الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر الواضح يجعل المهمة واضحة

ماريا خليفة

2015 / 11 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



أنت تعمل على إنجاز مشروع له موعد نهائي محدّد، ولكنك تبدو غير قادر على التركيز. وذلك قد يعود إلى تشوّش الأفكار في ذهنك. ينصرف فكرك أثناء العمل إلى التفكير بالمشاريع التي ستقوم بها في عطلة نهاية الأسبوع وبالمشاكل العائلية التي لا تنتهي ولا تجد لها حلّاً منذ أمد بعيد. ثم فجأة ينتابك القلق وتبدأ بالتساؤل عن كيفية إنهاء المشروع في الوقت المحدد. هذا الموقف لا ينجو منه أحد تقريباً وهو يعكر صفو ذهنك ويجعلك تشعر بالقلق الشديد والضغط من دون سبب حقيقي. فما العمل؟

إنها مسألة مزعجة بالفعل وغالباً ما نواجهها جميعاً. وبالرغم من أن المشاكل المزمنة المرتبطة بالتركيز تشير إلى اضطراب نقص الانتباه أو خلل آخر، إلا أن دماغك وطريقة عمله يتأثّران على الأرجح بنمط الحياة الحديث غير المنظّم والكثير الضغوط. وتشبه هذه الحالة العبء الذي نحمّله للكمبيوتر عندما نفتح نوافذ كثيرة في الوقت نفسه فلا نعود نعرف أيها لها أهمية وأيها لا.
رغم كثرة الهموم والأعمال التي تشغل بال كل واحد منا، يمكننا أن نتعلّم كيفية تنظيم أفكارنا باتباع التقنيات الخمس التالية:
• خصّص وقتاً واكتب كل أفكارك ومشاريعك.
• قسّم هذه الأفكار التي كتبتها إلى ثلاثة أعمدة على ورقة جديدة، واستخدم العنوانين التالية: "مهام مستعجلة" و"مهام مؤجلة" و"مهام يمكن الاستغناء عنها".
• ركّز على الأفكار المصنّفة في فئة "مهام يمكن الاستغناء عنها" واحذفها من فكرك الواحدة تلو الأخرى.
• أكتب لائحة تسميها "لاحقاً" وخصّصها للأفكار التي قد يسمح لك الوقت بإنجازها في المستقبل.
• حدّد خطوات تنفيذية للائحة "المهام المستعجلة" باستخدام مفكرة أو جدول زمني.
في الوضع المثالي سوف تتمكن من وضع ثلث أفكارك كحد أقصى في كل فئة. وإذا لم تتمكن من أن تفعل ذلك، فيجب عندئذٍ أن تزيل أي تشوّش آخر من فكرك وليس فقط المهام غير المنجزة. وذلك بدءًا من المشاكل الشخصية والمخاوف والقلق والتساؤلات، وصولاً إلى أحلام العطلة والسفر – وكل ما يمكن إضافته إلى هذه اللائحة.
ينجح معظم الأشخاص في تنظيم مهامهم عبر إدراج ثلثها في كلّ من الفئات. وفي حال شكّل لك هذا الأمر أيّ تحدٍّ، فلعلّ السبب هو تعلّقك بإنجاز الأمور المدرجة في فئة "المهام التي يمكن الاستغناء عنها". أعدك بأن هذه الأفكار ستظهر مجدداً، لذلك لا تقلق من عملية الاستغناء عنها حالياً. فكل ما تقوم به الآن هو أن تسعى إلى تنظيف الطريق من العوائق لكي تتمكن من إنجاز الثلث الأول من المهام التي تريد القيام بها.
لا تدوّن فقط المهام التي لم يتم إنجازها بعد، بل يجب أن تكتب كل شيء مثل المهام التي تتوقع إجازها والمهام غير المنجزة والمهام الحالية – كل شيء من دون استثناء. وسوف تندهش عندما تلقي نظرة على كلّ ما لديك وتبدأ بتدوين الأفكار كافة. كانت الأفكار كثيرة جداً في ذهنك، وربما لم تنتبه إلى حالة الأمور وكثرتها واختلاطها في فكرك:
- العطل الصيفية التي تنظّمها.
- الأصدقاء الذين ترغب في إعادة التواصل معهم.
- لون الطلاء الذي تختاره لدهن جدران منزلك.
- الأمور الجديدة التي تريد أن تتعلّمها وتجري بشأنها بحثاً.

كل هذه الأمور تندرج في إطار "كل الأشياء الأخرى" أي كافة المشاريع التي تتنافس مع لائحة "المهام المستعجلة" اليومية وتزعجك. عندما تعتاد على تصنيف المهام بهذا الشكل ستتخلّص من تشوّش الأفكار وتضاربها في ذهنك. قد تكون غير مدرك لمدى التشوّش في ذهنك، أي أن الأفكار تزدحم وتتنافس على لفت انتباهك وتسبّب لك عدم القدرة على التركيز على الأمور اليومية المستعجلة. ولكن مع تدريب دماغك على تحديد الأفكار الهامة ذات الأولية بالنسبة لغيرها، ستتعلّم كيفية التركيز على المهام التي تستحقّ الانتباه فعلاً، وسوف تستطيع التمييز بين الأمور التي يمكن تأجيلها والأمور التي يجب أن تباشر العمل بها.
من أقوال المشاهير
"تذكّر دائماَ أن ما تركز عليه يعكس حقيقتك"، جورج لوكس.
"واجب عليك أن تحافظ على صحتك، وإلا لا يمكنك أن تحافظ على سلامة فكرك ووضوحه"، بوذا.
"صديقي العزيز تحدّى نفسك واطرد عبارة لا أستطيع من فكرك"، صمويل جونسون.
"النجاح هو عبارة عن حالة ذهنية"، راندي غايج.
"العقل هو سرّ غنى المرء"، شكسبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف