الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنفصال عن ألواقع ..disassociative

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 11 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الإنفصال عن ألواقع ..disassociative
-أجمل تحية أُقدمها لكم في هذا المساء الجميل ...!! أنطلق صوت المذيعة المِغناج من إذاعة دمشق، قبل ليلتين ، وكما يبدو ، فهذا دأبُهم كل مساء . وبين "غنج" و"غنج" ،تبّثُ المحطة أغنيات رومانسية ، وأخبار الإنتصارات العظيمة التي يُحققها الجيش البطل على ارض المعركة ..
كيف يكون مساءً جميلاً رائقاً ورومانسياً ، بينما تنقلُ كاميرات التلفاز صوراً للقوارب التي غرقت في عرض البحر وهي تحمل الهاربين من "المساءات الدمشقية " الجميلة والرومانسية ؟!
لو توقف الأمرُ على إذاعة دمشق لقُلنا :لا بأس!! فالنِظام يُحاولُ "البقاء" على قيد الحياة ، لذا فهو يُصوّر الواقع بالألوان الزاهية ، موسيقى وأغنيات رومانسية حالمة ولطيفة ، إلى جانبِ بيانات عسكرية عن نصر وشيك ، لتعود سوريا "جنة الله على الأرض"، التي لم يمسسها شر!!
لكن ، ظاهرة الانفصال عن الواقع ، هي ظاهرة ملازمة للعرب والمسلمين شعوباً وأنظمة !!
فهؤلاء الذين يعجزون عن إنتاج سبحة وسجادة صلاة ، يجلس أحدهم في ستوديو تلفزيوني ، كُلّ ما فيه مستورد من بلاد الكفار ، ويتباهى "برفيع شرفه" و"عظيم أخلاقه " على هؤلاء الكفار الذين يزودونه بالإبرة والصاروخ ..!! ويتوعدهم بأن بلادهم ، ستجتاحها سنابك خيوله المُظفرة ..
يتباهون بالكرم ، وهم أبخل خلق الله . يُمجدون الأمانة والإخلاص ، وهم أغدر من سار على قدمين . يُثرثرون عن كرامة الإنسان ، لكن لا كرامة لعربي أو مسلم في وطنه وبلده .. يُمَنّون النفس والناس بدولة العدل ، وهم من "طوّروا" الظلم ،وأوصلوه الى الدرجات العُلى ..
حاولتُ أن أجدَ قولا لهم (حكاماً وشعوب) ، ينسجم مع أفعالهم ، فلم أُفلح ..أي والله ..
لكن ، ميزتهم وفضيلتهم الوحيدة ، هي في شفافيتهم ..!! ليس لأنهم يقدسون الشفافية ، لكنها تحصيل حاصل لتناقض اقوالهم وأفعالهم ..!! فالمواطن أو الإنسان يستشف من أقوالهم ، افعالا مناقضة ..!! فإذا تعهد النظام برفع الأجور مثلاً ، يعرف المواطن بأنه أمام موجة غلاء ..!! واذا وعد النظام بنصر ، عَلِمَ المواطن بأن الهزائم وشيكة ..!! وإذا تحدث اصحاب السيادة والجلالة عن الديموقراطية ، استشف المواطن بأن موجة من تشديد القبضة الأمنية والإعتقالات ، قادمةٌ لا محالة ..!!
إذ ليس من الصعب تكهن المستقبل للوطن والمواطن ، فما عليكَ (كمواطن ) إلّا معرفة نقيض التصريح الرسمي ، وبهذا تعرفُ ما تخبئهُ لك الأيام القادمات ..!!
وهذه الحالة الديسوسياتيفية ، تختلف قليلا عن حالة التناذر الإدراكي ، وهي حالة عدم ملائمة المواقف القيمية مع الأفعال ، لدى الفرد .. فالفرد يُضطرُ أحيانا الى اتخاذ مواقف فعلية تتناقض مع منظومته القيمية وبشكل واعٍ . لكن الحالة الديسوسياتيفية ، هي حالة سلوكية غير واعية ، كحالة وجود أكثر من شخصية عند فرد واحد ، وكل شخصية تعمل بإنفصال تام عن الأُخرى ..
فالشخصية العربية المسلمة "الرسمية " تُحرز الإنتصارات ، بينما الشخصية "العادية " تتلقى الهزائم ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملابس الرياضيين في أولمبياد باريس: ملابس لستر أجساد اللاعبات


.. إسرائيل تدرس رد حماس على صفقة التهدئة والمحتجزين ونتنياهو يع




.. تقارير تكشف استمرار تقليص مساحة الضفة الغربية من قبل السلطات


.. إسرائيل تبحث رد حماس على صفقة التهدئة والمحتجزين | #الظهيرة




.. حزب الله يطلق عشرات القذائف والمسيرات صوب شمالي إسرائيل | #ا