الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلم الجديد خلطة الفرح والحزن

مفيد بدر عبدالله

2015 / 10 / 28
المجتمع المدني


هناك عبارة شائعة تقول (عض قلبي ولا تعض رغيفي) وأخرى من الموروث الشعبي العراقي تقول ( أنطي المعلّم وخيولي المحروم)، والثانية وان كانت لا تمثل العدل لكن شطرها الاول يدل على أن من أعتاد على شيء يصعب عليه تغيره، وهذا هو سبب ردة الفعل القوية التي صدرت من أصحاب الفئات المتضررة من سلم الرواتب الجديد، فلقد وفرت لهم الحقبة الماضية حياة رغيدة مستقرة لعدة أعوام، فبنوا حساباتهم الانية والمستقبلية على قدر دخلهم الشهري ، فكثير منهم مرتبطون بأقساط شهرية والتزامات مالية كثيرة تشكل توازن بين نفقاتهم ودخلهم الشهري، يأتي سلم الرواتب الجديد ليخل بهذا التوازن دون سابق انذر، ما أثار حفيظة أكثرهم، حتى أن كثيرا منهم هددوا بالاعتصامات بل وحتى العصيان، وما يدعم موقفهم أن شخصيات برلمانية وأخرى حكومية تعارض علنا السلم الجديد معتبرة أنه خرق دستوري سيما وان بعض المخصصات أقرت بقوانين وصادق عليها مجلس النواب ما يوجب أعادة تلك القوانين لمجلس النواب للمصادقة على تغييرها، لكن رئاسة الحكومة تعتبر التفويض الشعبي ودعم المرجعية للإصلاحات يعطي الحكومة مساحة أكبر للتحرك بما تراه مناسبا للمرحلة الراهنة.
لا يخفى على أحد ما تعانيه البلدان النفطية ومنها العراق من تراجع في الايرادات بسبب التدني الكبير في أسعار النفط، وما يحتم علينا إجراءات كبيرة ومهمة، وهذا ما أكده السيد وزير المالية قبل أيام حيث قال" أن العام القادم سيشهد وضعا صعبا على العراقيين". نحن هنا لسنا بصدد الولولة على الماضي والحديث عن الاسباب التي أدت الى كون النفط المورد الرئيس وعمود خيمة الاقتصاد، فالعراق لم يشهد استقرارا أمنيا ولا سياسيا منذ التغيير والى يومنا هذا، والسؤال المهم هل ان الحكومة لا تملك خيارات أخرى غير العمل بهذا السلم لتجاوز الازمة ؟.
قبل أيام وفي حوار مع أصدقائي دار حول سلم الرواتب على الفيس بوك فتحت على نفسي أبواب جهنم حين قلت مخاطبا بعض المتضررين من السلم الجديد قائلا" أنا أعتبر أن قبول الموظف بتقليل مرتبه في هذا الظرف العصيب عملا وطنيا وشكلا من أشكال التضحية في سبيل الوطن "، كان رد أكثرهم علي "انك تتحدث بعاطفة وبكلام نظري وغير واقعي، بل أن بعضهم غير مقتنعين بان هناك ازمة مالية من الاساس، ما يجعل من أقناعهم بالسلم الجديد أمرا في غاية الصعوبة .
أصحاب الرواتب الدنيا هم أصحاب الصوت الخافت والاقل تأثيرا، ظلوا أعواما يترقبون زيادة تنتشلهم من ضنك العيش وقساوة الحياة، لا يخفون اليوم قلقهم على ضمان الزيادة المرتقبة سيما وانها اقترنت بتقليل مرتبات الدرجات العليا، أصحاب الاصوات المسموعة والتأثير الاكبر، فكثير من الكفاءات العلمية قد تحزم حقائبها وترحل الى غير رجعة مثلما حصل في ظروف التسعينيات، لذا على الحكومة البحث عن توازن مقنع لجميع الفئات وتتعامل معهم بشفافية أكبر في موضوع الايرادات ومصادرها وبالأرقام والاهم من هذا وذاك ان تشن حملة بلا هوادة على المفسدين لانهم من أهم اسباب تراجع الحس الوطني وعدم شعور المواطنين بانهم شركاء الحكومة بالسراء والضراء، حتى يتمالك الجميع شعورا بان أموال الدنيا أجمعها لو وضعت بكفة ووضع الوطن بالأخرى سترجح كفة الوطن لانه شرفهم وتاج رأسهم وخيمة أمنهم وأمانهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق


.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا




.. تقارير: الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة من


.. ترحيل اللاجئين.. هل بدأت بريطانيا بتفعيل خطة رواندا؟ | #ملف_




.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to