الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكعبة المكية معبد للإله القمر

محمد بن زكري

2015 / 10 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تتباين آراء الأركيولوجيين و الباحثين في الحضارات القديمة لبلدان ما يسمى - جيوسياسيا - الشرق الأوسط ، من حيث أصل قبيلة قريش و من أين أتى اسم مكة و هوية بناة الكعبة و شخصية النبي إبراهيم ، لكنها تكاد أن تتفق جميعا على أن الكعبة كانت أصلا معبدا مخصصا لعبادة الإله (سين) إله القمر .
و فيما يخص قبيلة قريش ، تذهب دراسة بعنوان : الحقبة المظلمة في تاريخ الإسلام ، للباحث : أحمد رسمي ، إلى أن قريش قبيلة يهودية ، انتقلت إلى مكة من بادية الشام ، و هي القبيلة الوارد ذكرها في كتاب العهد القديم (التوراة اليهودية) باسم (بني قورح) أو القوراحيين ، و أنهم كانوا يقومون برفادة بيت الرب ، حيث جاء في سفر العدد : " أما بنوه - بنو قورح - فهم الذين صاروا كهنة البيت و سدنته (عد 26: 58) .... و كان منهم بوابون ، وأحدهم وهو مسلميًّا وكيلًا على المطبوخات وبواب باب خيمة الاجتماع " .
و معلوم أن عوائل قريش هي التي كانت تقوم بمثل تلك الوظائف في بيت الله بمكة : حجابة الكعبة (أي تولي أمر مفاتيحها) ، و رفادة الحجيج (إطعامهم : و الرفادة بالعبرية من الفرد ، أي فرد العجين للخبز) و سقايتهم " . و ترد الإشارة إلى بني قورح في المراجع اليهودية ، باسم : بنو قورح و القورحيون ، الذي ينطق أيضا بنو قورش ، قرشي ، القرشيون .
و من القرائن الدالة .. الأسماء (العبرية) لصحابة النبي محمد (أو مهمد كما ينطق عند الكنعانيين) المقربين ، و ذلك على النحو التالي :
Uzman (Hebrew) one with a sweet disposition -
عثمان - بالعبرية القديمة Uzman ، و تعني بالعربية : ذو المزاج الجميل
OMaR (Omer) in Ancient Hebrew – “First of Many Grains/Eyes -
عمر- بالعبرية القديمة Omer ، و يعني في العربية : أول من يجزع من العيون
Eliyah´-or-Eliyahu (Elijah) Hebrew Meaning (My God is Yah -)
علي – بالعبرية القديمة Eliyah ، و يعني في العربية : إلهي هو يهوه عليا
Bakar: (Hebrew) meaning to bear new fruit, constitute as first -born Original Word: ב-;-ָ-;-ּ-;-כ-;-ַ-;-ר-;- Transliteration: bakar Phonetic Spelling: (baw-kar’) Short Definition: firstborn بو كر / بكر- البكر
Isha א-;-ִ-;-ש-;-ׁ-;-ּ-;-ָ-;-ה-;- ( Hebrew ) meaning (A Wife)
عائشة : الزوجة أو المرأة
أما فيما يخص النبي إبراهيم ، فإن أكثر من دراسة تطابق بينه و بين نبونئيد آخر ملوك بابل ، الذي يجمع المؤرخون على أنه ابن الكاهنة الكبرى لمعبد إلإله القمر (سين) في حران ، و كانت تنحدر من نسل ملكي آشوري ، ما يدل على أنه ينحدر من عائلة نبيلة ، حيث أن الكهنة في بابل كانوا يتمتعون بسلطات كبرى قد تفوق حتى سلطة الملك ، و يقول نبونئيد عن نفسه : " أنا نبونئيد الذي لم يتشرف بانحداره من نسل ملكي ، ولكنه ينحدر من عائلة بابلية رفيعة المستوى ، فوالده كان أحد الوجهاء في مدينة حران " . و حران هذه تقع جنوبي تركيا الآن ، على نهر بليخ أحد روافد نهر الفرات ، و لذلك فهو لم يكن غريبا عن البلاط الملكي عندما استلم الحكم عام 556 ق م .
