الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسألة التثليث عند المسيحيين ..

محمد البورقادي

2015 / 11 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يقولون إن المسيح بن مريم هو ابن لله ..وأنه صلب ليكفر عن أتباعه ما قد يقترفوه من ظلم وتسلط وسوء عمل في القادم من الأيام ..وأنه ضحى بنفسه لينقذ من جاء بعده وآمن به من الدخول مع المغضوب عليهم في النار ..وأنه قدم نفسه قربانا لله ليكفر بذلك عن سيئات أتباعه ويرحمهم من البلاء ومن الوزر العظيم ..وإن ذلك لشرك عظيم وقول من جاهل لا يكاد يعرف منطق الفعل ولا القول ..لنفرض كما قلتم أو كما جاء في كتابكم الذين كتبتم بأيديكم وزعمتم أنه من عند الله أن عيسى بن الله ..فكيف بإله قادر عظيم أن يسمح لخلق من خلقه أن يصَلِّب ابنه في حضرته وفي مملكته والكل تحت قبضته ..فحتى منطق الأب من البشر لا يسمح لأحد أن يؤذي ابنه ويفديه بروحه وجسده وماله عساه يكفيه شر البلاء ..وهو ضعيف لا يملك حولا ولا قوة ولا يرضى بهذا الفعل لابنه فكيف بمن لا حول ولا قوة إلا به .. أن يرى ابنه أمام بصره وفي ملكوته يصلب على يد خلقه ..!! تعالى ربي علوا كبيرا عن هذا الإدعاء ..
بل وأنى له الولد ولم تكن له صاحبة ..وفيما يحتاح الولد وهو الصمد الغني عن كل شيء .. ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا . لقد جئتم شيئا إدا . تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا . أن دعوا للرحمن ولدا . وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا .إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا (. لقد أحصاهم وعدهم عدا . وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ..
ثم إن كان عيسى قد ادعى الألوهية وحاشاه ..فكيف بإله يسمح لذاته العلية أن تصلب ..وفيما تألهه وهو داخل في المادة وليس خارج عنها ومنطق الإله يتعالى ويتقدس عن الإحاطة به ..وكيف له أن يرضى لكبريائه بالذل والهوان على يد أهون خلقه ..هذا سؤال آخر لكم يا مربّبّي المسيح !!
ثم كيف يغني ويكفئ صلب ابن الله تكفير خطايا عباده ..وهل يحتاج إله أو ابنه أن يصلب لينجي قوم عصاة ضالمين وهو أرحم الراحمين ..فالأولى والأعقل أن يرحم بدون سبب وبدون صلب ابنه ولمذا يضحي بابنه الوحيد في سبيل نجاة خلقه !!!
وفي مناظرة بين الشيخ كشك ودكتور نصراني يبين الحق على الباطل فيها فتسطع حقيقة الإدعاء على زيف الحجج ..
في قول النصراني أن الله والإبن وروح القدس إله واحد ..فكيف يعقل هذا ..!! فتعدد الذوات يدل على تغايرها ..والتغاير يدل على التعدد..فكيف تكون الثلاتة واحدا ..ويرد النصراني..إنها واحد كإصبع اليدين .
فقال له : إنها واحد كأصبع اليدين ، فإن الإصبع مكون من ثلاث عقد ومع ذلك فهو إصبع واحد .
فقال له الشيخ : أهذا الإصبع مركب أم بسيط ؟
فقال له : مركب .
فقال له الشيخ : إذا كان الإله مركباً ، فمن الذي ركب الإله قبل أن يصير مركبا وهو خالق كل شيء ؟ وهو خالق كل شيء !!!.
فقال لي : إنه هو الذي ركب نفسه .
فقال له الشيخ: وكيف كان حاله قبل التركيب ؟
قال : لم يكن مركبا .
فقال له الشيخ: فإذا ركب بعد التركيب ، إذا ركب بعد ذلك صار حادثا لأن التغيير دليل الحدوث و الحدوث يقتضي أن يكون سبق وجوده عدم ، فمن الذي أخرج الإله من العدم إلى الوجود وهو الأول الذي لا شيء قبله ، الآخر الذي لا شيء بعده ، الظاهر الذي لا شيء فوقه ، الباطن الذي لا شيء دونه ؟
فهمس في أذن الشيخ قائلا : أشهد أن الله واحد ..
فلو كان فيهما أي السماوات والأرض آلهة إلا الله لفسدتا ..ولذهب كل إله بما كسب ولعلا بعظهم على بعض ..
فكيف لرب غني أن يشرك في ملكه أحدا ..وحتى ما تدعون أنه ابنه لم يأت به كتاب ولا علم ولا منطق ولا عقل ...انظرو في كتابكم المقدس وأتونا بقول واحد يتكلم فيه المسيح صراحة أنه ابن الله أو أنه الله ..لا يوجد قطعا ..والكل بهتان وإفك افتريتم به على الله كذبا ..والدعوى بغير شهود أو دليل باطلة ..والشبهة ينبغي التنبؤ من صحتها ..والجاهل من أخذ ولم يمحص ومن آمن ولم يسائل عقله ..والمغبون من اتبع ما وجد عليه آبائه ..قل لو كان آباؤنا لا يفقهون شيئا ولا يهتدون !!
وليس من عجب في ادعائكم أن عيسى بن الله أتى ليطهر دنسكم ورجسكم ويحط من خطاياكم ..فذلك مما يطمئن له الطبع ويرتجيه الخاطر ..كونه يُسَلِّم من التكليف ويلغي دور العقاب ..فيبيح لك فعل المنكرات وإتيان الفواحش والفساد في الأرض بغير الحق والظلم لنفسك ولغيرك ..فقد تجاوز عنك ربك بكفارة ابنه ..فافعل ماشئت فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ..وهذا قولكم بأفواهكم ..قل هل عندكم من عمل فتقدموه لنا ..أم آثارتم هوى أنفسكم على ما جائكم من الحق فضللتم مع الذين ظلوا !!
هل العدل أنه لا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى أم العدل أن يفدي إنسان واحد بروحه الأناسي جميعا ..
وما كان للعلي القدير أن يترك نبيه الكريم أن يصلبه أعدائه وهو الحي القيوم الذي لا تخفى عليه خافية .. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ... وما قتلوه يقينا ولكن رفعه الله إليه ..
وإنه لظلم عظيم أن تقولو على الله ما لا تعلمون وأن تشركو بما لم ينزل به سلطانا ..فقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وكفر الذين قالوا إن الله ثالت ثلاتة ..وما من إله إلا الله الواحد القهار بديع السماوات والأرض وخالق كل شيء.. ربي لا أشرك به أحدا تعاليت ربي عن ما يقولون علوا كبيرا ..
وما كان لعيسى أن يقول أنه إله من دون الله وما ينبغي له .بل دعواه أن لا تعبدو إلا الله ولا تشركو به شيئا ومن يشرك به فجزاؤه جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح مفاهيم خاطئة
شاكر شكور ( 2015 / 11 / 11 - 20:43 )
تقول (وما كان للعلي القدير أن يترك نبيه الكريم أن يصلبه أعدائه ) ، ونسألك ، كيف ترك إله القرآن نبيه محمد ليتعذب بالسم الذي دسه له اعدائه ولم يحرك ساكنا لمنعهم ؟ هذا وأن الله كان عادلا عندما امات جسد المسيح لأنه عاد وأقامه من بين الأموات لهذا لم يشفق عليه عندما صلب جسده وبقى لاهوته حي ، لقد تورط مؤلف القرآن بكذبة لن يخرج منها أبدا عندما تحدث بأسم اليهود وقال عبارة ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ) ، هل تعلم يا سيد البورقادي ان المسيح بمفهوم اليهود هو المسيا المنتظر المنبثق من جوهر الله فكيف يقول اليهود إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ ؟ فالمفرض كان يجب على مؤلف القرآن ان يقول عن لسان اليهود ( إنا قتلنا منتحل شخصية المسيح وليس المسيح الذي ينتظره اليهود)، أما الثالوث فأنت لا تميز الجهة التي يخاطبها القرآن فهو يخاطب ثالوث الهراطقة المريميين وليس ثالوث المسيحيين الذي يعتمد على شخوص ثلاثة من ذات الله وليس من خارجه هذا ولعلك ستتفاجأ لو قلت لك بأن المسيحيين لا يؤمنون بالفكر النصراني بل الإسلام المكي هو الذي يتطابق مع فكر نصارى مكة من خديجة وابن عمها القس ورقة بن نوفل ، تحياتي


2 - محمد البورقادى
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 11 / 11 - 22:23 )
تحية جميل ان عثرت على صفحة الحوار المتمدن لتكتب فيها فى جعبتك من معلومات مركونة على الرفوق تعلوها رمال مكة واتربة الزمن الممزوج بالدم ضحايا الاسلام، عثرت على صفحة لربما يرفضها الاسلام لانها تنشر احيانا فضائح دين مزور ونبياادعى النبوة ولست انا اقول ذلك وانما السيد المسيح نفسه قال ذلك واكد بمجئ هذا الكاذب
انا متاكد انك واقع فى حفرة بالخطا ، لربما اوقعوك الذين لا يجديدون تفسير كيف ان الله ظهر فى الشجرة ولايقدر ان يظهر فى البشر حيث ان البشر اسمى بان يظهر الله به من ان يظهر فى الجماد ولكن عقلك جامد لست تقدر ان تفكر قليلا فى اية تتهرب فى تفسيرها،، لما لا يكون الثلاثة واحد وهناك الكثير من الاسماء هى واحدة وساجلب لك مثلا كيف يكون الله قادرا بان يحمل تسعه وتسعون اسما وقادرا عن يكون كل شئ ،، ولا يكون قادرا ان يكون ثلاثة ان يكون الاب والابن والروح القددس.. هل سمعت ان المسلمين يقولون .. الله .اله واله وهى ثلاثة اسماء الله،، اعلمك ان المسيح صلب وانتم عاجزون على اثبات عدم صلبه وعاجزون على اثبات من الذى صلب عوضا عنه ما دام اله المسلمين يعلم ان المسيح لم يصلب فعجز على اثبات بديل المسيح

اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران