الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد فتاوى غريبة ! احمد الفنجري انموذجاً

امير عبد عباس

2015 / 10 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتبر الدكتور( احمد شوقي الفنجري) من المجددين الأفذاذ على مستوى الوطن العربي والعالم صال وجال في عالم لايعرف من دنياه غير المرأة والرجل والشيطان ثالثهما, وحورب من الكثيرين انصار الفكر الظلامي المنغلق الف العديد من الكتب تنتقد الفكر الديني والمرتزقة والمتطفلين واصحاب القتاوى العجيبة .
قبل أيام قرأت له كتاب مهم جدا بعنوان ( مفاهيم خاطئة تؤخر المسلمين) , يعتبر هذا الكتاب من أروع ماأنتجه الدكتور( احمد الفنجري) ,لانه يشخص فيه واقعنا المزري الذي نعيش ويلاته ومأساته اليوم .
يتحدث فيه عن قضايا ومفاهيم خاطئة انتشرت بين المسلمين وشملت كل صغيرة وكبيرة في حياتهم، ابتداءً من نظام الحكم والمعاملات إلى موقفهم من الحضارة والعلم إلى نظام الأسرة إلى مكانة المرأة في الإسلام... بحيث إذا أردنا الخروج من حالة التخلف والهوان، كما يقول المؤلف، فلابد من المصارحة وكشف الأسباب والأخطاء دون أدنى تردد أو مجاملة أو استحياء.وما يؤرق الدكتور في هذا الكتاب هي كثرة الفتاوى العجيبة والغريبة التي يصدرها بعض رجال دين طارئين سببت الكثير من المهازل لنا ولأجيالنا اللاحقين.ويتصدى المؤلف لأسباب انتشار هذه الفتاوى الخاطئة ويردها إلى طائفتين من الأسباب، الأولى: الجهل العام بالشريعة والفقه، وظاهرة الهوس الجنسي؛ أي سيطرة التفكير في الجنس على كثير من المتدينين، حيث تكون المرأة هي الضحية حين ينظر إليها على أنها كلها "عورة"، إضافة إلى رفض الحضارة الغربية، ورغبة بعض المفتين في الظهور والشهرة.
من أغرب المواضيع التي قرأتها في هذا الكتاب, هي فتوى لخطيب مسجد مدينة (فيونجريولا) الاسبانية ومفتي الجالية الاسلامية في أسبانيا والذي يبلغ عددهم 6 ملايين مسلماً بعضهم من أصل عربي والبعض الآخر من أصل أسباني, فحواها (ان تأديب الزوجة العاصية لزوجها يكون بضربها بعصا خفيفة على الأيدي والقدمين بحيث لايخلف هذا الضرب ندبا او جروحا ظاهرة على جسمها ) !ويستطرد الشيخ فيقول (أن من أهم الشروط الشرعية لهذا الضرب ان لايتم في وقت يكون فيه الزوج عصبياً او غاضباً بل يجب ان يكون هادئاً وواعياً لما يفعل ) !وقد وضع هذه الفتوى في كتابه (المراة في الاسلام) وهو باللغة الاسبانية .
يبدوا ان مثل هكذا فتاوى تكون من البديهيات في مجتمعات مثل مجتمعاتنا العربية لكن الأمر يختلف تماما في مجتمعات تسبقنا بسنوات ضوئية شاسعة من ناحية العلم والمعرفة.
نعم احبتي ستندهشون لما أورد لكم موقف الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني هناك في أسبانيا حول هذه الفتوى العجيبة بالنسبة لهم طبعا.
لقد أثارت هذه الفتوى موجة من الغليان والاستنكار في صفوف جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة التي فسرت ماورد في الكتاب في شان ضرب الزوجات على أنه تحريض على العنف ضد المرأة وقد قام نحو تسعين سيدة من الناشطات في مجال حقوق المرأة في أسبانيا برفع دعوة قضائية أمام محكمة ( برشلونة ) ,وكذلك طالبن بوقف تداول هذا الكتاب ومعاقبة مؤلفه لتحريضه على العنف وبالفعل اصدرت المحكمة قراراً حاسماً بمصادرة هذا الكتاب ,كما اصدر قاضي برشلونة حكما بتغريم الشيخ مبلغ (3000) يورو اسبانية وسجنه لمدة عام كامل , وقد جاء في حيثيات حكم القاضي ان هذا الكلام يعتبر تحريضاً على العنف ضد المرأة وان المجتمع المعاصر في القرن العشرين يختلف تماما عما كان عليه الحال منذ اربعة عشر قرنا من الزمان , وان الفقرة التي اشار اليها الشيخ عن ضرب الزوجة تعتبر في عصرنا الحاضر خرقاً لقانون العقوبات وانتهاكا ًلحقوق الأنسان.
وعندما أحتج الشيخ الجليل بأن ماقاله هو تفسير( للقران المقدس) لدى المسلمين هنا ثار عليه القضاة وقالوا ان حرية المراة بها شرط أساسي وهو عدم التعدي على حرية وحقوق الأخرين وأن هذا الكلام ممكن أن يقال في أي بلد لكن في أسبانيا فهذا ضرب من الخيال. وبصدور قرار المحكمة الذي يقضي بمصادرة الكتاب وحسب المؤلف قامت جمعيات حقوق الانسان والمرأة بأقامة أحتفالات موسعة في عموم أسبانيا ونشرت الخبر جميع القنوات الفضائية وجميع التلفزيونات المحلية وأصبحت الجالية الأسلامية في أوربا وأمريكا في حيرة من أمرهم .
هذه الفتوى الغريبة تثير الكثيرالكثير من الاسئلة؟ وسأختزل هذه الاسئلة بسؤال واحد حتى لاأطيل عليكم . السؤال هو ذكر الشيخ في فتوته هذه ..(بان من أهم الشروط الشرعية لهذا الضرب ان لايتم في وقت يكون فيه الزوج عصبياً او غاضباً .....تمعن معي عصبياً او غاضباً ) أقول اذا زال الغضب وتلاشى فهل من الممكن ان يقوم الزوج بالضرب او الشتيمة !!أقول هذا من المحال ؟؟؟ هذا التساؤل ارجوا ان يجيب عليه سماحته أدامه الله وأعزه ان كان حاضراً وان مات فليسامحه الله على فتوته هذه.
نعم يبدو أن ( داء ) فتاوى شيوخنا الأفاضل أنتقلت هناك في بلدان يحبهم الله ورسوله ,لكي يغيروا بها هذا الحب الى بغض الله ورسوله مثل مابغضونا وكرهونا . نعم ان مثل هكذا فتاوى تجعلنا نطلق آهات تعجب متلاحقة على البون الشاسع بيننا وبين تلك البلدان وبين منظمات المجتمع المدني هنا وهناك .لقد اصبح شتم وضرب المرأة هنا من المسلمات التي لا يجوز الشك فيها وأصبحت المراة كالآلة نتحكم بها متى شئنا من دون ان تكترث او تعترض, فنرى الرجل يضرب المرأة من دون ان يرف له جفن. والانكى من ذلك ان بعض الرجال يوصفون زوجاتهم بالحيوان نعم بالحيوان وهي راضية قانعة لأن بعض الأحاديث تجوز لهم هذا ومن يعترض على هذه الأحاديث فمأواه جهنم خالدا فيها, فاصبح الرجل يصول ويجول من دون رادع للاسف. نعم لقد بلغت المشاكل والمعوقات بحق المراة حدا مزريا هنا في بلدان يقال انها آمنة؟؟ آمنة (بماذا ) هذا جواب لايعرفه الا الله والراسخون في العلم طبعاً .فيما منظمات مجتمعنا المدني في صمت معيب او قل (خارج نطاق التغطية) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah