الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتحدث أعداء السعادة عن السعادة 1

عبد القادر أنيس

2015 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يتحدث أعداء السعادة عن السعادة
السعادة مطلب إنساني مشروع وممكن، بلوغه مرتبط بتحقيق شروط كثيرة موضوعية وذاتية، لكنها شروط معقولة وممكنة، وليست مستحيلة ولا هي مذمومة كما يزعم أعداء السعادة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان أو بعض أدعياء المثالية أو حتى البوذية، على شاكلة من يقول بأننا نكون أسعد أكثر فأكثر بقدر ما نتخلص أكثر فكثر عن رغباتنا!
السعادة صارت في صلب اهتمامات الأمم المتحضرة. الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت اتخاذ يوم 20 مارس من كل سنة يوما عالميا للسعادة، في لائحتها الصادرة في 28 جوان 2012 تحت رقم (66/281) ، بعد أن دعت في لائحة سابقة (65/309) أعضاءها إلى إعداد تدابير جديدة تأخذ بعين الاعتبار أهمية البحث عن السعادة والرفاهية بالنسبة للتنمية بغرض توجيه سياساتها الوطنية نحو هذا الهدف. اللائحة ذكَّرت بأن البحث عن السعادة يُعَدُّ هدفا أساسيا للكائن البشري، وعيا منها بالأهمية التي تكتسيها السعادة والرفاهية، باعتبارهما هدفين ومَطْمَحَيْن عامين في حياة البشر في جميع أنحاء العالم، ووعيا منها بضرورة تصور النمو الاقتصادي ضمن منظور أوسع منصف ومتوازن، يشجع التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، والتطلع إلى سعادة ورفاهية جميع الشعوب.
http://www.un.org/fr/events/happinessday/
في التقرير العالمي حول السعادة (2015) أُخِذَت بعين الاعتبار مجموعة من المؤشرات أهمها الدخل، الصحة، الدعم الاجتماعي، الثقة، حرية الاختيار ،..
http://worldhappiness.report/ed/2015/
هذه المؤشرات روعي في قياسها الأخذ بعين الاعتبار بالتجارب الإيجابية للمستَجْوَبِين (الضحك، الفرح، الأمن، الراحة)، وبالتجارب السلبية (الغضب، القلق، الحزن، الاكتئاب، الإحباط والألم) وعوامل أخرى بنفس القدر من الأهمية....
شارك في وضع مؤشر عالمي للسعادة اقتصاديون، اختصاصيون في العلوم العصبية وأخصائيون لامعون. احتلت المراتب العشر الأولى في هذا التقرير على الترتيب كل من سويسرا، أيسلندا، الدنمرك، النرويج، كندا، فنلندا، هولندا، السويد، نيوزلندا، أستراليا، وهي الدول التي احتلت الصدارة في التقارير السابقة، مع بعض الاختلاف في الترتيب.
البلدان الأقل سعادة التي احتلت مؤخرة الترتيب هي الطوغو، البوروندي، سوريا، البينين، رواندا.
اعْتُمِدَ هذا التقرير في الجمعية العامة في هذا الخريف حول التنمية المستدامة بهدف إيجاد التوازن الأفضل بين النمو الاقتصادي، وحماية البيئة والاندماج الاجتماعي لأكبر عدد من الناس.
قبل أن أنتقل إلى صميم الموضوع أحب أن أعرّج على رأي فيلسوف اعتُبِرَ أهم من أبدع في التحدث عن السعادة.
سبينوزا (1632-1677) من القلائل الذين اقترحوا أخلاقا (éthique) عقلانية للسعادة. فالإنسان جوهره الرغبة، وهو قادر على إدارة رغبته عبر التفكير؛ عبر جهد تفكيري في مجتمع تسوده الحرية والتسامح. فعنده، الرغبة هي المحرك الأساسي للفرد. سبينوزا لا يفهم من الحرية إلغاء الرغبة، كما تدعو إليه البوذية، بل كما يدعو إليه رجال الدين عندنا مع قدر كبير من النفاق والنية المبيتة لاستغفال المؤمنين، وهم ينهون أتباعهم عن (التكالب) على الماديات ومسرات الدنيا، وكأن هذا صحيح، بينما هم في حياتهم الخاصة، أبعد الناس عن قيم التواضع والقناعة والصبر والزهد.
يلخص سبينوزا أخلاق السعادة في التخلص من الانفعالات، والأحكام المسبقة والمواقف المتعارف عليها، ويشيد بالصداقة والوفاء والاهتمام بالحياة وليس بالموت، الالتزام بالحذر المتعقل ضد التهور الأعمى، نقد الشفقة والندم، الدفاع عن العدالة ضد الإحسان، الحياة الاجتماعية ضد الحياة المنعزلة، التمتع بالمتاح شأن تذوق الفنون، ممارسة الرياضة، ارتياد أماكن الأفراح. كل هذا ضمن التفكير الذي ينير الرغبة ويقودها.
هذه رؤية أنصار السعادة، فماذا عن رؤية أعدائها، خاصة في مجتمعاتنا البائسة؟
أعداء السعادة عندنا يتواجدون، عموما، بين صفوف رجال الدين، ليس فقط بسبب نظرتهم الدينية للسعادة، باعتبارها نظرة لا تقيم وزنا للشروط التي جاءت في تقرير السعادة، أو تلك التي صاغها سبينوزا، بل بسبب وقوفهم ضد التقدم والتطور وقيم الحداثة مثل الحريات التي تتيح للناس التصرف بعقولهم، بأجسادهم، بحياتهم، بصورة، عامة حسب قناعاتهم وليس حسب تعاليم وشرائع وأيديولوجيات تفرض عليهم فرضا، كما تتيح لهم، وهذا الأهم، استغلال مناخات الحرية لتنظيم أنفسهم وخوض كفاحهم من أجل الدفاع عن حقوقهم في تقاسم ثروات أوطانهم، وفي فرض علاقات عمل منصفة، وفي توجيه سياسات الدولة نحو مزيد من الاهتمام بحياة الطبقات الشعبية الكادحة والفقيرة.
رجال الدين عندنا، خاصة، الإسلاميين، عندما يتحدثون عن السعادة، يؤدون، على الأقل، دورين حقيرين: هم بربطهم السعادة بالدين وبالعالم الآخر، وذم مطالب الإنسان الحيوية باعتبارها تهافتا ممقوتا على الماديات، يثبّطون عزائم الناس نحو النضال والكفاح من أجل رفع مستوى حياتهم من حيث المأكل والمشرب والمسكن والمركب والبيئة والانتباه إلى طبيعة الحكم السياسي وما يتمخض عن ذلك من إدارة حكيمة تعمل من أجل راحتهم وتسهيل شؤون الحياة لديهم. وهم بهذا، وسواء وعوا ذلك أم لم يعوا، يساهمون في جعل مقولة الدين أفيون الشعوب حقيقة ملموسة. كما هم، بهذه الطريقة في تناول السعادة، إنما يخدمون الأنظمة السياسية المتخلفة الاستبدادية التي يريحها كثيرا أن يظل الناس قانعين بالقليل الذي كتبه الله لهم! يرون في قيم كاذبة مثل القناعة والصبر والعفة قيم سامية يجب الالتزام بها ولو كان ذلك عبر إماتة مطالبهم الجسدية والفكرية والاجتماعية المشروعة.
نستمع إلى الداعي الإسلام الشهير راتب النابلسي وهو يتحدث عن السعادة فنفهم هذه الحقيقة البائسة. فحول سؤال وُجِّهَ إليه: "ما السعادة؟
أجاب في مسكنة وتذلل ونفاق لا يخفى على كل من تحرر من غفلة الدين، خاصة والرجل يكاد يتفتق صحة، ما يجعله بعيدا جدا، بعد الثرى عن الثريّا، عن التعبير الصادق عن حقيقة وواقع أولئك المعذبين في الأرض رغم أنهم غالبا ما يقضون حياتهم البائسة مؤمنين تائبين مستسلمين لما قدر الله لهم، أو كما وصف القرآن خير النساء: مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا!.
يقول النابلسي: "ما لك بحاجة إلى شيء، بحاجة أن تستقيم على أمر الله، بحاجة أن تتصل بالله، بحاجة أن تصلي، بحاجة أن تقوم الليل، بحاجة أن تقرأ القرآن، بحاجة أن تغض بصرك عن محارم الله، بحاجة أن تمسك لسانك، لا تحتاج إلى مال ولا إلى صحة ولا إلى وقت، تحتاج إلى إنابة، والله، أيها الإخوة، إن لم تقل: أنا أسعد الناس، إلا أن يكون أحد أتقى مني، ففي إيماني خلل. أنت متصل مع الله وتقلق؟ متصل مع الله وتخاف؟ متصل مع الله وتذل؟ متصل مع الله وتيأس؟ متصل مع الله وتشعر بالضعف؟ مستحيل هذا؟ السعادة تنبع من الذات، وهي متاحة لنا جميعا، ليس متاحا لنا جميعا أن نسكن ببيت فخم، بيت 400 متر، مو متاح، .. ليس متاحا البيت الفخم، المركب الفارِه، بس متاح لنا جميعا أن نكون في قمة السعادة، لنا جميعا، والله الذي لا إله إلا هو يمكن أن تصل إلى قمة السعادة وأنت في زنزانة السجن (بالمنفرد)، وأعني ما أقول ولا أبالغ أبدا.
إذا كنتَ في كل حالٍ معي *** فعن حَمْلِ زادي أنا في غِنىً
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ، **** وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ ****و بيني وبينَ العالمينَ خرابُ
السكينة، السعادة، التألق وجدها إبراهيم في النار (يا نارُ كوني بردا وسلاما على إبراهيم). السعادة والسكينة والتألق وجدها أهل الكهف في الكهف. السعادة والسكينة والتألق وجدها النبي صلعم في غار ثور. (يا رسول الله لقد رأونا، ما ظنك باثنين الله ثالثهما). والله أيها الإخوة لو أذاقنا الله طعم القرب منه لنسينا الدنيا وما فيها. من عرف الله زهد فيما سواه). انتهى
للعلم فقط، فإن بيتي الشعر الأخيرين لأبي فراس الحمداني في عتاب سيف الدولة، ولا علاقة لهما بما أراد النابلسي وهو يوظفهما في ذم مطالب البشر في السعادة .
http://urlz.fr/2woA
يقول لنا هذا المدلس: "ما لك بحاجة إلى شيء، بحاجة أن تستقيم على أمر الله، بحاجة أن تتصل بالله، بحاجة أن تصلي، بحاجة أن تقوم الليل، بحاجة أن تقرأ القرآن، بحاجة أن تغض بصرك عن محارم الله، بحاجة أن تمسك لسانك".
فماذا كان، ومازال، يفعل معذبو الأرض من المؤمنين غير هذا؟ ومع ذلك فهم مطالبون بمزيد من الصبر والجوع، فإذا تململوا من الألم قالوا لهم إن إيمانكم ضعيف وتضحياتهم لا تكفي. هكذا ظلوا يقولون للناس بينما الأمراض تفتك بهم، يفتك بهم سوء المطعم والملبس والمسكن والصحة والأمية والفقر والآفات والكوارث الطبيعية، وهم أول من يدفع ثمن الإفلاس الاقتصادي والسياسي والحروب الأهلية، بل هم من يدفع نتائج الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وأعاصير وجفاف وفيضانات، كما هم أول من يدفع الثمن عندما تنشب الصراعات الاجتماعية والطائفية والدينية. لكن النابلسي يقرّعهم ويوبخهم عندما يقلقون ويخافون وييأسون ويشكون ضعفهم. فحتى هذا ممنوع عنهم. فإذا فعلوا فهذا أمارة على ضعف إيمانهم وانقطاع صلتهم بالله، ويا لها من خسارة!. لا عليهم أن يحتجوا ولا أن يتمردوا ولا حتى أن يحسدوا، فعين الحسود فيها عود! عليهم فقط أن يواصلوا، وبلا هوادة، الحفر والتنقيب في أغوار نفوسهم الخاوية بحثا عن السعادة وسيعثرون عليها لا محالة ولو سكنوا الأكواخ أو تنقلوا في وسائل النقل البائسة أو زج بهم في السجون!
هكذا هي السعادة عندما يتحدث عنها أعداؤها من رجال الدين، وهو كثيرا ما ينجحون في استغفال الناس بهذا الخطاب المخادع، بينما تحول هؤلاء الدعاة إلى مليارديرات ملكوا الدور والقصور وحققوا الجاه والنفوذ بسبب هيمنتهم على عقول العامة فحولوا هذه الهيمنة إلى جاه ونفوذ وسلطان يضاهي ذلك السلطان الآخر، لأن حكام الاستبداد عندنا ظلوا دائما يتنازلون لهم عن قدر من سلطانهم حتى يساعدوها في تخدير الناس واستتباب الأوضاع.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/business/newsid_7261000/7261877.stm
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كذب من قال بأن الماديات ليست من أسباب السعادة
الحكيم البابلي ( 2015 / 10 / 11 - 19:09 )
أكثر من رائع صديقي العزيز … تحية وشكر وإمتنان
نعم … ما كتبتَ غير الحقيقة
الناس يُرددون كالببغاوات ما يقوله الأنبياء ورجال الدين ومن يدعي التزهد والتصوف لأنهم مُبلسون لا يملكون شروى نقير، وما رأينا أحداً لحد اليوم يزهد في المال أو الجاه أو الشهرة أو أيٌ من أسباب (السعادة البيضاء)، وكما يقول المثل: -اللي ما ينوش العنب بيدة .. يقول حامض ما أريدة- !!، وهل كَذَبَ قائل المثل ؟

الحياة كفاح وإجتهاد وسعي دائم لتحسين أحوال الفرد والجماعة والمجتمع من أجل الراحة والسعادة والأمان، وهنا في الغرب السعادة مطلب حياتي مهم جداً جداً، ويكدح من أجل الحصول عليه كل إنسان تقريباً، أنا شخصياً عشتُ طفولتي أحلم بدراجة هوائية عجز والدي المسكين عن شرائها لي لأنه كان المعيل الوحيد لعائلة من 8 أشخاص، وعاش بشرف ولم يحاول أن يسلب ما لغيره من أجل تقديم سعادة إضافية لعائلته، واليوم أتمتع بإمكانيات مادية تجعلني أسعد من الماضي بمئات المرات، ولستُ منافقاً أو مُدعياً لو قلتُ وبكل فخر بأن جزء كبير من سعادتي ناتج عن محاولة مساعدتي وإسعادي لمن هم حولي، فمن مفاهيم السعادة للأسوياء أن نُعطي حين نتمكن
تحياتي .. طلعت ميشو


2 - هم سُعداء
عدلي جندي ( 2015 / 10 / 11 - 22:04 )
بالطبع رجال الدين والشيوخ سُعداء بقدرتهم علي تغييب الشعوب ولذا لا يعترفوا بأي وسائل وأفكار وأعمال وهوايات أخري تُساعد وترفع من ثقافة شعوبهم في إكتشاف طُرق عملية تساعدهم للتمتع بالسعادة الحقيقية
ملحوظة
الحسنة الوحيدة للشيخ المذكور أنه لم يشرح للمؤمنين قمة السعادة في منظور الإسلام كالجهاد والقتال والإستشهاد في سبيل الدعوة والله بتفجير نفسه مثلا
تحية لك


3 - الحكيم البابلي
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 11 - 23:18 )
شكرا لك أخي طلعت على المرور وإثراء الحوار. أعجبني مثلكم الشعبي:
اللي ما ينوش العنب بيدة .. يقول حامض ما أريدة
عندنا مثل قريب منه:
-القط اللي تبعده الشحمة يقول عليها مالحة-، يعني القط الذي لا يتمكن من الحصول على الشحم يدعي أنه لا يريدها لأنها مالحة.
الناس في بيئاتنا البائسة كثيرا ما يكبلون حياتهم بعادات وتقاليد وقيم منافقة تعرقل تطورهم مثل قيم القناعة، الشرف، العار، وغيرها. كان المعمر في الجزائر يمارس كل النشاطات سعيا إلى مزيد من النجاح، بينما جيرانه الفلاحون من الجزائريين كانوا يعتبرون ممارسة بعض النشاطات عارا مثل بيع الحليب الفائض عن الحاجة وبيع الدجاج والبيض في الاسواق.. الخ. تعليم المرأة كان مخلا بالشرف خاصة في الأوساط الشعبية سواء في المدن أم في الأرياف. كان المعمر يكتفي بولد أو ولدين. أما الجزائري فلا تتوقف زوجته عن الإنجاب حتى سن اليأس، وقد لا تصل تلك السن بسبب الإجهاد والولادات المتكررة.
شعوبنا عاشت دهورا من الشقاء في انتظار السعادة الأبدية!
خالص تحياتي


4 - فضائح الدعاة
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 11 - 23:35 )
شكرا أخي عدلي على المرور وإثراء الحوار. معك حق، كان أحرى بهذا النابلسي وهو يرى بأن السعادة القصوى هي السعادة الأخروية أن يبحث له عن أي وسيلة تعجّل له الرحيل عن هذه الدنيا الفانية. لكن هؤلاء بارعون جدا في تطويع الدين حسب هواهم. فعندما يريد أحدهم تبرير تهافته على الدنيا يتذكر آية (وإن لنفسك عليك حقا) أو آية (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)، بعضهم يتذكر أن بعض الصحابة كانوا من الأثرياء، بعضهم يتذكر حديث (اليد العليا خير من اليد السفلى) وهكذا. في النهاية هي شطارة لا يُستَعْفَل فيها إلا المغفلون. هذه بعض فضائح الدعاة:
http://urlz.fr/2wvy
تحياتي


5 - لاعلاقة لأي دين بالسعادة
سناء نعيم ( 2015 / 10 / 12 - 07:22 )
الايمان الاعمى بألوهية القرآن سلبت المسلم ملكة التفكير والتحليل وجعلت منه كائنا سلبيا يسير وراء رجال الدين حتى وان تعارض القرآن مع الواقع والعلم والاخلاق ،فلا مجال للنقد
فالقرآن يقول -ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى..-وبالتالي فمن لايلتزم بالدين فالشقاء جزاءه الدنيوي قبل الاخرة.
رغم أن السعادة تنبع من الذات وهي متاحة لنا جميع كما قال النابلسي ولكن فهمنا لها مختلف طبعا.
ومن تجربتي أقول انني اليوم ،رغم لادينيتي ، أكثر سعادة من الماضي عندما كنت غارقة في وحل الدين من صلاة وصيام وتسبيح...حتى انني ابتعدت عن الفنون ردحا من الزمن أحسست فيها بوحشة لاتوصف.
فالموسيقى وغيرها من مباهج الحياة والتي حرمها الاسلام رافد مهم يصب في نهر السعادة البشري ليزيده غزارة فيثمر حبا واملا وروحا انسانية عالية.
اما عن ابيات ابي فراس الحمداني ،فقد سبق للقرضاوي ،ومن على الجزيرة، ان كذب وقال ان بيتي المتنبي :
لو كان النساء كمثل هذه لفضلت النساء على الرجال
فما التانيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للجال
في الخنساء ،لكن بعد بحث تبين لي انهما في رثاء والدة سيف الدولة
انهم يكذبون بلا خجل


6 - معالجة فاترة لفكرة السعادة
نعيم إيليا ( 2015 / 10 / 12 - 08:37 )
ما هي السعادة؟
ينبغي أن تقدم تعريفاً للسعادة، فإن قولك: ((السعادة مطلب إنساني مشروع وممكن، بلوغه مرتبط بتحقيق شروط كثيرة موضوعية وذاتية، لكنها شروط معقولة وممكنة، وليست مستحيلة ولا هي مذمومة كما يزعم أعداء السعادة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان أو بعض أدعياء المثالية أو حتى البوذية، على شاكلة من يقول بأننا نكون أسعد أكثر فأكثر بقدر ما نتخلص أكثر فكثر عن رغباتنا!)) ليس تعريفاً.
كما أن رأي اسبينوزا في السعادة ليس محكماً بسبب احتوائه على تناقض داخلي.
مع التحية


7 - خطبة الجمعة
ماجدة منصور ( 2015 / 10 / 12 - 09:20 )
خطبة الجمعة الفائتة،في أحد مساجد مصر، كانت عن العذاب الأبدي الذي سيلاقيه،،القوم الفرحون0
نلطم أم نفرح؟؟ حتى الله لا يطيق القوم الفرحين يا أستاذ!!!!!!!0
أرسلت مقالا اليوم الى الحوار المتمدن أسميته...كفرت بآلهة الدم...رأيكم يهمني
احترامي


8 - نعيم إيليا
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 09:49 )
شكرا أخي نعيم على المرور والتواصل. في البداية فكرتُ في تقديم تعريف للسعادة، ثم تخليت عن هذه الفكرة لأنني رأيتها تقليدية. الآن بوسع القارئ أن يحصل بسهولة على تعاريف كثيرة للسعادة ومن زوايا كثيرة، ولأنني أعتقد أن الناس عموما يعرفون متى يكونون سعداء ومتى يكونون أشقياء. مع ذلك يبقى الموضوع قابل لكل إثراء، ويسرني أن تساهم فيه.
خالص مودتي


9 - ماجدة منصور
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 10:06 )
شكرا سيدة ماجدة على التواصل وإثراء المقالة. نعم، رجال الدين، بل الأديان قائمة على الترغيب والترهيب، مشاهد العذاب في الإسلام مفزعة تقابلها مشاهد النعيم الأبدي. لكن المضحك في هذا أن رجال الدين يمررون عبر هذا التخويف شريعتهم الهمجية الظالمة في حق النساء والمختلفين دينا ومذهبا ويجيشون الجيوش لمحاربة كل رأي حر وكل جديد.
يسرني طبعا أن اقرأ لك، ولقد سبق لي أن قرأت سلسلة قصصك المؤثرة. وأتمنى أن تتحللي من التزامك تجاه أمك الذي يشبه الدين.
خالص مودتي


10 - سناء نعيم
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 10:21 )
شكرا سناء على اهتمامك المتواصل بما أكتب. يسرني أن أتواصل مع العقلاء. ملاحظتك في الصميم. أنا على يقين تام أن التخلص من كوابيس الدين لا بد أن يساهم في مزيد من التوازن النفسي لدينا، بالإضافة طبعا إلى التخلص من هذه السخرة المتواصلة مدى الحياة. ناهيك عن المشاكل التي تسببها الأديان للبشرية خاصة مساهمتها في التزايد السكاني وازدياد الفقر والإرهاب والغبن تجاه شرائج كثيرة من الناس مثل النساء والأقليات والمختلفين وأحرار الفكر. منظر المساجد وهي تتكاثر في بلادي كالفطر محزن خاصة إذا علمنا أن المؤمن بالله ليس في حاجة لكل هذا التبذير وهذه الصروح الفارهة لكي يؤدي عبادته، وهو تبذير يتم على حساب مشاريع أخرى أكثر نفعا. في عاصمتنا يجري بناء مسجد ضخم جدا كلفته أربعة ملايين دولار. لماذا هذا النكد يا ترى؟ ويفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه!
تحياتي


11 - معذرة سناء
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 10:32 )
معذرة سناء. كلفة المسجد رُصِد لها في البداية مليار يويو! لكنها تضاعفت ولم ينجز منه حتى الآن سوف الثلث، أي بعد مع يقرب من أربع سنوات من انطلاق الأشغال. خصصت له مساحة 40 الف متر مربع ويستوعب 120 الف مصل، وهو ثالث مسجد في العالم من حيث الحجم. لماذا هذا التبذير؟
اللعنة على النفط.


12 - نحن لم نذق طعم السعادة لكي ندرك ما نفتقر اليه
فاتن واصل ( 2015 / 10 / 12 - 11:14 )
لم نعرف أبداً معنى أن نكون سعداء، فالسعادة في الطمأنينة والاستقرار وعدم الخوف من المجهول او ما يخبئه المستقبل لنا ولأولادنا، ولم نتدرب كيف نعيش حياتنا لا أن نشاهدها من مدرجات المتفرجين انتظاراً للجول الأعظم وهو حلول الموت والاستمتاع بوهم ما بعده من الجلوس على الأرائك وأكل التين والأعناب وشرب الخمر واللبن والعسل وللرجال - فقط - الجنس كمتعة ينتحرون من أجلها. نضحي بالدنيا وتذهب أعمارنا سدى ولا نسعى لتحقيق الأفضل لأن كل شيء مكتوب فغير أرزاقنا المحددة سلفاً لن نحصل.
لم ينصحنا أحد أن الثراء يسبب السعادة علمونا فقط أن سعينا له يسمى طمع ولكن سعيهم له يسمى رزق، لم يعلمنا احد أن السفر والرقص والأكل واللبس واعجاب الآخرين بنا والحب والجنس كلها متع وتسبب السعادة بكل تأكيد ، فقط قالوا لنا أن كل هذا حراااااااام وعيب وممنوع .
نولد حتى نموت وما بينهما يجب أن يكون صيام وإلا النار في انتظارنا.ملعون أبوها دنيا لو كانت بالشكل ده.
سلمت يداك استاذ عبد القادر انيس، مقال عظيم وتسبب بطريقة غير مباشرة في شعوري بالسعادة. ألف شكر.


13 - الرضى والقناعة- هي التي تسبب السعادة
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 10 / 12 - 13:12 )
اعتقد سيد عبد القادر - ان الرضى والقناعة اهم الاسس التي تؤسس للسعادة- والتين تؤديان الى راحة النفس والبال-اضافة الى توفر عناصر السعادة- المسكن المستقل المملوك- الزوجة المريحة المتعاونة-غير المتطلبة ,غير الكرارة, الجيران الطيبين_ مصدر رزق ثابت كافي_ اولاد كالنسمة-الصحة والعافية-
اما الخوف من الاخرة-فلايخشاها الصالح المستقيم-لقوله تعالى -إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (
لك التحية -


14 - شتان مابين من يحب السعادة والخير ومابين الممقوت
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 10 / 12 - 14:56 )
تحية أخي صلاح:

هناك مجموعتين في هذا النقاش:

مجموعة تحب السعادة وتتمنى الخير والسلام ومجموعة تريد فرض رأيها والتمتع بالتعاسة وإرجاء الأمور لحياة أخرى لم يثبت وجودها بعد.

الفرق هو بين من يريد العيش والعمل لحياة جيدة حالياً ومابين الذي يريد أن يفسد على الاخرين خططهم ويريد أن يرغمهم على العيش كما يريد هذا المعتوه...

من أين لهؤلاء المعاتيه بالسعادة أو من أين لهم أن يعرفوا معنى السعادة...

سلام


15 - فاتن واصل
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 15:59 )
شكرا فاتن على التواصل وإثراء الحوار بهذه المداخلة الحصيفة. سأقف عند عنوان مقالتك: (نحن لم نذق طعم السعادة لكي ندرك ما نفتقر اليه). وهذه حقيقة ذكرتني بكتاب بوعلي ياسين الكاتب السوري (الثالوث المحرم..) قرأت منذ ثلاثين عاما أو يزيد. في الكتاب ذكر دراسة لأحد السوريين قارن فيها بين الأسرة في الرقة والأسرة في باريس، واستنتج أن الأسرة في الرق أسعد. لماذا؟ لأن الطلاق في الرقة نادر، بينما في باريس بلغ نسبة الطلاق أكثر من خمسين بالمائة. ولاحظ بوعلي ياسين أن (استقرار) الأسرة في الرقة السورية الذي يتم على حساب المرأة ليس دليلا على السعادة، بل العكس، هو دليل على عبودية مطلقة للمرأة تجعل خياراتها معدومة، لهذا ترى في هذه العبودية شرا لا بد منه. المثل الذي يقول: (ظل راجل ولا ظل حيط)، بليغ الدلالة ومحبط.
خالص مودتي


16 - المُرتعبين من أوهام جهنم لا يعرفون طعم السعادة
الحكيم البابلي ( 2015 / 10 / 12 - 16:12 )
السيد الفاضل عبد الحكيم عثمان يقول -أن الرضى والقناعة أهم أُسس السعادة-!، ثم يعود ليُناقض نفسه قائلاً: -إضافة إلى توفر عناصر السعادة (مسكن مستقل مملوك، زوجة مُريحة متعاونة غير متطلبة،وغير كرارة، جيران طيبين، مصدر رزق كافِ وثابت، أولاد كالنسمة، الصحة والعافية- إنتهى
وماذا بعد يا عزيزي عبد الحكيم !؟ ربما مليون دينار ومرسيدس وخليلة ووزارة وربما رئاسة الجمهورية الإسلامية الحلم!، ثم ألا تجد في مجمل طلباتك المليونية هذه تعارضاً وتناقضاَ وتقاطعاً مع كلامك في بداية التعليق وفتواك من أن أُسس السعادة هي -الرضا والقناعة-!؟
هناك مثل عراقي جميل ينطبق عليك -هيَ مو منكوبة بس إتخُر- وبالفصيح فالمثل هذا يتكلم عن الجَرَة أو البستوقة من أنها غير مثقوبة لكنها مع هذا تنضح !!، هههههه
أما كلامك سيد عثمان عن -الخوف من الآخرة- فهو لكم معشر المؤمنين بالخرافة والوهم البليد، لهذا تجد إننا معشر العقلانيين وأحرار الفكر والعلمانيين سعداء جداً ومتحررين من مخاوف الوهم والخرافة وبعبع الله والعقاب ونار جهنم !!. صدقني لو قلتُ بأنكم تعيشون وتنتهون من غير سعادة، فالخائف المرتعب أبعد الناس عن السعادة
تحياتي .. طلعت ميشو


17 - عبد الحكيم عثمان
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 16:18 )
شكرا على إثراء الحوار. أنا أتفق معك حول ( المسكن، الزوجة المريحة المتعاونة، الجيران الطيبين، مصدر رزق ثابت كاف، أولاد كالنسمة، الصحة والعافية)، لكني لا أتفق معك في نظرتك الذكورية للسعادة في قولك (الزوجة المريحة المتعاونة، غير المتطلبة، غير الكرارة)، هذا موقف إسلامي في الصميم. فما نطلبه من الزوجة يجب أن نطلب مثله من الزوج. لكننا نجد في الموروث الإسلامي أحاديث كثيرة تهين المرأة وتجعل منها كائنا تابعا مهمته إسعاد الرجل وتفريغه للعلم والعبادة كما قال أبو حامد الغزالي:
http://urlz.fr/2wJz
وفيه غبن لا نظير له للمرأة حتى بلغ به الأمر أن قال: (النكاح نوع رق، فهي رقيقة له، فعليها طاعة الزوج مطلقاً..). وفيه نقرأ حديث محمد بأنه أُطْلِعَ على النار فوجد غالبية المقيمين فيها من نساء.
كذلك ألاحظ انتقائية في آية (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ...). لأننا نجد بسهولة آيات وأحاديث أخرى تجعل الجنة مِنَّة ربانية لا دخل للاستقامة فيها. فإرادة الله حُقَّت قبل أن تخلق الأرض ومن عليها، أو كما جاء في الحديث: (إنكم لا تدخلون الجنة بأعمالهم...)، وهذا مصدر القلق عند المؤمنين.
تحياتي


18 - محمد أبو هزاع
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 16:32 )
شكرا أخي محمد على المرور والتواصل.
اسمح لي أن أتوقف عن تساؤلك: (من أين لهؤلاء المعاتيه بالسعادة أو من أين لهم أن يعرفوا معنى السعادة؟)
هؤلاء المعاتيه، كان يمكن أن نحترمهم لو أنهم اكتفوا بالتعبير عن خياراتهم والتزموا بها كنوع من الرياضة الروحية الذاتية الحرة، كما تفعل بعض الطوائف الدينية في الغرب مثلا، حتى لو كانوا منافقين يقولون ما لا يفعلون أو كانوا معاتيه لا يفرقون بين الخير والشر. لكنهم، في حقيقة الأمر، لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل كما يقال. هم يعتقدون أنهم مُوَكَّلون على الناس باعتبارهم قُصَّراً في حاجة إلى أوصياء، وهم يتحالفون مع الطغاة لفرض هذه الوصاية الشريرة.
تحياتي


19 - ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله
ليندا كبرييل ( 2015 / 10 / 12 - 17:03 )
الأستاذ أنيس المحترم

سعادتي بالغناء ومشاهدة مباريات رياضية
أصرّ زميلنا أن نغلق الكاسيت ونحن في مجموعة نستمع إلى دليلي احتار بصوت الخالدة أم كلثوم في انتظار على أحر من الجمر لمشاهدة النهائي في التنس بين العملاقين فيدرر ونادال

رؤية مهتزة
قال إن آية ومن الناس من يشتري لهو الحديث....أكبر دليل على تحريم الغناء،فابن مسعود وابن عباس فسّرا(لهو الحديث)بالغناء

هذا أخطر ما يقنعونا به عندما تؤخذ الكلمة من سياقها ويبنى عليها حكم جائر أطلقه شخص من ألف سنة مشكوك في شخصيته وتاريخه

لا اقتنعنا برأيه،ولا تركنا نستمتع بالأغنية،ولم يحرمنا من سعادة سماعها فحسب،بل كاد أن يلحق بها المباراة،قال إن هذا يلهي عن ذكر الله

آية الغناء فهمناها
أين آية الرياضة يا هذا؟

أستمع كثيرا إلى ترتيل القرآن،روعة أستاذنا
هذا الغناء القرآني أليس حراما؟
أكاد أسمع أم كلثوم وصباح فخري بين طياته

هذا غناء وليس ترتيلا،والمسلم ينسجم معه كما ننسجم بسماع الغناء الراقي
حرمونا من سبب للسعادة،فقعد المسلم ويده على خده يستمع إلى المرتلين يبكون في أناشيدهم،ويتفكر بآخرته والعذاب المنتظر ونسي سعادته

منهم لله،المنسحبون من الحياة

تحياتي


20 - تعريف السعادة
نعيم إيليا ( 2015 / 10 / 12 - 18:05 )
تعريف السعادة مهم، به يتحدد مقياس السعادة.
كيف لي الآن أن أعلم أن سعادتك هي سعادة حقيقية، وأن سعادة القرضاوي ليست سعادة حقيقية؟

تقول: ((أعتقد أن الناس عموما يعرفون متى يكونون سعداء ومتى يكونون أشقياء.)) وهذا حسن، وإن الأستاذ عبد الحكيم عثمان مثلاً، ليعرف متى يكون سعيداً، فلماذا يقال له إنه ليس سعيداً عندما يعرف بذاته أنه سعيد؟
في رأيي أن زج قضية السعادة في النقد الديني، مخاطرة ذهنية
وشكراً لك على الرد


21 - ليندا كبرييل
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 19:25 )
شكرا لك أستاذة ليندا على المرور وإثراء الحوار من مخزون تجاربك الثرية. قلتِ: (لا اقتنعنا برأيه، ولا تركنا نستمتع بالأغنية، ولم يحرمنا من سعادة سماعها فحسب، بل كاد أن يلحق بها المباراة، قال إن هذا يلهي عن ذكر الله). ها أنت بلّغتم. وماذا بعد؟
في مسرحية سليمان بن عيسى (بابور غرق) أي السفينة غرقت. ختمها بإلقاء قصيدة رائعة.
https://www.youtube.com/watch?v=LdUFGoHlGZA
الإلقاء مزج بين العامية والفصحى. حبذا لو تمكنتم من سماعها. مع مجيء العرب المسلمين قابلهم شيخ القبيلة. قال له القائد العربي: -لقد أتيناكم بكتاب الله العزيز، رسالة من محمد فأسلم تسلم-. فرد الأمازيغي: جبتم برية (جئتم برسالة) مرحبا بكم. بصح كنتو تبعثوها مع مرسول، كنا نقروها ونرد عليكم، وإلا انتم في عوايدكم تشقيو جيش بسلاحه على جال برية؟ (يعني كان يجب أن تبعثوا برسالتهم مع مرسول، وكان بإمكاننا أن نقرأها ونرد عليكم، فهل في عاداتكم أن تكلفوا جيش كامل بسلاحه من أجل رسالة؟
بيت القصيد أن هؤلاء لا يكتفون بتبليغ دينهم، بل هم يعملون على فرضه بالقوة على الناس بما في ذلك الكيفية التي يجب أن نفهم بها سعادتنا.
خالص تحياتي


22 - نعيم إيليا
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 19:43 )
مرحبا نعيم مرة أخرى. حول تساؤلك: -كيف لي الآن أن أعلم أن سعادتك هي سعادة حقيقية، وأن سعادة القرضاوي ليست سعادة حقيقية؟- أنا لا يهمني كيف يفهم القرضاوي ولا عبد الحكيم عثمان سعادتهما إلا بقدر تأثير ذلك على حياتي. أنا لا أناقشهما في العبادات مثلا. مع ذلك فليست السعادة من الغموض بحيث نختلف حولها حد التناقض بحيث نصدق من يقول لنا بأن الإنسان يمكن أن يكون سعيدا وهو يتعذب من المرض أو الجوع أو من برودة الزنزانة أو من العنصرية والإرهاب. ومع ذلك أيضا، فهؤلاء أحرار، وسعادتهم محترمة ومن حقهم ألا نفرض عليهم مفهومنا للسعادة ولا نناقشهم في دينهم، ولكن بشرط، وهذا هو المهم، أن يكون من حق الآخرين أن يرفضوا المفهوم الديني للسعادة وللحياة وللحرية وللعلاقات الاجتماعية بين الناس. عندما يصل رجال الدين عندنا إلى هذه القناعة ويتركون الناس وشأنهم ولا يتعاملون معهم إلا بالحسنى مثلما وصل غيرهم في الأمم المتحضرة، حينها فقط لن نكون في حاجة إلى أن نخاطر بزج قضية السعادة في النقد الديني.
في كل هذا أنا الضحية، أنا في موقف دفاعي، بسبب همجية واستبداد حكامهم المتحالفين مع رجال دينهم. مكرهٌ أخوك لا بطل.
خالص تحياتي


23 - موقف صعب!
نعيم إيليا ( 2015 / 10 / 12 - 21:23 )
كثير من المتدينين يجدون سعادة في الدين. إنهم سعداء! فكيف لنا أن نقول إنهم ليسوا سعداء لأنهم متدينون؟
والسعادة ليست من الحقوق ليظن أنها يمكن أن تنتقص من قبلهم، وليست من المبادئ التي يمكن فرضها.
تقول: ((أعداء السعادة عندنا يتواجدون، عموما بين صفوف رجال الدين، ليس فقط بسبب نظرتهم الدينية للسعادة، باعتبارها نظرة لا تقيم وزنا للشروط التي جاءت في تقرير السعادة أو تلك التي صاغها سبينوزا بل بسبب وقوفهم ضد التقدم والتطور وقيم الحداثة)) حيث تفترض أن رجال الدين أعداء السعادة؛ لأنهم ليسوا على رأي اسبينوزا في السعادة، ولأنهم يقفون ضد التقدم والتطور والحداثة. وبقولك هذا إنما تضع نفسك في موقف صعب على مستويين:
1- مستوى مفهوم السعادة
2- مستوى مفهوم التقدم والتطور وقيم الحداثة من حيث هي شروط جالبة للسعادة
فالأول يفرض عليك أن تثبت أن مفهوم اسبينوزا للسعادة ومفهومها كما جاء في تقرير السعادة، هو مفهوم السعادة الحقيقي الذي لا يقبل التفاوض.
والثاني يفرض عليك أن تثبت أن التقدم والتطور وقيم الحداثة هي الشروط الضرورية الجالبة للسعادة.
آسف ربما أسأمتك وأزعجتك . لك أن تهمل اعتراضي في هذه الحالة ولن يسوءني ذلك


24 - انها ليست نظرة ذكورية
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 10 / 12 - 22:06 )
سيد عبد القادر انها ليست نظرة ذكورية انا اتكلم عن السعادة من منظوري الشخصي- وللمرأة ايضا منظور شخصي حول السعادة التي تتمناها -هل ان قالت أمرأة ان سعادتها في زوج مقارب لفارس احلامها حبوب طيوب رومانسي- ومتعاون- وبيت مستقل وزج ميسور الحال- هل تصف وجهة نظرها بالانثوية
الحياة الزوجية حياة مشتركة يساهم في اسعادها الطرفين الزوج والزوجة
فاين النظرة الذكورية فيما طرحت؟ لك التحية


25 - أين التناقض فيما طرحت
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 10 / 12 - 22:13 )
السيد الفاضل حكيم البابلي -القناعة والرضا هي الاساس- ولايعني ان الفقير هو الذي تلزمه القناعة والرضا فهنا ك اثرياء- رغم ثرائهم لايرضون ولايقنعون - ما اطلبه لايعني طلب الثراء -فمن اهم معوقات السعادة ضائقة اليد والسكن بالايجار- والزوجة النكدية- والابناء المشاكسين- الفاشلين
فما يمنع ان يكون للفقير سكن ملك واسع ودخل يمنعه الفاقة والعازة -يكفيه للعيش الكريم - اين التناقض فيماطرحت -
لك التحية


26 - الدواعش السعداء
ماجدة منصور ( 2015 / 10 / 12 - 22:27 )
قد تكون السعادة في العبادة لكثير من البشر و الدليل السعادة التي يشعر بها الدواعش حين يفجرون أنفسهم من فرط السعادة فهم ذاهبون للعشاء مع رسول الله0
ميت السلامة


27 - نعيم إيليا
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 23:25 )
سيد نعيم، موضوعي ليس عن السعادة، بل حول سبل تحقيق السعادة لقناعتي أن هناك اتفاقا واسعا حول معنى السعادة باعتبارها حالة من الرضا والسكينة يحياها الفرد، عندما يغيب فيها، بصورة دائمة نسبيا، الألم، القلق، الإحباط والاضطراب... وكل المنغصات التي لها علاقة متينة بالشروط التي تبنتها الأمم المتحدة، بسبب صلتها بالاستقرار السياسي والحكم الراشد، بالتنمية في أوسع مجالاتها (الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، التربوية، الصحية، البيئية... الخ).
وعليه فقولك بأن (السعادة ليست من الحقوق ليظن أنها يمكن أن تنتقص من قبلهم، وليست من المبادئ التي يمكن فرضها)، غير دقيق مادمنا نرى في نجاح التنمية المستدامة عاملا أساسيا في تحقيق شروط الحياة الكريمة للمواطنين وتخفف عنهم ما ينغص حياتهم. بهذا المعنى فالسعادة حق للمواطن وواجب على الأمة تمكينه منه.
التقدم والتطور وقيم الحداثة هي شروط ضرورية جالبة للسعادة وإلا دخلنا في دوامة من العدمية. أنا أومن بجدوى التقدم وآثاره على رخاء الناس وطمأنينتهم ورضاهم عن حياتهم وتفاؤلهم بالمستقبل، وهذه هي السعادة.
سيد نعيم، الحوار معك ممتع ومفيد وبلا حدود. تحياتي


28 - عبد الحكيم عثمان
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 12 - 23:38 )
شكرا سيد عبد الحكيم على التواصل وإثراء الحوار. أنت كتبتَ: (ان الرضى والقناعة اهم الاسس التي تؤسس للسعادة- واللتين تؤديان الى راحة النفس والبال- اضافة الى توفر عناصر السعادة- المسكن المستقل المملوك- الزوجة المريحة المتعاونة-غير المتطلبة ,غير الكرارة). هنا أنت تتحدث وكأن الرجل وحده هو المعني بالسعادة ولهذا نبهتك. أنت لم تكن تتحدث عن نفسك وعما يحقق سعادتك، إنما كنت تتحدث بصورة عامة فأدرجت المرأة خصيصا ضمن هذه الشروط العامة. هذا ما فهمتُ منك. فإذا كنت ترى غير هذا فلا بأس. تحياتي


29 - ماجدة منصور
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 13 - 00:09 )
شكرا سيدة ماجدة مرة أخرى. رأيي أن السعادة التي يشعر بها الدواعش وهم يفجرون أنفسهم، سعادة وهمية، هذا إذا كانوا كذلك، ولم يكونوا مجرد انتحاريين في أوج إحباطهم وجدوا في هذه الطريقة في الموت خلاصا من حياتهم الفاشلة كما وجدوا في الدين تبريرا لساديتهم. هذا لا يعني أنهم يرفضون السعادة الحقيقية، لكنهم يبحثون عنها في المكان الخطأ.
تحياتي


30 - تعريف السعادة
سامر علي ( 2015 / 10 / 13 - 03:44 )
عند بوذا تعني السعادة أعرف نفسك
وعند السيد المسيح الملكوت في داخلك
وعندما خاطب الرب ابراهيم الخليل طلب منه ابراهيم سرّ من أسرار الرب فقال لهُ
اسحك
بالارامية القديمة وتعني ( اضحك ) بالعربية اليوم
فسمى ابنه اسحك
كان ابراهيم لا يعرف الضحك طوال فترة افتقاده للولد
وعند من يتقن فن الحياة تعني السعادة المحبة لكل الكائنات دون سبب
اي دون قيد او شرط
من تتوفر فيه المحبة لكل الكائنات دون قيد او شرط وصل الى ما يريده
تحياتي


31 - سامر علي
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 13 - 07:28 )
شكرا لك سيد سامر على التعليق بهذه الأقوال اللطيفة. لكني أميل أكثر إلى النضال من أجل السعادة كما عبرت عنها في تعليقي رقم 28. فما معنى أن نقول لشخص بائس محزون أمي كادح جائع مهضوم الحقوق، يعاني من منغصات لا حصر لها في حياته وحياة أسرته، في صحة أبنائه، (هذا في الظروف العادية نسبيا) ناهيك عندما تسوء الأوضاع بسبب همجيات البشر أو طغيان الطبيعة، ما معنى أن نقول له أعرف نفسك أو أن الملكوت بداخلك أو اضحك؟ هل يمكن أن نقول لمن نُكِبُوا بداعش وبوكو حرام والقاعدة بمباركة الوهابية السعودية وكل القرضاويين كما قال المسيح (أحبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم)، بينما المسيح نفسه في مواقف أخرى قال العكس.
خالص تحياتي


32 - شكراً سي عبد القادر أنيس!
نعيم إيليا ( 2015 / 10 / 13 - 08:11 )
((موضوعي ليس عن السعادة، بل حول سبل تحقيق السعادة))
وأنا الذي موضوعي حول سبل تحقيق الاشتركية، ألا يجب أن أبين ما هي الاشتراكية؟

(( السعادة باعتبارها حالة من الرضا والسكينة يحياها الفرد، عندما يغيب فيها، بصورة دائمة نسبيا، الألم، القلق، الإحباط والاضطراب))
إذن فإن السعادة حالة من الرضا والسكينة يغيب فيها الألم، القلق، الاحباط... وهي حالة فردية لا جمعية.
فإذا كانت السعادة هي هذه الحالة ، فلماذا نقول إن البوذي لن يعيش هذه الحالة إذا مارس الزهد في حياته ((على شاكلة من يقول بأننا نكون أسعد أكثر فأكثر بقدر ما نتخلص أكثر فكثر عن رغباتنا!))؟

((وكل المنغصات التي لها علاقة متينة بالشروط التي تبنتها الأمم المتحدة، بسبب صلتها بالاستقرار السياسي والحكم الراشد، بالتنمية في أوسع مجالاته))
وإذن فإن مقياس السعادة هو شرعة حقوق الإنسان،
ولكن إذا كانت شرعة حقوق الإنسان مقياس السعادة، فإنه سبترتب على ذلك أن البشر الذين وجدوا قبل وجود هذا المقياس، كانوا لاسعداء.

وإذن فإن (الرفاهية) هي مقياس آخر للسعادة. ولكن المرفه، وإن كان مرفهاً، قد لا يكون سعيداً.

وإذن فإن السعادة حق من الحقوق بمعنى من المعاني فإذ


33 - نعيم إيليا (تعليقك رقم 33) 1
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 13 - 08:55 )
أنت، يا نعيم، عندما تتشبث بعناد شديد بفكرة ما (ليس هذا عيبا) تجعلني أتذكر قصة مسمار جحا عندنا!. (أنا أمزح) مع ذلك فتعريف السعادة كحالة من الرضا والسكينة يغيب فيها الألم، القلق، الاحباط) لا يجعل من هذه السعادة (حالة فردية لا جمعية) كما قلتَ. لأنه، وببساطة شديدة، لا يمكن أن أكون سعيدا إلا في بيئة سياسية، اجتماعية، اقتصادية، ثقافية، بيئية تساعد الناس على ممارسة السعادة. الخوف من الآخر، الاصطفاف العدائي بين المختلفين طبقيا ودينيا وعرقيا وطائفيا وجنسيا هو بلا شك مجلبة للقلق والخوف من المستقبل وانعدام الطمأنينة بحيث يضطر الإنسان إلى التزام حذر ويقظة دائمين للانقضاض على الآخر أو لمواجهة انقضاضه (حالة الحياة الزوجية مثلا). لهذا عادة ما أتكلم أنا عن الأنانيات، وكيف تمكنت مجتمعات الديمقراطية واللبرالية الحديثة من إبداع طرق لإدارتها وفضها سلميا، بينما عاشت البشرية ظروفا غاية في الهمجية بسبب قانون الغاب الذي كان معمولا به الذي لا أقول بأننا تجاوزناه مائة بالمائة، ولكن اتفاق البشر على تأسيس الأمم المتحدة ومئات المنظمات دليل آخر على نقلة نوعية نحو ثقافة وسياسة الحوار والجنوح إلى الحلول السلمية
يتبع


34 - نعيم إيليا (تعليقك رقم 33) 2
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 13 - 09:03 )
كذلك تعتبر الدساتير الحديثة لإدارة السلطة وثروات البلاد وتنظيم سلمي للصراعات بين المختلفين نقلة نوعية نحو توفير البيئات الملائمة للسعادة.
لهذا فأنا أومن فعلا بأن السعادة في تزايد وأن البشر الذين عاشوا قبلنا كانوا أقل سعادة منا.
قولك بأن (الرفاهية) هي مقياس آخر للسعادة. ولكن المرفه، وإن كان مرفهاً، قد لا يكون سعيداً). صحيح من جانب، نعم الرفاهية مجلبة للسعادة، لكنها لا تكفي وحدها. سبينوزا رأى وجوب إدارة السعادة بالعقل، والعقل في عصرنا هو الاستهداء بأحدث الاكتشافات في مختلف علوم الإنسان. المرفه الجاهل لا يتصرف مثل المرفه المثقف المستنير. في محيطي أعرف أسرا ميسورة الحالة لكنها تعيش مشاكل عويصة بسبب سوء إدارة خلافات وأنانيات أفرادها، أحيانا حول أتفه الأسباب، ولكن أحيانا أخرى حول أسباب وجيهة وعويصة. أعرف أسرا أنجبت الكثير من البنات بحثا عن الذكر العاصب في الميراث. الشريعة الإسلامية في هذه الحالة مصدر إزعاج، لكن الناس لا يحاولون تجاوزها عقلانيا بسبب جهلهم بطبيعة الدين بل يحاولون التحايل على قرارات الله، وما يرافق ذلك من الشعور بالإثم ومن النفاق ومن التوبات والعصيانات المضحكة.
تحياتي


35 - شكراً سي عبد القادر أنيس 2
نعيم إيليا ( 2015 / 10 / 13 - 09:20 )
فإذا كانت السعادة حقاً، فينبغي ألا تكون حالة نفسية. وينبغي أن يستوي فيها المتدين وغير المتدين، الفقير والغني... ولكنه من المحال أن يستوي الناس في السعادة. فرب متدين يكون سعيداً، ورب ملحد لا يكون سعيداً، ورب فقير وهو سعيد، ورب غني وهو شقي.
وإن كانت حقاً، استطاع أعداء الحق أن يسلبوه إذا غفلت عنه عين صاحبه. فهل يستطيع رجل الدين الذي هو في نظرك عدو السعادة أن يسلب زيداً سعادته؟
ستقول هنا إن رجل الدين عندما يقنع زيداً بوهم الفردوس، ويحرضه على الجهاد، ويغريه بانتقاص حقوق المرأة، يسلب من زيد سعادته. ولكن الواقع أن زيداً، بعكس ما تقول، يشعر بالسعادة وهو يعيش هذا الوهم ويمارس الجهاد، وينتقص حقوق المرأة.
ستعترض: ولكن ماذا عن المجاهَد وماذا عن المرأة؟ فأجيب: هذا موضوع آخر مجاله الصراع بين البشر. وهو موضوع لا ينبغي أن يقرن بموضوع السعادة.
ستعترض: ولكن في حال قهر المجاهد المجاهّد، سيفقد المجاهَد سعادته. فأجيب: كلا! لن يفقد سعادته بل حريته.
ستعترض: ولكن الحرية شرط لازم من شروط السعادة، فأجيب: إذا كانت الحرية شرطاً ضرورياً، فسيكون الأحرار سعداء بالضرورة. ولكن هل الأحرار سعداء بالضرورة؟


36 - سي عبد القادر أنيس 3
نعيم إيليا ( 2015 / 10 / 13 - 09:57 )
تحرَّ الآن فكرة (الحالة الفردية) من خلال المقارنة بين قولك:
((موضوعي ليس عن السعادة، بل حول سبل تحقيق السعادة لقناعتي أن هناك اتفاقا واسعا حول معنى السعادة باعتبارها حالة من الرضا والسكينة [يحياها الفرد]))
وبين قولك: ((تعريف السعادة كحالة من الرضا والسكينة يغيب فيها الألم، القلق، الاحباط) لا يجعل من هذه السعادة (حالة فردية لا جمعية) كما قلتَ. ))
أليست الحالة التي يحياها الفرد - كما قلتََ - هي الحالة الفردية؟

((سبينوزا رأى وجوب إدارة السعادة بالعقل، والعقل في عصرنا هو الاستهداء بأحدث الاكتشافات في مختلف علوم الإنسان. )) لا، لا، ليس هذا ما أراده سبينوزا، وإنما أراد أن الإنسان بالعقل قادر على التحكم بسعادته. فإذا اعترضت طريق العاقل كأداء تعكر صفو سعادته، أزال الكأداء بعقله. كأن تكون زوجتي نكدية، فأحاول بتفكيري ومنطقي أن أجد حلاً للتعايش مع نكدها.
ولكن التفكير والعمل على إزالة الكأداء، يعكر صفو السعادة.
كما أن إزالة الكأداء قد لا يكون في ميسور العاقل. وقد يكون أنه إذا أصر العاقل على إزالتها، حطم العاقل بإصراره على إزالتها حياته.
جحا ذكي، وأنا سعيد بتشبيهك إياي بجحا.
طيب عزيزي بلاش نكمل


37 - حرية الاختيار والتسامح ، هما الحلقة المفقودة
حامد حمودي عباس ( 2015 / 10 / 13 - 11:10 )

لقد كانت فكرة البحث عن سبل توصلني الى الشعور بالسعادة ، رغم كل ما يحيط بي من كوابح معرقلة لهذا الشعور ، شغلي الشاغل ، سيما عندما اتذكر بان العمر قد بلغ موضعاً لم تعد فيه مشروعية للركون الى دواعي الاحساس بالسقم او الملل وحتى اليأس .. وقطعاً ، فانني ، وهذه هي رغبتي على الدوام ، كان لابد لي ان ابحث ضمناً عن بواعث الشعور بالسعادة .. فابدو وفي كثير من الاحيان ، مبتكرً لتلك البواعث ، فاخيب في اختياراتي جلها ، الوك سنيني من جديد ، مكتفياً بسماع اغنية من الزمن الجميل ، لاقرر بانني حينها سعيد .. ما اعتقده ، هو ان سبينوزا ، قد وضع اصبعه على الجرح ، حينما ذهب الى ( ان الانسان ، كجوهر للرغبة ، قادر على ادارة رغبته عبر التفكير ، ولكن في مجتمع تسوده الحرية والتسامح ) .. الحرية والتسامح في النهاية ، هما جوهر فكرة اننا سوف لن نكون سعداء ابداً ، ما دمنا نتحرك في اطار مجتمع لا حرية فيه ولا تسامح ..
اختيارك اخي عبد القادر لهذا البحث .. وجدت فيه ضالتي في تشخيص علتي في البحث عن السعادة .. دمت بالف خير


38 - اصحاب العقول في راحة-اي في سعادة
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 10 / 13 - 11:24 )
السعادة شعور يختلف تحديده من شحص لااخراو يصعب تحديده ولكن بالمجمل هو شعور بالارتياح الكامل التام-نفسيا وجسديا- فالاطفال الاكثر شعورا بالراحة ثم فاقدي العقل لاهم ولاغم ولامسؤولية- والسعادة لغير هذه الشريحتين - سعادة وقتية عابرة-ولن تستطيع الامم المتحدة التحكم بالسعادة او تحقيقها- ولاحتى رجال الدين - فالسعادة شعور شخصي- واهم عناصر تحققها راحة البال والرضا والقناعة الحقيقية وليست المفتعلة - وكل هذه العناصر من النادر تحققها- ولكون السعادة شعور شخصي فلايمكن تحديدها ووصفها الوصف المرضي -ولكل هذا فالسعادة وقتية آنية غير مستدامة لكثرة ألمنغصات
ولكم التحية


39 - نعيم إيليا (تعليق 36) 1
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 13 - 12:45 )
سأقف عند المحطات التي أختلف معك فيها.
تقول: (فإذا كانت السعادة حقاً، فينبغي ألا تكون حالة نفسية). برأيي، الحالة النفسية ليست مستقلة عن المحيط الذي يعيش فيه الفرد السعيد أو التعيس، السعادة ليست قرارا نتخذه ونقرر متى شئنا أن نكون أو لا نكون سعداء. الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى البيئية بالإضافة إلى مستوى معارفنا المكتسبة التي تحدد مستوى وعينا كلها لها الدور الأكبر رغم أن شخصية الفرد مهمة، ولكن حتى شخصية الفرد ليست معطى معزولا عن الواقع الذي يعيشه الفرد، عن تنشئته... صحيح أن هناك فروقا بين الناس حول مدى تأثرهم بمنغصات محيطهم على رأي المتنبي:
وتعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين العظيم العظائم
ويقول أيضا:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
لكن العقل والجهل صناعة اجتماعية بامتياز. تفاوت الناس في عقولهم لا يعود إلى البيولوجيا إلا في حالة السلامة أو العطب أما عدا ذلك فعقلنا ما هو إلا قدرتنا على استثمار المعارف والتجارب والخبرات التي نكتسبها من محيطنا.
يتبع


40 - نعيم إيليا (تعليق 36) 2
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 13 - 13:00 )
حول سؤالك: (فهل يستطيع رجل الدين الذي هو في نظرك عدو السعادة أن يسلب زيداً سعادته؟)
تخريجك يبدو لي ناقصا. حتى لو سلمنا أن الإرهابي يشعر بالسعادة وهو يفجر نفسه، فهذه السعادة الشاذة لا تدخل في معالجتي للسعادة الموجهة لعموم الناس وليس للشواذ. أما استهانتك بضحايا الفكر الديني باعتبار الاهتمام بهم موضوعا آخر مجاله الصراع بين البشر، فلا أقبلها. إن ممارسة التمييز عنصري ضد شريحة من المجتمع باعتبارها غير معنية بالسعادة ظلم. وكأن الفكر الديني الذي يحتقر المرأة والمختلفين والأحرار لا يتسبب في تعاسة ضحاياه.
حول تساؤلك: (ولكن هل الأحرار سعداء بالضرورة؟). أرى أن الحرية عامل هام في السعادة ولكنه عامل لا ينفصل عن العوامل الأخرى. النابلسي يرى أنه بالإمكان أن يكون المرء سعيدا وهو في السجن، يعني يمكن أن يكون سعيدا تحت التعذيب والإذلال والحرمان من ملذات الحياة المختلفة ومن العناية الصحية ومن أسرته. نعم قد يتعود السجين على حياته فتمر به لحظات يضحك فيها ويلهو، لكن السعادة كيفية وكمية في نفس الوقت. راسل لاحظ في زمانه أن الفتاة في عصره كانت تسعد بحياتها في مدة شهر ما لم تكن تناله جدتها في كل حياتها.
يتبع


41 - اعتذار
عبد القادر أنيس ( 2015 / 10 / 14 - 09:16 )
أعتذر للإخوة المعلقين الذين لم أتمكن من التفاعل معهم لأسباب قاهرة. كما أعتذر للأخ نعيم الذي انزعج من مسمار جحا وظن أنني شبهته بجحا. وهو في هذا الظن غير مصيب. أنا فقط شبهت حرصه على تعريف السعادة بمسمار جحا. وأنا فعلت هذا على سبيل المزح فمعذرة له مرة أخرى.
نعيم أنت محاور بارع وواسع الاطلاع، ومداخلتك تسعدني وتثري مقالاتي فلا تحرمني والقراء منها كلما كان ذلك ممكنا.
تحياتي


42 - لا داعي للاعتذار
نعيم إيليا ( 2015 / 10 / 14 - 10:33 )
لا تعتذر يا عزيزي. لقد فهمت مرادك من التشبيه من اللحظة الأولى، وما ذكرت التشبيه في الختام لأعبر عن ضيقي به، وإنما ذكرته على سبيل المداعبة. والنكتة فيه لفظة (سعيد) التي أردت أن أعبر بها عن قدرة الإنسان أن يكون سعيداً حتى لو حفت به المنغصات - والمنغص هنا في هذه النكتة هو جحا الذي استطعت أن أراه ذكياً لا أبله معانداً فزال برؤيتي هذه له الكدرُ المتصوَّر من نفسي - بخلاف رأيك.
آثرت ألا أتعبك. أنتظر الحلقة الثانية

اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت