الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمام : در ؟

احمد مصارع

2005 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أمام : در ؟
بالعلم وحده تقرأ الكتب الدينية وليس بالنقل والاجترار والتكرار , كمثل الحمير التي تحمل الأسفار.
ما أكثرهم , جيش من الأئمة , لا يعدون ولا يحصون , حصيلتهم غثاء سيل جف فيضه , يتمنطقون سيوفا منمقة , وحين يمتشقونها فهي ليست من حطب , بل من هواء الكلمات , ومن بضائع الآخرين التي لم ترد إليهم بعد , من سوء التخزين وخواء المعين , ورشاء الاستعمال في غيرما موضع .
وراء القوم لا أمامهم , ومازال يدعى الإمام من الأمام , وليؤمهم بالتقدم للأمام , ولكنهم يدعوهم بالقول : أمام در .
غاية الدين الكبرى هو الإيمان وليس الأسلمة , والتفكر في تدبير الله رب العالمين , والله في التدبير , وخلقه في التفكير كما يقال , ولذا فان الصورة الهزلية التي ينبغي رسمها , عن إمام هذه الأيام , عن جمهور من المصلين يديرون أظهرهم للإمام , ظهرا لظهر بحيث يقابل الإمام منبرا منمقا بالآيات والسيوف , بينما يقابل الجمهور السيارات والطائرات والأقمار الصناعية .
فإذا لم يكن في الدين كهنوت , فان من حق المصلين وهم من شرائح اجتماعية مختلفة , أطباء ومهندسين وطلبة , وحتى من الموظفين والعمال والفلاحين كافة المهن , الذين لا يسهل على أي إمام من الطراز السائد حاليا , ليس إقناعهم بل حتى إرضاء أبسط رغباتهم وأهوائهم , بل هي من الغايات التي لا تدرك , طالما ظلت شخصية الإمام من النوع : اجترار بل حفظ وتكرار .
أي إمام هذا الذي لا يكون اعلم بكثير ممن يؤمهم على الأقل ؟! .
فمن هو الإمام إذن ؟.
الإمام هو من أعلام العلماء , وهو ممن يتم انتخابهم بشكل طبيعي , وفقا مبدأ الأكثر صلاحا , بل ومن فئة العلماء التي تبرهن بقوة المنطق العلمي النبوغ والتفوق في جميع حقول المعرفة , وبالأخص في العلوم الدقيقة والتطبيقات التكنولوجية , أما عن فهم المحصلة المعاصرة لفلسفة العلوم فهو من ابسط المتطلبات اللازمة .
لنتخيل احدهم إماما , ثم نراه لا يفقه شيئا في علوم الحياة ( طبيعة , حيوان , نبات , تشريح , علم أدوية , طب .. ) , وإلمام واسع بتكنولوجياتها التطبيقية , مع الخلفية النظرية الرياضية والفيزيائية التي يشهد له فيها بالتفوق , هذا بالإضافة الى العلوم الدينية والفلسفية , وكل قارئ يستطيع استكمال الخصائص الضرورية اللازمة في الحصول على الإمام الموهوب , وكما يقال باللغة القديمة وصفا للخنديد المفلق , والجهبذ العلامة والفطحل الفهامة , وكاشف الغطاء , الذي لا تخفى عليه نظرية في علوم اللألكترون والذرة , وما تكنولوجيا سبر أغوار الفضاء بالنسبة له سوى دمى ذات تقانة واطئة , وهي تحتاج الى مزيد من العمل والجهاد العلمي من اجل تطويرها , والتقدم بالبشرية للأمام وليس : وراء در .
شهدت في يوم من الأيام ( محاضرة لعالم اسلاموي ), فلا محاضرة ولاعلم , ناهيك عن الإسلام عندما يتحول الى مجرد تكرار للكلام , ومما يستفز المشاعر , هو القداسة و وروح المريدية التي تسود معظم الحاضرين , التي قد تصل بهم الى قبول جملة المؤمن ( كيس قطن ) بديلا عن القول ( كيس فطن ) , من الكياسة والفطنة , ولسبب بسيط لأن الإمام قرأها هكذا , وسبحان من لا يخطئ , وفي دروسنا بعد قول باسم الله , وهو القول الحاسم بين الكفر والإيمان , نجدهم لا يهتمون لدقة التعاريف ودرجة تعقيداتها , وضرورة استيعابها , في الرياضيات والفيزياء مثلا , متذرعين بشكل مخاتل , بأن الله قد أغناهم عنها , بل وأهدى لهم ماهو خير منه , ولا أحد يدري أي غشيم وضع تحت تصرفهم جملة : علوم وضعية .
وعلى طريقة كل حائر في العلوم الدقيقة , متوسل بمذلة العبد الحقير كي يفهم , ويزيد ه الله علما , معتبرا أن الحقيقة هي من الله حقيقة كل الحقائق التي نسعى بالتفكير العميق لندرك بعضا من الفارق بين الذين يعلمون , والذين لا يعلمون , فرحت أسال ( العالم الجليل ) عن حيرتنا نحن عباد الله في مفاهيم صغيرة تواجهنا في المتيسة ( المدرسة ) , من مثل : الأرغ والداين ؟.
فماذا كان جوابه ؟!.
قال هذا ما فعله الكفار مع الرسول محمد ( صلعم ) , حين جاء أحدهم يحمل عظاما , يسأله : من يحي العظام وهي رميم ؟.
قلت له : أكمل , وهات إجابة وافية ولتكن غير شافية على الأقل .
سأل ببلاهة ماذا تريد أن أقول؟ ثم أردف : الجواب واضح .
قلت : من حق الكافر أن يسأل مثل هذا السؤال , والرسول أجاب يحييها الذي أنشأها أول مرة , وقد حصل على حق الإجابة , وهو من الأدب الرفيع , وفي التشبيه هشاشة بالغة , فلست بالكافر , ولست من أنبياء هذه الأمة , بل لست من أدبائها , ولا علمائها ..
لم استطع الإكمال لأن القوم صنعوا عصابة ازدراء واستهجان , تستطيع أن تغلق باب جنينة : وأخ الشقاوة في الجهالة ينعم ..
وللحديث صلة
احمد مصارع
الرقه - 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah