الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السقوط المبين للإخوان المسلمين

محمد شحات ديسطى

2005 / 10 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كشفت ندوة الاثنين الماضى بنقابة الصحفيين المصرية النقاب عن الوجه الحقيقى للإخوان المسلمين حيث كان موضوع الندوة بدعوة من صالون إحسان عبد القدوس موضوعها ( الإسلام هو الحل ) وكان اللقاء يديره الصحفى اللامع ضياء رشوان المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية وكلا من محمد عبد القدوس والدكتور عصام العريان عن الأخوان المسلمين والمهندس محمد مرعى عن حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوي وكانت رغبة منظمى الندوة على ما يبدو مساعدة تيار الإخوان على طرح أفكاره وآراؤه فى إطار من الحرية .
كانت المداخلات تدور عن تخوف البعض من هذا الشعار إلا أن معظم المداخلات كانت للإخوان حيث أنهم يمثلون معظم الحاضرين … حيث بشرونا بقدومهم وأنه لا تناقض إطلاقاً بين دعوتهم وشعارهم وبين المجتمع المدنى …. بل أشعرونا بأننا كنا الخاسرين دوماً لأننا لم نعطهم الفرصة لإثبات وجهة نظرهم …. فكل ما نحن فيه من فساد واستبداد وعنصرية محصلة طبيعية لعدم تطبيق الشعار السحرى ( الإسلام هو الحل ) وأنه لا تناقض إطلاقا بين حق المواطنة والديمقراطية والتعددية السياسية والحرية وتداول السلطة واحترام وجهة النظر المخالفة فكل ذلك يكفله الشعار السحرى ……… فإذا كنتم تتغنون بالديمقراطية فتاريخ الإسلام ملئ بالشورى ……. وأما عن الوسطية والاعتدال فنحن أمة وسطاً …….. وأما عن التطرف فنحن غير مسئولين عن الجماعات الإسلامية المتطرفة ….. وأما عن طابع السرية الذى يغلف عمل الجماعة فالجماعة محاربة دوماً من السلطات …... أما حق المرأة فلها حق الإمامة دون الإمامة الكبرى …… أما الأقباط فهم مواطنين شانهم شأن المسلمين لهم مالنا وعليهم ما علينا ……وجملة الحقوق الإنسانية كفلها الإسلام للمسلمين وغيرهم …. واحداً تلو الآخر يتغنى بالتجارب الإسلامية …… فتجربة الجزائر سببها اغتصاب السلطة وعدم إعطاء الفرصة للإسلاميين … والتجربة المثلى هى تجربة طالبان …. هكذا قال أحد الحاضرين فى مداخلته … ونظراً لكثرة المتحدثين رأت المنصة أن تكتفي بهذا القدر من المداخلات لاستكمال باقى محاور الندوة …… وهنا تدخل الدكتور عبد المحسن حمودة معترضاً لأنه قادم من الإسكندرية خصيصاً لهذه الندوة كما أنه طلب الكلمة من وقت مبكر ولم تعطه المنصة الكلمة التى هى فى الواقع ثلاث دقائق لكل متحدث…… إلا أنه نظراً لثورته ومطالبته لحقه فى الكلمة تم إعطاؤه الفرصة والتى اعتبرها الإخوان قسمة ضيزى وتفرقة فى المعاملة ……. وقد بدأها ثائراً على اعتبار أن الندوة بمثابة دعاية فجة وترويج لشعار الإسلام هو الحل وبعصبيته المعتادة أعتبر أن ذلك الشعار ( كلام فارغ ) وهنا وقعت الواقعة …… وضجت القاعة بالصراخ وخاصة تيار الإخوان حيث اتهموا المنصة بإهانة الدين بسبب وجود هذا الشخص بينهم وهو يهين الدين الاسلامى….. وهنا حاول الأستاذ ضياء رشوان السيطرة على القاعة وطالب من الدكتور عبد المحسن حمودة بضبط ألفاظه وكلماته وما كان منه تحت ضغط الصراخ إلا أن خرج من القاعة …
وهنا سقطت ورقة التوت حيث أثبتت زيف الادعاءات التى يرددونها من بداية الندوة عن الديمقراطية والتعددية السياسية واحترام الآخر …….. وجاء الرد مزلزلاً على لسان الأستاذ ضياء رشوان حيث قال للحاضرين علينا أن نعذر الرجل الذى جاء من الإسكندرية ولم يتكلم طوال المداخلات وأعطى الفرصة كاملة ولم يعترض على أحد المتحدثين رغم اعتراضه فكرياً وأيدلوجيا مع موضوع الندوة وعندما تكلم الرجل لم يعط الفرصة الحقيقية لإظهار رأيه المخالف فأين هى الحرية التى تبشرون بها…… أين الضمانات التى تتاح لصاحب الرأى المخالف فى حالة وصول الصوت الاسلامى للحكم…. أليس الآخرين عندهم كامل الحق من تخوفه منكم لحدوث ردة عن كل هذه الأفكار بعد الوصول للحكم .
الملاحظ من هذا الموقف الكاشف أن المفاهيم الديمقراطية ليست مبدئية لدى الإخوان بينما هى وسيلة للوصول للحكم ثم ما يلبثون أن ينقلبوا عليها ….لأن أدبياتهم تنص على أن الأصل أن لا يشاركوا فى أى حكومة لا تحكم بما أنزل الله ألا انه إذا وجدت ضرورة فالضرورات تبيح المحظورات.
فهذه السقطة ( تجريم الرأى المخالف ) واعتبار (الاختلاف حول الشعار هو إهانة للدين ) هى سقطة بكل المقاييس …..هى السقوط المبين والمهين للإخوان المسلمين .
فكما قنا من قبل نحن نرحب بكل التيارات والفئات أن تمثل وأن يكون لها وجود علنى وشرعى على قاعدة من الديمقراطية …قاعدة تحكمها الحرية وتداول السلطة ومحاربة الفساد ….. دون احتكار لرأى أو لدين فكلنا مسلمين دون تمييز… كما أن هذا الشعار المطروح هو شعار مطاط غير واضح المعالم لا يحمل برنامجاً عملياً يدعمه … بل هو شعار يصلح لكل زمان ومكان ولكل المقاييس والمعايير بمعنى أدق هو شعار All size فهو الحل لجميع المشاكل بصفة مطلقة وبدون آليات للتطبيق .
محمد شحات ديسطى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه