الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معضلة معالجة العنف والكراهية في الفكر الاسلامي

محمد شرينة

2015 / 10 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صب الغضب على ابن تيمية والمودودي وقطب وصولا إلى الظواهري والبغدادي ليس التعامل السليم مع انتشار التطرف في العالم الإسلامي، مع كل الإحترام للنصوص المقدسة يجب التعامل معها فلا احد من القاعدة او ما يسمى داعش يتبع الذين ذكرتهم لان الأصولي يتبع مباشرة الأصل الأول. الأمر أكبر منهم وحتى من البخاري ومسلم؛ الامر بالعداوة والبغضاء والبراء والتصرف المادي وفقا لذلك جلي في النص الأول والأهم.
حطم إبراهيم اصنام قومه عندما لم يتبعوا قوله: وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) (الأنبياء)
ويأمر المؤمنين باتباع ما فعله ابراهيم، الذي حطم مقدسات قومه خلسة لان له راي مخالف، والذي يعلن العداوة لكل من لم يتبعه مترافقة بالبغض والى الأبد، مع تهديد من لا يلتزم بهذا الأمر :
( الممتحنة)
قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه -;- إذ قالوا لقومهم:إنا برآء منكم , ومما تعبدون من دون الله , كفرنا بكم , وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده . إلا قول إبراهيم لأبيه , لأستغفرن لك , وما أملك لك من الله من شيء . ربنا عليك توكلنا , وإليك أنبنا , وإليك المصير . ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا , واغفر لنا ربنا , إنك أنت العزيز الحكيم . . لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر . ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد).
وحتى في المرة التي كان ابراهيم متعاطفا في الحد الأدنى مع من احد الذين لا يوافقونه الراي وهو ابوه يتبين له ان هذا التعاطف اثم فيتوب منه ويعلن البراءة من ابيه الذي انجبه ورعاه.
(التوبة)
( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم( 113 ) وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ( 114 ) )
وحتى ما يوردونه للدلالة على اللاعنف :
ً فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم " (الغاشية) فهو تهديد ووعيد بالعذاب لكن ليس على يد المؤمنين، هذا ليس تناقض ابدا وفهمه بسيط هنا العذاب لا يفعله المؤمنين لأنهم غير قادرين على فعله.
بدون التعامل الجدي مع هذه النصوص فان من يسمون بالمعتدلين هم المشجع الأكبر للمتطرفين، هم يوافقون وبشكل كامل وواضح على ان هذه النصوص صالحة لكل زمان ومكان ؛ والنصوص كاملة الوضوح فيما تدعو اليه وتأمر به، الباقي تفاصيل ثانوية تماما.
عملية لوم ابن تيمية وقطب تشبه تحميل مذيع في قناة موالية لنظام قمعي يحكم بلد ما مسؤولية كل ما يجري في البلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran