الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المساواة في ارث الوطن وثرواته أولا

حكيمة الشاوي

2015 / 10 / 29
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


اطلعت على التوصية المتعلقة ب"المساواة في الارث بين الرجل والمرأة " ، التي وردت ضمن توصيات المجلس الوطني لحقوق الانسان في تقرير خاص : "بـالنهوض بالمساواة والإنصاف بين الجنسين " ، كما اطلعت على بعض ردود الفعل حولها ، وأود تسجيل بعض الملاحظات والتساؤلات التالية :
أولا : في شأن المساواة في الارث :
ــ أن الأغلبية الساحقة لأبناء الشعب المغربي الذين تم تفقيرهم عبر سياسات اقتصادية ممنهجة ، منذ الاستقلال الشكلي إلى الآن ، لن يجدوا ما يرثونه رجالا ونساء ، سوى الفقر .
ــ أن الاقلية الساحقة في هذا الوطن التي اغتنت عبر تلك السياسات الاقتصادية الممنهجة ، منذ الاستقلال الشكلي إلى الآن ، هي التي سيرث أبناؤها رجالا ونساء ثروات هذا الوطن .
ــ أن مطلب المساواة في الارث بين الرجل والمرأة ، ينبغي أن يسبقه مطلب المساواة بين أبناء الشعب المغربي في الاستفادة من التوزيع العادل لثروات هذا الوطن ، حتى يجد كل الرجال والنساء ما يرثونه بشكل متساو .
ثانيا : في شأن بعض التساؤلات والاجوبة التالية :
1) لماذا تطرح هذه القضية في الظرف الراهن ، حيث تتفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وتطفو على السطح ملفات كبرى لا تزال عالقة ، منها :
• قضية الصحراء التي أسيئ تدبيرها منذ سنوات ، فأرخت بظلال أزمتها مؤخرا ، ولا نعلم كيف ستتم معالجتها مستقبلا ..
• جريمة اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة ، الملف الذي لا زال يفتقد "الارادة السياسية " للكشف عن الحقيقة ..
• مشكل الحوار الاجتماعي الذي اختفى ، وأصبح في خبر كان ، معلقا على مشجب كل من الحكومة ، والنقابات ، دون آفاق تذكر ..
• تصاعد وثيرة الاحتجاجات ، بسبب الازمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تعاني من نتائجها الطبقة العاملة ، والفئات الشعبية الكادحة ، وعموم الجماهير والمواطنين .
2) لماذا تطرح هذه القضية من طرف جهة رسمية " المجلس الوطني لحقوق الانسان " ، والكل يعرف الصراع الدائر الخفي منه والمعلن ، وربما المفتعل ، بينه وبين حزب العدالة والتنمية في ملفات سابقة حقوقية وقانونية ، منها الاعدام والإجهاض ، والتي ظلت عالقة ، ولم يتم الحسم فيها ..
3 ) لماذا تُسْتَغَلُّ المرأة التي تشكل نصف المجتمع لتكون كبش الفداء ، وتصبح قضاياها وسيلة للتضليل والتعتيم على الواقع المأزوم ، وإشعال الحروب الكلامية ، وتصفية الحسابات السياسية ، ثم تصبح مؤجلة ، في انتظار "جودو" ،
إن مطلب المساواة في الارث بين الرجل والمرأة ليس مطلبا جديدا على المجتمع المغربي ، إذ سبق للأحزاب التقدمية ، وللجمعيات الحقوقية والنسائية ، أن طرحته ضمن مطالبها ، منذ سنوات ، لاقرار المساواة الحقيقية والكاملة بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق ويكفي الرجوع إلى وثائقها لمعرفة ذلك ..
وبسبب ذلك ، صدرت فتوى القتل ، خلال مرحلة الثمانينات ، ضد المناضلات في هيئة جريدة 8 مارس ، اللواتي طالبن بهذا الحق ، على إثر اصدار عريضة المليون توقيع ، من أجل المطالبة بالمساواة في الارث بين الرجل والمرأة ..
ولهذا فإن مطلب المساواة في الارث ، أو غيره من المطالب الحقوقية ، التي تعتبر حقوقا إنسانية للمرأة ، يجب إقرارها بحكم أن المساواة حق طبيعي انساني ، لا يقبل التفاوض حوله ، ونرفض أن يطرح لمجرد المزايدات الكلامية فقط ، أو لجس النبض ، وتمويه الصراع ، أو للتوظيف السياسي ، وتصفية الحسابات ، أو للتعتيم والتضليل على واقع الازمة ، أو للتغطية على قضايا مصيرية تهم مستقبل بلد بأسره برجاله ونسائه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رغم التحفظ الفقهي منهجيا كلامك صحيح
عبد الله اغونان ( 2015 / 10 / 29 - 19:10 )

كلام موزون يفضح الخلفيات في الموضوع والتوقيت والنوايا

فالمجلس الوطني لحقوق الانسان جهة رسمية من صنع الدولة وليس يمثلها وريرتبط بحكومة

معينة ولم ينتخب بنزاهةمن مختلف الحساسيات سياسية ودينية واجتماعية

فقهيا هناك كثير من الحالات التي ترث فيها المرأة بمختلف صفاتها أكثر من الرجل

وواقعيا وعرفيا كثير من الرجال والنساء ليس لهم مايرثون الا الديون والفقر مع الاشارة الى

أن التقاليد لاالدين تحرم كثيرا من النساء من حصتهن الشرعية

سبق لزعيم الاتحاد الاشتراكي أن طالب بمساواة في الارث ومر الموضوع في لغط دون

دراسة ولاقرار مع أن جهات وأحزاب لاتضمن المساواة في سلوكها

المساواة ليس مزايدات وتوظيف ومعارك انتخابية

اذ تنعدم المساواة في الأصول في السلطة والاقتصاد

اخر الافلام

.. تفاعلكم | السلطات الإيرانية للإيرانيات: إما الحجاب أو نمنع ص


.. الإيقاع بأوكراني تنكر بزي امرأة للفرار من الخدمة في الجيش




.. ملكة جمال لبنان وعملت فرحها في مطعم!! فرح أسطورى رغم تفاصيله


.. وفاة مهندس -تقديس الأسرة الحاكمة- في كوريا الشمالية




.. صباح العربية | لم يقتصر على النساء فقط.. ما لا تعرفه عن تاري