و كان نبونئيد من الحكمة بحيث حاول الجمع بين التعبد للثلاثي النجمي الزهرة و القمر و الشمس ، كما يبدو في النقش الذي خلد به انتصاراته بالخط المسماري على اللوحة - الصخرية - الملكية ، التي عُثر عليها في منطقة سَلَع (أو : سلا) بالأردن ، فضلا عن الإله (مردوخ) كبير آلهة بابل وقتها . لكنه أولى اهتمامه الأكبر لإله القمر (سين) ، فأعاد تشييد معبد سين في مدينة (حران) بالشمال ، و رسّم ابنته (إينا) كاهنة لمعبد سين في مدينة (أور) بالجنوب ، متوجها لترسيم إله القمر (سين) كبيرا لمجمع الآلهة في بابل .
و انسجاما مع إجلاله الأكبر لإله القمر (سين) انتقل نبونئيد من مدينة بابل .. للإقامة بتيماء (على أطراف الشام الجنوبية و الأطراف الشمالية لشبه جزيرة العرب) ، حيث كانت (تيما) مركزا لعبادة القمر .. الذي عُبد هناك باسم (تير) ، متخليا بذلك عن إقامة طقوس عبادة الإله مردوخ .. في مدينة بابل ، على رأس احتفاليات عيد رأس السنة البابلية – التي لا تقام إلا بحضور الملك – لمدة عشر سنوات . و من مدينة تيماء ، مدّ نبونئيد نفوذ مُلكه حتى شمل أغلب المناطق المحيطة ، فيقول في أحد نصوصه : " ابعدت نفسي عن مدينة بابل ، على الطريق الى تيما ودادانو وباداكو وخيبر واياديخو وحتى يثربو ، تجولت بينها هناك مدة عشر سنين لم ادخل خلالها عاصمتي بابل " .
و تكمن أهمية مدينة تيماء (التي حوّلها نبونئيد إلى عاصمة دينية لبابل ، كمركز رئيس لعبادة سين) في كون موقعها يتحكم بطرق التجارة بين مأرب جنوبا و بلاد ما بين النهرين شمالا ، فيما يعرف برحلتي الشتاء و الصيف ، ما مكن لنبونئيد من التبشير بعبادة إله القمر سين (الذي عبد في ممالك اليمن باسم : وُدْ ، و سين ، و عم) و نشرها في أنحاء شبه الجزيرة ، بما في ذلك (مكة) التي كانت أحد مراكز تجارة القوافل ، بقدر ما كانت كعبتها معبدا لآهة العرب ، بما فيها إله القمر سين الذي أخذ عندهم اسم (مناة) .
و يلاحظ أن ثمة تشابها كبيرا بين روايات نشأة كل من النبي إبراهيم والملك نبونئيد في حران (أو : حاران) شمال مملكة بابل و رحلة انتقالهما جنوبا ؛ فنبونئيد نشأ في حران ، و منها انتقل إلى مدينة بابل (العاصمة) جنوب المملكة ، بصحبة والده الذي كان مقربا من العرش ، و كان على عبادة الإله (مردوخ) ، حتى آل اليه حكم الدولة ، و من ثم تحوّله للاستقرار في تيماء - جنوبا - على الأطراف الشمالية لشبه الجزيرة (و هي منطقة تربط بين كل من الشام و العراق و مصر و شبه الجزيرة و فارس) . و في كتاب العهد القديم (التوراة اليهودية) أن رحلة إبراهيم (أبرام) بدأت من أور الكلدانية إلى حاران ثم إلى أرض كنعان (فلسطين) ، فنقرأ في الإصحاح 11 من سفر التكوين : " و أخذ تارح أبرام ابنه ، و لوطا بن هاران : ابن ابنه ، و ساراي كنته ، امرأة أبرام ابنه ، فخرجوا معا من أور الكلدانيين، ليذهبوا إلى أرض كنعان ، ، فأتوا إلى حاران و أقاموا هناك و مات تارح في حاران " (تكوين 11 / 31-33) ، و يواصل النص التوراتي : " و قال الرب لأبرام ، اذهب من أرضك و عشيرتك و بيت أبيك ، إلى الأرض التي أريك ، فأجعلك أمة عظيمة و أباركك ..... فأخذ أبرام ساراي امرأته و لوطا ابن أخيه ، و كل مقتنياتهما التي اقتنيا ، و النفوس (أي المواشي) التي امتلكا في حاران ، و خرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان " (تكوين12/ 1 - 5) ، و تواصل الرواية التوراتية : " و حدث جوع في الأرض ، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك " (تكوين 12 / 10) ، ثم : " فصعد أبرام من مصر هو و امرأته و كل ما كان له و لوط معه إلى الجنوب " (تكوين13 /1) .
و يذهب سيد القمني في كتابه (النبي إبراهيم و التاريخ المجهول) إلى استنتاج أن رحلة النبي إبراهيم ، انطلقت من (أور آرتو ( جنوب أرمينيا ، و ليس من أور الكلدانية ، فإلى بلاد الحور (حاران) ، ثم إلى فلسطين (أرض كنعان) و منها إلى مصر ، و من مصر إلى جزيرة العرب وصولا إلى اليمن .
غير أن الباحث سعد عبد المطلب العدل ، يذهب في كتابه (اخناتون أبو الأنبياء) ، إلى أن النبي إبراهيم ، ليس سوى الفرعون المصري الشهير (اخناتون) صاحب أول دعوة توحيدية ، الذي غير اسمه من (آمون حتب الرابع) إلى (آخ ن أتون) ، حيث تخلى عن عبادة إله القمر (آمون) ليبشر بعبادة إله الشمس (آتون) أو آتون رع . و يسوق الباحث العدل في كتابه فيضا من الوقائع و المقارنات و القرائن ، ليثبت فرضيته (أو بالأحرى نظريته) التي توحد بين اخناتون و إبراهيم توحيدا كاملا ، و من ذلك أن الفرعون أخناتون اقترن بامرأتين : الأميرة نفرتيتي ، و هي التي تحمل لقب الزوجة الملكية الكبرى (و تقابلها سارا زوجة إبراهيم) ، و زوجة ثانوية (تقابلها هاجر) من الحريم تدعى (كيا) ، هي التي أنجبت له ابنه ولي العهد ، المسمى نفر نفرو آتون . و عندما اضطر الفرعون الداعية اخناتون إلى الخروج من عاصمته آخت اتون (بعد خسارته المعركة ضد كهنة آمون) مهاجرا من أرض مصر ، مر في طريق هجرته بالموقع الذي يعرف اليوم باسم (قلعة الكبش) حيث يقع جامع احمد بن طولون ، و هناك حدثت واقعة إقدامه على ذبح ابنه (نفر نفرو آتون) طاعة لأمر ربه ، و من ثم افتدائه بالكبش ، الذي أعطى للموقع اسم (قلعة الكبش) ، و من واقعة التضحية اخذ نفر نفرو آتون لقب (إسماعيل) ، حيث أن اسم إسماعيل هو في المصرية تركيب لغوي يعني في العربية (القربان الإلهي أو أضحية الله) ، و من ثم استأنف اخناتون (أو إبراهيم) هجرته سالكا طريق حورس في سينا ، باتجاه الشمال الى الشام و العراق ، ثم نحو الجنوب عبر جزيرة العرب .
على أن مقاربة بعنوان : هل الكعبة المكية مقام لعبادة الإله شيفا ؟ https://www.youtube.com/watch?v=FwCCN6SD-Dk (نموذجا لكثير غيرها) ، تقدم لنا تصورا آخر يبدو متماسكا ، عن كل من قريش و النبي إبراهيم و مكة ، و خلاصته أن ظروفا طارئة طاردة - هي على الأرجح فيضان هائل لنهر السند ، حيث كانت المنطقة موطنا هاما للحضارة الهندوسية - اضطرت أعدادا كبيرة من السكان الهندوس الى الهجرة في اتجاهين : شرقا إلى الهند الحالية ، و غربا إلى اليمن و عمان في شبه جزيرة العرب الحالية ، و كان قائد أو متزعم رحلة الهجرة إلى الغرب ، كاهن أكبر يدعى أبراهام (الكهنة البراهمان هم الكاستا العليا في الديانة الهندوسية) ، و الاسم في السنسكريتية (براهما) . و يلاحظ من هذه الدراسة أن ثمة تطابقا كاملا بين (أبراهام) الهندوسي ، و أبرام أو إبراهيم التوراتي (الذي تنسب إليه الأديان الإبراهيمية الثلاث) ، فزوجة النبي إبراهيم كان اسمها ساراي أو سارا ، و معها جارية اسمها هاجر ، و كانت لأبراهام زوجة اسمها ساراسواتي .. و جارية اسمها هاكار . و النبي إبراهيم كان له ولدان : إسماعيل و إسحاق ، و كذلك كان لأبراهام الهندوسي ولدان : إسماعيل (و هو تركيب لغوي من مقطعين : إش - أي شيفا - و ماهال) ويعني شيفا العظيم أو الكبير ، و إيشاكو (إسحاق أو إيزاك) أي صديق شيفا ، حيث أن أبراهام كان هندوسيا من أتباع الإله شيفا ، و كان للديانة الشيفية - في موطنها الأصلي الهند - معبد يسمى (كابا - ليشواران) . و في موطنهما المهجري بأرض العرب أقام أبراهام و ابنه إشماهال معبدا للإله شيفا بنفس الاسم (كابا أو كعبة) .
و فيما يخص مكة و كعبتها ، تتفق آراء المؤرخين و الباحثين على أن الأصل في اسم مكة هو إل مقة ، و هو اسم عُثر عليه في عديد النقوش السبئية .. مرتبطا بعبادة الإله القمر . أورد الدكتور سيد القمني في كتابه (النبي إبراهيم و التاريخ المجهول) ما نصه " في النقوش المكتشفة حتى الان ، في آثار الجنوب العربي ، ورد اسم غريب أكثر من ألف مرة ، و كان واضحا أنه علم على إله معبود ، زعم الباحثون في آثار اليمن أنه اسم لمعبود سبئي ، كما زعموا أنه كان إله القمر ، و يعد أشهر معبودات اليمن طرا .... هذا هو الإله الذي سجلته النقوش باسم (المقة) " . و يقول الباحث سام ميكائيل ، في مقال له بالخصوص : " كان العرب في جنوب الجزيرة العربية يعبدون ثالوثاً هو الإله القمر و الإلهة الشمس و الإبنة العزّة أو العزّى ... و كان الإله الأكبر في هذا الثالوث هو الإله القمر " ، و يضيف : " وقد ورد اسم اِل- مقّة في كتابات المسند على نحو يصوره بصورة ثور أحياناً و بشكل نسر أو حيّات ... وهذا كلّه يؤكد أن هذا الإله كان يشير إلى القمر (لأن هذه الرموز كانت تدل على إله القمر عند الساميين) ، وقد أُشير الى المقة بـ (هلل) بمعنى هلال " . و الهلال هو رمز للإله شيفا ،الذي يصور جالسا على العرش في وضعية اليوغا ، بيده حربة ثلاثية (رمزا للثالوث الإلهي براهما و فيشنو و شيفا) ، و على رأسه هلال هو رمزه الخاص .
و هذا يعيدنا إلى فرضية أن الكاهن الهندوسي الشيفي (أبراهام ) هو من بنى الكعبة - بمعية ابنه إش ماهال / إسماعيل - كمعبد للإله (شيفا) ، الذي يرمز إليه بالهلال ، كإله ذكر ، و معروف أن اليمنيين قد عبدوا القمر كإله ذكر (إضافة إلى الشمس كإلهة أنثى - زوجة القمر - و الزهرة ابنتهما) ، فعبده الحميريون باسم (عم) ، و عبده الحضرميون باسم (سين) ، و عبده المعينيون باسم (وُد) ، و عبده السبئيون باسم (إل - مقة) ، و يخبرنا التاريخ أن الملك الهندي Vikramaditya فيكرا ماديتيا ، قد مد نفوذ مملكته ليشمل مكة ، و هو اسم يتجانس لفظا و دلالة مع الاسم الهندوسي (ماكها / makha) بمعنى المكان الذي تقام فيه التماثيل لعبادة النار كعنصر تابع للإله شيفا ، و من الملفت بالخصوص التشابه الكبير بين طقوس الحج و طقوس العبادة البوذية ، كالطواف سبع مرات حول المعابد و الهياكل الهندوسية المقدسة ، و الاغتسال و حلق الشعر ، و ملابس الإحرام المتطابقة مع ملابس الرهبان البوذيين ، ما يدل على أن الكعبة كانت بالأصل معبدا هندوسيا للإله شيفا إله القمر أو أن طقوس حج بيت الله الحرام لعرب ما قبل الإسلام ، قد تأثرت كثيرا بالطقوس الهندوسية لعبادة إله القمر (شيفا) ، كما يقول الكاتبان الهنديان أوبروي و أوك في مؤلفهما المشترك (نظرة سريعة على بلاد العرب قبل الإسلام) ، خاصة و أنه مع منتصف الألفية الأولى بعد الميلاد ، أصبحت معظم تجارة الهند المتجهة غربا تمر بشبه الجزيرة العربية ، و أصبحت مكة مركزا تجاريا رئيسا (لتجارة الترانزيت) و ملتقى للتجار من الشرق و الغرب ، حيث استقرت أعداد متزايدة من التجمعات الهندية في البحرين و على مشارف البصرة و أعلى الخليج الفارسي ، حاملين معهم عناصر عقائدهم الهندوسية و البوذية ، و منها عبادة إله القمر شيفا ، الذي تقول إحدى الفرضيات – كما أسلفنا – أن زعيم الهجرة الجماعية الهندوسية من السند إلى اليمن (الكاهن أبراهام) هو من بنى له الحرم المكي ، و الحرم (hariyam) كلمة سنسكريتية ، تعني في العربية معبد الله أو بيت الله . يقول سام ميكائيل نقلا عن كتاب الأصنام للكلبي : يظهر إله القمر فى مقارنة تفضيلية ، بما يفيد أنه أكبر من اللات و العزى ، فى القَسَم الذي كان يردده أبناء قبيلة الأوس حيث كانوا يقولون : (و باللات و العزى و مَن دان دينها ، و بالله ، إن الله مُنهنّ أكبر) ، لاعتقادهم أنّ القمر أكبر من كوكب زُحَل ومن كوكب الزّهرة ، و منه جاء التكبير المُختصر المعروف للجميع اليوم (الله أكبر) .
و نخلص مما سلف إلى القول بأنه يمكن للدارس أن يستنتج أن الأصل في كلمة مكة ، هو (إل – مقة) الذي سجلته النقوش في آثار سبأ ، كتركيب لغوي يتكون من مقطعين : المقطع الأول إل (أو إيل) بمعنى إله ، و المقطع الثاني مقة ، بمعنى معبد أو بيت ، و بالتبادل بين كل من حرفي الميم و الباء ، و حرفي القاف و الكاف ، في اللغات السامية ، نرى أن كلمة (مقة) ليست غير نطق مختلف لكلمة (مكة) ، حيث ينسحب اسم العلم (مكة) على كامل موقع المعبد مكعب الشكل المعروف باسم (الكعبة المكية) تمييزا لها عن سائر الكعبات التي كانت مقامة – كبيوت للعبادة – في أنحاء كثيرة من جزيرة العرب ، و من أشهرها كعبة نجران ، كما ذكر العلامة الدكتور جواد علي في كتابه الموسوعي : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، في فصل بعنوان بيوت العبادة من أنه : " و من المعابد الشهيرة : البيت الحرام أي (الكعبة) بمكة ، وسأتكلم عليه في موضع خاص . ومعبد (ذو الشرى) بمدينة (بطرا) ، و (كعبة سنداد) ، و (كعبة نجران) ، و معابد عديدة في مواضع أخرى من جزيرة العرب ، ولا سيما في اليمن " .
و من ثم فإن (إل – مقة) يعني على أصح الصيغ (بيت الله) ، حيث أن كلمة (بك) تفيد معاني : معبد / هيكل مقدس / بيت العبادة ، . و قد ورد في القرآن : " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران / 96) . و منها جاء اسم (بعل بك) في لبنان ، كمعبد للإله الفينيقي الكنعاني (بعل) ، بمعنى (بيت البعل) أو بيت الله . و من حيث أن الكعبة المكية قد أقيمت أصلا كبيت لعبادة إله القمر ، نفهم رمزية الأهلة التي تعلو مآذن و قباب الجوامع و المساجد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