الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إتباع وإبتداع

سوسن أحمد سليم

2015 / 11 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما زلنا نصنع أصنامنا ونجعل لنا آلهة
....
الإتباع والإبتداع مسألة منها تنبع عين الضوء على من نكون، الهوية ليست الإسم ومعلومات الميلاد والأم والأب وبلد المنشأ ولون العينين والعلامات الفارقة، وربما في مراحل لاحقة للتوثيق البياني الشخصي ستتعدى إلى عدد المرات التي تتناول فيها طعامك وشرابك رربما كم مرة تتغوط وتبول..
الشخصية أبدع وأكبر من أن تتكور في دائرة الظاهر، نعم هي معلومات لتسهيل الحركة في هذا العالم والتي بدورها باتت أكثر تعقيدا فأكثر، لأن الأرض كانت بلا حدود بين مناطقها، وفي إبتداعها حد لحركة الإنسان عليها، وما تساوي الأرض بل الكون كل الكون بلا إنسان؟!.
غير أن هناك مساحات لا محدودة لتعريفها وكل مرة بشكل آخر من سابقه، نحن لسنا نحن كل مرة، الفرد فينا ليس واحدا رغم أنه أوحد بالنسبة لنفسه، وأعطي مثالا بسيطا.. حالات الشعور أكبر تعبير عن ذلك، تختلف شخصياتنا ما بين الغضب والرضا، الفرح والحزن، ووو، ليكون كل منا شخصية تختلف ولا تخالف الأصل، وهذا معنى أنها ليست واحدة لكنها متوحدة، نختلف في طرائق التعبير عنا كل مرة بحسب الحالة التي نحن فيها، إختلاف التعبير لا يعني أننا لسنا نحن الآن، هو جزء من مكوناتنا لا بد أن يظهر لنكتمل، بسلبياته مع تحفظي على كلمة سلبية، شخصيا لا أجد سلبا في الإنسان، وبإيجابياته، بل بكل صورة هي طي كونه وكل معنى فيه وكل إسم حمله ولو لم يعِ ذلك، لكنه دأب الحقيقة في أن ننتبه لها، سعيا منها كل مرة لتظهر لنا فيها شخصياتنا المختلفة فينا في فتح باب المعرفة الكلية ليبدأ التوحد بها جميعا وقبولها كما هي، ما يدعي قبولنا جميعا كما نحن في توحد أكبر آخره توحيد لكنه الإنسان أينما كان وكيفما كان.
في مخالفتنا لسنن الوجود الموجودة فينا فصل يساوي تماما الإبتداع حيث نركن إلى صفة منا نعرف أنفسنا بها على الأغلب متناسين صفات أخرى لإعتبارات شتى، أو معتمدين عدة صفات مجتزأة، إدراك الكل ليست بالقضية السهلة، لكنها تبدأ من الإعتراف بكل ما يظهر لنا منا، الرفض إتباع أعمى يشبه تماما هذا ما وجدنا عليه آباءنا، وهنا هذا ما ألفنا من صفة أو شعور متعارف عليه وموافق عليه ممن ينسقون لنا هوياتنا ويفرضون علينا كونها كما تقتضي توجهاتهم، غير أن البحر أكبر من شاطئه، والوقوف على الشاطئ خسارة لمتعة البلل وفي حال التوحد والتوحيد يكون الغرق هو الشاطئ الحقيقي.
إتباع صفة أو بعض صفات منا بأسمائها، هو تحويلها إلى آلهة جديدة وأصنام وأوثان نقدم لها باقينا قربانا على مذبح مجهول الهوية.
هويتنا نحن ..
إختلف فيما بينك لتتفق معك أكثر.
وربما للحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا