الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افكار للتشويش (الجزء الرابع)

وسام غملوش

2015 / 10 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان كان هناك خالق وخلقنا، او اننا خُلقنا عن طريق الصدفة الوجودية، او الفوضى الخلاّقة الوجودية، او مجرد فيض وجودي تعسفي او عبثي، فما لنا الا ان نكون مبدعين حتى نستميل نحونا من خلقنا او من يراقب هذا الانتاج الفوضوي، حبا به ،او استفادة منه، ومن الطبيعي ان يكون من هو اسمى منا ،مبدعا، محبا لكل مبدع ،والابداع له هو الغاية ،والذين يستمرون في الابداع على هذا الكوكب تباركهم السماء ولا تنظر الى الوسيلة، فالابداع يغفر الذنوب ،وهذا حال الكوكب.
حين تصبح الفضيلة مقرونة بالشفقة تصبح رذيلة، وحين تصبح الرذيلة مدعاة للفخر تصبح آثمة ،وحين يكون الاثم محفّز للعمل يصبح فضيلة.
ان يكون حب الحياة لدينا هو فطرة ،والخوف من الموت ايضا فطرة، فهذه مآساة، لاننا هكذا نكون ضحية جدلية تجعلنا لا نستطيع ان نعبث بالحياة ولا ان نتجاهل الموت.
ان اردت ان تكون ذا قيمة حقيقة للحياة، عليك ان تكون مبدعا في الخير والشر، واضعف الايمان في احداهما، اما ان تكون معتدل وتسير على ما قيل لك، فما انت الا آفة من آفات الطبيعة ،او من كمالياتها، يستغني عنك الوجود في اول مقايضة مع بديل جديد.
ان الها محبا للخير لكنه خلق الشرور جميعا، فأي قيمة لهذا الخير !؟
ان ارادة الحياة في الجبان اقوى من ارادة الحياة عند الشجاع.
حظ قليلي الحيلة ان السماء لا تقسوا عليهم، لكنها ايضا لا تحبذهم.
..وخطيئة الاقوياء في التكبر.
ان الاستمرار في الاستغراق في الحياة هو كممارسة الحنس مع عاهرة ، تلبية حاجة لا غاية.
ان السلوك الحيواني الذي فُرض على الانسان جعل من القطيع وسيلة.
اذا تقوقع كل فرد على ذاته داخل مجتمعه فان المجتمع سيكون في حالة رثة ولن يجد من يرثيه.
ان الامور التي تنذر بهلاك مجتمع-ما هي ذاتها التي تبشر بقيامه.
ان الانسان يهرب من الموت وكأن الحياة رحلة دفع ثمنها مسبقا ولا يريد خسارتها .
..لكن؟
لماذا كل هذا الشقاء من اله محب غيور؟
لماذا كل هذا الانجاب ونحن نعلم مسبقا مدى سوء المعاملة السماوي لمن سننجبه، ونحن نعلم بما سنقحمه؟
لماذ كل هذا الاصرار على عملية التوالد المستمر الذي لم يغير شيء في معادلة التعب والالم والموت؟
فالاب يدفن ابيه والابن يدفن ابيه، والمواساة الوحيدة لنا هي عبارة "سنة الحياة" وهي تعبير جاهلي لانه غرائزي غير مبرر.
فما مر على هذه البشرية من مآس والام كفيلين بتحريك شعور اي خالق لاعادة النظر بما صنعه، ان كان هناك صانع يتمتع بحس اخلاقي او حس ضمائري، او ان النغمة الوحيدة التي تصل للخالق هي نغمة الفرح؟ فلربما هو اله ضحوك يكره الماسآة ولم يدرك بعد اننا نعيشها .
او ربما لان اكثر البشرية لم تصل الى الوعي الكافي لتعلم ان هناك اجحاف في حقها وهذا ما يجعل السماء غير مدركة لهذا الاجحاف.
ففي المجتمعات الفقيرة المتخلفة، قلة قليلة هي التي تعلم بالظلم، ولكن الكثرة التي تقول شكرا للحاكم، تجعله يظن انه هو على صواب،.وهذا ربما ما نعانيه على هذا الكوكب اتجاه حاكمنا السماوي.
ان بعض الامور التي تلزمنا بها السماء هي ليست ضرورية او ذات منفعة، وانما لاكمال فكرة ما، يتطلب بعد المكملات ،او الكماليات، لكنها تصاغ بقالب الضرورة حتى تُحمل على محمل الجد، ليكون التعاطي معها ضرورة، مما يساعد ان تصبح واجب، والانسان المتدين بين الضرورة والواجب يضيع نصف عمره، ويضيع النصف الثاني في تضييع من اراد ان يعيش ويصنع كامل عمره.
فالوعظ الذي يتم ترداده يوميا على المنابر ان كان في الاحاديث والخطب او من الكتب السماوية هو ذاته من الفي سنة و 1400 سنة، لكنه لم يغير اي شيء على الصعيد الحياتي للفرد او المجتمع ، غير انه جعله محلك سر ،اذاً فليبقى تلاوة شعائر وليترك الشرائع لاهل الفكر.
تخيلوا لو ان ما يزاع يوميا على المنابر يزاع مكانه خطب فكرية تحفز الوعي والادراك، ويوميا يكون الوعظ بها، لكان لدينا جيل من المفكرين المبدعين بدلا من مكفرين منظرين .
ان تكون واقعي في مجتمع يحلم بالجنة ويبني استراتيجية دفاعية فقط لتخطي مشروع النار ستكون واقعيتك زندقة، وهو من سيفرض على ذاته السقوط ولو بعد حين .
ان عدم امتثالك لاي دين هو اكبر دليل على انك الانسان الذي ينتظره اله مبدع في المستقبل.
ان الاستمرار في تهذيب الذات على طول مسيرة الحياة سيمنعك من الاستفادة الحقيقة من وجود هذه الذات.
ربما يكون الموت رحلة فوضوية كمبدأ الحياة، عليك ان تحارب لتخرج منتصرا من ظلمته الى النور، وليس مجرد باب تعبر منه لتحاسب فقط على ما فعلت، بل تحارب لتصحح ما فعلت، لتخرج من اخر، منتظرا دخول جديد، الى ان تتجزأ وتنتهي، او تتكدس وتتأله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 110-Al-Baqarah


.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل




.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر