الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا ..المارد !!

محمد البورقادي

2015 / 11 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



في عصر العلم والعقل والمرونة والإنسيابية والذكاء والمكر ..لم يبق هناك تصفيق وتهليل للدبابات والصواريخ والقنابل النووية والذرية والنيوترونية التي من شأن الواحدة منها أن تقسم الأرض إلى قسمين ..فذلك أصبح أمرا عاديا يتوفر للكل ويمتلكه الغالب ..فأمريكا وحدها تنفق كل سنة أكثر من 400 مليار دولار على الأسلحة الثقيلة ..وفي ترسانتها أكثر الأسلحة إبادة وتدميرا ولو قدّر أن تعصف بتلك الأسلحة على العالم لاحترقت الأرض في دقائق ولتفحم لب الأشياء ولسعّر البحر ولبلغ الدخان عنان السماء ..ولزلزلت الأرض وانسحقت وانشطرت وصارت أشلاء تسبح في السماء..
ولكن رصيدها من الأسلحة إلى جانب رصيد روسيا ..لا تستعمله وليس من صالحها استعماله ..فلو قررت استعماله ستظر بذلك نفسها قبل غيرها كأصحاب السفينة الذين أرادوا أن يحدثو تقبا في نصيبهم منها .. متجاهلين أنهم في مركب واحد ..وما يسري عليهم يسري على من سواهم ..فهي لا تفكر بذلك حتما ولن تفكر به ما دام بيدها مقاليد الأرض وما دامت هي قطب الرحى ومركز الأرض ..فالكل يخدمها ويخدم مصالحها من حيث يدري ومن حيث لا يدري ..
لديها شركات عابرات للقارات في كل بقاع الأرض ..فروع لأجهزة الإعلام والإتصال والتواصل ..مستشارين سياسين على رأس كل دولة ..جواسيس متوغلة في كل مكان ..أقمار اصطناعية ترصد دبيب النمل في جحره ..مخابرات سرية ..قواعد جوية ..أنفاق تحأرضية تربط القارات ..
تتحكم في كل المؤسسات وتشرع لكل القوانين وتحبك لما تريد ..وسبيلها لذلك هو خيوط عنكبوتها التي تطلقها من بعيد ..وسبيلها لذلك هو نظامها الرأسمالي الذي أبدعت في حبكته لدرجة كبيرة ..نظام وصل صداه إلى العالم كافة فخلف ارتهانا سياسيا وتبعية اقتصادية ..
فاقتصادات العالم الثالث رهينة برأسمالها ..ومستقبل هذا الأخير رهين بسياساتها وتصرفها ..فإن سقط المركز تبعته دول العالم الثالت بمجملها ..ولم يبق لها من حضها شيء..
وهي لم تؤت هذا الجبروت من فراغ ولم تورته من اللاشيء ..بل كان لها السبق في كل شيء ..في البحوث العلمية وفي الإختراعات ..وجامعاتها من أحسن الجامعات ..ونظامها من أفظل الأنظمة ولها قوانين صارمة لا تخالف ..وجيوش لا تُردع ..وأمن لا يهوى طرفة عين ..ولها عقول جبارة دأبت في كل وقت وحين على تزكيتها وتربيتها ..لقد استثمرت في العقول وليست في الأموال ..في صناعة النجاح والمثابرة على إنتاجه في كل زمان ..أدركت أن الإنسان هو عامل التقدم والحضارة والإستعلاء والخلافة فكرّست كل جهودها لتنمية هذا الكائن المعجز ..الإنسان هو الذي يصنع الحياة وليست المادة ..هو الذي يفكر ، يبدع ، يخلق ، ينمي ، يزكي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى لمنطقة عازلة في جنوب لبنان


.. مسؤولون عسكريون إسرائيليون: العمليات في غزة محبطة وقدرة حماس




.. ما أبعاد قرارات المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الخاصة بالضف


.. صحيفة إسرائيلية: نتنياهو فقد السيطرة ما يدفعه إلى الجنون وسق




.. ما أبرز العوامل التي تؤثر على نتائج الإنتخابات الرئاسية الإي