سمع. حول قولك: (ولو أُتيح لهؤلاء السلفيين الإرهابيين التعامل مع الجنس بالطريقة الغربية لما ترددوا في ترك دشاديشهم وشماغاتهم الوسخة..). في الحقيقة وسائل الإعلام تنقل لنا فضائح كثيرة عن هؤلاء (الأتقياء) سواء في بلدانهم أم في البلدان الغربية. حتى القرني لم يتردد في سرقة إنتاج فكري لكاتبة سعودية. بالإضافة إلى أننا نتابع يوميا كيف يعمل أمثال القرني على تجميل فضائح دينهم وسيرة سلفهم (الصالح) الجنسية بحجج مضحكة بما فيها تلك التي أصبحت تشكل عارا جعل بعضهم يعيدون النظر ويشككون في أصح كتابين بعد القرآن. لهذا يجب مساعدة الناس خاصة الشباب على معرفة الجانب الآخر من هذا التراث الديني الذي نجح رجال الدين دائما في تغييبه. وهذا وحده كفيل بتلقيحهم ضد وباء الإرهاب والتطرف.
خالص تحياتي


19 - كبت المشاعر والازدواجية
فاتن واصل ( 2015 / 10 / 8 - 23:09 )
القرني يرى أن التعبير عن مشاعر الحب والود بصدق وبصورة علنية هي أمور غير أخلاقية، إذن الكذب وكبت المشاعر والازدواجية والعيش بوجين وجه معلن ووجه خفي هي أمور من صحيح الدين.. فعلا ان هذه هي السمات الغالبة على الانسان الشرقي الذي يعيش في ظل الأديان، يفعل كل شيء في الخفاء ويظهر ما لا يبطن ويقضي حياته في خداع للنفس قبل خداع الآخرين .. هذا غير أمراض أخرى تتسبب في عجزه عن الابداع والتفكير الحر السوي ، فينتج انسان مشوه بائس تعس تمضي حياته دون أن يعيشها أو يستمتع بها كما لو كانت مهمة ثقيلة على النفس يجب الانتهاء منها بسرعة وبأسرع ما يمكن حتى يذهب للحياة الأخرى الوهمية التي يعيش على أمل أن يصل اليها. أنا أكره رجال الدين ولحاهم وكذبهم وجشعهم وشرههم وخداعهم وتجارتهم برمتها.
نشكرك على تلك المجموعة التي كشفت الستارعن المزيد من التشوه حتى نرى بوضوح كم نحن مضحكين ومثيرين للشفقة .


20 - فاتن واصل
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 9 - 08:09 )
شكرا للصديقة فاتن على المرور وإثراء الحوار. ملاحظات المعلقين كلها تساهم في إضاءة جوانب من الموضوع تبقى معتمة، كما تسمح لي بالتطرق إليها مجددا. فحول: (كما لو كانت مهمة ثقيلة على النفس يجب الانتهاء منها بسرعة وبأسرع ما يمكن حتى يذهب للحياة الأخرى الوهمية التي يعيش على أمل أن يصل اليها.)
هذه حقيقة لمستها في حياتي. في بلادي كان هناك معمرون (مزارعون) فرنسيون وإلى جانبهم فلاحون جزائريون. اللافت للنظر أن مزرعة الفرنسي مزدهرة جدا مقارنة بمزرعة الجزائري، بما في ذلك مزارع الجزائريين الأغنياء. مثلا، الاهتمام بغرس الأشجار، الورود، تجميل المحيط، نظافته، نظافة الحيوانات، تنظيم الراحة والعطل، الاهتمام بتعليم الأبناء، كل هذا كان ضعيفا جدا عند الجزائري بسبب هيمنة سحر الآخرة عليه. كثيرا ما نسمع الناس يذمون هذه الدنيا الفانية ويدعون بعضهم البعض إلى الاستعداد للدار الباقية، ولو مع قدر كبير من النفاق. لهذا لم يهتموا بتطوير طرق عملهم وأدواته، بل لم يهتموا حتى بتطوير تعليم دينهم حيث ظلت كتاتيب تحفيظ القرآن بائسة: الجلوس على الأحصرة، الكتابة على اللوحة الخشبية، التحفيظ الببغائي وإهمال تدريس اللغة....الخ.


21 - موضوع داخل موضوع ، يستحق الكتابة والبحث
الحكيم البابلي ( 2015 / 10 / 9 - 09:15 )
الصديق قادر أنيس … تحية مرة أخرى
بإختصار … قرأتُ تعليقك # 20 الموجه إلى زميلتنا العزيزة فاتن واصل
أعجبني الرد ونوعية القضية التي طَرَحتَها في الرد حول مزارع الفرنسيين مقارنة بمزارع الجزائريين، ونوع الحياة اليومية والتعليم … الخ. هو موضوع بحد ذاته أرجو منك أن تكتب عنه كونه يبدو مُشوقاً لشهية القراءة والمعرفة عندي وربما عند عدد آخر من القراء.. ما رأيكم ؟
كل الود … طلعت ميشو


22 - الحكيم البابلي
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 9 - 09:47 )
شكرا صديقي طلعت على متابعة الحوار. طلبك عزيز، لكني أخشى ألا أكون في مستواك وأنت تتحدث عن عراق طفولتك ومراهقتك وشبابك. سأحاول طبعا. أنا الآن منكب على كتابة عدة مقالات حول السعادة، خاصة عندما يتحدث عنها أعداؤها من رجال الدين ويجهدون في إقناع الناس بقبول بؤسهم وضرورة كبت وتأجيل الحق في السعادة للفوز بها في العالم الآخر. طلبك سيكون موضوع مقالة أختم بها عند التطرق إلى معنى السعادة في بيئاتها البائسة التي يهيمن عليها الدين.
تحياتي


23 - الكراهية والعنصرية
صلاح يوسف ( 2015 / 10 / 9 - 11:32 )
بنية الأخلاق الإسلامية التي أتى بها محمد تفترض في ذاتها الكمال والسامية، بنية متناقضة، تؤدي إلى تشوه نفسي وعقلي .. فهذا القرني يرى في العشق والحب محرمات وانحطاط أخلاقي، بينما 4 مليون عانس في السعودية شيء طبيعي .. استهلاك كل منتوجات العالم الآخر شيء طبيعي والإنتاج لدى المسلمين والعمل والاجتهاد والانشغال عن ذكر الله وعبادة محمد من المحرمات .. هذه الثقافة البدائية لابد لها أن تزول ليحل محلها فكر إنساني جميل كهذا الذي تخطه بقلمك أخي عبد القادر مع السيدات والسادة المعلقون الأحرار . شكرا لكم جميعا


24 - صلاح يوسف
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 9 - 12:18 )
شكرا صلاح على المرور وإثراء الحوار. أنا أحبذ أن أحور قولك إذا سمحت، رغم صحته: (هذه الثقافة البدائية لابد لها أن تزول ليحل محلها فكر إنساني جميل كهذا الذي تخطه بقلمك)، هكذا: هذه الثقافة البدائية لابد لها أن تزول ليحل محلها فكر إنساني جميل يهتم أكثر بإثراء القيم الإنسانية النبيلة كمساهمة في الجهد الإنساني الحديث الذي نحن أقل الناس مشاركة فيه، إن لم نعرقله. أنا أفضل، وأنت، حسب تقديري، لو كنا نهتم أكثر بترقية أذواقنا بالفنون والموسيقي و التمتع أكثر بما أتاحته الحضارة من إمكانيات السعادة التي لم يكن يحلم بها آباؤنا، ولا أسلافهم، لكن حظنا التعيس أوقعنا في هذه البقاع البائسة التي تنخرها الخرافة والدين والتخلف والبؤس والإرهاب. وهي أوبئة يسعى الإسلاميون إلى نشرها حيثما تواجدوا. لهذا أرى مهمة محاربة هؤلاء وخرافاتهم تقع على عاتق البشرية بأسرها.
خالص تحياتي

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب