الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش نحن؟

إيمان عابد أحنوش

2015 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"داعش" أو الدولة الاسلامية في العراق و الشام، التي تعود بنا 14 قرنا الى الوراء دون اللجوء الى قراءة التاريخ، التنظيم الذي فاجئ الكثيرين أو ربما صدمهم، هل بالفعل نحن هكذا! هل بالفعل الدين الإسلامي هو ما نراه اليوم في العراق و سوريا و ليبيا..! هل حقا هكذا كان المسلمون في عصر الراشدين و الامويين و العباسيين لحوقا بالعثمانيين؟!.
داعش" الدولة التي رفضها الصغار قبل الكبار، و استنكر أفعالها العلمانيون قبل الاسلاميين، و كلهم اتفقوا أنها ليست جوهر الدين و لا تمثله أبدا، و كان حريا للبعض أن يغوص في التاريخ البشع قبل المناداة بالحقيقة التي تدافع عن الدين.
من المزري أن نندد أفعال التنظيم الآن و قد أججنا كراهية الآخر مند أكثر من 13 قرنا، و غزونا الأراضي و سبينا النساء و اتخذناهن جواري، و قتلنا الرجال و اتخذنا الاطفال غلمانا، و أحرقنا الأراضي و حرمنا الحب و الفن و الموسيقى و كنا دائما و مع كل الضرر الذي ألحقناه بالآخرين نفتخر بكوننا خير أمة أخرجت للناس!! و هل يرضى الله بنا أناسا لكي يقبل بأن نكون أخيارا!!؟ هل عند الله قتل امرء مسيحي أفضل من مصاحبته و رفقته!؟ أيكون الله قاتلا! هل يفضل الله بيع النساء في سوق النخاسة! و جعلهن جواري!؟ أ يستحل الله العبيد و الجواري؟! هل الله يقبل بهدم المعابد و الكنائس لتقام المساجد وحدها؟! أ يكون الله طائفيا! يقبل الاسلام دون المسيحية و المسيحية دون اليهودية!! أ يكون الله سفاحا!؟ كيف نعيب على داعش أفعالها و تاريخنا مقيت، كيف لأمة تاريخها يتكرر أمامها و ماتزال تختلف عن حرمة النمص و الوشم و تحليل خروج المراة دون محرم! انها بلا شك أمة ميتة. كيف لأمة تستباح سياسيا و دينيا وعسكريا و ماتزال تلطم مصيبة الحسين! إنها بلا شك أمة مغيبة. كيف لأمة تنادي بالخلافة الإسلامية و لا تعلم من التاريخ سوى عمر بن عبد العزيز و الخلفاء الأربع، إنها بلا شك أمة جاهلة غبية. ولو علم المسلمون تاريخهم ما بجلوه و ماقدسوه و مانادوا بإعادة الخلافة الاسلامية التي ماكانت إسلامية يوما.
ماقتل المسلمين سوى المسلمون، وما استباحهم احد سواهم، وما سباهم أحد غيرهم..لا الصهيونية فعلت و لا اوروبا ولا أميركا.. نحن من قتلنا و سبينا و استبحنا دماء و شرف بعضنا البعض.
داعش لا تمثل الإسلام، أتفق مع هذا الرأي تماما، لكنها حتما تمثل المسلمين، الذين لا يفقهون في الدين سوى قطع يد السارق و رجم الزاني و حرمة زواج المسلمة من الكتابي، قتل المرتد وامتلاك الجواري و السبايا و العبيد تحت غطاء "وما ملكت أيمانكم".. هذا هو الاسلام الذي يفقهه 99% من المسلمين... هي داعش إذن تقوم بكل ذلك فلماذا نحن ضدها! لماذا لم يجهر الفقهاء و العلماء الأجلاء العظماء بتكفيرهم كما يفعلون مع بسطاء الرأي؟! لماذا لم يستحلوا دماءهم كما فعلوا تجاه أناس جريمتهم الوحيدة أنهم فكروا بصوت عال و عميق!؟ وحده الغموض لصالح الفقهاء، وحده السواد لصالح الأئمة، لو تمت إدانة التنظيم لعدنا 14 قرنا إلى الوراء و لاعدنا التاريخ من جديد و لتغيرت قراءة سطوره و لأصبح الحلاج مؤمنا زاهدا و هو في الأصل كذلك، و بجلنا أبا ذر أكثر من معاوية و لقدسنا عصاه و بكينا منفاه و صحراه أكثر من بكاءنا مقتل عثمان، و لأنصفنا عليا أكثر مما نفعل الآن..
لماذا نحن ضد التنظيم إذن؟!، لماذا لا ننفك نكرر اسطوانة الاسلام السمح المعتدل و هي في تاريخنا نادرة!، لماذا لم نفصل الاسلام عن المسلمين تاريخا و حاضرا لكي يسهل الحكم و يسهل التحليل و يسهل الفهم؟! كل ما تقوم به "داعش" سبق و حصل في الماضي و هو موثق في كتب التاريخ التي نتغنى بها و نفتخر بها، فلماذا نحن أمة منفصمة الإعتقاد؟! لماذا قبلنا تلك الممارسات في الماضي و نتغنى بها في الحاضر و عندما رأيناها تطبق ملء أعيننا استنكرناها و كفرنا كل من يعود للماضي؟! لماذا نحن أمة خانعة؟!!!.
يفيدنا الصمت، و لهذا نحن أمة نائمة بلا تاريخ وبلا مستقبل، تاريخنا ليس إسلاما بقدر ماهو تاريخ سياسي، صراع سلطة وجاه و نفوذ و توسع، نخاف أن ننبش تفاصيله، لا نملك مانواجه به الباحثين و العقلاء سوى بتكفيرهم ان هم أثاروا قضية او وصفهم متآمرين على الإسلام ان كانوا ملحدين او ذوو ديانة أخرى..
لست أصطاد في الماء العكر، و لست أرغب سوى ان يقوم كل شخص بقراءة تاريخه بكل موضوعية و بتجرد عن مذهبه و عرقه و طائفته، و يحكم على الأمور من زاوية انسانوية بحتة و أن الله للجميع و ليس لأحد و أن لا يكفروني على مناداتي و اعتقادي بجمالية الله و سماحته و حبه للإنسان كيفما كان مذهبه طالما كان جوهره جميلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - داعش يولد حال قول الشهادتين
شاكر شكور ( 2015 / 10 / 25 - 03:51 )
منظمة داعش هو الأسم الجديد المرادف للأسلام وطبيعي بعد 14 قرن تبدل القادة ولكن بقى الفكر الأسلامي نفسه ، داعش القديم بقيادة محمد والصحابة كانوا يقتلون ويبيعون السبايا ويسرقون القوافل بملئ ارادتهم ، اما داعش اليوم فهم قطعان مسّيرة مساقين من قبل جهات مستفيدة تتحكم ببرمجتهم ولا تحسبهم مع التعداد البشري ، محمد وهو على فراش الموت لعن اليهود والنصارى لما لا يلعنهم الم يقل القرآن عنه انه على خلق عظيم ؟؟ عصابة داعش لا ذنب لها لأنها تطبق وصايا نبي الرحمة والقدوه الحسنه في القتل الرحيم وعلى هذا الأساس نرى علم السعودية يحمل شعار السيف ولا ينقصه سوى اضافة رسم الجمجمة مع السيف لكي يحيوا مجد الأسلام الدموي ، تحياتي للجميع


2 - اطردوا المسلمين من اوربا للحفاظ على الحضارة
مها احمد ( 2015 / 10 / 25 - 11:58 )
الاخت ايمان تحية طيبة
اتفق مع كل حرف كتبتيه هنا للاسف الشديد الامة الاسلامية تعد بابنائها الى اربع عشر قرنا للوراء
البارحةمثلا الشيعة السملمون في كوبنهاكنسمحت لهم الحكومة الدنماركيةككل سنةبالمشي في عاشوراء في شوراع العاصمة واللطم رغم اننا نلرتعب من مشاهدتهم لاننا نتصور بان داعش اقتربت منا وكيف بابناء كوبنهاكن يستوعبون مايحدث لمدينتهم الجميل التي يدمرها المسلمون الشيعة بمظاهرات عاشوراء واللطم والاعتداء على بعضهم كما حدث البارحة احدهم الشيعة اصيب بطبق ناري في المظاهرات مما سبب توقف المرور والفوضى في المدينة الجميلة
اختي العزيزة ماذا ننتظر من امة المسلمين واجيبي علي كيف لشاب او شابة ولدوا في كندا او فرنسا ومع هذا يدخل تنظيم داعش رغم حياته في الغرب المتقدم جوابي ان الحكومات الغربية سمحت للمسلمين بالعيش في دولهم وتربية ابنائهم تربية داعشية وهابية
اللعنة على المسلمين اينما حلوا

اخر الافلام

.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah


.. 253-Al-Baqarah




.. 254-Al-Baqarah