الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصف الكأس الممتلئ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 11 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نصف الكأس الممتلئ..!!
ليسَ مِن شيء أسواُ مِن الأوغاد الغادرين ، تثق بهم فيطعنوك من الخلف ،تأتمنهم فيخونون ، إذا تحدثوا إليك أسمعوك شهد الكلام ، لكن ما أن تُدير ظهرك ، حتّى ينطلق الفحش في القول والعمل وكأنه خارجٌ من فتحة مجارير مسدودة وليس من فم إنسان ، وإذا وَعدوا ليس لهم عهدٌ ولا ميثاق .. هؤلاء الأوغاد تنطبق عليهم خصال النفاق الثلاث أو الأربع ..!! وقد ظلم الشاعرُ الثعلبَ حينما قارَنه بالواحد منهم ،عندما قال :
يُعطيك من طرف اللسان طلاوة
ويروغ منكَ كما يروغ الثعلبُ..!!
فالواحدُ منهم "يَتَمَسْكن"(يتظاهر بالمسكنة ) حتى يتمكن !! وعندما يتمكن فيا ويل من يقع تحت مقصلته ، الكلامية والعملية ... لا ذمّةَ ولا شرف ، شرف الإنسان المنسجم مع ذاته ...!! وليس الشرف إياه ........!!
على الصعيد الشخصي ، جمعني حظي العاثر أو على وجه الدقة ، جمعتني سذاجتي ،التي تفترض حُسن النية في كل الناس ، مع البعض منهم ، ويا ليت الذي جرى ما كان ..!! وقد أكتبُ ذات يوم عن مُعايشاتي للأوغاد والوغدنة لاحقاً..
لكنني سأُكرس كلماتي هاته ، للفتاة التي أصبح إسم شُهرتها ، واسع الإنتشار في الأيام الأخيرة ، وهي فتاة المول المصرية ..
وكُنتُ قبل ذلك ، قد شاهدتُ على اليوتيوب مقطعا ، تتحدثُ فيه المُذيعة التلفزيونية "ريهام سعيد " ،عن الحجاب ، وتدعو الله أن يهديها لإرتداءه لأنه فريضةٌ دينية وتعتبر عدم ارتدائها للحجاب غلط ..!! ما علينا هي حُرّة بنفسها وهي حُرّةُ أيضا في ارتداءه أو خلعه . لكن أن يكون الموقف الفكري نقيض السلوك العملي فهذه مشكلة كبيرة، يُعاني منها العرب والمسلمون بشكل عام .. ولكي تُبرهن على أيمانها وإسلامها فقد قامت بالتهجم وطرد ضيفة برنامجها، الملحدة ، من الاستوديو .. ويبدو الأمر وكأنها تتنافس شعاراتيا ،مع السلفية في الدفاع عن الدين ..!!
وكان أن استضافت فتاة المول التي تعرضت للتحرش الجنسي أمام الكاميرات ، وبدل أن تُركز جهودها في الدفاع عن خصوصية جسد الأنثى ، حولّتهُ الى مشاع .. من خلال نشر صورة خاصة للفتاة على شاشة التلفزيون ... لتُظهرها وكأنها ممثلة افلام بورنوغرافية ..!!
الجانب المُضيء ونصف الكأس المُمتليء ، هي ردةُ فعل الشباب في شبكات التواصل الإجتماعي .. الذين قالوا لرهام ومن يقف خلفها بأن الدنيا تغيرت .. وجسد المرأة يخصها وحدها ووحدها فقط .. ويحق لها أن تتصور بالمايوه بل وبدون مايوه ، دون ان يكون هذا دليلا على فسقها وفجورها ...
ولا يحق لأحد كائنا من كان ، أن يعبث بخصوصيات الآخر ، وأن يُعطي لنفسه الحق الأخلاقي للحكم على الناس من منظوره .. فالتشدق بالأخلاق ولوكها كالعلكة يدل في ما يدل على عدم دراية بالمسؤولية الأخلاقية المهنية والإنسانية ..
ضغط الشباب والصبايا ، فتوقفت شركات كثيرة عن رعاية برامج في القناة "الريهامية " ..!!
قامت برامج حوارية بإجراء مقابلات وفتحت خطوط الهاتف أمام الجمهور، وعبّر غالبية المتحدثين عن غضبهم واستيائهم من ريهام واسلوبها ..
يبدو لي بأن ريهام بحثت عن وسيلة "فضائحية" لزيادة شعبيتها وشعبية برامجها ، لكن الجمهور قال لها : ستوب!! مكانك قف..!!
ليست المرأة ولا جسدها مطية تمتطينها للوصول الى شعبوية ..!!
العالم بيتغير يا جدعان ..!! من كان يظن بأن فتاة المول ستلاقي هذا الدعم الكبير ، من مجتمع كان وحتى الأمس القريب سيُصدر ضدها حكما قاسيا ،ويصمها بالعهر والفجور وعظائم الأمور ..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما