الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ : سجّانٌ أم مُعلم ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 10 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



أن تُكرّر نفس التجربة بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وتتوقع نتائج مُخالفة .. فهذا غباء على رأي أينشتاين...
ليس السلفيون وحدهم ، هم الذين يؤمنون بأنه بالإمكان إعادة "بناء" التجربة التاريخية بنفس الأسلوب ويتوقعون الحصول على نفس المنتوج ، بل إن كثيرأً من الماركسيين ما زالوا يعتقدون بأنه لو لم يمت فلان ، أو يتخاذل علّان ، لما فشلت التجربة ، وبالإمكان إعادة التجربة بنفس الاسلوب ونفس الخطوات والوسائل.. !!
وللنزاهة العلمية فقط ، فإن ثلث التجارب التي أُجريت في علم النفس ، وبعد تكرارها أتت بنتائج مناقضة للنتيجة الأولى ..!! وبالتأكيد يمكن تفسير ذلك ، فالظروف الذاتية والموضوعية لِعيّنَة البحث الأولى تختلف عن لاحقتها ... والظروف الإقتصادية ، الاجتماعية وتقدم التكنولوجيا ، هي غيرها في الحالتين ..
وعودةٌ إلى ألتاريخ ، الذي "يسجن" العرب والمسلمين في سجنه الرهيب ، سجن "الشعارات" الفارغة ، والتي تتمثل في "القناعة" التي لا يشوبها شك ، بأن العرب كانوا رسل الحضارة وسوف يستردون ريادتهم ذات يوم .. ولا ننسى سجن "التراث" الذي يحتجز بين جدرانه الملايين ، الذين يعتقدون بأن ما ينقص المسلمين ، ولكي يستردوا صدارة البشرية ، هو "إعادة" التجربة .. وسيكون كل شيء رائعاً.. ودون مراعاة للظروف المتغيرة على كافة الصعد ، فالقوة ، العلم ، الاقتصاد والتكنولوجيا ،بيد "سادة" الكون الحاليين ، وهم كما هو معلوم من غير العرب ولا المسلمين .
السجن التاريخي هو في افضل أحواله "مصحة" نزلاؤها من غير القادرين على التكيف مع مستجدات العصر ومتغيرات الحياة ..
نعم قد يحالف سجناء التاريخ الحظ في نجاح هنا أو فوز هناك ، لكن التاريخ كسجان لا يرحم ايضا ، لأنه سيزج بسجنائه في غياهب الزنازين ، وليتدارسوا ويتذاكروا هذا التاريخ في ما بينهم ...
ما زالت شعوبنا تحمل على كواهلها حِملاً تنوء تحت ثقله .. وهذا العبء هو "تنزيه وتمجيد" المرويات التاريخية وخصوصا في الأهلية والأحقية للسلطة .. ؟؟!!
وها هي تنتهي العشر الأوائل من محرم ، عشرية البكاء واللطم ، فهل حقق تلامذة الحسين العدالة عندما حصلوا على السلطة ؟!! وهل حققّ المدافعون عن يزيد وأبيه عدلاَ أو رخاءً ؟! هذا هو سجن التاريخ المظلم...!!
لا يُمكن الحصول على نتائج مخالفة من مجرد إعادة التجربة ، بل وأستطيع القول جازما بأنه من المستحيل إعادة التجربة الإنسانية ، تحت ذات الظروف وبنفس الوسائل ..
كان من المفروض أن يتعلم "سجناء التاريخ" من استاذهم ، وهو أن يتعلموا من العبرة وليس تكرار التجربة.
ومؤخرا ، قامت تلميذة نجيبة للمعلم "تاريخ" بتزويدنا بمثال حي على أهمية التعلم .. فقد قالت المستشارة ميركل بوضوح وبعدة كلمات فقط ... بأن المانيا هي المسؤولة تاريخيا عن الكارثة في الحرب العالمية الثانية ..نقطة وسطر جديد ..
ايها السادة تعلموا من التاريخ ولا تدخلوا سجنه طواعيةً..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسار التاريخ حلزوني وإلى الاعلى
عتريس المدح ( 2015 / 10 / 24 - 15:11 )
لا يمكن لأية حالة تاريخية أن تتكرر
فكل حالة تتأثر بتفاعل ظروفها المادية الذاتية والموضوعية
و طالما أن إتجاه مسار التاريخ إلى الأمام والاعلى عبر منحنى حلزوني فلا يمكن لاية حالة أن تتكر لا بعواملها الذاتية و لا الموضوعية لذا لن نحصل على نفس النتائج كما المرة السابقة
لذا فهؤلاء الذين يدعون إلى العودة إلى الماضي واهمون و جاهلون رجعيون وتيوس
تحياتي عزيزي قاسم


2 - صباح الخيرعزيزي عتريس
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 10 / 25 - 04:37 )
تحياتي
هو ما تقول لكن ما العمل مع سجناء التاريخ؟!
مودتي


3 - صباح الخيرعزيزي عتريس
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 10 / 25 - 04:37 )
تحياتي
هو ما تقول لكن ما العمل مع سجناء التاريخ؟!
مودتي

اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما