الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من وقائع الثورة في ليبيا - 9

حامد حمودي عباس

2015 / 10 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


المواطن الليبي بدوي الطباع ، تختلط بداوته بمدنية اقحمت عليه بفعل السكن بالقرب من الشريط الساحلي الممتد على البحر ، حيث تبلغ الكثافة السكانية عند ساحل البحر الابيض المتوسط (50 نسمه / كم2 ) ، وتقل هذه النسبة كلما ابتعدنا نحو الجنوب لتبلغ ( 1 نسمة / كم2 ) ضمن مساحة شاسعة تبلغ 1,800,000كم2 ، ولو علمنا بان عدد نفوس الشعب الليبي لا يتعدى سبعة ملايين نسمة ، فإننا سوف ندرك مدى صعوبة توفر الظروف المشجعة للتواصل الاجتماعي بين السكان ، وخاصة في العمق الصحراوي .. وقد فرضت تلك البداوة على المواطن الليبي اعرافاً لا يتقبل بموجبها أن يهجر بلده مهما كانت الاسباب .. بل انه ، وبحكم انتمائه لصحراء بلاده بما فيها من اخلاق نقية ، كان ورغم ما يحمله من حنق على القذافي ، ولأسباب جلها غير اقتصادية ، لا يتقبل أي حديث يمس به ، ولا بأبنائه وبقية افراد اسرته ، اذا كان هذا الحديث صادر عن عربي او اجنبي ، وقد يكون ذلك بنظره مس بكرامة وطنه إن حدث ..
في كثير من الحالات التي ارغمني فيها طول السفر مع ليبي في سيارة تاكسي ، او من خلال مراحل العمل ، ان اتحدث معه في شأن ليبيا السياسي ، أجده حريصا على الابتعاد كليا عن ذكر القذافي بسوء ، ولم يكن الامر في الغالب سببه الخوف من سطوة النظام ، بقدر الشعور بدواعي المواطنة والحرص على سمعته أمام أي شخص أجنبي .. صحيح أن النظام كان قد زرع مخابراته وبشكل مفزع بين جموع الشعب ، وجند الالاف منهم لحماية اركانه ورموزه ، ولكن امتعاض المواطنين الليبيين من سيرة وسلوك حكامهم ، لم يدعهم ابدا للنيل منهم امام من يسمونه ب ( البراني ) ، وهو وصف يعني الاجنبي ..
الليبيون عروبيون بامتياز .. انهم يتفاعلون وبصدق مع جميع الاحداث المحيطة بهم في بقية البلدان العربية الاخرى ، وخاصة تلك التي تنقل لهم صورا من (البسالة ) ، ويسعدهم جدا سماع الانباء التي توحي ( بالشجاعة ) في مقاومة اسرائيل مثلا ، أو ضربها بالصواريخ من قبل الجيش العراقي ابان حرب الخليج ، حيث يستذكرون هذه الاحداث بشيء من الفخر حتى ولو لم تكن بلادهم هي التي فعلت ذلك .. لقد حرمهم القذافي من مشاعر الافتخار تلك ، وزرع في نفوسهم نقصا سوف لن يزول بسهولة ، عندما اصر على تحجيم الجيش الليبي ، وتكليف اعلى قياداته بمهام مدنية لإبعادهم عن سبل التحرك ضد النظام في يوم ما .. واستثنيت عن هذا التقليد كتائب خاصة من نخبة العسكر حظيت بالتدريب الخاص ، والسلاح الخاص ، والمواقع المتميزة لتكلف بحماية قائد الثورة وحاشيته ، وتلك الكتائب هي التي استبسلت بالدفاع عن النظام حين تقرر له ان يرحل للمرة الأخيرة .
وبذلك فقد أصبح المواطن الليبي شاعر بالنقص ، لا يستذكر ملحمة قام به جيشه أو قائده غير تلك الملحمة الرائعة ، والتي قادها عمر المختار ضد المحتل الفرنسي ، وهي بنظر جميع الشعوب اقوى وأطول فعل نضالي قاده شعب عربي ، لا يضاهيه في قوة الوتيرة غير كفاح الشعب الجزائري حين قاوم المحتل الفرنسي وانتصر عليه . لقد كان الفرد الليبي يرى في العراقيين رمزاً للبطولة ، ويهاب التحدث معهم في شئون الحرب ، انهم بنظره ابناء صدام حسين ، بطل التحرير ، والذي تجرأ على ضرب اسرائيل بالصواريخ ، ويتمنى أن تنال بلاده فرصة كالفرصة التي نالها العراق في احتلال مواقع الكفاح ضد الامريكان واليهود ..
واتذكر كيف رفض صاحب احدى محلات الاتصالات الهاتفية ، دخولي وزوجتي الى محله كعادتنا في كل مرة ، لتأمين الاتصال بأهلنا في العراق ، وحين تقصيت الاسباب ، وجدتها تتعلق باعتقال صدام حسين من قبل الامريكان بعد احداث عام 2003 ، وقد حاولت يومها أن أعيد علاقتي الحميمة به ، حيث أقنعته بأنني لم اكن طرفا في اعتقال صدام ، وأنني ( منزعج كما هو عليه حاله ) ! .
واتذكر أيضا ، عند بدء مرحلة الثورة على نظام القذافي عام 2011 ، كيف رفع احدهم ذراعه لي وانا اسير على رصيف احد الشوارع ، ملوحا بها وهو يصيح بنشوة بالغه .. ( لقد اصبحنا الان مثلكم نقاتل الامريكان ) .
ولم تكن الحرب مع تشاد بنظر الليبيين ، غير كونها مغامرة فاشلة أقدم عليها القذافي ، وتنصل عن نتائجها بخبث ، حين تعكز على كون ان سلطة الشعب هي التي قررت اشعالها وليس هو ، باعتباره قائدا للثورة ، ومحرضا جماهيريا فقط ، ولا دخل له في اتخاذ القرارات الخطيرة كقرار الحرب .
ان الغارة التي قامت بها الولايات المتحدة الامريكية على ليبيا في عام 1986 ، أصبحت تاريخا يشار له في تحديد زمن الاحداث عموما في الجماهيرية ، رغم كون ان الغارة تلك ، لم يمتد زمنها غير دقائق معدودة ، وليس لذلك تفسير يبتعد عن كون ان الشعب الليبي قد تم تدجينه من قبل النظام وعلى مدى اربعين عام ، ليكون شعبا مسالما لا يمتلك القدرة على مقاومة التسلط بغير الصمت ، فليبيا ليست فيها احزاب منذ عام 1969 ، وهو العام الذي أزيح فيه ادريس السنوسي عن حكم البلاد ليتحول النظام من الحكم الملكي الى الجمهوري .. الامر الذي جعل اكثر من جيل يولد ، وهو لا يعرف معنى لما يسمونه بالمعارضة ، ولم يدر في خلد أحد ان هناك مسميات سياسية او فكرية غير قائد الثورة ، والكتاب الاخضر ، وسلطة الشعب ، ومؤتمرات الشعب الاساسية ، يقابل ذلك كله ، سطوة جبارة في عمليات ضرب أي متمرد على النظام وبقسوة متناهية ، وصلت الى حد القتل الجماعي كما حدث في سجن ابو سليم في التاسع والعشرين من يونيو عام 1996 حين راح نحو 1269 معتقل معظمهم من سجناء الرأي ضحايا لأبشع مجزرة جماعية قام بها النظام آنذاك .. اما جبهة المعارضة السياسية للنظام ، والتي ظهرت ابان احداث تغيير حكم القذافي ، فلقد كانت قبل ذلك مقطوعة تماما عن الجماهير في الداخل ، ويكاد السواد الاعظم لا يعرف حتى اسماء أغلب اعضائها ممن نشطوا في فترة نشوب حرب التغيير الاخيرة . وباعتقادي ، فان حالة عدم الاشباع تلك في نفس الفرد الليبي ، والتي جعلته يحس بانه لم تتحقق له فرص المواجهة مع اعدائه عسكريا ، ولم يمارس التعامل مع السلاح وبشكل كافي ، تلك الحالة بالضبط ، هي التي جعلته عصبي المزاج ، ميال لاستخدام القسوة المتناهية ، حينما يرغم على الاتيان برد فعل ما ضد تصرف قد لا يعجبه من قبل الغير ، وخاصة اذا كان هذا الغير لم تتوفر له الحماية الاجتماعية بكونه وافد غريب أتى لكسب الرزق من خارج الحدود .. لقد وقفت مشدوها ولمرات كثيرة ، امام معارك خاضتها جموع من الشباب ضد تونسي او مصري او افريقي أسود في سوق لبيع الخضار مثلا ، فقد رأيت العشرات من الشباب وهم يحملون العصي والسكاكين والحجارة ليحاصروا شخصاً واحداً فقط ، علمت فيما بعد بانه من الجزائر ، واغلبهم لا يعلمون سببا بعينه ، كان وراء قيام مشادة بين ذلك الغريب وبين شخص ليبي في السوق . . انها الرغبة في الانتقام من تلك العزلة التي فرضها النظام على الفرد الليبي وتركه بعيداً عن ترجمة رغباته بالاكتمال ، وبلوغ حدود فعل بطولات يعتقد بان سواه من مواطني بقية الدول العربية قد قاموا بها ضد اعدائهم .
لقد أثبتت الاحداث التي جرت في مدينة الزاوية ( 45 كم غرب طرابلس ) خلال شهر سبتمبر ( ايلول ) من عام 2000 والتي أقام من خلالها جمع من الشباب الليبيين ضمن مظاهرات يحكمها الهوس والكراهية المطلقة ، مجازر وحشية بحق الوافدين السود من الافارقه ، بلغت من القسوة المفرطة حدوداً قامت عندها تلك المجاميع الغاضبة بكشف سقوف العشش التي يأوي لها العمال الافارقة ليلاً ، واضرام النار في اجسادهم وهم احياء عن طريق القاء الاطارات المحروقة عليهم .. أثبتت تلك الاحداث الدامية ، بأن هناك ثمة مسافات طويلة بين ما تقرره القيادة الليبية من حلول مجتمعية ترى هي وحدها بانها الاكثر نفعاً للشعب ، وبين ما تحمله الجماهير من تصورات لطبيعة المعضلات التي تواجهها في حياتها اليومية .. ان الشباب الليبي مع ما يحيطه من ظروف جعلته ، وفي اغلب اوجه حياته عاطل عن العمل ، لا يستطيع بما يمتلكه من مؤهلات ضعيفة تقترب من درجة العدم ، جعلته تلك الظروف القاهرة ساخط ، وعلى طول الخط ، من وجود أي عمالة غير ليبية يعتقد بانها تزاحمه في ساحة العمل داخل بلاده .. والحقيقة الواضحة المعالم ، هو ان العمالة الوافدة هي التي تؤدي كافة الخدمات العامة في البلاد ، دون ان يستطيع الليبيون الاحلال محلها في أي مفصل من تلك المفاصل .. وما يدعو للألم حقاً ، هو ان عدد كبير من الشباب الليبيين حاولوا سد الفراغ الذي احدثه الهجوم على العمال الافارقة وطردهم من البلاد ، من خلال التجمع عند ابواب الدوائر الخدمية كل صباح ، على أمل الحصول على عمل ، ورغم توفر الفرص الكثيرة أمامهم حينذاك ، الا انهم عجزوا تماماً عن سد ما حل من فراغ واضح في مجال الخدمات العامة .. لقد خلت ، ولزمن قصير ، بعد احداث مدينة الزاوية ، والتي راح ضحيتها عدد كبير من العمالة الافريقية الوافدة ، مهن عديدة من القائمين عليها ، وشاهدت بعيني وبشكل مباشر ، كيف كان الليبيون يبحثون في الطرقات العامة عن اولئك الذين كانوا يخيطون لهم احذيتهم ، ويبنون لهم بيوتهم ، ويعدون لهم الخبز في المخابز .
في احدى الاعوام التي تقرر خلالها ان تقوم الجهات المختصة ببيع عدد من المعامل ( الانتاجية ) الحكومية الى القطاع الخاص ، طاب للعقيد معمر القذافي ان يتأكد من صلاحية تلك المعامل لتحقيق اهداف الانتاج من عدمه ، كي يرفع عن حكومته الحرج فيما لو ظهرت عاطله او غير مؤهلة .. انه بفعله هذا ، يعبر عن طبيعة شكوكه الدائمة بجدوى ان تكون هناك معامل حكومية منتجة ، وعمال منتجين في بلاده التي اغلق عليها جميع منافذ الابداع وبشتى صنوفه .. وحي وصل الى معمل يختص بانتاج الاثاث ، وحسب ما رواه هو شخصياً في احدى خطبه التي سمعتها بنفسي ، فقد وجد بان ذلك المعمل هو عبارة عن تجميع لقطع ايطالية جاهزة تصل الى المعمل تباعاً ، وليس امام العمال الموجودين في المعمل ، من مهمة غير تجميع تلك القطع ببعضها البعض لا غير .. وهكذا كان الامر بالنسبة لمعمل انتاج الشكولاتة ، حيث تصل عجينة الحلوى جاهزة من خارج الحدود ، ويقوم المعمل بتقطيعها الى ( طريفات ) أي قطع صغيرة حسب ما قاله العقيد حرفياً ، وهو يتهكم على وزير الصناعة في حكومته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شعب غريب وقائد أغرب
فاتن واصل ( 2015 / 10 / 8 - 18:51 )
أن يصل بهم ضيق الأفق لدرجة أنهم لا يدركون قدراتهم الفعلية ويطردون الذين يعتمدون عليهم في كل شيء فهذا أمر في منتهى الغرابة، وأن تصل به محدودية الأفق لدرجة أنه لا يرى في المصانع سوى تجميع قطع الغيار فهذا هو الجهل بعينه .. ماذا يفعلون بحياتهم ؟؟ أعتقد أنهم يهدرونها دون أن يستوعبوا ما هم فاعلون. أشعر وكأنك تحدثنا عن كائنات من كوكب بعيد منفصل حتى عن المجرة.. عن أناس لا يفقهون أبسط قواعد الحياة . في انتظار البقية ومتابعة أنا لحضرتك بكل شغف.


2 - هذا ليس تدجيناً بقدر ما هو نسف وتمييع وإستئصال
الحكيم البابلي ( 2015 / 10 / 8 - 22:32 )
صديقي العزيز حامد حمودي … تحية
صدقني صَعَقتني دقة المعلومات عن ليبيا وأبناء ليبيا في مقالك هذا، ولم أقرأ لحد الآن أي تقرير مُفصل ودقيق وصادق كهذا، وأقول ( صادق ) لكوني أعرفك منذ سنوات، ورغم إني لم القاك في السابق وجهاً لوجه، لكني لا أشك ولو للحظة في مصداقيتك ونزاهتك وطينتك العراقية الفريدة
المقال مُدهش جداً بالنسبة لي، ويجعلني أترحم على دكتاتورنا البغيض صدام حسين حين مقارنته بالقذافي، على ألأقل الشعب العراقي لا زالت له ثقة بنفسه رغم كل مظالم صدام، وقد تم إعمار ما تخرب من منشآت بعد القصف الأميركي في زمن صدام بمُدد زمنية لم يكن يتوقعها لا العراقي ولا الأجنبي، العراقي كان مُبدعاً دائماً ولم يتم تدجينه لحد الآن رغم كل ما كُتب عن التدجين وكسر شوكة وشكيمة الشعب العراقي

أعتقد أن مذكراتك هذه تُصلح كدراسة للمجتمع الليبي خلال سنوات حكم القذافي. الشيئ الوحيد الذي لم أفهمه في عنوان المقال هو -المربع القادم على رقعة الشطرنج- وأتسائل: عن أي مربع بالذات أنت تتكلم ؟ أرجو التوضيح أيها العراقي الأصيل الذي أفتخر أنه من أبناء قومي
تحياتي .. طلعت ميشو


3 - نعم .. هذه هي الحقيقة
حامد حمودي عباس ( 2015 / 10 / 9 - 14:03 )

سيدتي فاتن مع التحية
كل ما ذكرته من اوصاف في هذا المقال ، يمكنك اعتباره حقيقة لم اضف لها غير ما يحتاجه الوصف من تحاليل شخصية احياناً .. نعم .. الليبيون هكذا هي حياتهم ، وهناك المزيد مما يمكن لذاكرتي ان تضعه في قابل حلقات هذه الرحلة ، تجسد لك اكثر طبيعة الحياة الراكدة والتي يعيشها الشعب الليبي ، وانا على يقين تام ، بان شعوب دول الخليج هي اكثر اتكالية على ما يقدمه لها من يسمونهم بالمقيمين من الاجانب . . اشكرك على المتابعة


4 - الحكيم البابلي مع التحية
حامد حمودي عباس ( 2015 / 10 / 9 - 14:15 )

اشكرك على كل هذا الاطراء الجميل ، وقد تعودت على كرمك وصدق مشاعرك .. العنوان كنت قد وضعته وانا اكتب السطور الاولى من هذه الرحلة .. كنت يومها لا زلت اترصد الوضع المثير للخوف من نافذة شقتي في ليبيا .. لم اكن حينها على يقين مما سيحدث .. ما هو المربع القادم والذي سينتقل اليه الحال في الجماهيرية الليبية متمثلة بالاخ القائد .. ولكوني لا زلت ارى بان رقعة الشطرنج التي تتحرك عليها الاحداث سواء في ليبيا او العراق ، ما زالت رغم كل شيء ، مرتبطة بشبح صدام والقذافي وملامح نظاميهما .. فقد ابقيت عنوان رحلتي هذه على ما هو عليه .. انني ، وفي الكثير من الاحيان ، اجد صلة وثيقة بين بعض ما يحدث اليوم في العراق وليبيا ، بصدام والقذافي .. بل انني اجدني اهمس بمحاورة احدهما ملقياً اللوم عليه في وضع مسوغات الكثير من صور الظلم على الشعبين العراقي والليبي ، كرواسب لعهديهما في الحكم .. تقبل خالص ودي وصادق تحياتي .

اخر الافلام

.. بعد سقوط الأسد.. ظهور مصانع -الكبتاغون- علنا بدمشق في سوريا


.. بعد إغلاق 12 عاماً.. تركيا تعيد فتح سفارتها في سوريا




.. نواب أميركيون: العقوبات على سوريا مستمرة رغم سقوط الأسد


.. مسيرة لطلاب جامعة أمستردام للمطالبة بتعليق العلاقات مع إسرائ




.. كيف ستلبي الحكومة السورية المؤقتة طلبات الإدارة الأمريكية؟