الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثالث):

بشاراه أحمد

2015 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا زلنا في دراستنا لمحاولات عادل العمري التي يريد بها بهت الإسلام بالعنصرية بعد أن ينجح في تأكيدها على العرب ظناً منه أن الإسلام هو دين العرب والقرآن – لأنه باللسان العربي المبين – هو "كتاب العرب" الذي يفتخرون به على بقية الأمم (كما يدعي) بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. وقد أثبتنا في موضوعينا السابقين الهوة السحيقة التي ألقى نفسه فيها بلا رحمة, والتناقضات المريعة التي تضمنها موضوعه بحيث ينفي ما يحاول إثباته في نفس الفقرة دون أن يفطن لذلك وقد وضعته الدراسة بين فكي كماشة أحدهما يمثل الجهل والتخبط, والآخر يمثل الكذب والشنآن. ولا بد من أن تكون النتيجة الحتمية لهذا السفه الفشل الذريع والإتيان بنتائج عكسية تماماً لمقاصد صاحبتها.

سنواصل ما وقفنا عنده من دراسة وتحليل للعرب ولغتهم العربية... في الموضوع السابق (جزء ثاني), فنقول ما يلي:

فاللغة لغتهم وهم المسئولون عن زعمهم. والقرآن جاء بأبلغ لغة فطر الله عليها البشر فهم لم يبتكروها من تلقاء أنفسهم, كاللغة التي طورت للتواصل مع الصم بالإشارة, ولغة المورس التي كانت مستخدمة في القرن الماضي في الإتصالات البرقية كثيراً, أو لغة الموسيقى أو لغات برمجة الحاسوب,,, الخ.

أما زعم العرب بأنهم أهل الكرم والمروءة والسخاء وأشجع الناس وأكثرهم حكمة,,, الخ كما يقول العمري, فهذا ليس أمراً غريباً عنهم, ولا عن غيرهم من البشر الذين سبقوا الإسلام, بل هذا يمثل أهم سمة لجاهليتهم التي جاء الإسلام لمحاربتها بتوعية الناس وتعرية شرها ومخازيها فيتحول تطبعهم عليها إلى إستياء ونفور ومواجهة ثم محاربة,,, حتى يسهل القضاء عليها وإبدالها بما هو أفضل منها, فكيف تناسيت كل هذه الحقائق الموثقة وإدعيت بأن لهذه الخصال الجاهلية الحمقاء علاقة بالإسلام والقرآن الكريم؟؟؟ ..... أيعمل العلماء والمفكرون والباحثون – في الأصل – لإرضاء أهواءهم على حساب القيم والمباديء والحق؟؟؟.

أولاً: العرب أميُّون, ليس لديهم كتاب سابق, ولكنهم عاصروا أهل كتاب يهوداً ونصارى, ثم هناك بقايا من حنفية إبراهيم الخليل, وورثوا الإلحاد والوثنية والمجوسية من آبائهم. بإختصار, كل جاهليتهم كانت تحت سمع وبصر أهل الكتاب. فإن كانوا عنصريون كما يقول الكاتب "وهذا ليس بعيداً عن الحقيقة" فقد ورثوها من أهلها وصناعها الذين ينبغي عليهم أن يحاربوها وفق تعليمات ووصايا أنبياؤهم ورسلهم بدءاً من موسى عليه السلام وحتى عيسى عليه السلام الذين جاءوا للبشرية بصيانة الحرية والمساواة بين الناس.

أما الإسلام فقد ورث هذا الحطام الذي خلفته تلك الأمم السابقة الهالكة البائدة منها والباقية على حد سواء. وقد خالفوا أنبياءهم ورسلهم جهاراً نهاراً, وحرفوا في كتبهم المقدسة حتى أصبحت غير صالحة للعمل والمرجعية ... وسنأتي بتفصيل ذلك في حينه بهذه الدراسة.

لذا فإننا نشك كثيراً في قولك يا عادل العمري بأنك سوف تحاول هنا تحليل جذور هذه العنصرية لدى العرب,, إذ أنك قد إنحرفت كثيراً عن المسار العلمي الصحيح, وقد أتيت في مقدمتك بمعلومات مغلوطة لم تقدم خلالها ما يمكن أن يعتبر منهجاً علمياً معتبراً, فما بُني على باطل فهو باطل. إذاً,, نتوقع منك موضوعاً مشوها تحكمه غاية مشبوهة, وأهدافها مخترقة مكشوفة هزيلة,, ولكن قَدَرُنَا أن نخوض في الأوحال لننقذ منها اللآليء والجواهر بقدر المستطاع. فيكفي أنك عجزت عن التفرقة ما بين (العرب) كأعراق وإثنيات وقبائل وبطون وأفخاذ,,, وبين (العربية) التي هي لسان لا علاقة له بهذه الأنساب والأعراق البتة.

على أية حال,,, نحن لا يهمنا كيف نظر العرب إلى أنفسهم ولا إلى الآخرين غيرهم سواءاً أكان ذلك قبل الإسلام أم بعده لأننا لا ننظر إلى الأنساب الفرعية في إطار ما حدده الشرع (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا), لذا,, يهمنا النسب الرئيسي وهو الإنتماء لآدم وآدم من تراب, وهذه الحقيقة تؤكد الندية والمساواة بين البشر, وأي تجاوز أو إلتفاف حول هذه الحقيقة يعتبر تدني خلقي وإجرام متأصل وإنسانية معطلة.

وهذه الحقيقة لم يفعلها ويصونها ويُشرِّع لها نظام في الكون كله قديماً وحديثاً سوى القرآن الكريم الذي صحح مفاهيم أهل الكتاب عن وصايا موسى وعيسى عليهما السلام بالمساواة بين الناس بلا إختلاف ولا تعارض مع الدين الخاتم الذي جاء مصدقاً لما بين يديه من كتب الله تعالى فقال نبيه ورسوله الخاتم محمد: (لا فضل لعربي على أعجمي, ولا لأبيض على أسود إلَّا بالتقوى).

ثم الذي يهمنا حقاً وسنتصدى لك فيه هو إدعائك بأثر الإسلام السالب على الناس وإدعاءك بعلاقته بالعنصرية التي تتحدث عنها وتنسبها للعرب بغض النظر عن التوجه والمنحى والغاية من وجود هذه العنصرية أساساً. فما دمت أنت تبحث عن جذور العنصرية العربية, وقد ضل سعيك لجهلك بحقائق الأمور سنقوم نحن (عبر القرآن الكريم) بهذه المهمة لأننا نملك العمق التاريخي والبعد العقدي الموحى من الله الخالق, والمعايير القياسية والتحليلية اللازمة لمثل هذه المهام التي نراك قد أسرفت في خلط الأوراق وشربكة الخيوط فيها بإمتياز.

ونراك هنا أيضاً قد رجعت مرة أخرى للخلط والتعميم الظاهر في هذه الفقرة... ألا تعرف أن الإسلام هو نظام كامل متكامل, ليس له جنسية ولا عرق ولا نسب ولا قبيلة ولا طائفة,,,؟ وأنَّ التطبيق أيضاً غير موقوف على أي عرق أو نسب أو قبلية أو قومية أو طائفة وحتى إن فعل بعض أو جل الناس ذلك؟ فإن كنت لا تعرف ما تبحث عنه ولا تدرك أو تلم بأبعاده ومداخله ومخارجه,, فكيف إذاً تريد أن تُقيِّم هذا النظام لذاته أو إستناداً على حالة عدم الإلتزام الكامل به أو ضعفه,,, ألا تعرف أن فاقد الشيء لا يعطيه؟؟؟

واضح أنك لست فقط لا تعرفه أو تزعم معرفته دون غيرك ولا حتى معناه الحقيقي من وجهة نظرك, بل أنت لا تعرف مراحل وخطوات التدقيق السليم, فالإسلام عنوان كبير للغاية يسبق خلق الإنسان نفسه, فأنظر إلى إسلام السماوات والأرض في قوله تعالى في سورة فصلت: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا «« قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ »» 11). وهو يمتد ليشمل الوجود كله, فمن تبع نوح فهو مسلم, ومن تبع إبراهيم فهو مسلم وكذلك الحال مع أتباع كل الأنبياء والمرسلين قبل وبعد موسى وعيسى عليهما السلام. فليس هناك إختلاف بين مسلمي نوح أول المرسلين وبين مسلمي محمد خاتمهم.

والإسلام هو كيان قائم بذاته يقترب منه الناس أو يبتعدون دون أن يتأثر تكوينه بهم وبتطبيقاتهم لتوجيهاته وشرائعه - تماماً كالمحيط أو البحر اللجي, يمكنك أن تأخذ منه ما تشاء من ماء وخيرات دون أن تستطيع نقله من مكانه أو تغيير مساره إلى حيث تريد. كما أنَّ الإلتزام بتطبيقه هو أيضاً عنوان كبير ومتشعب, وعليه فإن عدم التقيد بالنظام – في آلية التقييم عادةً - لا يحسب على ذلك النظام الخاضع للتقييم, وإنما يقارن به للوصول إلى تقييمه قرباً وبعداً وإختلافاً وتقاطعاً ومجافاة.

ومعلوم أن آلية ومبدأ التدقيق يتناول أولاً النظام للوقوف على نسبة الكمال فيه completeness, ثم بعد التأكد من هذا الكمال ينتقل لثانياً وهو تدقيق درجة الإلتزام به commitment, ولكننا نراك قد خلطت المسارين معاً فضل عنك مسارك فضلَّت مسيرتك.

بدأ الكاتب حديثه عن العرب فجاء بالكثير مما قيل فيهم "تاريخياً" وأدبياً,, فرجح وإستبعد وأيد وخالف وإفترض وإدعى, في غربلة وتمحيص مريرين ليبلور ما يؤيد صحة فرضيته التي يريدها أن تقول صراحةً (بتميز هؤلاء العرب عن غيرهم في العنصرية), لأنه "حسب ظنه أو مسعاه", كلما إقترب من هذه الغاية إزداد قرباً من إمكانية إلصاق العنصرة بالإسلام بل وإعتباره مصدراً لها أو لعل جذورها ضاربة ومتوغلة فيه.

وقد حاول جاهداً إيجاد ما يؤكد ويؤيد زعمه فحاول اللعب على وتر "وحدة عرق كل العرب" – إن إستطاع لذلك سبيلاً - ولكنه فشل في محاولته ومسعاه, بل وقد إعترف بقوله (دون أي إمكانية للزعم بوحدة عرقهم), فالآن يريد أن يلعب على وتر آخر حساس, - "ليربطهم باللغة" - محاولاً إعتبارها سمة عرقية, وقد أغراه جهله بالخوض في ما لا يفقهه فلم يزددْ من هدفه إلَّا بعداً وتباعداً وإبعاداً مريراً مخزياً بل محبطاً.

المهم عنده في المقام الأول - من دورانه حول الإسلام - أن يوجد رابطة عرقية عنصرية وثيقة ما بين العرب والإسلام قبله وبعده, ولو شبهة أو شك, لذا غاص في التاريخ وتبحر في الآراء التي تخدم له هذا الغرض ولكن ضل سعيه وفشل في ذلك أيضاً فشلاً ذريعاً لعدم قدرته على التفرقة ما بين "العرب" ككيانات قبلية عرقية متناحرة, وبين "العربية" التي هي "لسان مبين", والتي تعتبر الرابط الوحيد الذي يجمع هذه الكيانات لأنهم مفطورون عليها, كالماء والهواء والطعام الذي لا يفرق بين عرق وآخر من بشر أم أحياء غيرهم.

على أية حال,, فإن العُرْبُ/العُرُبُ: هم سكان الأمصار, والأعْرَابُ منهم: هم سكان البادية, وتجمع الكلمة على: أعَاريْبَ, وعَرَبٌ عَارِبَةٌ وعَرْبَاءُ وعَرِبَةٌ بمعنى: صُرَحَاءُ. ومُتَعَرِّبَةٌ ومُسْتَعْرِبَةٌ بمعنى: دُخَلَاء.
على أية حال,, فإننا سنتجاوز كل تحليلاته المتعلقة بالعرب "في هذا الموضوع بالذات", وسنكتفي بإعترافه بقوله: (أما أصل عرب الجزيرة فاختلفت فيه النظريات وكثرت الآراء وتشعبت وليس هناك معلومات قاطعة في هذا الصدد), وسنعتبر رأيه وسعيه من ضمن هذه الآراء الكثيرة المتشعبة التائهة الهائمة, وبالتالي تكون معلوماته التي أجهد نفسه فيها معلومات رخوة هلامية غير قاطعة ولا قوام لها أو سند بأي حال. غير أننا سنضطر إلى مناقشة بعض الفقرات التي نرى من ورائها غاية خفية أو سوء فهم أو نية لنكشفها للقاريء لتكتمل وتعم الفائدة.

تحليلنا لما سبق من محاولات لعادل العمري نلخصه في بعض النقاط الهامة, وهي كما يلي:
1. أراد أن يبهت الإسلام بالعنصرية, فلعله لم يجد من بين آياته وأحاديثه شيئاً يمكن أن يحقق من خلاله هذه الغاية العدوانية الكريهة, فهام على وجهه ترمماً في الركام وجوساً في الظلام.

2. قرر البحث والتمحيص في تاريخ العرب لعله يعثر على شاردة أو واردة هنا أو هناك, فلم يترك عرب ولا أعراب ولا بائدة ولا مستعربة, كل ذلك الجري وراء سراب بقيعة على أمل أن يفبرك له مأخذا أو أكثر يسوغ له أو يؤيد له إدعاءه بعنصرية العرب, وفي الواقع - إن كان هذا هو هدفه لإكتفى بفقرة واحدة أو على الأقل تصف صفحة يصل فيها إلى العنصرية العربية – ولكنه يريد الربط "عنصرياً ما بين العرب والإسلام, هذا هو الهدف من الموضوع أساساً فلم يعد حتى بخفي حنين.

3. ثم خاض في نسب النبي وفي أثره لعله يجد شيئاً يشفي به غليله على الأقل يدلل على أن النبي عنصري وقبلي وإثني وعرقي, فوجد النبي يقول (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب), فهاج وماجل وأرغى وأزبد (لقد وجدتها!!!) ها هو ذا محمد يفتخر بعرقه ونسبه, ثم جمع فأوعى, ثم حشر فنادى, فذهب إلى المواقع المشبوهة الأفاكة ليترمم هناك فأجاءه الله بأكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل. فوجد القرآن الكريم له بالمرصاد, وهو يقول له أنظر جيداً!!! هل تجد من بين سوره وآياته شيئاً جاء فيه ذكر لنسب النبي محمد – ولو تلميحاً – أو أبويه أو أجداده أو قبيلته, أو حتى عن أزواجه وأولاده وأحفاده وأحبابه؟؟؟

4. ربط ما بين العرب كأمم وقبائل وأنساب عرقية وجهوية,,, وبين اللغة العربية التي هي (لسان) فطر الله العرب عليه, فأراد أن يصطاد في الماء العكر, فنسب القرآن الكريم للعرب وإدعى انه كتابهم المقدس لديهم, ثم ربط هذا الكتاب بخصال العرب الجاهلية التي من بينها العنصرية وهذا هو مسعاه في الأساس, فعاد بذلك إلى ما قبل نقطة البداية محبطاً كسيراً.

5. لم يقدم خلال موضوعه المسهب أي دليل أو برهان أو حتى مرجع موثوق محترم يمكن لأحد أن يحاججه به بل إكتفى بحشد هائل من الأباطيل والإفتراءات والآراء والترجيعات لأن ذلك التعويم والربكة تحقق له (لدى العامة) زخماً يجعلهم يظنون فيه الصدق والمنهجية العلمية والدراسات البحثية, ولكن هيهات, فقط إنفضح في عقر داره وبين أقرانه ومؤيديه والمطبلين له من الذين إعتادوا السفه والتلفيق والغوغائية لا أكثر.

إذاً,, أين تكمن العنصرية التي تلوكها الألسن وتدور حولها وهي: من جانب تُظهر ذمَّهَا ومحاربتها ومن جانب آخر تبطن قناعتها بها وصب الزيت على نارها لتظل حية مشتعلة ومتكاثرة.
فقبل الجواب على هذا السؤال البديهي, علينا أن نجاوب على بعض الأسئلة المنطقية التي منها مثلاً:
1. ما هي العنصرية وما هو مصدر؟
2. من هو أول من مارس هذه العنصرية من البشر, ولماذا؟
3. ما هي تلك الأمم التي تفشت فيها العنصرية فأرسل الله تعالى الأنبياء والرسل للقضاء عليها وتحرير الناس من قيود عبوديتها وذلها؟
4. ما هي مهمة موسى كليم الله الأساسية التي أرسله الله من أجلها وما المشكلة الإنسانية التي جاء أساساً لحلها, ومن هم ضحاياها؟
5. ما هو دور بني إسرائيل في تأصيل العنصرية والعسف في ممارستها قديماً وحديثاً؟
6. ما دور النصارى في ممارسة العنصرية و/أو السكوت عنها, بل وإيجاد المبررات لها,
7. من الذي تصدى "علناً" وبكل قوة وحزم وحسم للعنصرية بكل تفرعاتها, وما الدليل على ذلك؟

أولاً: العنصرية هي مصطلح أعجمي ليس له (مفردة) تقابله في اللغة العربية, وإنما هناك مفردات عديدة كلها سمات وصفات قبيحة منبوذة مذمومة تجمعها مفردة واحدة جاء بها القرآن منفرداً هي كلمة (جاهلية), فمن وجدت فيه خصلة من تلك الخصال كانت فيه خصلة من الجاهلية ستظل عالقة به حتى يدعها, ومن إجتمعت في كل أو أغلب هذه الخصال فهو جاهلي متخلف منبوذ (منافق).

فهذه السمات أو الخصل العنصرية تتضمن الآتي:
1. كل شعور أو عمل أو قول أو إعتقاد من شخص أو جماعة أو مجتمع أو أمة يجعل صاحبه/أصحابه يعتقدون أو يسعون لتمييز أنفسهم "إستعلاءاً" على غيرهم من البشر, بأي قدر.
2. أي سلوك من فرد/ جماعة،،، يكون فيه شيء من إحتقار أو إستضعاف أو دونية أو إستغلال لغيره من البشر وتسخيره لأغراضه الخاصة دون رضاه وموافقته وتعويضه,
3. أي تجبر وتكبر وإعتداء وتطاول,,, من شخص ما على غيره من إخوانه البشر ,

وبالطبع فإن مصدر العنصرية (الجاهلية) هو إبليس اللعين عدو الإنسانية اللدود,
فأول جذور العنصرية هي عند إبليس اللعين, وقد بين الله تعالى ذلك في سورة الأعراف, قال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ ويَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ 11), (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ « أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ » 12), فكان أساس العنصرية هو الكبر والتعالي على الآخرين.

ثانياً: أول من مارس هذه العنصرية من البشر هو "هابيل", ضد أخيه "قابيل",
إذاً ثاني جذور العنصرية لدى البشر صورها الله في سورة المائدة, قال عن إبني آدم: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ « قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ » « قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ » 27), (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ « إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ » 28), وهكذا كان ثاني أهم بند في العنصرية هو الحسد والبغضاء على الآخرين,, بجانب الشعور بالنقص أمام الناجحين المتفوقين المتقين.

ثالثا: الأمم التي تفشت فيها العنصرية فأرسل الله تعالى الأنبياء والرسل للقضاء عليها وتحرير الناس من قيود عبوديتها وذلها عديدة, بعضها سبق بني إسرائيل, وبعضها لحقها وجاراها:

الأمم التي سبقت بني إسرائيل, هي:
1. قد أتت بثالث جذور العنصرية وهي الطبقيَّة والتسلط والفوقيَّة, فهذا نبي الله نوح عليه السلام - أول الرسل لولد آدم - أرسله الله إلى قومه الذين عُرفوا بالطبقيَّة وإضطهاد المتكبرين المتعالين (الملأ) المستضعفين المحُتَقَرِين والمسهوكين من غالبية الشعب, قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ 25), سعياً وراء تغيير المجتمع من الكفر إلى الإيمان, ومن الطبقية إلى المساواة والعدل والأمان والإحترام بين الناس, فقال لهم: (أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ 26).

ولكن هذا ما لا يمكن أن يقبل به (الملأ) المتكبرين المتجبرين منهم على غيرهم, فجزعوا من دعوة نوح بمساواتهم بعبيدهم الذين يعتبرونهم من (أرازلهم), قال تعالى: (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا « وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ » - وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ 27). حتى إبنه لعله كان من هذا (الملأ), قد فضَّل أن يجازف بحياته غرقاً من أن يركب مع هؤلاء (الارازل).

قال تعالى في ذلك: (قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ 43). وهكذا كان ثالث بند في العنصرية هو الطبقية والكبر والتسلط والفوقية على الآخرين وإحتقارهم وإستغلالهم.
واضح أن العنصرية تتصاعد وتتنوع وتتسع دائرتها السوداء مع مرور الزمن وإزدياد وتكاثر البشر والثروات وملذات الحياة ومفاسدها.

2. وفي قوم عاد, أضيفت بنود أخرى للعنصرية هي الإفتراء والجحود والجبروت والعند والإجرام, قال تعالى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ 50), (يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ 51), (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ 52), فأهلكهم الله بذنوبهم وعنصريتهم ثم قال: (وَتِلْكَ عَادٌ « جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ » « وَعَصَوْا رُسُلَهُ » « وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ » 59).

3. وآل مدين أضافوا للعنصرية بنوداً أكثر خبثاً وضعة,, وهو إنقاص الكيل والوزن, وإبخاس ألناس أشياءهم, ثم عثوهم في الأرض مفسدين, قال تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ « وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ » إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ 84), (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ « وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ » « وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ » 85), ولكنهم لم ولن يقبلوا بحرمان أنفسهم من إستغلال الضعفاء والمساكين, لذا تصدوا لنبي الله شيعباً, قال تعالى: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ 87).

رابعاً: آل فرعون مع بني إسرائيل:
إلى أن جاء عهد موسى عليه السلام, بعد أن إزداد الأمر سوءاً بتجبر وإستعلاء وبطش فرعون وملئه وإستعباده وقهره لبني إسرائيل, قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ 96), (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ 97).

وقال الله لموسى في سورة طه: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى 24), إلى أن قال: (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي 42), (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى 43), (فَقُولَا لَهُ « قَوْلًا لَّيِّنًا » لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى 44), إلى أن قال لهم: (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى 47). فأضاف فرعون وملئه بنوداً للعنصرية أقبح وأشرس, وهو بجانب الإستعباد كان القتل والتنكيل والتعذيب المعنوي قبله بتذبيح الأبناء وإستحياء النساء أمام أعينهم ثم القهر الذي يعتبر الموت بالنسبة له رحمة.

فكانت مهمة موسى إيقاف هذا التدهور الخلقي والإنساني بأي ثمن, وتخليص بني إسرائيل من قبضة آل فرعون وإبعادهم عنهم, قال تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى 77). فنفَّذ موسى أمر ربه فأنقذ قومه بني إسرائيل من العذاب المهين ونجح في إفلاتهم وإبعادهم من قبضة فرعون الطاغية, ولكن:

- هل شكروا لله فضله عليهم وقد أنجاهم من عدوه وعدوهم وأمَّنهُم وأكرمهم؟
- هل كرهوا الظلم والعنصرية والتعالي والكبر والإستغلال وإستعباد الآخرين الذي عانوا منه وقاسوا طويلاً أم عشقوه ومارسوه في غيرهم بأكثر وحشية وشراثة وغلظة؟؟؟
- هل كرهوا علو فرعون وقسوته وظلمه أم فعلوا بغيرهم ما فعله بهم فرعون وزادوا عليه أضعافاً مضعفة ولا يزالون كذلك؟؟؟

إذاً لماذا قال الله تعالى لهم "مذكراً": (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ-;- 80), (كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى 81). فهل إستمعوا لقول ربهم وعملوا به ولم يطغوا فيه؟؟؟ ..... الجواب بالطبع "كلَّا", لقد بلغوا من ضروب الشر والغلظة وقسوة القلب بدرجة لم يبلغها جبار قبلهم ولا بعدهم, بل أصبحوا "جبارين في الأرض" بلا منازع ولا ند.

فأول ممارسة للعنصرية بين الذكر والأنثى هم أهل الكتاب, والتي كانت ضد المرأة "تحديداً", إذ أنهم – من بداية خلق البشر - إتهموا إمرأة آدم "منفردة" بذنب الأكل من الشجرة وأنها هي التي أغوت أدم عليه السلام.
فأنظر إلى التفاصيل التي وردت في سفر خروج, إصحاح 3: (1- وَكَانَتِ الْحَيَّةُ احْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الالَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْاةِ: «احَقّا قَالَ اللهُ لا تَاكُلا مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟».. فَقَالَتِ الْمَرْاةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَاكُلُ.. وَامَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لا تَاكُلا مِنْهُ وَلا تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا»... فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْاةِ: «لَنْ تَمُوتَا!..)

(فَقَالَ: «مَنْ اعْلَمَكَ انَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ اكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي اوْصَيْتُكَ انْ لا تَاكُلَ مِنْهَا؟» .. فَقَالَ ادَمُ: «الْمَرْاةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ اعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَاكَلْتُ». .. فَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ لِلْمَرْاةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْاةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَاكَلْتُ». .. فَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ لِلْحَيَّةِ: «لانَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ انْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَابا تَاكُلِينَ كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكِ..
وَقَالَ لِلْمَرْاةِ: «تَكْثِيرا اكَثِّرُ اتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ اوْلادا. وَالَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ «« وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ »»).
إذاً فالعنصرية ضد المرأة عند أهل الكتاب واضحة, فهم يحمِّلونها مسئولية الغواية لنفسها ولرجلها, وآدم بريء من الغواية هذه, وبهذه الغواية حُكم عليها بأن يسود الرجل عليها.) فهل قال نبي الله موسى لهم ذلك؟؟؟ ..... وهل هذا ينسجم مع شخصيته وفضله وقدره؟؟؟

على أية حال,,, قارن هذا المفهوم العنصري مع ما قاله الله في القرآن الكريم نافية عن إمرأة آدم شهة تفردها بالذنب دون آدم الذي وصمها بها أهل الكتاب,, وذلك بقوله تعالى في سورة البقرة: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ « وَكُلَا » مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا « وَلَا تَقْرَبَا » هَذِهِ الشَّجَرَةَ « فَتَكُونَا » مِنَ الظَّالِمِينَ 35), ( « فَأَزَلَّهُمَا » الشَّيْطَانُ عَنْهَا « فَأَخْرَجَهُمَا » مِمَّا « كَانَا فِيهِ » وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 36).
فكما تلاحظ أنه قد خطابهما معاً بضمير "المثنى", لأن كليهما متورط في الغواية والذنب والمعصية والتبعة والطرد. فلا عنصرية ضد المرأة هنا, بل الآية تقول بأن الموجه إليه الأمر مباشرة – في الأساس - هو آدم بقوله تعالى: (... وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ...).

ثم أنظر إلى عنصرية آل فرعون وتبني بني إسرائيل لها في قوله تعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ 49).

خامساً: مهمة موسى كليم الله الأساسية التي أرسله الله من أجلها هي التوحيد وإنقاذ قومه من قبضة فرعون, والمشكلة الإنسانية التي جاء أساساً لحلها هي العنصرية (الجاهلية) والجبروت والطغيان, وضحاياها – في البداية - هم بني إسرائيل.

سادساً: أما دور بني إسرائيل في تأصيل العنصرية والعسف في ممارستها قديماً وحديثاً فقد فاق كل تصور. فأنظر هنا إلى عنصرية وجبروت وغلظة بني إسرئيل التي صورها القرآن الكريم, قال تعالى: (ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 85).

أبَعْدَ كل هذه المواجهة والتوجيه والنصح والتذكير لهم بالعواقب, هل تحسن أداءهم وسلوكهم وقلت تجاوزاتهم؟ ..... لا,, بالعكس إزدادوا قسوة وجبروتاً وإصراراً على ما هم فيه, فأنظر ماذا فعلوا بيحي وزكريا, ثم بعيسى عليهم السلام لو لا أن أنجاه الله منهم ورفعه, ثم إستمر عدوانهم على النبي الخاتم الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ومعرفتهم لمحمد أشد,, قال تعالى عنهم: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ « وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا » فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا « كَفَرُوا بِهِ » فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ 89).

وقال تعالى: (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ 90). فكان رفضهم لإنجيل عيسى بن مريم, وقرآن محمد الخاتم بدافع عنصري عرقي إثني بحت, فهم كانوا يتوقعون أن يكون "أحمد" عبرانياً منهم (من ولد إسحاق), فلما جاء من العرب (من ولد إسماعيل الذبيح) رفضوه وعادوا حتى الملك جبرائيل الذي جاء بالوحي إليه, ثم ميكال والملائكة كذلك.

قال تعالى: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ-;- قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ 97). (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 109). وقد حرصوا على أن تمتد العنصرية حتى في الآخرة, ليتميزوا عن غيرهم هناك, قال تعالى عنهم في ذلك: (وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ «« قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ »» 111).

وإستمرت العنصرية بين أهل الكتاب إلى يومنا هذا, كل منهم يرى نفسه فوق الآخر, وقد صور الله ذلك التنافس والتدابر بقوله: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ « لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ » وَقَالَتِ النَّصَارَى « لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ » - وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ - كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ 113).

ثم إنتقلت العنصرية من بينهم ليوجهوها ضد نبي الإسلام وتواطؤوا على ذلك, قال تعالى له: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ 120).

وإليك بعض النماذج من العهد القديم بالكتاب المقدس لديهم فيما يلي:
لقد عرض موسى بن عمران عليه السلام نفسه للخطر, بل للتهلكة بوقوفه في وجه آل فرعون ذي الأوتاد الذين طغو في البلاد فأكثروا فيها الفساد. كل ذلك لينقذ بني إسرائيل من الذل والقهر والإستعباد,,, الخ فهل يعقل أن تتضمن شريعته شيئاً مما جاء محارباً له وفعل ما تنوء به الجبال من تحمل التعب والعنت والمخاطر من أجل تنفيذ ما أرسله ربه من أجله وهو الإيمان به واحداً أحداً ثم بسط الأمن والأمان والمساواة والعدل بين الناس فمن أين جاء قومه بهذا الجبروت والقسوة والفجور من بعده ونسبوه إليه ظلماً وعدواناً وبهتاناً؟؟؟ فأنظر إلى هذه النماذج المرعبة المفجعة:

ففي العهد القديم جاء بالكتاب المقدس ما لا يمكن أن يفعله أو يرتضيه أو يصبر عليه نبي الله وكليمه ورسوله موسى عليه السلام, فأنظر ماذا قالوا إفتراءاً عليه:
(‌أ) قمة العنصرية جاءت في سفر تثنية, إصحاح 23: (3- لاَ يَدْخُلْ عَمُّونِيٌّ وَلاَ مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ).

(‌ب) أنظر ماذا قالوا في سفر يشوع, إصحاح 16: (10- فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَكَانُوا عَبِيدًا تَحْتَ الْجِزْيَةِ).

(‌ج) ثم ما رأيك في هذه العنصرية الفجة التي جاءت في سفر تثنية, إصحاح 20: (10- «حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ). (11- فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ). (12- وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا). (13- وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ). (14- وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ).

(15- هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ « الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا » الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا). (16- وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا « فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا »). (17- « بَلْ تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا »: الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ).

فهل يعقل أن يأمر الرب إله موسى بإضطهاد الناس وقتل الأطفال وترويع الآمنين القريب منهم والبعيد جداً؟؟؟ ..... وهل يعقل أن يقول موسى بمثل هذه البشاعات أو يسكت عنها فضلاً عن أن يأمر بها؟؟؟ لا والله,, حاشاك يا رسول الله, يا أحد أولي العزم من الرسل وقد أرسلت لترفع الظلم والضيم عن الناس. والذي بعثك بالحق هو القائل عن بني إسرائيل ما جاء بسورة المائدة: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ - « مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا » « وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا » - وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ 32).

ولكن أنظر إلى جرأة هؤلاء الجبابرة على القتل والإبادة الجماعية والدمار الشامل ثم إلصاقه بنبي الله ورسوله موسى عليه السلام (حاشاه).

(‌د) جاء في سفر يشوع, إصحاح 10: (39- وَأَخَذَهَا مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا، وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَحَرَّمُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، كَمَا فَعَلَ بِحَبْرُونَ كَذلِكَ فَعَلَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا، وَكَمَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا). (40- فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ).

(‌ه) وأنظر إلى هذه التفرقة العنصرية التي جاءت في سفر اشعياء, إصحاح 61: (5- وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعَوْنَ غَنَمَكُمْ، وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ). (6- أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ، تُسَمَّوْنَ خُدَّامَ إِلهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ، وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ).

(‌و) وفي سفر يشوع, إصحاح 11: (12- فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ).

(‌ز) ويقول في سفر تثنية, إصحاح 7: (2- وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ، وَضَرَبْتَهُمْ، فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لاَ تَقْطَعْ لَهُمْ عَهْدًا، وَلاَ تُشْفِقْ عَلَيْهِمْ). (3- وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ. بْنَتَكَ لاَ تُعْطِ لابْنِهِ، وَبِنتْهُ لاَ تَأْخُذْ لابْنِكَ), (4- لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعًا), (5- وَلكِنْ هكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ، وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ، وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلَهُمْ بِالنَّارِ), (6- لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ).

(‌ح) مزيد من العنصرية التي وثقوها بأيديهم ولم تدعى عليهم, ففي سفر تثنية, إصحاح 15: (2- وَهذَا هُوَ حُكْمُ الإِبْرَاءِ: يُبْرِئُ كُلُّ صَاحِبِ دَيْنٍ يَدَهُ مِمَّا أَقْرَضَ صَاحِبَهُ. لاَ يُطَالِبُ صَاحِبَهُ وَلاَ أَخَاهُ، لأَنَّهُ قَدْ نُودِيَ بِإِبْرَاءٍ لِلرَّبِّ),, (3- الأَجْنَبِيَّ تُطَالِبُ، وَأَمَّا مَا كَانَ لَكَ عِنْدَ أَخِيكَ فَتُبْرِئُهُ يَدُكَ مِنْهُ).

(‌ط) وفي سفر تثنية, إصحاح 23: (19- «لاَ تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا، رِبَا فِضَّةٍ، أَوْ رِبَا طَعَامٍ، أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَّا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا),، (20- لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا، وَلكِنْ لأَخِيكَ لاَ تُقْرِضْ بِرِبًا، لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا).

ولكن بالمقابل أنظر إلى قول الله تعالى في سورة البقرة: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 188).

لا يزال للموضوع بقية

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بشاراه احمد تحية
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 11 / 9 - 14:16 )
تحليلى لما تكتبه وكحال الاخرين للصنف الذى تنتمى اليه انك/ م تعانون مرض اسمه النصارى وهذا يشكل لكم ارهاق وقلة النوم والهستيرها .. عليك ان تعرف جيدا ان المسيحية لا تعرف بالانبياء الدجالين مهما حصل اولئك الذين سرقوا ثقافات الاخرين وحملوا السيف المهان ومارسوا الطغيان والعنصرية باعلى اشكالها القذرة، لم تشير لنا من اية مصادر اعتمدالقران، هل اعتمد السريانية وحدها ام الفارسية او الحبشية ام جميع هذه الثقافات كانت المصادر للقران،، اما اذا قلت لنا يا زميلنا بانه منزل فارجوك ان تثبت لنا ان كيفية انزاله واسباب كل هذا الكم من الاخطاء فى طيات اياته فهل ان اله الاسلام يخطآ انه يراجع اخطائه فيما بعد بعد ان يفكر كثيرا بالجرائم التى يفتيها بحق الاخرين
زميلنا القدير،، انا اكتب لك باسلوب عام يمكن لجميع الفئات قراءته بسهولة
احتراماتى وتحياتى


2 - ليس لدينا تنافس مع الأديان الأخرى 1
بشاراه أحمد ( 2015 / 11 / 9 - 16:54 )
أخ وليد: رجاءاً إستمع لما أقوله لك جيداً

أولاً: أنت تقول بأنك تؤمن بأحد الأنبياء والمرسلين هو المسيح عيسى بن مريم, وأنا أيضاً أومن بهذا النبي الرسول ضمن خمسة وعشرين نبياً ورسولاً, آخرهم محمد الخاتم, والإختلاف بيننا في تعريف هذا النبي والرسول الذي تؤمن أنت به. فالتعريف الذي عندي مُقام عليه الدليل وقد عرضته على القراء -موثقاً- أما تعريفك له أنا لا أعترف به, وأنت لن تستطيع أن تقيم عليه الدليل, لذا لا شأن لي بمعتقدك إبتداءاً.

ثانياً: أنت تسمي دينك المسيحية على إسم المسيح, وأنا التسمية التي عندي هي -النصارانية-, وفق التعريف الموثق في القرآن, فإن كنت تقصد بـ -المسيحيين- هم أتباع عبد الله ورسله ونبيه وآيته عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام,, مصدقاً بالتوراة وصاحب كتاب الإنجيل, فأنا أعترف به تماماً كما أعترف بسلفه موسى وخلفه محمد, لا أفرق بين أحد من رسل الله وإلَّا كنت من الضالين. وأؤمن بالتورات والإنجيل والزبور تماماً كإيماني بالقرآن الكريم, ولكني لا أعمل بهما. وليس لي أي خيار آخر ولا أتطلع إليه. فأنا ليست لدي مشكلة في إيماني وأعرف حدودي وحقوقي وواجباتي. فلا تحملني وزرك ووزر غيرك.

... يتبع


3 - ليس لدينا تنافس مع الأديان الأخرى 2
بشاراه أحمد ( 2015 / 11 / 9 - 17:57 )
... تكملة ...

ثالثاً: آلاف الأديان والمعتقدات التي يدين بها البشر ليست محصورة فقط في (اليهودية والنصرانية والإسلام), وليس لدينا تنافس مع اليهودية ولا النصرانية أو غيرهما بأي حال, فما الذي يجعلنا نرهق ويقل نومنا من النصرانية أو من هذه الآلاف من الأديان التي إعتنقها أصحابها بإختيارهم؟

وما الذي يضيرنا لو آمنا بمفردنا وكفر من في الأرض جميعاً ؟
وماذا يضير الله أو يضره من كفرهم؟؟؟ ..... وما النفع الذي يعود عليه من إيمانهم؟؟؟

فكر في نفسك يا عزيزي , وإتبع الدين الذي إخترته لنفسك بقناعة ورضى, ولا تهتم بالآخرين بل أتركهم لإختيرهم فكل نفس بما كسب رهينة والذي يحاسب هو الخالق وحده.

رابعاً: نحن لا شأن لنا بالآخرين قد نشفق عليهم ولكننا لا نحقد ولا نعادي ما لم يفرض علينا العدوان, ولكن الذي يحاول التعدي لِحِمَانَا ناهضناه وألزمناه حده وكفى.

تحية طيبة للقراء


4 - شكرا لك اخى بشراه
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 11 / 9 - 20:01 )
شكرا على ردك المهذب ولكن الا تعلم ان مشاكل الشرق الاوسط ومعناة الشعوب فى كل انحاء الارض ناتجة عن مفاهيم الاسلام، هل وجدت اليوم ان لم نقول يوما اخر مضى ان الشعوب تتقاتل على الامور العقائدية الا المسلمون وحدهم يكفرون ويخربون ويهجرون ويرفعون السيف ، الا ترى ان المفاهيم الاسلامية هى السبب الاول والرئيسى لمعناة البشر واينما حل المسلم حلت المشاكل ولاحظ ان تسعة وتسعون بالمئة من مشاكل الكرة الارضية والسماوية سببها المسلمون ام لك كلام اخر؟ الم يحين الوقت الان قبل اى وقت اخر ان يعيد المسلمون النظر فى خطابهم الدينى وفتاوى التى تصدر من رجال الدين المسلمين ومنهم رؤساء الكفر والتخريب فى مملكة السعود
للكلام كثير
تحية

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah