الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثاني):

بشاراه أحمد

2015 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الجزء الأول من هذا الموضوع بينا المفاهيم العامة عن العنصرية البغيضة التي ورثها الإنسان من إبليس فزاد عليها ووسع مداخلها وعمق وهدتها, ثم أشرنا لبعض التحايلات والأباطيل التي جبل عليها العنصريون لإخفاء معالم سماتهم القبيحة المخزية ومحاولة تحويل الأنظار عن سوءاتهم وعورهم ومخازيهم,, وبهت غيرهم بها دون وازع من ضمير أو شيء من أخلاق أو إنسانية لخواء وجدانهم الميت من هذه القيم الحية.

ثم مهدنا وأسسنا لتصحيح مفاهيم كثيرة قام ورثة أبليس بمحاولات مضنية لتشويهها وتغييب الحقيقة عنها وإخفائها بسواد أنفسهم وبتتويه الناس عن نور الحق المبين ظناً منهم بأنهم قادرون على إطفاء نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.

الآن سنواصل في توضيح وتفصيل ما قد أجملناه في موضوعنا السابق, وستكون ردودنا وتصحيحنا للأقوال والمفاهيم عبر الحوار الفكري المباشر لكل كبيرة وصغيرة عرضها أصحابها لتكتمل الصورة أمام القراء الكرام, وبذلك تقام الحجة على من عجز عن البرهان من الطرفين الذين سيكون طرفهما الثالث هم القراء أنفسهم بمداخلاتهم وتعليقاتهم وأدلتهم وبراهينهم بإعتباره موضوع كل من نشد الحق والحقيقة منهم.

فقبل الإستمرار رأيت أن نبدأ بالنظر لهذه الروعة والجمال الذي صوره القرآن الكريم في هذه المقابلة الغريبة المعجزة ما بين الحق والباطل في آيتين متتاليتين من سورة الرعد, قال تعالى فيهما لنبيه:
أسألهم يا محمد: (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...)؟؟؟, فإنهم بالطبع لن يحروا جواباً, عندها..
رد عليهم بالحق والحقيقة: (... قُلِ اللَّهُ ...)!!!.

ثم عن آلهتهم التي يعبدونها من دون الله تعالى, وهم يعلمون أنها لا تضرهم ولا تنفعهم... واجِهْهُم بالحقيقة: (... قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ...)؟؟؟, فسيعلمون أنها عمياء خاملة لا تضر ولا تنفع,, كأنما قال له - عندها إستفتهم:
(... قُلْ « هَلْ يَسْتسَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ» « أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ »...)؟؟؟ ..... سؤال منطقي مباشر يدعوا إلى إعمال الفكر قبل الرد عليه.

ولعله قال, فليبينوا لك إن كان شركاءهم الذين عبدوهم من دون الله خلقوا شيئاً بجانب خلق الله فإختلط عليهم الأمر في التمييز بين خلق وخلق, أم المسألة إفتراء من عندهم ليس لهم عليه دليل ولا برهان, قال:
(... أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ 16). هكذا القرآن الكريم "دائماً وأبداً" لا يخرج عن الشرح والتفصيل والعرض للخيارين المتناقضين معاً بخيرهما وشرهما ويؤيد ويدعم ذلك العرض والتوضيح بالأمثلة والبيان والبرهان الكافي للناس.

ومنهجه في ذلك هو الإفهام بعد الإعلام والنصح والتحذير وذلك في إطار المنطق والموضوعية والشفافية, ثم يترك الخيار والإختيار لصاحبه دون إكراه ولا إستغفال أو خداع. فمن شاء بعد ذلك فليؤمن "لنفسه" ومن شاء فليكفر "عليها", عندها تكون قد برأت منه الذمة ولا يكون ذلك إلَّا عن علم وتقدير لأنه سيتحمل مسئولية هذا الإختيار كاملة.

ويجب ملاحظة أن الله تعالى لم يستعمل مع غير المؤمنين الأمر والإلزام إطلاقاً, بل يؤكد الخيار بإستعمال الحرف/الأداة (لَعلَّهُم) التي تفيد الرجاء والتوقع, وأمثلة ذلك كثيرة منها قوله تعالى في السور الآتية:
الدخان, قال تعالى: (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ « لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ » 58),
المؤمنون, قال: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ « لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ » 49),
القصص, قال: (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ « لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ » 51),
الزمر, قال تعالى: (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ « لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ » 28),
السجدة, قال: (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ-;- دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ « لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » 21)... الخ.
ولا يستخدم سيغة « الأمر » إلَّا مع الذين آمنوا بالله ورسوله وإختاروا لأنفسهم الإسلام, ورضوا التشريع من ربهم وإرتضوه منهجاً لهم إلى يوم يلقونه فعشقوا الأمر منه وإلتزموا نهيه برضى وإنشراح.

ثم أنظر إلى روعة المقابلة التالية التي أجراها الله عن التباين ما بين الحق والباطل, فضرب لهما مثالين إثنين مشاهدين لفت الله أنظار الناس لتدبر الفروق الشاسعة بين هذين النقيضين.
فكأنما يقول لهم: تصوروا مشهد مياه الأمطار عندما تهطل غزيرة من السماء فتسيل في الأودية حتى تملأها بقدرها, ألا تشاهدون ذلك الزبد الذي يربوا على سطح الماء الصافي العذب المبارك وهو يحمل أوساخاً ونفايات وأشياء ضارة, غير صالحة للناس والأنعام؟؟؟
ثم بالمقابل أنظروا إلى متاعكم (طعامكم) على النار, والمعادن حين صهرها للتشكيلها والإستفادة منها, ألا ترون أيضاً ذلك الزبد "الخبث" الذي يشبه زبد الماء في الوديان يعلوا قدور المتاع والمصهورات, وهو أيضاً ضار لا فائدة منه؟؟؟ ..... حسناً إذاً:

فإن الماء الصافي, والمتاع والمعادن المصهورة النقية تمثل "الحق", أما زبد الأودية الرابي فوق الماء, وزبد المتاع وخبث المعادن المنصهرة يمثلان "الباطل"؟ مهما علا وكثر وتكاثر؟؟؟

ألا ترون أن زبد الأودية يذهب جفاءاً فيقذف به الماء الصافي بعيداً عن سطحه إلى جوانب الوادي فينتهي أمره, أو زبد المتاع الذي يقذف به على جوانب القدر فيتلاشى من تلقاء نفسه فيلصق بجدار القدر؟ ..... كذلك الحال بالنسبة للحق فإنه يمكث في الأرض و(الوجدان), لأنه ينفع الناس, أما الباطل فيذهب جفاءاً كزبد السيل والقدر وخبث المعادن المنصهرة. ويؤكد ذلك أيضاً قوله تعالى في سورة الأنبياء: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ 18).

والآن أنظر كيف صور الله هذا المثل, بهاتين المقابلتين المعجزتين في قوله تعالى: (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ « زَبَدًا رَّابِيًا » وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ « زَبَدٌ مِّثْلُهُ » - كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ - « فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً » « وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ » كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ 17).

فمهمة اللغة العربية أنها – بسعتها وشموليتها وكمالها – إستطاعت إظهار تصوير الله تعالى لهذا المثل المعجز وهذه المقابلة بين النقيضين, لتُبلِّغ العقل البشري تماماً كما أرادها الله تعالى, أما الإعجاز الأوثق فهو يكمن في إيصال كل هذه المعاني - من خلال آية واحدة فقط - بهذا التركيب الرائع والنسق الجميل والقدرة الفائقة المطلقة على بلوغ مدارك الإنسان السليم المعافى بأقصر الطرق وأوثقها. فله بعد ذلك أن يختار لنفسه إما مصير ما يمكث في الأرض نقياً صافياً أو ما يذهب جفاءاً لا قيمة له ولا ذكر.
ليت أحد المكذبين المتشككين يقوم بمحاولة تصوير هذا المثل باللسان العربي أو بأي لسان آخر غيره إن إستطاع لذلك سبيلاً.

فأهل القرآن – يا عادل عُمَري - ليسوا العرب إبتداءاً كما تدعي,, وليسوا هم كل المسلمين المُدَّعين الإسلام الذين هم - في حقيقتهم - "ألد الخصام", وإنما أهله هم (المؤمنون به والعاملون بهديه "حصرياً"), ولا يشترط في هؤلاء "العروبة" كنَسّبٍ أو قبلية أو عرق,,, إذ أنَّ كل هذه الأشياء الثانوية لا قيمة لها إطلاقاً عند رب القرآن ونبي القرآن وأهل القرآن,, وسوف نقدم البراهين الملجمة للمدعين, والداعمة لكل كلمة قلناها,, فنحن لن نقول بغير ما قاله الله وآتانا إياه رسوله الأسوة الخاتم الأمين.

أما العرب,, فليس غريباً عليهم التفاخر والهجاء والمدح والذم والتباغض والتدابر والإقتتال,,, فهذه المفاهيم من صميم بيئتهم ومنهجهم في الحياة, وهذه هي القيم الثقافية التي لخصها القرآن بكلمة (جاهلية), بلغت القسوة بأصحابها أقصى مداها، إذ يقدم الواحد منهم على قبل أولاده بيده وبدم بارد إما من "إملاق" أو خشية إملاق. فلم يسبق أحد الإسلام بهذه الكلمة "الجامعة" لكل سمات الإنحطاط قط.

وقد جاء القرآن الكريم, فكان هدفه - ومن أوائل مقاصده - ألقضاء على هذه الجاهلية المدمرة ثم إبدالها وإحلالها بإنسانية موحدة في كل شيء ومستوية في الحقوق والواجبات والكرامة والحرية والأمان. ولكن على ما يظهر أن الكاتب خبير متخصص في خلط الأوراق وشربكة الخيوط والسلوك, لأنه يتحدث عن عموميات وأقاويل على أنها حقائق ومسلمان دون أن يجهد نفسه قليلاً ليدققها حفاظاً على الأمانة العلمية أمام القراء الكرام والمصداقية أمام نفسه والموضوعية حفاظاً على ماء الوجه.

فالقرآن الكريم جدير بأن تفخر به الإنسانية جمعاء وليس فقط أهله الذين إختاروه بكامل وكمال حريتهم ووعيهم ولم يقهرهم عليه أحد أو يروج له بما ليس فيه,, وهو في متناول كل البشر, فمن رأى فيه ما يستحق المفخرة وأراد أن ينضم إلى أهله ليس هناك قوة في الأرض تمنعه من ذلك, لا عرق, ولا لون, ولا قبيلة, ولا مستوى ثقافة, ولا حالة إجتماعية من فقر أو غنى أو صحة أو مرض, ولا حتى كثرة الذنوب والآثام والإسراف على نفسه فيما مضى من حياته .... فما دام الإنسان فيه يساوي الإنسان مساواةً كاملةً, وما دام أنه لا يزال يملك رصيداً من حياة في الدنيا, فله أن يستثمره فيه إن شاء ذلك وإقتنع به ومن ثم يحق له أن يفتخر به إفتخاراً يذهب شبح ممارسة العنصرية منه أو عليه.

نعم!!! عادل,,, القرآن الكريم معجزة أبدية, ومَنْ أراد أن يجرب ذلك فليشمر عن ساعديه ويدعوا من أراد من إنس وجن وغيرهم,, وليعملوا معه كفريق واحد لتحقيق هذه الغاية "المستحيلة" إن إستطاعوا لذلك سبيلاً,,, بل القرآن الكريم قد طرح كثير من التحديات المفتوحة التي ظلت "معجزة" للقاصي والداني لأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان وستظل كذلك إلى أن تقوم الساعة أو يشاء الله أمراً.

فدعك من الوقوف عند القول فقط بالتحدي باللغة العربية التي نزل بها القرآن, لأنها لا تمثل "وحدها" الإعجازات التي تحدى الله به الخلق كله,,, بل هناك عشرات التحديات المعجزة بالقرآن الكريم التي لا علاقة لها باللغة, وإنما هي تحديات علميَّة صرفة, فإليكم مثلاً بهذا التحدي الصريح لأهل العلوم والتقنية والربوتات والإستنساخ من أولئك الذين أضلهم الغرور والوهم بأنهم يستطيعون التفوق علمياً على القرآن أو يأتون بما ليس فيه.

فيقول لهم مباشرةً في سورة الحج: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ - « إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ » « وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ » - «« ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ »» 73). لاحظ أن هذا التحدي إعجاز علمي صرف لا يتجادل أو يختلف حوله إثنان فالمطلوب منكم أيها المكذبون الضالون المضلون ترك المماحكات والتشدقات بما لا يخدم تأييد إدعاءاتكم الباطلة فقد طَرقْتُم في ذلك كل باب فلم تجدوا لكم منفذا أو مخرجاً من الوهدة المظلمة التي أدخلتم أنفسكم فيها,, فالمطلوب منكم الآن "العمل", ولا مجال للحجج وألكلام الأجوف والمماحكات deeds speak lauder.

ثم يقول عادل: (الخلاصة أن العرب يرون أنفسهم أهل القرآن ذي المعجزة اللغوية وبالتالي يفضلون أنفسهم على "العجم" لامتلاكهم هذه المعجزة الأبدية. ولا يجد العرب المسلمون من شيء يفخرون به على سائر الشعوب سوى حملهم للغة القرآن ...).

نقول له لا!!! ليس صحيحاً قولك بأن الدور القيادي في نشر الإسلام هو "للعرب حصرياً",, فلا يزال الخلط مستمراً معك للأسف الشديد بالنسبة للقرآن الكريم ما بين العرب واللغة العربية, ونراك قد جهلت تماماً التفريق ما بين الأعراق والأنساب والقبائل العربية,,، من جهة وبين اللسان العربي المبين الذي يجمع شتاتهم وتفرقهم وتناحرهم,,, من جهة أخرى.

فالدور القيادي في نشر الإسلام هو للذي ملك ناصية اللسان العربي وأجاده بتجويد القرآن الكريم من كافة ولد آدم على السواء من عرب وغيرهم, وليس للعرب في ذلك قدح المعلى وإن كان الكثيرون منهم كذلك ولكن بالمقابل فإن عباقرة وفطاحلة ورواد القيادة في نشر الإسلام لم يكونوا عرباً صرفاً بأي حال من الأحوال, بل تشرفت بهم كل الأمم البشرية على إختلاف ألسنتهم ومشاربهم. وهم أعلام لا يمكن إنكارهم أو التقليل من قدرهم العالي في التعاطي مع لغة البيان وتدبر كتاب التقوى والبرهان.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

بالمناسبة لنا هنا وقفة مع ومتناقض آخر مع نفسه متحامل على الإسلام,, نراها هامة هنا:
في موضوعنا السابق بعنوان: (الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه "جزء أول") ورد إلينا أول تعليق كان من سائس إبراهيم, ويظهر أنه قد أزعجته كثيراً تلك الحقائق الدامغة التي فوجيء بها وقد أحرقت كل ما جمعه فأوعاه من قصاصات بها خرافات وخطرفات وهزيان لا معنى له ولا سند ولا مرجعية,,,

فأول ردة فعل لإنزعاحه أنه ضَمَّن تعليقه رابطاً a link لموضوع كان قد كتبه في السابق "خالياً",, أودعه من الأكاذيب والأباطيل ما جعله يتوهم بأنه قد جندل المارد وطعنه في مقتل, وكل فريق بما لديهم فرحون. فقال لنا بثقة: (... راجع مقالي: العنصرية والإسلام، هل النجمة الصفراء نازية ألمانية أم أصلها إسلامي ...)، ثم قال لنا ساخراً "وتمتع بالقراءة أنت وقرآنك - العظيم- ".
وعلى الفور ذهبنا هناك إلى مكان الحادث - حيث أشار - فوجدناه يعج خراباً وسراباً وركاماً. شأنه في ذلك شأن أقرانه من الغوغائيين الذين يترممون على المواقع المشبوهة فلا يقع إختيارهم إلَّا على الغث الذي يتناسب مع أفكارهم وأوهامهم وشنآنهم المزمن.

لقد رددت على تعليقه بتعليق مختصر ووعدته فيه بأنني سآخذ موضوعه في الإعتبار في حينه, وأكدت له بأنني سأستفيد كثيراً من موضوعه هذا كشهادة منه موثقة تكذب إدعاءاته التي يريد إثباتها, وتؤكد حقيقة ما قلناه, وهكذا فإن الله تعالى يؤيد دينه حتى بالرجل الفاجر. فنحن حالياً لن نلتفت إلى تراهات ذلك الموضوع, ولكن سآخذ بعضاً منه ذلك البعض الذي وجدناه مناسباً لهذا المقام الذي نحن بصدده في الرد على خطرفات وإدعاءات عادل العمري.

فقد جاء سائس ابراهيم - ضمن موضوعه هذا - بحقائق ظن إنها تمثل مآخذ على الإسلام ولكننا سنفاجئه بأنها عكس ما كان يأمله تماماً. ففهم الحقائق بعكسها يعتبر أمر طبيعي ومبرر للمختومين أما باقي الخطرفات فمواضيعنا التالية والمتتابعة في هذا الشأن كفيلة بأن تجعلها هباءاً منثوراً في يوم عاصف لأنها باطل, وإن الباطل كان زهوقاً. فسأعرض هنا ما قاله بالنص ثم أعلق عليه بعد ذلك.

أولاً قال: (... والجميع يعرف أن معظم أهل السير وأهل الحديث وأهل الطب والعلوم، كالزمخشري والطبري وابن سينا وابن رشد والرازي وابن سيرين والخوارزمي والسجستاني والبيروني وابن النفيس وابن نوبخت وابن النديم والقلقشندي... كانوا من جنسيات أخرى أو ديانات أخرى وساهموا بشكل أساسي في بناء الحضارة التي سميت بعد ذلك بالحضارة والتاريخ الإسلاميين، فقد مارس التاريخ الرسمي ومن بعده اللغة والمصطلحات وظيفة الإقصاء القسري من هذا التاريخ المشترك...) .

نقول له,,, إذا سائس:
1. أنت تعترف وتشهد وتؤكد بأن الحضارة والتاريخ الإسلاميين قد ساهم "غير العرب وغير المسلمين" في بناءهما بشكل أساسي, وبالتالي هذا يؤكد "عملياً" ومنطقياً وموضوعياً خلو هذه الحضارة وبعدها عن داء العنصرية التي تريد أن ترميها وترمي الإسلام بها.

2. وشهادتك بأن التاريخ الرسمي أو غير الرسمي ومن بعده اللغة والمصطلحات قد مارسوا وظيفة الإقصاء القسري "كما تدعي" لغير العرب من هذا التاريخ, فإنك (لو صدقت في ذلك الإدعاء), تكون العلة محصورة إما في التاريخ نفسه أو في المؤرخين الذين لم يصوروا الحقيقة الناصعة الباهرة ودلسوا فيها وهذا بالطبع لا ولن يقدح في الحضارة الإسلامية ولا في التاريخ الحقيقي لها والذي شهدت أنت لهما به.

3. إن مجرد ثبوت أن هناك مساهمة من جنسيات أو ديانات أخرى بشكل أساسي في بناء الحضارة الإسلامية التي سميت بعد ذلك بالحضارة والتاريخ الإسلاميين, يكفي للتأكيد بأن هذه الحضارة تمتاز عن كل الحضارات التي عرفها الإنسان قبلها وبعدها بأنها خالية تماماً من خصلة العنصرية والتمييز العرقي بين البشر. فإن كان لسائس أو عادل أو رهطهما إعتراض على هذا فعليهم أن يقدموا للقراء الكرام تبريرهم لهذه الظاهرة الغريبة التي ما كانت لتحدث في ظل العنصرية أبداً.

ثانياً قال: (... نموذج واحد معاصر أعطيه، إن البحث في موسوعة ويكيبيديا الحرة باللغة العربية وفي عشرات المواقع الإسلامية يعطي دلالة على ممارسة الكذب والإقصاء حتى الآن، فحينما تبحث عن كاتب أو مفكر عربي، تجد أوصافه كاملة: "كاتب مسلم عربي ينتمي إلى قبيلة كذا..." بالعكس أغلب العلماء غير العرب وغير المسلمين يُعَرّفون كذباً، إمّا بأنهم عرب أو مسلمين أو عراقيين، أو تغيب تماماً الهوية والجنس والدين ليثبت في ذهن القارئ أنهم لا يمكن أن يكونوا إلّا عرباً مسلمين ...).

حسناً يا سائس,, إذاً معنى هذا:
1. انك نسيت أن نبي الإسلام وأسوة المسلمين يقول لأصحابه وللمؤمنين (لا تطروني كما طرت النصارى عيسى, قولوا عبد الله ورسوله), فكيف تتوقع أن يكون متأسياً به وبسنه من أطرى نفسه أو قبيلته أو عرقه من الناس؟ ..... فمن أهم العلامات والسمات الدالة على المؤمن هو إلتزامه بالتأسي بعبد الله وسوله,

2. إنك تطالب بتكريث العنصرية وتحتج لغيابها أو ضعفها عند ذكر غير العربي الذي تقول إنه لم يتضمن ذكره النسب والقبيلة والجهة وترى أن ذلك يكون مجحفاً في حقه أليس كذلك؟؟؟

3. وقد أزعجك أن هؤلاء العلماء الأعلام مؤسسي الحضارة الإسلامية من غير العرب والمسلمين لم يوصفوا عرقياً وجهوياً وعنصرياً وأنت تعتبر أن هذا بمثابة مأخذ ضد التاريخ والتوثيق الإسلامي, لأنك لم تجد ما يثلج صدرك من عنصرية في الإسلام أثناء بحثك في الموسوعة وفي المواقع العنصرية التي تعشقها,,, أليس كذلك؟

4. فهل - في رأيك - الأفضل أن يذكر الكاتب أو الشخص بأنه "مسلم عربي ينتمي إلى قبيلة كذا",, - بإعتبارك منتقداً ومحارباً للعنصرية كما تدعي وتوهم – أم أن يذكر الكاتب بدون هذه الإنتماءات المميزة لبشر على بشر؟؟؟ أليس غريباً هذا التناقض المخل الذي تتردى فيه دون وعي منك أو تحسب يا سيد سائس؟؟؟

ثالثاً: ثم قال سائس: (... وسأعطي - رغم محاذير السقوط في الإطالة - بعض نماذج الإسهامات التي لا تقدر بثمن في بناء صرح الحضارة التي عرفتها شبه الجزيرة ... " قال ابن خلدون: "من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم، وليس في العرب حملة علم، لا في العلوم الشرعية ولا في العلوم العقلية، إلا في القليل النادر. وإن كان منهم العربي في نسبه، فهو أعجمي في لغته ومرباه ومشيخته، مع أن الملة عربية، وصاحب شريعتها عربي" ...).

لا بأس يا سائس,, إذاً أنت تعترف بأن الحضارة التي عرفتها شبه الجزيرة إنما هي صرح حضاري غير مسبوق, وأن هناك نماذج لإسهامات لا تقدر بثمن في بناء هذا الصرح الذي (تبناه البشر كلهم بكل أطيافهم ومشاربهم ومللهم وأعراقهم دون أدنى تمييز). ثم بجانب هذا وذاك, نراك تدعم وتؤيد إبن خلدون في قوله دون أدنى تحفظ,... وعليه نقول لك:

1. إن تأييدك لإبن خلدون في إستغرابه لكون حملة العلم في المِلَّة الإسلامية أكثرهم من العجم, إنما هي شهادة موثقة منكما على أن هذه الملة يستحيل أن تتضمن أو تحتوي على جرثومة داء العنصرية بكل أطيافها وأشكالها ودوافعها وغاياتها, لأنها لو وجدت لما بلغت الحقيقة هذه الدرجة من البيان والوضوح الذي لاحظه إبن خلدون وأيدته في رغم حرصك الشديد على عكس تلك الحقيقة التي تتضارب مع غايتك. إذاً الإسلام جاء للبشر كما جاء في القرآن الكريم وبالفعل والواقع المعاش قد وسع هذا البرنامج الإسلامي كل أطياف البشر الذين لا يتمايزون أو يتفاضلون سوى عند ربهم "بالتقوى".

2. شهادة مؤكدة منك تقول فيها "ضمنياً" بأن هذه الملة الإسلامية الفريدة إنما هي جاذبة للعقول والكفاءات التي لم يقف اللسان العربي حائلاً بينها وبين هذا النبع الصافي من العلم والحق المبين ففاق العجم العرب في لسانهم العربي فصاحةً وتفعيلاً وإلتزاماً ولعله تفاضلاً عند ربهم.

3. ما دام الشخص "بشري" فهو من "آدم أبو البشر جميعاً", الذين شاء خالقهم أن يجعل لهم ألْسِنَةً مختلفة وأعراق كذلك ليتعارفوا فقط, فما دام أن أي شخص قد أتقن اللسان العربي فهذا يعني أنه "عربي" حتى النخاع. فماذا تقول في العالم العلامة "سيبويه" مرجع اللغة العربية,, أليس هو "فارسي عرقياً"؟؟؟ .... فما قيمته وقربه من اللسان العربي المعبين, إذا إستحضرت أن الناطقين باللسان العربي اليوم يعتبروه مرجعاً في قواعد النحو وضبط المنطق؟

4. أنت مخطيء يا سائس في قولك إن "الملة عربية", بل الملة إسلامية توحيدية قرآنية,، ولا شك في أن صاحب شريعتها عربي النسب واللسان معاً. أما الملة العربية فكانت قبل الأمية والشرك.

رابعاً: نرى سائس قد تطوع فجمع لنا عدد من العلماء الأجلاء فعدَّد منهم هؤلاء النخب, فقال:
1. ابن بطوطة : أمازيغي، رحالة ومؤرخ...
2. الخوارزمي: فارسي ولد في خوارزم (أوزبكستان حالياً)، يعتبر من أوائل علماء الرياضيات المسلمين حيث ساهمت أعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات في عصره.
3. الجاحظ: ولد في البصرة وتوفي فيها مختلف في أصله فمنهم من قال بأنه عربي ومنهم من قال بأن أصله يعود للزنج وجده من عبيد شرق أفريقيا ..... المهم أنه مسلم وكفى.
4. الفرغاني: عالِم رياضيات وفلك، ولد في مدينة فرغانة في أوزبكستان.
5. حُنَيْن بن إسحاق العِبَادي, وابنه إسحاق بن حُنَيْن: طبيبان وعالمان في الفيزياء، مؤرخان وعالما لغات، ومن كبار المترجمين، مسيحيان نسطوريان، أصلهما من الحيرة.
6. قسطا بن لوقا البعلبكي: أحد مشاهير الأطباء ونَقَلَة العلوم في الإسلام.
7. عبد الله بن المقفع: مفكر وكاتب فارسي.
8. المسعودي: مؤرخ وجغرافي (عربي)، بينما ورد في الفهرس لابن النديم أنه من أهالي المغرب (بربري).
9. ثابت بن قرة : عالم فارسي، صابئي، عُرِفَ بالفلك والرياضيات والهندسة والموسيقى ولد في مدينة حران بتركيا.
10. البتاني: مهندس وجغرافي وفلكي ورياضي، كردي، مسلم أو صابئي (اختلفوا فيه).
11. إبن البيطار: أمازيغي ولد في مدينة مالقة بالأندلس، ويعتبر خبيرا في علم النباتات والصيدلة.
شكراً سائس على هذا الجهد المقدر,,, على أية حال هذا ما قاله الله تعالى: (كلهم لآدم وآدم من تراب), إنما يتمايزون بأعمالهم وإنجازاتهم ونفعهم للبشرية جمعاء. فقد أكدت لنا وللقراء إعترافك بعالمية الإسلام وأن الله تعالى بعث محمد الخاتم رحمة للعالمين فلو كانت دعوته إقتصرت فقط في إنصاف المرأة وإيقاف وأد البنات أحياء وحرق كل أوراق العنصرية لكفى ان يكون مصلحاً غير مسبوق ولا ملحوق في هذه البسيطة.

وها هو ذا سائس قد قام بمجهود مماثل لمزيد من التأكيد والتوثيق, جمع فيه الفقهاء هذه المرة, فبصم بالعشرة على أن الإسلام يستحيل أن يتضمن أو يحتوي على جرثومة داء العنصرية أبداً, فعدَّد كوكبة منهم تشهد بعالمية الدعوة المحمدية, قال:
1. فقيه مكة عطاء (من أصول نوبية).
2. فقيه اليمن طاووس (فارسي).
3. فقيه اليمامة يحيى بن أبي كثير (بربري مصمودي أندلسي).
4. فقيه البصرة الحسن البصري (فارسي).
5. فقيه الشام مكحول وفقيه خراسان عطاء الخراساني...

فهذه الكوكبة من علماء المسلمين بهذا التنوع العرقي والجهوي ثم هذا "التوحد والتناغم" الفكري والعقدي لا يحتاج إلى شاهد معه على واقعهم الذي يعكس لوحة صادقة لما زرعه الله فيهم من المساواة بينهم التي لا تميز بعضهم عن بعض سوى بالأداء المحصل الذي يوصل صاحبه للتقوى التي لا يعلمها إلَّا الله خالقهم.
ومع ذلك نرى سائس يناقض نفسه هنا بعبارة من عند نفسه التواقة للعنصرية والإثنية وأسلم قياده للشنآن وهو يقول فيها: (... وحينما وُجِد فقيه واحد يتيم بالمدينة في شخص سعيد بن المسيّب اعتبر العرب أن الله قد حرسها وولى بها فقيهاً قرشياً...). فكشف عن كوامن نفسه وشنآنها الأسود. والسؤال هو: كيف بلغك هذا الإعتبار عن العرب, وكيف كان ذلك البلاغ؟ ومتى وأين كان ذلك, ولماذا؟؟؟

ثم, ها هو ذا أيضاً يقوم بمجهود مماثل متطوعاً لنا مرة أخرى بلوحة وضَّاءة ليؤكد بها ويوثق شهادته على المساواة في الإسلام بين كل البشر بغض النظر عن القبيلة أو العرق أو الجهة أو الحالة الإجتماعية,, فخصها هذه المرة بعظماء القواد العسكريين في التاريخ الإسلامي, فعدد كوكبة منهم قال:
1. أبو مسلم الخراساني (فارسي).
2. طارق بن زياد : بربري.
3. يوسف أيوب (صلاح الدين الأيوبي): ولد في أسرة كردية في مدينة تكريت العراقية، قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية.
4. محمد علي مؤسس مصر الحديثة (ألباني وُلِد بمقدونيا).

وها هو ذا يقوم مرة ثالثة بمجهود مماثل ينفي به العنصرية حتى عن الخلفاء الإسلاميين ويبصم بالعشرة على ذلك النفي, فعدد منهم الكوكبة التالية:
1. مروان بن محمد (أمه كردية: الطبري ج 9، ص 318).
2. هارون الرشيد (أمه من سبي خرشنة: مدينة في بلاد الروم في الثغور الشامية، فيها كان أسْرُ أبي فراس الحمداني).
3. المأمون (أمه فارسية تسمى مراجل).
4. أبو جعفر المنصور (أمه بربرية تسمى سلامة: كتاب ضحى الإسلام ج 1، ص 11).
5. المعتصم (أمه تركية تسمى ماردة).
6. الواثق (أمه أمة تسمى قراطيس).
7. المتوكل (أمه تسمى شجاع - كتاب المعارف لابن قتيبة، ص 128).

ها أنت ذا يا سائس,, قهرك الله على قول كلمة "الحق", التي أردت بها باطلاً فنصر الله تعالى بك دينه وأنت كاره. فأنا نفسي ما كنت لأثبت هذه الحقائق أكثر مما فعلت أنت, حقاً قد (شهد شاهد من أهلها). فأخذنا منه الثمارْ *** وتركنا العود للنارْ.
الآن أنظر ماذا قال الله تعالى في شهادتك هذه في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 13). فهذه الآية الكريمة وأمثالها هي التي حققت ما جعل إبن خلدون يستغرب الواقع الذي لم يمر على الدنيا قبل الإسلام في أمة من الأمم. فلو لا شر الأشرار الذين يبغونها عوجاً لخدمتهم لوليهم الشيطان, لإتسعت الملة الإسلامية التي قلت عنها (صرح الحضارة الإسلامية), فأصبح (صرح الحضارة الإنسانية العالمية) التي أرادها الله تعالى للبشر... أليس كذلك؟؟؟

ألم أقل لك يا سائس إنني سأستعملك وسأثبت لك أنك – في محاولتك إلصاق فرية وتهمة العنصرية بالإسلام – كنت في الواقع تعمل في الإتجاه المضاد لغايتك ومرادك فعملت على نفي هذا البهتاه عنه وشهدت على ذلك طوعاً أو كرها بتدبير الله تعالى. ألم أقل لك أننا سنثبت أن موضوعك نفسه سيثبت ويؤكد الحقيقة الناصعة التي تحاول تشويهها وتدنيسها أنت ومن شايعك,, وإنك حينها لن تكون سعيداً بما سترى وتسمع من واقع أنت شاركت فيه فأتاك الله من حيث لا تحتسب؟؟؟

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الآن فلنعد إلى أصل موضوعها ونواصل مع عادل العمري فنقول له:
أما سؤاله المنطقي والبديهي الذي قال فيه: (لماذا إختار الله اللغة العربية لينزل بها القرآن؟؟؟), إنما يلزمه جواب كامل شامل يضع النقاط على الحروف, ولكن هذا يحتاج منا إلى مسار طويل قد يبلغ بالقراء حد الملل إن دخلنا في تفاصيل علمية قد لا يستسيغها كثير من الناس حتى إن كانت مفيدة لهم, ولكن فلنقرب الفكرة بقدر ما يبين لهم فضل هذه اللغة وكمالها وسعتها وبيانها وأنهم لو خيروا لاختاروها بلا تردد ولا منافس,,, وذلك فيما يلي:

هب أننا أخذنا مصدراً لأي كلمة,, فلتكن مثلاً المصدر (فَضْلْ), لأمكننا إشتقاق أعداد كثيرة من الكلمات مما يصعب - إن لم يكن يستحيل - حصولها عبر آلية الإشتقاق من أي لغة أخرى, فنقول مثلاً في بعض إشتقاقات هذه المفردة: (فَضُلَ, يَفْضُلُ, فَضْلَاً, فَاضِلَاً, فَضُوْلاً, فَضْلَةٌ, تَفَاضُلٌ, تَفَاضُلِيٌّ, أفْضَالٌ, مُتَفَضِّلَاً, مُتَفَاضِلَاً, تَفَضُّلاً, فَضُلَتْ, تَفَضَّلَتْ, تفَضَّلْنَ, تفَاضَلْنَ, مُتَفَاضِلَآتٌ, فَضِيْلَاتٌ, فَضُوْلَاتٌ, تَفَاضَلَا, يَتَفَاضَلُوْنَ ,,, الخ).

أما من حيث الحروف وأصواتها، فإنها تمتاز بدرجات كبيرة عن كل ما دونها من اللغات,, وتميزها هذا ليس للعرب فقط وإنما هو تميز للبشرية كلها لمن أراد التوسع, ولكن له أن يكتفي بلغته ما دامت تكفيه في حياته العامة, إنما سيكون متخلفاً عن ركب القرآن الكريم وملكة تدبره والإستفادة من هديه.

فالحروف الهجائية العربية ليست ثمانية وعشرين حرفاً كما يظن الكثيرون, وإنما هي ثمانية وعشرون باباً من بال (الألف) وحتى باب (الياء). وبكل باب الكثير من الأصوات التي يمكن إشتقاقها من ذلك الحرف. فلو أخذنا حرف (البَاء) الذي هو آخر حرف في كلمة (رَبْ), وإستخرجنا الأصوات المتدرجة منها نصل إلى الآتي:
للحرف إسم وباب كما قلنا,, فمثلاً الحرف الأخير من كلمة (ربْ) إسمه (بَاءٌ), وبابه هو باب (البَاء), وأصواته كثيرة منها ما يلي:
1. صوت الباء بالسكون (بْ), كما في (رَبْ, قلبْ, محاربْ, مريبْ, قريبْ,,,), بضم الشفتين معاً عند بلوغ نطقه،
2. صوتها بالفتح (بَ), كما في (غابَ, إرتابَ, أجابَ, تعبَ,,,), بضم الشفتين ثم إبعادها عن بعضها بسرعة،
3. صوتها بالكسر (بِ), كما في (سابِع, مربِح, عابِر, نبِه, متقابِل,,,),
4. بالضم (بُ), كما في (كبُر, ذبُل, أعْجَبُهم, بُعداً ,,,),
5. تنوين بالفتح (باً), كما في (ذبابَاً, إرتيابَاً, كتابَاً, عذابَاً ,,,),
6. تنوين بالكسر (بٍ), كما في (عذابٍ, أبوابٍ, أبي لهبٍ, سُحُبٍ ,,,),
7. تنوين بالضم (بٌ), كما في (أبوابٌ, عذابٌ, أسبابٌ, مُرتابٌ ,,,),
8. تضعيف بالفتح (بَّ), كما في (ربَّ العالمين, ربَّهُم, أحبَّهُم, أكبَّهُم,,,),
9. تضعيف بالكسر (بِّ), كما في (ربِّهم, متعبِّدين, نربِّكم, يُلبَّي,,,),
10. تضعيف بالضم (بُّ), كما في (ربُّهم, تحبُّون, يربُّونهم,,,),
11. مد بالفتح (بَاْ), كما في (بَاْب, أحبَاْر, عبَاْد, أنبَاْء ),
12. مد بالكسر (بِيْ), كما في (سرابِيْلهم, ينابِيْع, كبِيْر, ربْيْع),
13. مد بالضم (بُوْ), كما في (بُوْرك, ربُوْع, ينبُوْع, يتناوبُوْن ,,,),
هذا بالإضافة إلى علامات التجويد التي منها الإظهار والإخفاء, والإقلاب, والإضغام بغنة وبغير غنة, والمد بأنواعه, وعدده بحركتين أو أربع حركات أو ست حركات,,, الخ

فهذا بلا شك غيض من فيض يستحيل علينا أن نغطيه هنا ولكن فلنحاول مقارنة بعض هذه الأصوات مع الحروف الهجائية لبعض اللغات الأخرى, كالإنجليزية مثلاً فيما يلي:
فلو أخذنا الحرف (أ), وقارنا بعض أصواته مع الحروف الهجائية الإنجليزية يتضح لنا الآتي:
1. الحرف (a), من كلمات مثل car, cat, hat, etc نجدها تقابل حركة المد بالألف (آ), هكذا "كآر", كآت", "هآت" الخ. ولكن من كلمات مثل hall, wall, ball, نجدها تقابل حركة المد بالواو (وْ), هكذا "هُوْل", "وُوْلْ", "بُوْلْ". ومن كلمات مثل hate, date, state, etc. نجدها تقابل حركة المد بالياء (يْ), هكذا "هِيْتْ", "دِيْتْ", "إسْتِيْتْ" (بالإمالة).

2. والحرف (e), من كلمات مثل fed, bed, red, etc. نجدها تقابل علامة "الكسرة" للحرف الذي قبلها, هكذا "فِدْ", "بِدْ", "رِدْ". فما بالك بالحروف الهجائية الأخيرة مثل "z".... التي يقل إستخدامها "نسبياً" في هذه اللغة... وهكذا.

أما قوله بإن هناك شعور لدى العرب بالتفوق, وزعمهم انهم أمراء الكلام وأهل الكرم والمروءة والسخطا وأشجع الناس وأكثرهم حكمة,,, الخ, فلهم وعليهم ما يقولونه فهم المسئولون عنه, سواءاً أكان ذلك القول - من مسيحيي الشام أو حتى من كل العرب أنفسهم - فما علاقة هذا الزعم أو القول بالقرآن والإسلام, فهل هناك شيء من قرآن أو حديث ينص على ذلك؟؟؟ ..... وهل نسيت ميراث الإسلام المثقل من كل الأمم التي سبقته والذي يعج بالمشاكل والإخفاقات والتداعيات, ما قبل التوراة وما أحدثه الذين قالوا إنا نصارى من إنحرافات جوهرية في مفاهيم ومعتقدات موسى كليم الله والمسيح عبد الله ورسوله عليها وعلى نبينا الخاتم الصلاة والسلام ؟؟؟

فإن كان الزعم إعتماداً على اللغة العربية, فإن هذه اللغة لم يأت بها القرآن ولكن نزل بلسانها المبين, فإذا زعموا التفوق بها وصدقوا في ذلك فهذا شانهم هم, لأن القرآن الكريم لا يجاريهم في هذا الزعم, وحتى إن صدقوا فيه فإن الله لا يجعله ميزة لهم بحيث يتفضلون به على غيرهم من الناس, وإنما يعاتبهم عليه ويدينهم إذا كان فخرهم وزعمهم فيه شيء من عرقية أو إثنية أو قبلية أو قومية,,, فهذا هو "أبو لهب" العربي القرشي كريم من حيث الحسب والنسب, ومن سادة قريش ويشارك النبي في الحسب والنسب والدم ومع ذلك يعتبره الله ذميماً حقيراً يقول تعالى عنه محقرا متوعداً (تبت يدأ أبي لهب وتب), لبعده عن التقوى التي هي أصل التكريم عند الله تعالى.

وأنظر إلى زيد بن حارثة الذي كان مملوكاً للنبي, ومع ذلك يتزوج من أكرم النساء القرشيات حسباً ونسباً, السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها وعنه. فالله تعالى يذكره في القرآن تكريماً له وكل المسلمين يقولون عنه سيدنا متى ما جاء ذكر إسمه أو سيرته إلى أن تقوم الساعة لقربه من التقوى. ثم ها هو ذا بلال بن رباح – الذي كان عبداً حبشياً أسوداً فقيرا, ومع ذلك فهو سيد كل مؤمن صادق, ويكفيه شرفاً أن النبي بشَّرهُ بالجنة فقال له ما معناه "أسمع خفق نعليك في الجنة يا بلال", لشدة قربه منه يوم القيامة, وقال: (إن سين بلال عند الله شيناً) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ترى كيف سيكون حال بلال إن كان في أمة سابقة للإسلام, تحديداً إن كان من بين بني إسرائيل؟؟؟ ..... هذا ليس سؤالاً عارضاً وإنما سنأتي بتفصيله وتأصيله لاحقاً.

لا يزال للموضوع بقية

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مكان هذا المقال ليس الحوار المتمدن
المناضل ( 2015 / 11 / 5 - 18:18 )
مقال تافه بكل المقاييس 
كنت أظن ان هذا الموقع موقع علماني ونقد الفكر الديني.... ولكن الاحظ في
في الآونة الاخيرة كثرت هنا مقالات تروج للخرافة... عيب على الحوار المتمدن الذي يساعد على نشر الجهل!


2 - هلم إلى ساحة النضال!!!
بشاراه أحمد ( 2015 / 11 / 5 - 22:11 )
هذا المقال عبارة عن حوار مع كتاب مقالات لمناضلين قبلك, وها نحن نرد عليهم بما عندها من حقائق هم أنكروها أو شوهوها,, حتى تكمل الصورة أمام القراء. فما الذي يغضب الآخرين؟ فالذي تراه أنت -خرافات- عند غيرك حقائق أليس من أصول الحوار المتمدن مراعاة الآخرين؟؟؟

الموقع إسمه (الحوار المتمدن) ونحن نلتزم الحوار وفق الضوابط الموجودة ونتناول المواضيع التي جاء ذكرنا فيها بغير الحق فنصحح المفاهيم. أما الذين يبحثون عن هوية المواقع -عنصرياً- فهؤلاء قرروا الهروب من المواجهة لعدم قدرتهم عليها فهل تعتبر هؤلاء لهم علاقة بالحوار المتمدن؟؟؟

تقول إن المقال تافه بكل المقاييس , ولكنك وكان الأولى بك أن تذكر لنا ولو مقياس واحد من تلك المقاييس حتى نرد عليك,,, فإن لم تستطع ذلك قيدنا الحادث ضد مجهول إلى أن يظهر الجاني.

نتوقع من الأخ المناضل أن يفعل لنا هذا النضال حتى لو كان ضد طواحين الهواء وشكرا.

تحية طيبة للقراء الكرام


3 - صباح الخير وبركة
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 11 / 6 - 06:51 )
اود ان انفى ما ذهبت اليه رغم عدم مطالعتى للجزء الاول من مقالتك واكيد ان فيها مدحا للعرب والاسلام فاقول لك الاية (خير امة اخرجت للناس ) تقابل اية شعب الله المختار فى اليهودية وسرقت الاية منهم التى الغى بها السيد المسيح الفوارق الطبقية وزادها الاسلام بلة ، كذلك الاية ( انصر اخوك ظالما او مظلوما ) حيث ان الاية هذه وحدها كافية لاثبات العنصرية واثبات زيف ما تدعيه .. فيقول السيد المسيح لو شاهدت ظلما افضحه ولاتسكت عنه، هل رايت يا بشاراه ااحمد الفوارق بين العقيدتيين والظلم والاجحاف فى الاسلام الذى تحاول انت اخراجه وتجميله باحسن الصور للمشاهدين والقراءالا تكف برب الكعبة عن هذه الهرطقات وانت تحاول وتحاول جهدك تجميل الصور المشهوة التى عفى عليها الزمن واخراجها بصور ومفاهيم جديده،، ملننا من هذا الكلام المسخ وفقدنا شبابنا وعشينا فى ظلال ظلم دين يدعى ظلما انه الحق وانه من عند الله فاى اله هو الهكم الصحراوى ذلك الذى يامر رسوله بنكاح جماعى وقتل الاطفال واغتصاب نساء الاخرين .. هل لكم رب تتكلمون باسمه، الا نعود الى المربع الاول عندما ننتقد العهد القديم بافعاله وانتم جددتم افعاله وظلمه بابشع صور؟
ملتقانا


4 - حسناً بيداويد, سنفتح الملف مرة أخرى
بشاراه أحمد ( 2015 / 11 / 6 - 11:49 )
أولاً: تقول إنك تود أن تنفي ما ما ذهبت إليه ولم تطالعه في الجزء الأول من مقالتي فما الذي تود أن تنفيه ... -الظن!!!-؟

ثانياً: لم أمتدح العرب كما ظننت, ولم أذمهم, والإسلام لا يحتاج إلى مدح,
ثالثاً: الآية (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ...) ليس المقصود بها العرب, بل تشمل كل من إنطبقت عليه شروطها من ولد آدم عموماً, وهي: (... « تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ » « وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ » « وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ »). فالذين قيلت فيهم من كل شعوب الارض, مثلاً: صهيب الرومي وسلمان الفارسي وهو من رهبان النصارى, وأبي هريرة اليمني وبلال الحبشي, وعبد الله بن سلام بن الحارث كان حَبْرا من علماء يهود بني قَيْنُقَاع فأسلم, الخ

فأين هذا من شعب الله المختار العبراني العنصري؟؟؟

رابعاً: (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) ليس آية وإنما حديث, فالمقصود بنصره ظالماً هو -صده عن الظلم- حتى إن أدى إلى قتاله.

خامساً: أما وقد فتحت الباب مرة أخرى وذكرت اليهودية والنصرانية فسأرد عليك في الجزء الثالث من موضوعنا هذا قريباً. وتذكر أنك أنت الذي طلبت منا فتح هذا الملف, وسنوفيك أياه في حينه.

تحية للقراء


5 - مقال تافه بكل المقاييس
مجدي محمدي ( 2015 / 11 / 6 - 16:14 )
مقال تافه بكل المقاييس


6 - المناضل مجدي - هون عليك قليلاً
بشاراه أحمد ( 2015 / 11 / 6 - 19:22 )
لقد قصدنا بالمقال حرق الأوراق الملفقة التافهة المفبركة وليس حرق الأعصاب المتوترة المحبطة.

لا تتعجل الحكم الآن فلا زال أمامنا أضابير من الأوراق نعمل على معالجتها.

نشكرك كثيراً على تقييمك الإيجابي لما كتبناه وأثباتك لنا أننا نجحنا فيه بإمتياز, وجميلاً منك أنك عرَّفتنا من هو ذلك المناضل المتستر .

تحية كريمة للقراء والقارء


7 - المناضل مجدي - هون عليك قليلاً
بشاراه أحمد ( 2015 / 11 / 6 - 19:40 )
لقد قصدنا بالمقال حرق الأوراق الملفقة التافهة المفبركة وليس حرق الأعصاب المتوترة المحبطة.

لا تتعجل الحكم الآن فلا زال أمامنا أضابير من تلك الأوراق والقصاصات نعمل على معالجتها فلا زلنا في البداية - تريث قليلاً.

نشكرك كثيراً على تقييمك الإيجابي لما كتبناه وأثباتك لنا أننا نجحنا فيه بإمتياز, وجميل منك أنك عرَّفتنا من هو ذلك المناضل المتستر .

تحية كريمة للقراء والقارء


8 - بشاراه احمد
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 11 / 6 - 22:55 )
تحية.. اكيد وبلا شك انت حر بما تريد ان تكتبه ولا اعتراض ولا خوف على ذلك ، اكتب ما تشاء وسارد على كل كلمة كاذبة .. انت اضحكتنى حول شخصية سلمان الفارسى النصرانى
تبريراتك لا تنفع ابدا حول حديث انصر اخاك ظالما او مظلوما ، لايمكنك تبيض هذا الحديث الاكثر عنصرية على الاطلاق .. انا شخصيا لايهمنى ابدا اذا كانت اية او حديث فان الاسلام يقدس كلاهما ، هذا الحديث هو عنصرى بكل تفاصيله ويمارسه الاسلام فى المحاكم وكذلك فى الواقع ضد الاخر، فالقران مسروق من العهد القديم لابل مجدد له باعنف صوره ولذلك تراه ان اياته مسروقه وكلماته مسروقة من شتى لغات الشعوب التى كان العرب يختلطون بهم من خلال التبادل التجارى او من خلال الحروب التى لم يترك الاسلام شعبا الا وخاض حروبا معهم هكذا كان اللهم يامرهم بان يادوا الفرض ويغزوا الارض
اما عن المنكر فحقا انك لمضحك فى طرحك اللامنطقى ،كيف يكون انه محرم على الارض ومحلل مع الزنا فى اقدس المقدسات امام حضرة الرب، اكرر اخى بشاراه ساكون بانتظار كتاباتك بكل رحابة الصدر واشتياق فانا اطالع مختلف الافكار واخذ المنطقية منها واهمل اللامنطقية منها
ملتقنا وتحية منى


9 - بيداويد العهد الجديد - بلا تعليق
بشاراه أحمد ( 2015 / 11 / 7 - 06:01 )
لوقا, إصحاح 12: (51- أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ، أَقُولُ لَكُمْ: بَلِ انْقِسَامًا),, (52- لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ، وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ),, (53- يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الابْنِ، وَالابْنُ عَلَى الأَبِ، وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ، وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ، وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا، وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا»).

(58- حِينَمَا تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلَى الْحَاكِمِ ابْذُلِ الْجَهْدَ وَأَنْتَ فِي الطَّرِيقِ لِتَتَخَلَّصَ مِنْهُ لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلَى الْقَاضِي وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الْحَاكِمِ فَيُلْقِيَكَ الْحَاكِمُ فِي السِّجْنِ).

(متى, إصحاح 10: (34- «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا),, (35- فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّه

بدون تعليق!!!

أما عن سلمان الفارسي عليك أن تراجع معلوماتك, المهم عندنا أنه لم يكن مسلما فأسلم.

تحية للقراء


10 - بيداويد العهد الجديد - بلا تعليق 2
بشاراه أحمد ( 2015 / 11 / 7 - 07:20 )
ثانياً: نحن لا نبرر وإنما نصحح ونؤكد ونبرهن, لأننا نملك الحقيقة والبرهان والمرجعية من جهة, وليس لنا أجندة خاصة من جهة أخرى (وليس على رأسنا بطحة) حتى نتحسسها.

وعندما نقدم الحقائق ونتصدى للأكاذيب والإفتراءات بثقة وثبات نستشهد بمراجعكم المقدسة, من منطلق المسئولية الأخلاقية تجاه جمهور القراء الكرام وليس من أهدافنا إقناع أفراد أو جماعات بعينها, فمن ظن ذلك يكون واهماً. لذلك نرد على العدو قبل الصديق, والخصم قبل الرفيق.

أما حديث (أنصر أخاك ...) الذي يستحيل عليك أن تستوعبه, ينبغي على البشر كلهم كتابته بالذهب الأبيض لأنه يمثل الإعتدال والتوازن الأخلاقي بالقسط ولكن أكثر الناس لا يعلمون وهناك مئات الآيات تؤيد ذلك وتؤكده .

ثالثاً: تقول إن القرآن مسروق من العهد القديم,,, حسناً إذاً قدم لنا (الأصل) الذي سرق منه القرآن إن كنت من الصادقين (هذا تحدي مباشر), لن نقبل فيه كلاماً مرسلاً كالعادة, ودع الحكم للقراء .

رابعاً: نراك دائماً تتبرأ من العهد القديم مع انه جزء أصيل من كتابك المقدس, وفي نفس الوقت اليهود يتبرأون من العهد الجديد أيضاً,, برهن لنا كيف يكون إيمانك ببعض الكتاب وكفرك ببعضه؟

... يتبع ..


11 - بيداويد العهد الجديد - بلا تعليق 3
بشاراه أحمد ( 2015 / 11 / 7 - 07:31 )
ينبع...
البقرة: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّن عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّن الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ 101). (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُود عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَال الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ 113). (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُود وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِن اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِن الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِير 120).

أن تتقبل ما تقرأ برحابة صدر -كما تقول- هذا يحسب لك, وأن تطالع مختلف الافكار وتاخذ المنطقية منها وتهمل غير ذلك هذه عقلانية -إن صدقت فيها-, ولكنني أخالفك في إعتقادك بأنني أكتب أفكاراً أو تبريرات, إنما أكتب حقائق موثقة ولا أدخل هواي النفس فيها أبداً (هذ مبدأ ثابت).


12 - صباح الخيرات اخى بشاره
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 11 / 7 - 08:21 )
هل ترى انك فى وادى ونحن فى وادى اخر، لامجال لى لاشرح لك الاية ولكن بامكانك ان تطالع شروحات الاية وحينها لك الحق بان تقول كل ما يمكنك قوله.، يظهر لى جليا ان فكرك محصور فقط فى الثقافة الصحراوية ولم تطالع الانجيل، هل تصدق يوما ان المسيح قصد حقا انه قد جاء ليلقى النار ام للاية قصد اخر تحاول تشويهها كما حال كل السلفيين من امثالك وليس بامكانك ذلك ابدا فكل شئ واضح فى المسيحية ،، باختصار لايمكننا ان نستوعب نتائج الاية انصر اخاك ظالما او مظلوما؟؟ اسالك اين تعيش انت هل على الكرة الارضية وفى بلد اسمه عربى ام على كوكب اخر؟ اين تعيش اين، اسال النتائج المتمخضة عن انصر اخاك والى اخره
ادعوك ان تقرا الكتاب المقدس بقلب مفتوح قبل ان تعترض عليه وكذلك ادعوك ان تفكر بكل اية من القران، ارجوك افعل ذلك بعيدا ان الكره والحقد وحينها سترى.. احتراماتى


13 - بيداويد العهد الجديد - تقبل بصدر رحب
بشاراه أحمد ( 2015 / 11 / 7 - 12:10 )
أذكرك بقولك إنك تتقبل ما تقرأ برحابة صدر, فهل لا زلت ملتزم بذلك؟ ارجوا هذا,
أنت لا تحتاج لأن تشرح لي الآية ما دام أن ذلك مستحيلاً عندك, ألمهم أنها معروضة بكتابكم بلسان عربي, ولا أظنك تتشكك في معرفتنا باللغة العربية لدرجة عجزنا عن فهم هذا النص الواضح المباشر -المعرب-.

أما إذا كانت هناك شفرة معينة لفهم كتابكم فما عليك سوى فك الشفرة بنفسك ثم مدنا بالمعنى الذي غاب عنا -مشكوراً-.

لاحظ أنني لم أزد على ذكر أعداد من كتابكم المقدس ولم أعلق عليها, ولم أتعرض لشخصك أو ثقافتك ولم أسألك أين تعيش على الكرة الأرضية ولم أذكر شيئاً فيه كره أو حقد الذين إتهمتني بهما. فما بالك إنفعلت لمجرد عرض عددين أو ثلاثة من كتابك فكيف يكون الحال إذا قلت برأيي -العلمي- فيها؟

دائماً تتحدثون عن الثقافة الصحراوية, كأنما جاء الإنجيل في القصور والجنان, علماً بأن الصحراء هي بيئة كل الأديان الثلاثة, وإذا كانت الحضارة تتطور بمرور الزمن فإن النصرانية أكثر حضارة من اليهودية, وأن الإسلام بلا شك أكثر حضارة من النصرانية بفترة زمنية تقترب من ستة قرون فإذا كانت حضارتك صحراوية أيضاً فلماذا تعير الناس بها وهم أبعد منها منك؟

تحياتي

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah