الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الاسلاموي

ناصرعمران الموسوي

2015 / 10 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كل ما يجري هو حدث مفتعل كما يقول (محمد حسنين هيكل ) فمخاضات الشرق الضاجه بالامها ونزيفها ليست عملية طبيعية اودعها ذات لحظة لقاح الزمن برحم الواقع ،فكل شيء في هذا الشرق الساخن ممنهج بلغة الاستراتيجيات والمصالح وما نراه من حدث يفترش ارض الراهن هو خطوة من خطوات تشكيل المشهد ،وما مشاعر الناس البسطاء الحالمون بالديمقراطية وحقوق الانسان والخروج من نير الحكومات المستبدة والدول العميقة الا مفتاحا لتغييرديموغرافي مرتهن لمشروع تقسيمي قائم على تجزئة المجزء وتقسيمه ،فخيوط اللعبة المتشابكة لم تفقد راسها التنظيمي فثمة من يحرك هذه الخيوط ،ومشروع الشرق الاوسط بدأ يرتدي بشكل واضح جلبابه الاسلاموي الذي يحمل بداخله آليات فناءه (التقسيم السني الشيعي ) ،ان حدث 11 ايلول هو زلزال التغيير وحقيقته الممنهجة التي لم تغادر التاريخ فالتاريخ مخادع وقراءته بحاجه الى لحاظ مغرق في التأويل والتفسير فحين كان الصراع السوفيتي الامريكي على ارض افغانستان والذي استدرج فيه الدب الروسي للوقوع في المستنقع مع العدو الاسلاموي السلفي المعد بشكل جيد امريكيا والممول عربيا وانتهى الصراع الى وجود الجهاديين المصريين والسعوديين وغيرهم في افغانستان والشيشان وباكستان بشكل منظم هيأ بعد ذلك لظهور التنظيم الاخطر عالميا وهو القاعدة ،ولان طالبان صورة جديدة بحاجه الى تقديمها لربط التسلسل المنطقي للمشروع الامريكي وهي صورة القاعدة في افغانستان وباكستان والذي على ما يبدو ان تمدده لا يغادر المساحه الجغرافية للتنظيم بعكس رديفه اللاحق الذي ولد مؤخرا في العراق والشام واشتق تسميته منهما وهو (داعش ) والذي يشكل فرس رهان مهم في لعبة التغييروالذي يؤكد ان الولايات المتحدة الامريكية لم تتخلى عن دعم السلفيين الجهاديين في الاراضي الافغانية والروسية ،فبعد افغانستان كانت العراق التي كانت خطوات الولايات المتحدة بعد سقوط نظام صدام مدروسة وليست فو ضوية كما يراها البعض وما يصرح به سياسيو اميركا هو من باب ذر الرماد في العيون ،فنظام مجلس الحكم هو نقطة مشروع التقسيم الظائفي ليس في العراق وحسب بل شمل المنظقة باسرها فادارة السلطة على اساس الانتماءات المذهبية والقومية والاثنية والتي القت باسقاطاتها الاجتماعية كانت كارثية فالتقاتل الطائفي والاضطهاد الديني الذي مورس على الاقليات افقد العراق مرتكزاته الاجتماعية المتنوعه وبالتالي صورة الدولة وما هو فيه الان دليل واضح على احدى مشاهد الصورة المكتمله للشرق بجابابه الاسلاموي الطائفي مع ماتشهده الدولة السورية التي تقترب ساحتها الان اكثر لصراع جديد بين روسيا والتنظيمات الارهابية المموله خليجيا والمدعومة تركيا مع الرعاية الامريكية لكن على ما يبدو ان روسيا استوعبت الدرس الافغاني جيدا ً وايا تكن النتائج فان المحصلة هي مزيد من التخندق المذهبي والطائفي فضلا عن القتل والدمار مضافا اليه هجرة الاقليات ذات التنوع المذهبي والقومي وما حصل للايزيديين والمسيح مثال واضح . وقد اكتملت الصورة في التداعيات التي افرزتها الهجرة الغير مسبوقة من مناطق الشرق باتجاه اوربا والتي خلفت وراءها صراعا مذهبيا وقوميا فالصراع التركي الكردي والتحالف السعودي العربي على اليمن هي ساحات اخرى للصراع الذي بالمجمل سيؤدي الى التشرذم والتخندق في مساحات مكانية وهو الهدف المرسوم في ايجاد شرق اسلاموي متصادم خالي من التنوع وبعيدعن ساحة العداء للولايات المتحدة واسرائيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط