الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة الماضي

أمير البياتي
(Ameer Albayaty)

2015 / 10 / 27
المجتمع المدني


هل سمعتم يوما بسيارة تسير الى الأمام والسائق ينظر للخلف؟
نعم هذا هو حال المجتمع العربي الذي يعيش عقدة الماضي وما هو الا وهم في عقله منذ الطفولة حتى فقد الايمان بحاضره ومستقبله تماما والنتيجة انه يسير الى الامام ينظر وبشغف الى الخلف او بالأحرى الى سراب الماضي فالسراب غير موجود الا ان العين تراه لذا مهما تقدم الزمن وابتعد عن الماضي المزعوم الا ان صورته تبقى قريبة للأعين وما هي الا سراب ...
وصل الحال بالفرد العربي ان ينتقد كل حديث لأنه رافض التغيير تماما بل بدأ يسقط هذه الفكرة على واقعه المعاصر فصار يؤمن ان أغاني الماضي هي الأجمل وان سيارات الماضي هي الأقوى وليس غريبا هذا فهو فقد الايمان بحاضره ومستقبله حتى ماتت بداخله كل بوادر الابداع والتغيير ...
يرفض الحداثة بحجة أنه مجتمع محافظ وهو ليس محافظا على شيء سوى التخلف والتلقائية فالعربي دائما انسان تلقائي يرفض التغيير ولا يريد ان يبذل اي جهد مهما كان.
لا بد وان سمعتم يوما ان الهدم أسهل بكثير من البناء لكن هناك ما هو أسهل من الهدم نفسه وهو التلقائية اي أنك لا تبني ولا تهدم ولا تبذل اي جهد.
كانت هناك بوادر أمل ومحاولات جادة لخروج المجتمع العربي من تلقائيته وهي فترة ما يسمى بالاستعمار الغربي والغريب ان من يصر على تسميته استعمار يرفض اطلاق نفس التسمية على ما سبقه من استعباد عثماني !
تأسست بعض الدول فترة الاستعمار على أحدث أسس حينها وبدأت العجلة بالتقدم قليلا لكن سرعان ما عاد المجتمع العربي الى تلقائيته وتوقف عن التقدم ولم يرجع حتى الى الخلف فهو لا يبني ولا يهدم والنتيجة بقي عالقا بين ماضيه وحاضره يؤمن بالماضي ويلعن الحاضر ويسب المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء