الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسطورة صَّدَى و نارسيسس (Echo and Narcissus)

رمسيس حنا

2015 / 10 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أثرت الميثولوجيا أو الأسطورة الإغريقية (Greek Mythology) و ما زالت تثرى الفكر البشرى و الحضارة الإنسانية بكثير من الإكتشافات فى مكنون النفس البشرية و ساعدت الإنسان و ما زالت تساعده على الولوج داخل اكثر الأماكن ظلمة فى كيانه و فى حياته، و هى (النفس) أو (psyche) التى تتحكم فى مسار تكوين و نمو و تطور شخصيته (personality). و لأن مكونات (components) الأنسان ليس بسيطة كالكائنات وحيدة الخلية بل هو كائن مركب من الجسم أو الجسد (body) و الروح (spirit/soul) و العقل (mind/reason) و النفس (psyche) و الوعى (consciousness) و اللاوعى (unconsciousness) جعلت منه كائناً أكثر تعقيداً من كل الكائنات الحية الموجودة على ظهر كوكبنا الأرض. و فى محاولاته للولوج داخل النفس (psyche) البشرية وجد الإنسان أن الطريق اليها ليس سهلاً بسبب عدم وجود حدود واضحة تفصل بين هذه المكونات الستة و عدم الجزم فى من يكون له اليد العليا على تكون الشخصية ككل (the whole personality). و لقد قطع العلم الإنسانى البشرى شوطاً كبيراً للتعرف على ميكانيكية (mechanism) عمل كل جهاز (system) و كل عضو (organ) فى الجسم أو الجسد (body) و كل حلقة وصل (connective point) بين كل جهاز (system) و جهاز (system) و توصل الى أن الجهاز العصبى (nervous system) (المخ و الأعصاب) (brain and nerves) هو المسيطر و المتحكم فى ميكانيكية (mechanism) عمل جميع أجهزة و أنظمة الجسد أو الجسم (body systems).

إلا أن العلم الإنسانى البشرى لا يزال فى مرحلة الطفولة المبكرة (البدايات الأولية) فى إستكشافه لماهية و كنه العقل (mind/reason) و النفس (psyche) و الوعى (consciousness) و اللاوعى (unconsciousness)؛ بمعنى أن هناك مناطق أو مساحات واسعة فى مكونات الشخصية الإنسانية (human personality components) ما زالت فى بداية الإستكشاف بل أن هناك مناطق و مساحات من الشخصية البشرية (human personality) لم يتطرق اليها العلم البشرى الإنسانى بعد مثل الروح (spirit/soul) و العقل (mind/reason) و النفس (psyche/self).

إن حب الإستطلاع (curiosity) هو غريزة إنسانية تنمو معه منذ ولادته و إذا توقفت هذه الغريزة أو ماتت أو تم قتلها فإن ذلك يعنى قتل مكون أساسى من مكونات الشخصية الإنسانية. و كما لجأ الإنسان الى إبداع الأساطير لكى يفسر بها الظواهر الطبيعية لكيما يتوصل الى حلول لإشكالياتها و مشاكلها التى تهدد حياته كذلك أيضاً لجأ للأساطير لكى يشكل و يرسم علاقاته بالطبيعة و موجوداتها ككل ؛ و فى جميع مظاهر الأسطورة يوجد هناك حقيقة و هى أن الأنسان فى الواقع يحاول أن يكتشف (discover) أو أن يعيد أكتشاف (explore) نفسه و ذاته فى إبداعه و خلقه لتلك الأساطير (mythologies).و فى هذا المقال سوف يتضح لنا أن أسطورة "صَّدَى" و "نارسيسس" (Echo and Narcissus) تكشف و تعبر عن خلل وعدم توازن فى أحدى جوانب الشخصية الإنسانية الذى يوجد فى منطقة اللاوعى (unconsciousness) التى هى إحدى مكونات هذه الشخصية. إن الهدف من معرفة و تأصيل الإسطورة هو محاولة لفرز الأكتشاف و أعادة أكتشاف لعالم النفس البشرية و ما يحيط بها من غموض قد يؤثر سلباً أو إيجاباً على علاقاتنا الإنسانية و الذى نحن فى أشد الحاجة اليه فى الوقت الحاضر الذى يطل منه الإرهاب المعتقدى و المذهبى لينذر بتدمير الحضارة الأنسانية و يقضى على كل ما توصلت له الإنسانية من علم و تقدم فى جميع مناحى الحياة.

تحكى الأسطورة أن زيوس (Zeus) رئيس الألهة فى جبال أولومبيا باليونان كان سيئ السمعة فى سقطاته و علاقاته الغرامية المتعددة. فهو لم يفوت فرصة إلا و ينتهزها للعبث مع الالهة الأخريات خاصة عندما تكون زوجته هيرا (Hera) ملكة جبال اولومبيا مشغولة عنه بشيئ ما.

و كانت هناك تعيش إحدى حوريات (nymphs) الجبل الجميلات السارات و تدعى " صَّدَى" (Echo)؛ و لكنها ثرثارة و كثيرة الكلام و لا شيئاً يدخل على قلبها الغبطة و السرور غير سماع صوتها و يكون صوتها هو اَخر ما يُسمع من كلام , أصوات.

و ذات يوم، بينما كانت "صَّدَى" (Echo) تسلى "هيرا" (Hera) زوجة "زيوس" (Zeus) بثرثرتها تشتت تفكير"هيرا" (Hera) و لم تعى حالة زوجها "زيوس" (Zeus) الذى إنتهز هذه الفرصة و نزل ليمرح و يمزح على الأرض مع حوريات (nymphs) الجبل الأخريات؛ و نجح فى إفتتان و غواية بعضهن؛ و أخيراً اكتشفت زوجته "هيرا" (Hera) خيانته لها ؛ فما كان منها إلا أن غضبت غضباً شديداً و لكنها كانت أعقل و أحكم من أن تتحدى زوجها حاكم الأوليمب و مالك الصواعق المرعبة؛ و بدلاً من أن تواجه زوجها "زيوس" (Zeus) بأفعاله المشينة أو تنتقم منه صبت جامات غضبها على المسكينة "صَّدَى" (Echo) معللة ذلك بتشتيت " صَّدَى " (Echo) لتفكيرها أثناء لقاءات زوجها الأرضية بالحوريات (nymphs) و من ثم غفلت عنه و حملها تفكيرها الى ان تكون "صَّدَى" (Echo) على أتفاق وثيق مع "زيوس" (Zeus) و عليه فيجب معاقبتها. و لكن الحق أحق أن يُتبع فقد تكون الشابة " صَّدَى" (Echo) ثرثارة الى أبعد الحدود و لكنها لم تكن أبداً متفقة مع "زيوس" (Zeus) على ما فعله؛ و لكن "هيرا" (Hera) لم تكن مقتنعة إلا بما خطر بدايةً على بالها.

و عقاباً لها لهذه الفتاة "صَّدَى" (Echo)، التى لا حول لها و لا قوة، قررت "هيرا" (Hera) أن تنتزع منها أعز ما تملكه و هو صوتها و لا تبق لها غير الترديد أو الرجع الغبى للكلمات التى يصدح بها الاَخرون. و هكذا أصبح كل ما تستطيع "صَّدَى" (Echo) أن تفعله هو تقليد أو ترديد كلمات المتحدثين أو المتكلمين الذين يصرخون بأعلى أصواتهم.

و كان هناك فى مدينة تسمى "تسبيى" (Thespiae) فى سفوح جبل "هيليكون" (Mount Helicon) باليونان شاب مغرور يُدعى "نارسيسس" (Narcissus) إبن حورية زرقاء (blue Nymph) تُدعى "ليريوب" (Leiriope) التى أغواها إله الأنهار "سيفيسس" (Cephisus) الذى إحتوى " ليريوب " (Leiriope) بألتفافات و تعاريح مجارى أنهاره و أوقعها فى شباكه و جامعها (united with her) فكان "نارسيسس" (Narcissus) نتيجة هذا الجماع (-union-). و أصبح الشغل الشاغل لـ" ليريوب " (Leiriope) هو رفاهية و خير و سعادة طفلها الجديد و لذلك فقد ذهبت الى عرافة (oracle/seer) شهيرة تُسمى "تريزياس" (Teiresias) لكى تطمئن على مستقبل إبنها "نارسيسس" (Narcissus)؛ فأخبرتها العرافة (oracle/seer) أن ابنها سوف يعيش و يعمِّر طويلاً إذا لم ير أو يعرف نفسه أبداً.

كان الطفل "نارسس" (Narcissus) جميلاً و بهياً و كلما نما و كبر و نضج إزداد جمالاً و بهاءاً لدرجة كان يرغبه و يُعجب به كل من راَه من النساء و الرجال على حد سواء و لكن عبثاً يحاولون فقد كان الشاب الغر اليافع "نارسيسس" (Narcissus) يرفضهم و ينبذهم و يحتقرهم جميعاً.

و عندما بلغ "نارسيسس" (Narcissus) سن السادسة عشرة كان قد ترك خلفه أشلاء من قلوب محطمة لعشاقه المكتوين بنار صده و هجره لهم. فلم يكن إطلاقاً لدى "نارسيسس" (Narcissus) أى أدنى درجة للإهتمام أو الحب لأى أحد و كان يقاوم بشدة أى محاولة أو تجربة للحب أو الرومانسية.

رأت "صَّدَى" (Echo) "نارسيسس" (Narcissus) الشاب الوسيم الفخيم – و المخدوع المغرور فى نفس الوقت – و وقعت فى حبه و هامت به لدرجة مأساوية و تمكنت من تحديد مكانه. ومتسنحة للفرصة لكى تعرفه بحبها له و ولهها به فقد وجدت ذات يوم ضالتها عندما كان " نارسيسس " (Narcissus) خارجاً ليصطاد الظباء.

ظلت "صَّدَى" (Echo) تتبع الشاب الوسيم " نارسيسس" (Narcissus) خلسة فى الغابة لعدة ساعات و أيام طوال؛ كان قلبها يدق بشدة من الإثارة، و لكنها فى البداية غير قادرة أن تفاتحه أو تبادره بمشاعرها. و أخيراً سمع "نارسيسس" (Narcissus) وقع خطواتها الناعمة الهادئة خلفه فتوقف عن المسير و أسترق السمع. و لكنه لم يجد أحداً أو شيئاً و استمر فى مسيره، و سمع وقع خطواتها مرة ثانية و لكن هذه المرة صاح بصوت عال: "من يسير هناك؟" فجاءه الرد من "صَّدَى" (Echo) بنفس الكلمات "من يسير هناك؟". و أستمر الأمر بهذه الطريقة ذهاباً وإ ياباً (الصوت و رجع الصوت) حتى لم تعد "صَّدَى" (Echo) قادرة على ضبط شوقها و لهفتها فخرجت من خلف شجرة و أندفعت نحو "نارسيسس" (Narcissus) المذهول المشدوه و لفت زراعيها حول هدف هواجسها.

و لكن إجتاح "نارسيسس" (Narcissus) شعور بالخزى و الإحراج! و تسأل فى نفسه "من تكون هذه الفتاة المتهورة؟ و لماذا تحاول أن تقبله؟" فصد عنها مخيباً مسعاها و دفع " صَّدَى" (Echo) بعيداً عنه طالباً منها بكل وقاحة أن تغادر المكان الذى يتواجد فيه. و هكذا أضاف "نارسيسس" (Narcissus) قلباً كسيراً جديداً لقائمة الأفئدة التى دمرها. أما "صَّدَى" (Echo) فقد قضت بقية حياتها كسيرة القلب و مجروحة الفؤاد تتجول بمفردها فى الوديان تتوق الى حبٍ لم تذقه حتى تلاشت و لم يبق غير صوتها.

ولكن "نارسيسس" (Narcissus) لم يرتدع بعد؛ فقد كان هناك رجل وسيم يُدعى "امينيس" (Ameinius) كان أحد المعجبين به المتحمسين له الذى لم يأل جهداً فى توسلاته لجذب إنتباه الشاب الغر المغرور المخدوع "نارسيسس" (Narcissus). فما كان من "نارسيسس" (Narcissus) إلا أن إستجاب لتوسلاته و ارسل له سيفاً طالباً منه أن يثبت حبه و عشقه له. أما "امينيس" (Ameinius) الذى لم يكن يعلم كيف يدلل على تتييمه بـ"نارسيسس" (Narcissus) بعد كل توسلاته و تذللاته فما كان منه إلا أن أغمد السيف فى قلبه و مات منتحراً حتى يثبت حبه و عشقه لـ"نارسيسس" (Narcissus)؛ و لكن عند إحتضاره توسل الى الاَلهة أن تعاقب "نارسيسس" (Narcissus) متحجر القلب. فإستجابت ألهة الصيد "أرطميس" (Artemis) لتلك التوسلات المحتضرة و حضَّرت للإنتقام التام بأن جعلت "نارسيسس" (Narcissus) يقع فى حب لا تتمة له.

ظَّمْآنُاً و متعباً من الصيد وصل "نارسيسس" (Narcissus) الى عين مياه صافية فى "دوناكون" (Donacon) فى "تسبيى" (Thespiae) و عندما إنحنى على عين الماء لكى يروى ظمأه رأى صورة نفسه المنعكسة على صفحة الماء لأول مرة و إعتقد أنها روح الماء التى تعيش فى العين، منبهراً و مشدوهاً بالعينين اللامعتين و خصلات الشعر المجعد مثل خصلات شعر "أبولو" (Apollo) إله الشعر و الموسيقى أو مثل خصلات شعر "دايونسيوس" (Dionysus) إله الكروم و الخمر، مجذوباً بالخدود الممتلئة و الرقبة العاجية الطويلة و الشفتين المنفرجتين المتلهفتين للقُبَل و وهج الصحة و العافية الذى تنبعث منه نداءاءت تلاقى الأجساد؛ فحاول "نارسيسس" (Narcissus) أن يلمس هذه الشخصية البديعة رائعة الجمال التى أثارت فيه و هج الحياة. و لكن ضاعت كل محاولاته أدراج الرياح. ولما كان مأخوذاً بالنشوى و الإثارة من إنعكاسه جلس على حافة عين الماء مُحَملِقاً فى ذلك الجمال المنعكس على صفحتة؛ و مثل هكذا فتنته و سحرته "أرطميس" (Artemis) تماماً، فكان يقضى ساعات طويلة بجانب العين يخاطب ظله المنعكس على صفحتها: "لماذا تتجنبنى ايها الكائن اليديع؟؟ لا يمكن أن يكون وجهى هو الذى يصدك عنى.. فها الحوريات يعشقننى... و أنت لا تبدو غير مبال بى... فعندما أمد زراعىّ لأحضنك تمد انت أيضاً زراعيك لتحضننى.. و تبتسم لى عندما ابتسم لك ... و تغرينى بكل حركة تصدر منك بالقدر الذى تعبر كل حركة منى عن شوقى و تلهفى و حرقتى لكى أضمك الى جسدى." بالدموع التى تسح من عينيه سحاً كان يخاطب ظله و عندما كانت دموعه تسقط على جدول الماء كانت تهتز صورته كأن خياله يرحل عنه فيصرخ متوسلاً و مترجياً و متزللاً: "لا تتركنى و لا تغادرنى... أتوسل اليك... دعنى على الأقل أن أملى ناظرى بك إذا لم يكن فى إستطاعتى أن ألمسك!! ... اَه ... من يرحمنى من هذا العذاب؟؟؟ ..."

و هكذا كان "نارسيسس" (Narcissus) يقوى و يعزز الوهج الذى يلتهمه و يؤجج فيه نيران الوله التى تأكله حتى بدأ يصيبه الهزال و الضعف و الوهن و بدأت تشحب فيه حُمرة الحياة و يخفت بريق عينيه و تخبو قوته. و فى إصرار عنيد ليمتلك ظله زحف الى الماء و هو يصرخ "لا تهجرنى... لا تتركنى..." فجاءه "صَّدَى" (Echo) صوته "لا تهجرنى... لا تتركنى..." فاندفع الى الماء و مات عرقاً و سافر ظله (روحه) فى مركب عبر نهر "ستيجيان" (Stygian). و حزنت عليه الحوريات و جهزن له جنازة عظيمة و لكن لم يجدن جسده. و فى مكانه وجدن زهرة ذات قلب إرجوانى محاطة بأوراق (بتلات) بيضاء و هذه هى (narcissus flower) أو زهرة النرجس.

و من خلال الأسطورة الإغريقية "صَّدَى و نارسيسس" (Echo and Narcissus) أستطاع علماء النفس بتحليلهم للشخصية الإنسانية أن يكشفوا عن الشخصية النرجسية (Narcissist) و ما تحمله من سمات تكشف خلل و إضطراب نفسى يسمى بـ"النرجسية" أو (Narcissism).

و السؤال هنا هل هناك من البشر من يشابه زيوس (Zeus) و هيرا (Hera) فى سلوكياتهم؟؟ا
من هم البشر الذين تمثلهم صَّدَى (Eco) و يكشفون عن علاقاتهم بـنارسيسس (Narcissus)؟؟
من هم البشر الذين يسلكون بنمطية سلوكيات نارسيسس (Narcissus)؟؟
ما هى السمات الواضحة فى شخصية نارسيسس (Narcissus)؟؟
هل البشر جميعاً دون إستثناء قابلون ومعرضون لأن تتحول سلوكياتهم الشخصية الى ما يماثل سلوكيات أشخاص الأسطورة؟ و إذا كان هناك إستثتاءات فمن هم؟
دمتم بخير و سلام
رمسيس حنا


Sources: (المصادر)
1. Gods And Goddesses in Greek Mythology by Michelle M. Houle
2. Favorite Greek Myths By Lilian Stoughton Hyde
3. Encyclopedia of Greek and Roman Mythology by Luke Roman and Monica Roman
4. Edith Hamilton – Mythology
5. Robert Graves – The Greek Myths








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ رمسيس حنا المحترم
جان نصار ( 2015 / 10 / 17 - 19:26 )
بالبدايه اود ان اعتذر على تعليقي لمقالك السابق اذ اني تسرعت بالحكم بالدفاع عن الاستاذ سامي لبيب والاعتراف بالذنب هي من شيم الاخلاق.
ارجو ان تسمح لي تطفلي فانا من المعجبين بكتاباتك وعلم النفس والاساطير اليونانيه التي هي ملعبك عدا عن ابداعك في عدة مجالات.
لكن لي ملاحظه بعيدا عن فذلاكاتي فانت عندما تكتب باسلوبك الرائع تكرر الاسماء بالانكليزيه لدرجة انك تشتت القارئ.
استاذي الفاضل انت تكتب كما تشتهي ولك حرية الابداع والسرد كما تريد لكن ملاحظتي انك تكرر الاسماء في الجمل اكثر من مره منما يفقد التركيز فمثلا انظر كم كررت اسم زيوس وصدى وهيريرابالانكليزيه في مقطع من 100 كلمه مثلا.
عدا ذلك فانت بالرغم من كل شئ قدير واعتذر شديد الاعتذارعلى ملاحظتي.فانت لا تكتب فقط لنفسك لكن للقارئ المتلقي
تحياتي ومودتي


2 - الأستاذ جان نصار
Ramsis Hanna ( 2015 / 10 / 18 - 12:26 )
جزيل إمتنانى و عميق تقديرى لشخصك المتحضر و إنسانيتك الراقية. كما أشكر لك ملاحظتك الدقيقة الفاحصة فى أن تكرارى للأسماء باللغة الإنجليزية قد يؤدى الى تشتيت القارئ؛ و إن دل هذا فإنه يدل على إهتمامك ببلوغ الرسالة الى القارئ الكريم. و ربما يكون هدفى من ذلك هو حرصى على تأصيل المصطلحات أولاً و حرصى على تأكيد عالمية الثقافة ثانياً؛ و ثالثاً فتح باب البحث للقارئ الكريم لتزويد معرفته من مصادر أخرى؛ و رابعاً حتى يعلم القارئ مصادر المصطلحات فى علم التفس عندما نكتب عن نرجسية مصادر النصوص الدينية؛ و رابعاً و أخيراً هو جعل القارئ فى حالة يقظة و تحفز لِما يقرأ حتى لا يقرأ الموضوع و هو فى حالة إسترخاء على أنه قصة أو اسطورة لمجرد التسلية فقط أو حتى لا يهدهد بها نفسه فيخلد الى النوم. إن الهدف من الكتابة هو إستفزاز و تحفيز عقل و إثارة تفكير القارئ الكريم على قرأة النصوص - أى نصوص - بعين ناقدة و عدم و قوفه أمام النص عابداً و متعبداً له دون تفكير و دون نقد. و دليلى على ما أصبو اليه هو نظرتك انت التى أسفرت عن هذا النقد الرائع الذى أجله و أحترمه مع فائق إحترامى لشخصك الكريم؛ دمتم بخير و سلام مع جُل إحترامى


3 - مقال رائع
سامى لبيب ( 2015 / 10 / 27 - 13:33 )
تحياتى استاذ رمسيس حنا واعتذر عن تأخر تعليقى لمشاغل وظروف النت فلم أشاهد مقالك إلا اليوم
يعجبنى سرد الاسطورة والميثولوجيا بهذا التحليل النفسى فبالرغم أن ناقدى الثقافات القديمة يعتبرون القصص والأساطير تعبر عن سذاجة العقل البشرى وضآلته إلا أننى أعتبرها قراءة عميقة وصادقة لما يعترى نفسية الإنسان القديم وتعبير لما يعتريه ومواقفه من الحياة والوجود نتلمسها فى التفاصيل الدقيقة للأسطورة وقد نجحت يا عزيزى فى الغوص فى ذهنية ونفسية مسطر الأسطورة القديمة .
لفت انتباهى إشارتك إلى تعقد الحالة الإنسانية ما بين جسد وروح ونفس ووعى ولا وعى وهذا بالفعل سر كل الأفكار الخيالية التى إعترته لتعبر كل جزئية على احتياجاتها ولتتشابك ولتتقاطع لتنتج فى النهاية كل الحراك الإنسانى.
لى توقف عند كلمة الروح لأنفيها كوجود غير مادى مستقل ولأعتبرها تعبير مختزل عن تفاعلات نفسية عميقة وقدرات مادية لم نكتشفها تتم من خلال قدرات دماغية فهل توافقنى هذه الرؤية .
بالفعل انا معجب بكتاباتك واطالبك بمزيد من الغوص فى الحالة النفسية والذهنية للإنسان فمنها سنردك ماهية وجودنا
لك احترامى ومودتى

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي