الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملحد أفسد عقليا من المتدين، وكلاهما يؤمنان بإلاه!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2015 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منكرو وجود الله، المعروفون بالملحدين، هم ضحايا فساد عقلي يصيبهم بدرجة أعمق مما يصيب أتباع الديانات. لا ينفي ذلك، أن للملحدين، كحركة، دوافع إنسانية نبيلة، تقف وراء نقدهم ورفضهم للأديان، المستندة على الإيمان بآلهة. هذه الدوافع الإنسانية النبيلة، موجودة أيضا لدى المتدينين. الدوافع الإنسانية النبيلة، موجودة لدى كل إنسان،وهي لا ترتبط بالتدين، ولا بإنكاره؛ هي حاجة تطورية، ضرورية لبقاء ونماء وأمن الحياة، مثلها مثل الحاجة للتدين، أو للإيمان بإلاه.
الفرق في درجة فساد الطرفين العقلي، يفسر شيوع التدين بين الغالبية العظمى من الناس، في كل مكان وكل زمان. هذا الفرق، يعمل لصالح انتشار التدين. يعود هذا الرجحان العارم، لتوافق حالة التدين، مع احتياج الإنسان شبه الفطري الغريزي، للإيمان بإلاه، يترجمه مؤسسو الأديان، باختراع أديان، تستجيب للحاجة الإنسانية الإيمانية شبه الفطرية الغريزية.
للإيمان بإلاه، منطقة خاصة في الدماغ البشري. قد تكون نشأت من تطور استجاب للحاجة الإيمانية الملحة، منذ بدأ التاريخ الإنساني الواعي.
نشأت الحاجة الإيمانية بإلاه، من الحاجة الإنسانية الفطرية الغريزية، لبقاء الحياة، بما يتطلب ذلك من أمن وتوفر مصدر يوفر الأمن ويضمن البقاء، بعد أن وهب الحياة. لنشأة الإيمان، من هذه الحاجة الفطرية الغريزية، قلت إن الإيمان بإلاه، حاجة شبه فطرية غريزية.
الله، لدى المؤمن، هو الطرف الآخر، المتخيل، الذي تخلقه حاجة المؤمن لضامن بقاء آمن، في علاقة تربطهما، يرمي بها المؤمن، لبلوغ طمأنينته النفسية، على مصيره، في مواجهة ما يتهدد كيانه، الذي انكشف منذ لفظه رحمُ أمّه.
يتجاهل الملحدون، الوجود شبه الفطري الغريزي، لحاجة الإنسان لضامن بقاء آمن، فيقعون في خطأ عقلي، لا يخدم دعواتهم، التي لا تنفك هي أيضا، عن الحاجة الإنسانية الإيمانية شبه الفطرية الغرية.
أعتقد، أن الملحد، شأنه شأن المتدين، له إلاهه، الذي يستجيب لحاجته الإيمانية، شبه الفطرية الغريزية.
يشترك الملحد مع المتدين، في خطأ يضطرهما للربط بين فكره الله، وفكرة فرض الله لدين ما على الناس.
الحاجة لإلاه، خلقت آلهة متعدده. بما فيها ألهة الملحدين، التي لا تتفق مع آلهة المتدينين.
يقول الملحد، إنه يؤمن بالعلم، أو بالعقل، أو بالإنسانية، أو بالتطور؛ ولا يؤمن بإلاه موسى ولا عيسى ولا محمد. الملحد استبدل الإيمان بآلهة المتدينين، وآمن بإلاه، يختلف في الاسم، وفي المواصفات، عن آلهة المتدينين.
آلهة المتدينين، وآلهة الملحدين، صناعة إنسانية، أنتجها الخيال، ودفعت إليها، الحاجة الإيمانية شبه الفطرية الغريزية، التي تستجيب لإرادة الحياة وإرادة بقائها، ونمائها، والعمل لتأمينها.
عجز التدين، عن الدفاع عن آلهة المتدينين، في العصر الراهن، يعود إلى أن آلهة المتدينين، لم تعد قادرة على مواجهة التحديات التي تهدد بقاء الإنسان الآمن. هذا العجز، فتح باب النقد للدين، ورفضه، ورفض الإلاه المرتبط به.
لكن حركة نقد التدين ورفضه، تفشل في خلع الحاجة الإيمانية من نفس الإنسان، لتجاهل حركة النقد والرفض للدين، لحاجة الإنسان الفطرية الغريزية، لطرف ضامن للبقاء الآمن. استبدلت حركة نقد ورفض الأديان، مسمى الطرف الضامن، ومواصفاته، بمسمى ومواصفات أخرى، لآلهة أخرى..
فقدان الإنسان لرحم الأمّ، هو النقطة التي تبدأ منها نشوء حاجته لطرف ثان، يعوضه عن الرحم الأمّيّ، كطرف ضامن للبقاء والنماء والأمن.
لدى الإنسان، حاجة أصيلة للانتماء لطرف آخر، يوفر الأمن، لاستمرار بقاء الحياة، ونمائها. الله، والأديان، تمنح الإنسان، طرفا ينتمي إليه، ويمنحه حاجته الأصيلة، للأمن والبقاء والنماء.
ستستمر حاجة الإنسان لإيمان، يوفر له انتماء، يمنحه الأمن والبقاء والنماء..
من جهتي، أنا أدافع عن الإيمان بالحب، كوسيلة تمنحنا الانتماء الذي يوفر لنا أفضل سبل الحياة الآمنة، التي تمنحنا البقاء والنماء، وتمنحنا بهجة الحب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العوامل الغريزية تجنباً للموت
نايـــــــــــــــــــــــــــــــــــا ( 2015 / 10 / 11 - 13:35 )
جاء في النص: «حاجة الإنسانية الإيمانية شبه الفطرية الغريزية.» انتهى
الحاجة شبه «الفطرية» تحتاج إلى دعم
كان الإنسان البدائي لا يملك تفسير للكثير من الظواهر الطبيعية التي تحيط به، كان يعيشها دون أن يفهم أسبابها والعوامل التي أدت إلى حدوثها، فعزى ذلك إلى قوى خارقة (إلهية) غير مرئية (تعاقب أو تكافيء الإنسان) تبعا لمواقفه وأعماله، كل ذلك كي يستطيع التعايش مع محيطه الطبيعي، ويجد اتزان يبرر به كل ما هو مستعصٍ عليه فهمه أو تفسيره عقليا
أما الآن وقد فسر العلم الكثير والكثير من تلك الظواهر الطبيعية، كتعاقب الليل والنهار، ومبدأ الجاذبية، وأسباب نشوء الزلازل والبراكين، وتعاقب الفصول، ونشوء الغيم والأمطار والفيضانات، وأسباب الأوبئه وما تسببه الجراثيم والميكروبات من أمراض، والتوصل إلى تفسير هذه الظواهر ومعالجتها، أخذ التبرير الغيبي القائل بوجود إله يعاقب أو يكافىء بناءً على طاعتنا أو عصياننا لإرادة الإله، يفقد الكثير من زخمه، وهذا ما يفسر وجود تيارات عقلانية علمية فقدت إيمانها بالإله وأخرى لا تزال غيبية تعمل السلطات المستبدة على تعزيزها في عقول البشر لتحكم قبضتها باستمرار على شعوبها

.


2 - ليتكم سأدتي
سرحان ماجد ( 2015 / 10 / 11 - 20:37 )
أغلب الملحدين كانوا مؤمنين لكنهم اكتشفوا هراء المعتقدات ... مثلا يا سيدي أخبرونا لماذا اهتم الإله بهذه المساحة الصغيرة و أرسل لها كل رسله ؟ و لماذا قصص الديانات الإبراهيمية تطابق أساطير بلاد ما بين النهرين و مصر القديمة ؟ و لماذا الله يعمل بطريقة المنجمين فلا يقول لنا مثلا من هو فرعون و في أي عام و لا متى حدثت حوادث موسى أو يوسف أو من هو عزيز مصر و ... كل الشخصيات التي قصتها التوراة أو القرآن لا وجود تاريخي لها فقد بحثنا عن كل الرسل فلم نجد لهم ذكرا عدا عيسى و محمد و عن بلقيس و فرعون الخروج و خرافة المعجزات التي لو كانت حدثت لكلمنا عنها أهل عصرها . ثم خرافات الهدهد المتكلم و النملة التي تخذر جماعتها و العفريت من الجن و الذي عنده علم من الكتاب و .. أما مآسي الأديان و محوها لحضارات الإنسان و القتل و الذبح و الاضطهاد فهي شاهد آخر على أن من تركوها لم يكونوا أغبياء .. ليتكم تحدثونا مثلا عن متى كان الطوفان أي في عام ، و متى كان انشقاق البحر و هلاك فرعون و من هو ذلك الفرعون و من هي بلقيس و متى عاشت و حتى سليمان و دولته المزعومة لا وجود تاريخي لها .. هل الاستجابة لطلباتنا صعبة لنعود للحظيرة ؟

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب