الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدريس مبادئ -الجندر-؛ حاجة ملحّة لتلاميذنا.

رشيد لبيض

2015 / 10 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مما لا يختلف حوله اثنان أن المدرسة فضاء لزرع القيم، وعن هذه القيم نريد أن نتساءل اليوم، نريد أن نتساءل؛ ما نوع القيم التي تزرعها مدرستنا في النشء؟ هل هي قيم حداثية أم قيم تقليدانية؟ هل هي قيم تدفع بنا نحو مسلسل التقدم أم هي قيم تشدنا صوب التقهقر والتراجع؟ هي أسئلة مشروعة وملحة خصوصا والنقاش العمومي اليوم مفتوح على مصراعيه حول عملية إصلاح التعليم التي تعددت برامجها دون أن تعطي أكلها.

وكمدخل أساسي لمناقشة هذه المسألة نريد أن نختار مجالا مركزيا يرخي بضلاله على باقي المجالات المجتمعية، وهو مجال العلاقات بين الجنسين والأدوار الاجتماعية المنوطة بهما. وهنا نستحضر خطاب المساواة ومناهضة التمييز على أساس الجنس الذي يندرج ضمن مبادئ "مقاربة الجندر أو النوع الاجتماعي"، فإلى أي حد تحضر هذه المبادئ أو يحضر نقيضها في مدرستنا المغربية؟

لعل الرجوع إلى المقررات الدراسية في المغرب بحثا عن هذه المبادئ، كالبحث عن المياه في السراب، اللهم بعض الاستثناءات التي تعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة، والتي تتمثل في نصوص أدبية معزولة ومشوهة هي الأخرى، وحتى وإن كان هذا النذر القليل شعاع ضوء فإن ما يتلقّاه التلاميذ من فقه سلفي في مادة التربية الإسلامية كفيل بتركيز "الهيمنة الذكورية" في متخيل الأطفال والمراهقين، نعم أقول هيمنة ذكورية لأن مختلف أنواع الخطاب الموجه للتلاميذ في هذه المادة هو خطاب يزكي مقولة التفوق الذكوري الذي يبرر بدوره كلّ أشكال التمييز على أساس الجنس، وما أكثر تشّرب هذا الخطاب حين يغلّف بغلاف ديني.
إن سبب انتشار هذه الثقافة الذكورية في مجتمعنا بدءا من أبسط فلاح قروي أمي حتّى أكابر الأكادميين في الجامعة في نظرنا يعزى إلى غياب مبادئ الجندر داخل أسوار المدرسة المغربية، لهذا نريد خطابا دراسيا:
- يؤسس للمساواة الفعلية بين الجنسين وينبذ كلّ أشكال التمييز القائمة على أساس الجنس ومنها تلك الموجهة ضد الأقليات الجنسية.
- يهدم التصورات الثقافية التقليدانية التي تعيق دخول مفهوم المساواة للأذهان ومنها الخطاب الأصولي، إذ لابد من تجديد الخطاب الديني وتدريس المواقف الأكثر اعتدالا في هذا الشأن.
- يؤسس لرفض الوصاية الذكورية على الجسد الأنثوي.
- يؤسس لتحول اجتماعي مبني على أساس العدالة الاجتماعية والمساواة وإشراك جميع المعنيين رجالا ونساء في مسلسل تنمية الوطن.

إن ماسبق يؤكد حاجة المدرسة المغربية لتدريس مقاربة النوع، مادامت المدرسة هي الفضاء الرئيسي لزرع القيم والتي راهنت عليها شعوب قبلنا ونجحت، إذ ليس من المعقول أن نناضل من أجل مجتمع عادل يعيش فيه الجميع على قدم المساواة دون أي تمييز على أساس الجنس، بينما مدارسنا تسجل غيابا تاما لهذه المبادئ التي نناضل من أجلها، بل الأكثر من ذلك أنها تزرع نقيضها في أذهان أطفال اليوم الذين سيصيرون قريبا رجال ونساء هذا الوطن، وهكذا سندور في حلقة مفرغة وسنهدر الكثير من الوقت حتى نلتحق بالأمم المتقدمة هذا إن لحقناها من أصله.

الحساب الشخصي: https://www.facebook.com/rachid.sociologie.7









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوعي مفقود في مدارسنا المغربية والعربية أيضا
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 10 / 19 - 09:01 )
الفاضل الأستاذ رشيد لبيض

سيدي، دعنا نكون صريحين وواضحين
هل يمكن نبذ كل أشكال التمييز بين الجنسين؟
هل يمكن هدم التصورات التقليدية ورجال الدين بكل طوائفهم سنة وشيعة يرفعون لافتة: الخصوصية الثقافية؟

أي جهد يؤسس لرفض الوصاية الذكورية على الجسد الأنثوي مكتوب عليه بالفشل مقدما

مطالبك تدل على عقلية منفتحة بالتأكيد، ولكن، ما مدى تحقيقها على أرض الواقع؟
إذا سألتني وأنا في دولة خليجية سأقول
الأمل معدوم
الحل؟

ما دام الدين هو من يضع النقاط فوق الحروف فلْنعلمْ جميعا أن مصيرنا
سيبقى في ذيل الأمم أبداً
وشكرا لجهودكم


2 - هناك خصوصية مغربية
رشيد لبيض ( 2015 / 10 / 19 - 12:42 )
أولا أشكرك على مرورك الطيبب سيد سامح، وأتفق معك في كلّ ما تفضلت به، إلا أنه يمكنني القول أن حالة المغرب تختلف شيئا ما عن حالة بعض بلدان الخليج، لدينا حركات نسائية تناضل من أجل رفع الحيف والتمييز ضد النساء، وقد قطعت أشواطا في ذلك وحققت مجموعة من المكاسب، ثم إن المغرب كبلد قد وقّع على مجموعة من الاتفاقيات الدولية التي تحث على رفع التمييز على أساس الجنس، وإن كان لا يطبقها بحذافرها إلا أن ريحها يسري في المجتمع والقوانين.
ما أردت التنبيه إليه هو ثقافة المساواة التي نحن في حاجة إلى زرعها في النشء منذ نعومة أظافرهم، وأن نحارب الخطاب الأصولي الإقصائي..لا أن نترك لهم الحبل على غابره لينتجوا عقليات متحجرة يصعب كثيرا فيما بعد أن تقنعها بخطاب المساواة، والدليل على ذلك أكادميين أعرفهم لا زالوا يعتقدون بالتفوق الذكوري ويؤمنون به...

اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط