الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كعك العدس الكتابي الحلو: مثير للشهوة الجنسية

سيلوس العراقي

2015 / 11 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


"أسندوني بأقراص الزبيب
أعينوني بعصير التفاح
فانا مريضة من الحبّ" .
"نشيد سليمان 2: 5".
هناك العديد من أنواع الخبز والكعك في تاريخ بني اسرائيل منذ الأزمنة الكتابية، والتي تم تغيرها وتطورها خلال المسيرة التاريخية لشعب بني اسرائيل منذ الجلاء البابلي مرورًا بكافة مراحل وأماكن الشتات التي انوجد فيها هذا الشعب لغاية اليوم. لذلك يلاحظ وجود غزارة في انواع الخبز والمأكولات وأطباق الأغذية المتنوعة جدًا هذا اليوم، منها ما هو اسرائيلي أصيل بحت، ومنه ما دخل عن طريق التفاعل مع ثقافات ومجتمعات مختلفة تمت استعارة أطباقها وابتداع اساليب تحضيرها بطريقة ملائمة للشعب وأعياده ومناسباته الدينية وغيرها، فتم من خلالها مماهاة الأطباق مع عادات وأذواق بني اسرائيل لتصبح فيما بعد أطباقًا يهودية خاصة. ما يهمنا في هذا المقال كعكة حلوة كتابية يهودية يتم عملها من مادة العدس المطبوخ.
في المقطع أعلاه لمقدمة المقال من نشيد الاناشيد المنسوب لسليمان الملك الحكيم ، ترد عبارة "أشيشوت" وهي جمع للكلمة بالمفرد "أشيشا" :
ב-;-ָ-;-ּ-;-ֽ-;- א-;-ֲ-;-ש-;-ִ-;-ׁ-;-י-;-ש-;-ׁ-;-֔-;-ו-;-ֹ-;-ת-;-
Raisi cakes وهي كعك العنب أو زبيبه.
وتدعى بـ א-;-ֲ-;-ש-;-ִ-;-ׁ-;-י-;-ש-;-ֵ-;-ׁ-;-֥-;-י-;- ע-;-ֲ-;-נ-;-ָ-;-ב-;-ִ-;-ֽ-;-י-;-ם-;- مثما يأتي في سفر هوشع أدناه.
أشيشا عنفيم ـ عنبيم : أقراص العنب (الزبيب).
ربما يكون العدس المادة الغذائية المستهلَكة بعد الخبز العادي (خبز حبوب القمح أو الشعير) لدى بني اسرائيل في الأزمنة الكتابية.
ويبدو أن بني اسرائيل قد صنعوا الكعك ليس فقط من دقيق الشعير أو الحنطة، لكن أيضًا من العدس المطبوخ. فأكلة العدس الاعتيادية بأن يتم تحضير العدس بطبخه جيدًا ويؤكل بصورة اعتيادية، مثلما ياتي في القصة الشعيرة لصحن عدس يعقوب، حين أعدّ في أحد الأيام يعقوب صحن عدس أحمر باعه لأخيه عيسو الذي كاد يموت جوعًا فدفع ثمنًا مقابل صحن العدس بكوريته لأخيه يعقوب.
لكن حين تتم عملية طبخ العدس وتحليته باضافة (الزبيب أو) العسل (الدبش ـ الدبس) ويتم قليِه، لا يعود اسمه طبق عدس من بعد، بل يصبح كعكًا ـ "أشيشا"، وربما يكون كعك العدس واحدًا من أقدم أنواع الكعك آنذاك.
فلو عدنا الى الكتاب المقدس اليهودي ـ التنخ ـ فنرى بأنه يتم ذكر الأعداد الكبيرة من الحبوب والنباتات والحيوانات، لكنه نادرًا ما يذكر أسماء الأطباق بشكل واضح ومحدّد ، مثلما نفعل اليوم.
لكن من بين الأطباق (الكعكة) الغذائية التي يتم ذكرها هو "الأشيشا" وجمعها "أشيشوت".
ويأتي ذكر أكلة "الأشيشا في 4 مواضع :
2 صموئيل 6: 19: א-;-ֲ-;-ש-;-ִ-;-ׁ-;-י-;-ש-;-ָ-;-ׁ-;-֖-;-ה-;- "أشيشا" بالمفرد.
1 أخبار 16 : 3 א-;-ֲ-;-ש-;-ִ-;-ׁ-;-י-;-ש-;-ָ-;-ֽ-;-ׁ-;-ה-;- "أشيشا" بالمفرد.
نشيد 2: 5 א-;-ֲ-;-ש-;-ִ-;-ׁ-;-י-;-ש-;-ׁ-;-֔-;-ו-;-ֹ-;-ת-;- أشيشوت بالجمع.
هوشع 3 : 1 א-;-ֲ-;-ש-;-ִ-;-ׁ-;-י-;-ש-;-ֵ-;-ׁ-;-֥-;-י-;- ע-;-ֲ-;-נ-;-ָ-;-ב-;-ִ-;-ֽ-;-י-;-ם-;- أشيشي عنفيم ـ أشيشا العنب أو الزبيب.
ففي 2 صموئيل 6: 19 مثلاً
"ووزّع (الملك داؤد) على كلّ رجل وأمرأة منهم (من بني اسرائيل) رغيف خبز و א-;-ֲ-;-ש-;-ִ-;-ׁ-;-י-;-ש-;-ָ-;-ׁ-;-֖-;-ה-;- كمشة من البلح والزبيب...".
والمقصود (بترجمة) حرفيًا كعك من الحبوب ח-;-ַ-;-ל-;-ַ-;-ּ-;-ת-;- ל-;-ֶ-;-ח-;-ֶ-;-ם-;- (خبز حلو) و أشيشا . وأن العديد من الترجمات القديمة للتنخ في الانكليزية تترجم العبارة الى cake of pressed raisin كعك الزبيب المضغوط.
ويذكر هوشع في 3: 1 ، أشيشَي عنافيم "كعكات العنب" بطريقة واضحة واستثنائية.
وفي التلمود الاورشاليمي يأتي ذكر رابي يوسا الذي يذهب الى رابي يوسّي حاملاً له العدس المحمر المشوي المكوّر والمخلوط بالعسل (الدبش) والمقلي. اذًا محلّى، قائلاً له : هذا هو الأشيشوت الذي ذكره الحكماء".
بينما في نشيد الاناشيد 2: 5 تقول العروسة التي (تصَوّر) أو تشعر بحالها كأنها مغميٌ عليها من شدة قوة وضغط حرارة الحب:
"اسندوني بالأشيشوت
وأعينوني بالتفاح
فأنا مغميةٌ عليها بالحب"،
وكأنّ بالأشيشوت قد أصبح غذاءًا مثيرًا للشهوة الجنسية !!
ومن الجدير ذكره، فيما بعد في تاريخ اسرائيل، سيصبح كعك الأشيشوت أكثر شعبيًا، ويحضّر بطرق وأشكال مختلفة وبالخصوص في أعياد الخامس عشر من آب، يوم العيد التقليدي (كرنفال) الرومانسي في البحث عن الحبيب أو الحبية كشريكة للحب والزواج.
والكلمة "أشيشي" في علاقة مع كلمة أش ash التي تعني: نار، التي يمكن من خلالها فهم الأشيشا في 2 صموئيل 6: 19 بأنها الكعك الحلو المقلّى (أو المشوي) بالنار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم أفهم معنى
عتريس المدح ( 2015 / 11 / 12 - 16:46 )
الاخ سيلوس
لم أقهم كيف دفع عيسو بكوريته ليعقوب
و أود أن أسأل
هل العسل هو (الدبش) فأنا أعرف أن العسل تنتجه ممالك النحل بينما أرى في كلمة دبش =دبس العربية وهي العصير المطبوخ من العنب أو الرمان
حيث يشتهر لدينا أهل مدينة الخليل بصناعة الدبس المصنع من عصير العنب


2 - الدبش والعسل
سيلوس العراقي ( 2015 / 11 / 12 - 18:40 )
الاخ عتريس
مرحبا وشكرا لمرورك والتعليق
في الحقيقة ان الدبش هو تسمية العسل في العبرية
علما بأن الرب ايضا استخدموا تسمية عسل التمر
كما تم تسمية عصير التمور بالدبس او بالدبش
ففي العراق مثلا في الموصل يسمون الرقي الاحمر بالدبشي دلالة على حلاوته كالعسل او الدبش
واتفق معك بتسمية دبس لعديد مع عصارات الثمار كدبس الرمان والعنب وغيرهما وليس فقط ما ينتجه النحل حيث هناك العسل الاسود وعسل قصب السكر
وانا استخدمت تسمية كلمة الدبش لان الموضوع هو بحث في كتب التنخ التي هي بالعبرية
فكان علي أن أكون أمينًا في التسميات
أما صحن العدس الاحمر الذي أعده يعقوب لنفسه ثم باعه الى أخيه الجائع عيسو لقاء ثمن البكورية فهي قصة واردة في سفر التكوين إن كنت تحب أن تطلع عليها في الفصل 25 من العدد 29 الى34
وعدا هذا اتمنى لك حياة كالعسل
مع تحياتي


3 - الاخ عتريس والعسل
سيلوس العراقي ( 2015 / 11 / 12 - 18:56 )
الاخ عتريس
نسيت أن أشير الى موضوع حول العسل منشور هنا في موقع الحوار وهذا رابطه يمكنك أن تطلع عليه وعلى تسمية الدبش
وتقبل تحيتي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=476441


4 - العسل والدبس والزخمة والصخمة والسيد سيلوس
قول على قول ( 2015 / 11 / 13 - 08:18 )
كان فرق واضح بين الدبس والعسل فالدبس بانواعة هي مصنعة في البيت خصوصا في الازمان القديمة اما العسل فهو منتوج طبيعي غير متوفر دائما لا في البيوت ولا في الاسواق ولانه منتوج طبيعي له موسم والخلاصة ان الدبس ومشتقاته من الاسماء هو غذاء او طعام الفقراء بعكس العسل الطبيعي الذي هو ماكول الطبقات الثرية ولذلك فان ( القران ) وضع العسل كاحدى الجوائز لاهل جنته ولم يرد اسم الدبس .. والمسالة اصبحت مثل ( الصخمة والزخمة ) وقلنا لكم ان اصلها تركية و بعدين اضطررتم الى الاعتراف بها دون الاشارة الى اننا قمنا بالتصحيح ..وما هكذا تورد الابل يا سيد سيلوس ..


5 - قولكم لا علاقة له بقولنا
سيلوس العراقي ( 2015 / 11 / 13 - 09:48 )
ان الموضوع لا علاقة له باللغة العربية ولا بالقرآن
ان المقال يتحدث عن موضوع آخر وبلغة أخرى
يبدو أنك لم تقراه جيدا لان تعليقك يوحي بذلك
انه يتحدث عن كعكة تصنع من العدس يتم تحليتها بالدبش العبري أو بالزبيب او بأي عصير ثمار حلوة
اما مايذكره القرآن فموضوع آخر لا علاقة له بكعكة العدس العبرية
وما يهم المقال ليس ما تقوله اللغة العربية، بل يهتم بالمفردات بالعبرية وبحسب كتب التنخ العبري
وليس بحسب القرآن

وهكذا نورد ابلنا
يمكنكم أن توردوا ابلكم مثلما تريدون
كل بإبله وبدبشه أدرى
مع تحيتي