الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنرال السامرائي ... حسنا عرفناك عدوا

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2015 / 10 / 24
القضية الكردية


في الموروث الشعبي الكردي هناك رواية تقول : عندما القى الملك الجبار نمرود، سيَدنا ابراهيم الخليل عليه السلام في النار عند اطراف مدينة روها (اورفا ) الواقعة عند نهر الفرات ،اصابت الكائنات جميعا بهمّ وغمّ شديدين . لاحظ خليل الله وهو وسط نار عظيمة ان نملة تغدو وتروح ، تجلب الماء من ساقية قريبة بفمها وتلقي بها على النار لاطفائها .خاطبها الخليل قائلا : ايتها النملة المسكينة لاتشقي نفسك فهذه النار لا يطفئها ما تجلبين من مياه قليلة . اجابت النملة نعم الامر كذلك يا مولانا ، ولكن ابذل جهدي حتى تعرف انا احبّك .من جانب اخر شاهد الخليل ابو بريص وهو يحمل بأسنانه عيدان القصب ويلقيها على النار . قال له الخليل لاتشقي نفسك فهذه النارمتوهجة ، ولا يزيدها عيدانك الرفيعة توهجا . اجابه ابو بريص : نعم الامر كما تقول ، ولكن اريد ان ابرهن لك اني عدوّك .
لهذا السبب كان ابو بريص الكائن الوحيد المباح قتله في شرعة شيوخ بارزان النقشبنديين .
ندع الحكاية ونقول : يندر ان نجد كتابة او ترنيمة للجنرال المتقاعد وفيق السامرائي الاّ وهو يحشر فيها طعنا او اتهاما ضدّ الكرد ، لقد شبّ هذا الاستخباراتي على معاداة الكرد وشاب عليه . لقد عيّنه الكردي مام جلال مستشارا له لحكمة مقتضاها ( العفو عند المقدرة ). لكن الجنرال ابى التخلى عن حقده وعنصريته التي تمرّن عليها في المؤسسات القمعية الصدامية .
قبل ايام كتب السامرائي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي يقول : ان وتيرة الحرب ضد داعش كان يمكن لها ان تتسارع اكثر في بيجي والرمادي لولا ( تآمر مسعود )، وهو يقصد الرئيس مسعود البارزاني .ويتهم الكرد بعدم شنّ هجمات على داعش من محوري مخمور وسنجار بالتزامن مع العمليات الجارية في الانبار وبيجي . لا نوّد ان نذكر السامرائي بكل تضحيات الكرد وقتالهم الشرس والبطولي ضد داعش في العراق وسوريا سوية ، وبطولات ( كوباني ) وحدها قصّمت ظهر داعش وبدّدت حلم رفاقه في العودة الى السلطة باستخدام داعش . وان الكرد هم القوة الرئيسة في محاربة داعش باعتراف امريكا ورؤسيا واوروبا . والسامرائي الذي يتباهى برتبته العسكرية يتغافل ان العمليات في المحاور تجري بالتنسيق بين عدة قوى ، منها التحالف الدولي ، وان قوات البيشمركة تفتح جبهة هنا او هناك بعد الكثير من التنسيق والتشاور مع الاطراف ، وعندما تحّل ساعة الهجوم لا تحتاج لتحليلات عسكري فاشل هرب من جبهات القتال وعمل في الغرف الاستخباراتية المظلمة والتي لاتحسن الاّ قتل وتعذيب المناضلين الكرد والشيعة .
لا نتوقع ان تؤثر هذه الاتهامات في السمعة الطيبة التي اكتسبها البيشمركة وبطولاتهم المعترف بها عالميا ، اكثر من تأثير عيدان ابو بريص على نار سيّدنا ابراهيم الخليل . ونعرف ان السامرائي ناقم على الكرد لدحرهم مشروع داعش الذي يلتقي مع مشروع البعث العروبي الشوفيني . ونفهم انه يريد ان يقول للكرد وبكل طيش انه عدوّهم .
فهل يليق هذا الطيش بكهل ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منذ متى ؟!
قول على قول ( 2015 / 10 / 23 - 21:35 )
منذ متى بدا هذ الكاتب السياسي العلماني يؤمن بالقصص الخرافية ... كحكايات جداتنا ؟! ..


2 - حكايات جداتنا جزء من تراثنا
تيلي امين علي ( 2015 / 10 / 24 - 11:25 )
السيد العدد 6483509
في توظيف الميثولوجيا والتراث لا يشترط الايمان بالاساطير والعلمانية لا يعني الانقطاع عن التراث وشكرا


3 - السيد الكاتب
قول على قول ( 2015 / 10 / 24 - 14:36 )
كان على حضرتك الاستشهاد باقوال وحكم لمفكرين وفلاسفة او كتاب حداثويون لان قراء ( الحوار المتمدن ) ليسو اميين او عائشين في القرى والارياف يستطيبون لحكايات تراثية ممزوجة بالخرافات وربما كان من الممكن توظيف افكار معاصرة او قديمة للوصول الى الهدف الذي تقصده..ربما مع التحية ...

اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد