الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤس الاجتهاد

محسين الشهباني

2015 / 10 / 29
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


بؤس الاجتهاد
ردا على مقال حسن احراث ((المجتهدون))
بقلم محسين الشهباني
في 22 أكتوبر 2015 دبج الرفيق حسن أحراث ورقة سياسية باسم البديل الجذري سماها ب "المجتهدون" حيث وضعها بين مزدوجتين للتأكيد على انه يعني الاجتهاد "السلبي" وليس الاجتهاد "الايجابي ". وكما يعلم الجميع ان الرفيق أحراث لا يمل من ترديد عبارة "النقد والنقد الذاتي" فالنقد الذاتي عند الماركسيين اللينينيين يضيف إلى رصيدهم النضالي ولا ينتقص منه بل يثبتها، لأنه ليس مجرد شعارا فارغ المحتوى نستعمله كما اتفق حسب الامزجة والاهواء ، فالماركسي اللينيني يستحضره في كل ممارساته اليومية والرفاقية عموما بشكل مبدئي ، وهي الخطوة المهمة لتصحيح ممارساتنا وأخطائنا والتعلم منها بعيدا عن الممارسات الميكانيكية الآلية، إن النقد والنقد الذاتي قبل أن يكون خطابا هو أهم المفاهيم الماركسية اللينينية التي تميز المبدئي من الانتهازي ومدى اقتناعه بها بعيدا عن النرجسية .. لذلك سننتقد ورقته المدعوة ب "المجتهدون" ، بورقة - بؤس الاجتهاد - بدون مزدوجتين لأننا نؤكد المعنى الايجابي للبؤس وليس السلبي.
أولا لماذا بؤس الاجتهاد؟ لا نقصد هنا المعنى الذي وظفه الرفيق بين مزدوجتين أي المفهوم السلبي للاجتهاد، بل المقصود هو اجتهاد الرفيق المبالغ فيه لتحوير أو بالأحرى تزوير ورقته التاريخية التي شارك بها في ندوة حول تجميع ما يعرف ب "اليسار الجديد" سنة 1992، تحت عنوان "التحاق الشجعان بالقوى السياسية". أقول تزوير أو تحوير "لدلالات" الورقة، سواء من حيث مبناها أو من حيث الهدف المنشود من وراء المشاركة بها في الندوة، أو من حيث الأطراف التي يخاطبهم بها وأخيرا من حيث المصير والتحولات التي عرفتها الورقة.
الان بين أيدينا نسخ متباينة من وثيقة التحاق الشجعان، بعضها قرأ وسلم للمشاركين في الندوة والتي كانت تتسم الى حد ما بلغة دبلوماسية اتجاه المكونات المجتمعة، وهي الورقة التي ستنشر مرفوقة بصورة الرفيق احراث في جريدة المسار آنذاك، وورقة أخرى بخط يد الرفيق أحراث حيث أعاد تحوير مضمون الورقة الأولى، ومضيفا إليها مخطط برنامج عمل مقتضب، وسيعمل الرفيق اسماعيل بوبيع الاسم الافتراضي بالمكون الاجتماعي (احمد بيان) على دعوة الطلبة لتبنيها بظهر المهراز سنة 1996 وهو ما سيسفر عن تشكيل مجموعة الحراثيين بهذه الكلية، ثم سيتم اعادة تحرير الورقة مع ادخال بعض التعديلات الكبرى عليها ويتم نشرها على أعمدة الحوار المتمدن سنة 2007.
إن تذكير الرفيق أحراث بسياق بلورة ورقة "التحاق الشجعان بالقوى السياسية" هو من أجل أن لا يجتهد علينا بدلالات مصطنعة جديدة للورقة غير دلالاتها الحقيقية. فالورقة هي في آن واحد مشاركة حماسية للرفيق في ندوة التجميع بنبرة نقدية واضحة لأطراف سياسية معينة معروفة باليسار الجديد ذكرت في الورقة منها: منظمة العمل الديموقراطي وحزب الطليعة والمكونات التي ستؤسس للنهج الديموقراطي ... كما ذكر بالاسم كل من بنسعيد آيت يدر وعبد الله الحريف وعبد الله زعزاع وابرهام السرفاتي. كما ينتقد انحراف الجناح الذي كان محسوب على الحركة الماركسية اللينينية حملم.
إذن فموضوعات وشخوص الرفيق المتداولة في الورقة، والذين سيطالب في نفس الورقة الحاضرين في الندوة، (وهم خليط متنوع من اليساريين لا علاقة لهم بالرفيق أحراث لا من قريب ولا من بعيد ) اما الالتحاق الشجاع بقوى اليسار الجديد ومن تم اغراقها بالمناضلين والعمل على تحويل خطها السياسي في اتجاه نضالي ثوري. أو الوقوف موقف النقد والتجريح اتجاه هذه القوى والدخول في الصراع لبناء تيار ما (وكاننا امام مساومات ...مفاوضات...مقايضة تحت طائلة التهديد) .
إن ورقة "التحاق الشجعان بالقوى السياسية" لا تحتاج الى الكثير من الذكاء لفهم ان الرفيق أحراث كان تائها فعلا بين الاقتراحين، لا يدري أيهما يختار، كما لو كان يستنجد بمن يسنده من أولئك الحضور بمختلف مشاربها. تيهان الرفيق أحراث سيظل متواصلا في الزمن الى أن أسندته عدة أطراف سنة 2012 ليستجمع ما أمكنه من شجاعة ويعلن في صيف تلك السنة عن "آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني".أنظر الاعلان مرفوقا بصورة الرفيق ملونة في الجريدة الالكترونية "هسبريس".
إن قراءتنا النقدية للورقة لا نستهدف بها النيل من شخص الرفيق، وإنما نستهدف نقد مشروع سياسي تحريفي تائه. فما الذي دفع أحراث لمشاركة القوى السياسية التحريفية في ندوتهم التجميعية، إن لم يكن تطلعه هو أيضا الى الحصول على موقع من مواقع ذلك التجميع، وحيث يعترف في ذات الورقة بأن ارادة التجميع جاءت "نتيجة التحولات الدولية المعروفة" والمتمثلة بدون شك في انهيار سور برلين سنة 1989 وايضا انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991 بمعنى أن دافع الردة السياسية عن الخط الماركسي اللينيني الثوري هو الذي دفع الى عقد الندوة وقبول الرفيق احراث المساهمة فيها بانخراطه الواعي والمسؤول . إذن فالتحليل المادي لخلفية مشاركة الرفيق في ندوة التجميع، تؤكد تطلعه إلى الحصول على "دور ما" في ذلك التجميع سواء داخله أو من خارجه، وتلك هي دلالات واختيارات الورقة.
في سنة 1992 حينما شارك الرفيق في ندوة التجميع كان هناك العشرات من الرفاق الماركسيين اللينينيين الصناديد وراء القضبان وخارجه رافضين أي جلوس مع تحريفيوا التجميع. في نفس السنة كان الماركسيون اللينينيون في الجامعات المغربية يتعرضون لهجومات كاسرة من طرف الظلاميين وفصائل نفس القوى التحريفية من بين ما يسمى باليسار الجديد ومن أواكس النظام اللاوطني اللاديموقراطي اللاشعبي.
إن مجرد المشاركة في ندوة التجميع بصيغة دبلوماسية، تبعد الرفيق أحراث عن الخط الماركسي اللينيني الثوري، وتلقي به في أتون التحريفية والتصفوية المقيتة التي تحاول خلط الاوراق والاستفادة من رصيد الاعتقال وسنوات النضال واستثماره واستهداف تشتيت وحدة الماركسيين اللينينيين، لأن ذلك هو الدور التي كانت تقوم به تلك المكونات.
يصفهم فلاديمير لينين "التصفويين تيار استمرار للاقتصادية ووليدة للمنشفية جذورها برجوازية ليبرالية تسعى الى حزب علني بعيدا عن النشاط السري انه تيار جدي ولكنه ليس ماركسيا وليس بروليتاريا بل برجوازي ليبرالي يعتمد على المغامرة والتذبذب بشكل مضحك في التكتيك والتنظيم وعاجز تماما عن انشاء تيارات لها جذور في الجماهير.."
فورقة "التحاق الشجعان بالقوى السياسية" كانت تمجد بشكل واضح اختيار الالتحاق الشجاع ولم تنعتهم الورقة في أية لحظة من اللحظات بالانتهازية كما تريد أن توهمنا ورقة "المجتهدون". فالانتهازية هو اجتهاد جديد يصف به الرفيق "القوى السياسية وأيضا الاطراف التي يطالبها بالتحلي بالشجاعة والالتحاق بها" سنة 2015، وإذا لم يكن الأمر كذلك فعلى الرفيق أن يفسر لنا لماذا شارك الرفيق مع هؤلاء الانتهازيون في ندوة تجميعهم بورقة دبلوماسية "جدا"؟ ألا تعني "مشاركته" في الواقع "مساومة" لتلك القوي لكي تبوئه مكانة سياسية لائقة في احدى مكاتبها السياسية أو تعتمده كعضو كامل العضوية في أية مساومة سياسية بين هذه الاطراف المختلفة والنظام لتأسيس حزب يساري جديد فلا يمكن لأي حزب علني ان يتأسس بدون مباركة النظام والرفيق يعلم ذلك. إن انتفاء هذه الخلفيات من وراء مشاركة الرفيق أحراث في الندوة، تجعل مشاركته مجرد عبث للصغار، وتجعله بكل بساطة أو وقاحة يجالس الانتهازيين، من دون أي معنى، وفي نفس الوقت الذي يعذب فيه وينكل بالماركسيين اللينينيين الثوريين في كل مكان. فهل هذه المشاركة شجاعة أم وقاحة؟.
حقيقة الورقة عبارة عن مساومة للقوى الاصلاحية اما أن تخول لمجموعة احراث موقعا تفضيليا فيما بينهم وبذلك سيبادر الى ارتكاب ما يسميه "بالتحاق الشجعان" كما سبق لياسر عرفات ان ساوم الصهاينة بمبادرة "سلام الشجعان" في اطار مفاوضات اسلو المشؤومة، اما اذا لم يحظى بالمكانة المرجوة فسيلجأ الى نقد الجميع ، وذلك ما سيفعله خلال عشرين سنة بين 1992 الى 2012 حين سيؤسس البديل الجذري ليلتحق بالقوى الاصلاحية متاجرا بخطاب الفصائل الماركسية اللينينية، وهي مزيج وخليط من الافكار المتضاربة الانتهازية ومن المواقف المتأرجحة ما بين الاصلاحية والتقدمية واليسراوية و منطلقاتها الايديولوجية والسياسية ضبابية غير واضحة المعالم، مجرد عواء متواصل و دعوة للاصطفاف مع اعداء خط الثورة الديمقراطية الوطنية الشعبية . واذيال النظام وخدامه المطيعين من تحريفيين و انتهازيين و عشاق الركوب على امواج المستنقع وما الاستعطاف المتكرر للدراع الحقوقي لحزب النهج الديمقراطي الجمعية المغربية لحقوق الانسان الا امل في البحث عن موطئ قدم في نفس الاتجاه .
إن الوصول الى هذه الخلاصة الأخيرة تجرد الرفيق من أي انتماء حقيقي الى "التيار" الماركسي اللينيني الثوري وتقذف به نحو التحريفية أو الانتهازية أو التصفوية. وحتى في حالة الرغبة في العودة الى التيار، فمن المفروض ان يقدم نقدا ذاتيا حول مشاركته في ندوة التجميع والاعتذار عن ذلك. لكن الرفيق لم يقدم على أي نقد ذاتي وعن أي اعتذار للماركسيين اللينينيين، بل تمادى في تطلعه نحو تأسيس حزب سياسي "علني" ذو مرجعية ماركسية لينينية، فعمد سنة 1996 الى محاولة تأسيس منبر اعلامي علني شبيه بجريدة النهج الديموقراطي الذي تأسس حولها هذا الحزب، كما دفع ببعض اصدقائه داخل ظهر المهراز في محاولة تصفوية للنهج الديموقراطي القاعدي وللبرنامج المرحلي من خلال تأسيس مجموعة الحراثيين أو ورقة 1996، لاحظ كيف تحولت الورقة ورقة التجميع لسنة 1992 الى ورقة الحراثيين سنة 1996.
لقد ظل الرفيق أحراث ينتظر على أمل أن تنادي القوى السياسية على شجاعته التحريفية لكي يلتحق بها من سنة 1992 الى غاية سنة 2012. وفي سنة 2015 يلجأ الرفيق أحراث من خلال ورقة "المجتهدون" الى صب جام غضبه على أشباحه "الشجعان" التي كان ينتظر منها دعوته او السير خلف مشروعه، عبر السب والقدف بأقذع النعوت واصفهم كما يلي:
- من قرأوا المقال "التحاق الشجعان بالقوى السياسية" حقدا وتحاملا وتغليطا؛
- الطابور الخامس، من العناصر المشبوهة والمشوشة؛
- من يبحثون عن مصالحهم الضيقة عبر أقصر الطرق، وهم الانتهازيون؛
- الذين قرروا الاصطفاف الى جانب "الرابح" الأول، أي النظام القائم؛
- الذين عانقوا كل "الرابحين".. هناك من عانق "الرابح" (الأول)، وهناك من عانق "الرابح" الثاني، أي "عدو" (شكلا وادعاء) الرابح الأول..؛
- المتسكعون.. صيادو المكافآت وقناصو عدسات الكاميرات والجرائد ومنصات الإذاعات والتلفزة بالمغرب وخارجه..
- الأقلام المأجورة التي تنفث السموم وترسم الأوهام وتطمس الحقيقة؛
- الصامتون عن الحق والمصادرون للحقيقة.. المتواطؤون.. غير المبدئيين.. الشامتون؛
- الدعاة المزيفون للنضال، من أجل كسب الدعم والعطف وربح التمويل..؛
- من يتقنون تمثيل دور الضحية، وهم في حقيقة الأمر مجرمون وجلادون وحاقدون ومتواطئون..؛
- حاملو الشعارات الثورية (زورا) والمندسون في صفوف الثوار الحقيقيين.. أعداء العمال ومستقبل العمال.. أعداء الثورة والثوار..
- المتمترسون في الأبراج العاجية (داخل المغرب وخارجه)، بعيدا عن الواقع المغربي الصعب وصداعه وإشكالاته..
- صانعو الإشاعات وسيناريوهات الطعن في المناضلين وتمزيق صفوفهم وبالتالي أكل لحمهم بدم بارد..

كم هي قوية وشامتة هذه النعوت والكلمات التي وجهها الرفيق الى "الشجعان المجتهدون" كما يدعوهم. لكن أيها القارئ الكريم من يقصد رفيقنا أحراث بالشجعان في صياغة ورقته الأولى لسنة 1992، فهذه الورقة لم تقدم لنا أي تعريف عن من هم هؤلاء الشجعان، فهل هم أشباح لا يوجدون سوى في مخيلة الرفيق والتي ظلت مسجونة في رأسه طيلة 24 سنة حتى أفرج عن أوصافها سنة 2015 دون ذكر أسمائها؟ لقد سبق للينين أن وصف مثالية الاسقف باركلي الذي كان يعتقد ان العالم المادي غير موجود في الواقع بل هناك فقط افكارنا واحاسيسنا المختمرة في مخيلاتنا، وصفها بالسيلوبسيسم، بمعنى ان الرفيق خلق له سنة 1992 أشباحا طالبها اما أن تلتحق بشجاعة بالقوى السياسية أو أن تقوم بنقد هذه القوى. وها هو الرفيق يعود اليوم بعد 24 سنة ليقول لنا أن مكونات اليسار الجديد آنذاك والتي عقدت ندوة "التجميع" ودعته للالتحاق بها لتقديم ورقة بهذه المناسبة ولبى دعوتها، وهو يعلم انها قوى انتهازية تحريفية، فقط لكي يخاطب مجموعة من الاشباح لم يعرفها لنا من تكون بأن تختار بين التحاق بشجاعة بالقوى السياسية أو بأن تواجه هذه القوى بالنقد. ونحن نعلم ان الرفيق قد تم الافراج عنه من السجن سنة 1991، ولم يكن منتظما في اية مجموعة، كما لم ينتمي قط الى البرنامج المرحلي أو للنهج الديموقراطي القاعدي حيث اختار منذ اواسط الثمانينات مدرسة تكوين الاساتذة. فإلى من كان يوجه الرفيق احراث خطابه هذا؟. إذن علينا أن نفترض من تكون تلك الاشباح ونحاول تجسيدها رغم اننا نعلم انها غير موجودة في الواقع. هل يعني بهم الرفيق أحراث الطلبة الماركسيون اللينينيون، تيار البرنامج المرحلي بالجامعات دون أن تكون له اية علاقة بهم؟ لا أعتقد ذلك لان الرفيق يعلم أن هذا التيار المناضل لا يوجد الا داخل الكليات وأنه لن يرضى حتى بمجالسة التحريفية لبحث امكانية التجميع. هل يخاطب الرفيق بعض المعتقلين المفرج عليهم آنذاك الى جانبه؟ إذا كان الامر كذلك فهل فوضه أحد منهم لكي يتحدث" باسمهم في ندوة تجميع التحريفيين؟
إن هؤلاء الشجعان المجتهدون الاشباح الذين لا وجود لهم سوى في ذهن الرفيق أحراث، يتسببون في مشاكل كثيرة للرفيق ولبديله الجذري، وهم من يعرقل مسيرته النضالية المظفرة. إنه السيلوبسيسم الحراثي، وأعتذر لأنني لم أجد أي مصطلح معبر آخر غير هذه الكلمة.
لقد عنونت هذه المقالة النقدية لورقة الرفيق أحراث "المجتهدون" ببؤس الاجتهاد، لأن اجتهادات الرفيق سنة 1992 من خلال ورقة "التحاق الشجعان بالقوى السياسية" واجتهاداته سنة 2015 من خلال ورقته "المجتهدون" عبارة عن عبث للصغار PLAY BOY. فبالنسبة للماركسيين اللينينيين لا مغزى لمشاركة أحراث في ندوة التجميع لأنها منتقدة شكلا ومضمونا ومسبقا ولاحقا ولا أحد منهم فوض احراث للمشاركة باسمهم، ومطالبتهم اما ان يلتحق الشجعان بالقوى السياسية او يصطفوا الى جانبه لانتقاد هذه القوى. كما ان الماركسيون اللينينيون الثوريون لا يعيرون انتباها لتنظيمه السياسي الجديد "البديل الجذري" الذي اختار أن يسترزق من خلاله علانية، على تراث الحركة الماركسية اللينينية المغربية، ولا أحد منهم ينافسه على تحريفيته أو علانيته أو يسعى لعرقلة مسيرته التحريفية.
إذن فاجتهادات الرفيق عبارة عن "فانتازيا" عن "سيلوبسيزم" ميتافيزيقي، يدعوا الى الضحك كالبكاء.. إنها الاغراق في الذاتية والزعماتية الوهمية اذ ينظر المرء إلى نفسه كمركز للحركة وليس عنصرا فيها ، وتحجب عنه الأهداف الموضوعية ، إنها الانتهازية بتجلياتها ونقيضا للمبدئية التي يسعى الثوري إلى تكريسها فكرا وممارسة بكل نكران للذات .
تجدر الاشارة أخيرا الى كذبة دوكول حول كلمة الشجعان، لانها كذبة ورقة "المجتهدون" بامتياز. فمنذ الورقة الاولى لا اشارة الا لعبارة ياسر عرفات "سلام الشجعان" وهذا ايضا اجتهادا من الرفيق احراث للتغطية على فضيحة "التحاق الشجعان" التاريخية..

فيما يلي النص الكامل
"المجتهدون"..
حسن أحراث
22 أكتوبر 2015
"المجتهدون كالشجعان".. سبق أن كتبت مقالا (مداخلة) في منتصف التسعينات من القرن الماضي تحت عنوان "التحاق الشجعان بالقوى السياسية"، وقصدت بالواضح والفاضح أن "الشجعان" هم الانتهازيون والحربائيون والمتخاذلون (حتى لا أقول شيئا آخرا). فبدل التيه و"التمثيل" وادعاء "التجميع والنضال..."، أو بمعنى آخر قتل التجربة النضالية للحركة الماركسية اللينينية المغربية، كان حريا بهؤلاء "الأبطال" المتحمسين، انسجاما وتطلاعتهم الانتهازية وتصوراتهم الإصلاحية ومواقفهم المتخاذلة، الالتحاق بالقوى السياسية القائمة حينذاك، كقوى رجعية وإصلاحية انتهازية متجاوزة سياسيا وتاريخيا (وهو ما حصل اليوم الى حد بعيد). وبالمقابل دعوت المناضلين الحقيقيين الى مناهضة تلك القوى و"الشجعان"، والعمل على الخروج من الدائرة الضيقة من أجل خدمة قضية شعبنا، ومن أجل بناء الذات المناضلة البديلة.. كان ذلك في إطار ندوة سياسية في أوج حمى "التجميع" السياسي..
من هم "المجتهدون" اليوم؟
إنهم "شجعان" الأمس و"شجعان" اليوم.. وما أكثرهم، ومن بينهم من قرأوا المقال (حقدا وتحاملا وتغليطا) بما يليق بهم..
"المجتهدون" عموما ودائما (لاحظ المزدوجتين، أي عكس المعنى والدلالة الصريحتين) هم الطابور الخامس، هم العناصر المشبوهة والمشوشة..
"المجتهدون" هم من يبحثون عن مصالحهم الضيقة عبر أقصر الطرق، هم الانتهازيون..
"المجتهدون" هم من "استوعبوا" هذه اللحظة التاريخية وقرروا الاصطفاف الى جانب "الرابح" الأول، أي النظام القائم..
"المجتهدون" هم من عانقوا كل "الرابحين".. هناك من عانق "الرابح" (الأول)، وهناك من عانق "الرابح" الثاني، أي "عدو" (شكلا وادعاء) الرابح الأول..
"المجتهدون" هم المتسكعون.. هم صيادو المكافآت وقناصو عدسات الكاميرات والجرائد ومنصات الإذاعات والتلفزة بالمغرب وخارجه..
"المجتهدون" هم الأقلام المأجورة التي تنفث السموم وترسم الأوهام وتطمس الحقيقة..
"المجتهدون" هم الصامتون عن الحق والمصادرون للحقيقة.. هم المتواطؤون.. هم غير المبدئيين.. هم الشامتون..
"المجتهدون" هم الدعاة المزيفون للنضال، من أجل كسب الدعم والعطف وربح التمويل..
"المجتهدون" هم من يتقنون تمثيل دور الضحية، وهم في حقيقة الأمر مجرمون وجلادون وحاقدون ومتواطئون..
وأخطر "المجتهدين" هم حاملو الشعارات الثورية (زورا) والمندسون في صفوف الثوار الحقيقيين.. هم أعداء العمال ومستقبل العمال.. هم أعداء الثورة والثوار..
وأبشع "المجتهدين" هم المتمترسون في الأبراج العاجية (داخل المغرب وخارجه)، بعيدا عن الواقع المغربي الصعب وصداعه وإشكالاته.. وهم صانعو الإشاعات وسيناريوهات الطعن في المناضلين وتمزيق صفوفهم وبالتالي أكل لحمهم بدم بارد..
ملاحظة: استعرت كلمة/مصطلح "الشجعان" عن شارل دوغول وحديثه عن "استقلال" الجزائر (فرنسا- الجزائر)، وعن ياسر عرفات وحديثه عن "سلام الشجعان" مع الكيان الصهيوني.. ويتضح أن "الشجعان" هنا بالمعنى القدحي (Péjoratif)، وليس بمعنى "الشجاعة" كما انطلى على الكثيرين بتغليط من المتحاملين الانتهازيين والحاقدين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البادئ أضلم
أحمد بيلابو ( 2015 / 10 / 30 - 08:48 )
قرأت مقالة -المجتهدون- لصاحبها أحراث، فأكتشفت فعلا ان الرجل يحمل عصا غليضة ويضبي بها ذات اليمين وذات الشمال، غير عابئ بردود فعل من يعتبرون ان هذا الضرب العشوائي محاولة من البديل الجذري تطبيق الاختيار الثاني لاطروحة التحاق الشجعان، وكما يفسر أحراث نفسه من خلال وثيقته التاريخية أنها الوسيلة الوحيدة أمام المنتقدون للنمو وتأسيس الحزب المنشود. لكن مع الاسف كل شيء تكون له ردود افعال اتجاه الضرب فيبدأ الضرب المضاد. كما قرأت بتمعن المقالة النقدية للشهباتي، فوجدتها تفصل أحراث ومجموعته الذين يسمون بالحراثيين منذ 1996 ومجموعته الحالية التي تسمى بالبديل الجدري، بشكل كامل عن التيار الماركسي اللينيني بخطه الثوري، وتلحقه الى جانب القوى السياسية التي تتحدث عنها ورقة التحاق الشجعان. ويبدو أن هذا الفصل الواضح قد أصبح اختيارا لرفاق أحراث، وأن عليهم أن يمارسوا هوايتهم النقدية من أجل النمو كما كانت تدعوا الورقة اتجاه القوى السياسية المتحدث عنها وتترك في المقابل القوى السياسية الثورية وشأنها، لأن كل تطاول على هذه القوى الاخيرة سينتج ردود فعل عنيفة وبالتالي فان البادئ أضلم

اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل