الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية /الجزء الثاني

راضي العراقي

2015 / 11 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما ظهر نبي الاسلام محمد الذي ينتمي الى الفرع الهاشمي وجد معارضة عنيفة من قبل ابناء امية اصحاب الثروة والنفوذ في قريش،، فلم يجد ( النبي ) محمد بداً من البحث عن مكان اخر غير مكة لينشر دعوته فلم يجد احسن من يثرب لتكون مقر دولته الجديدة فكانت الهجرة النبوية الى يثرب التي تحول اسمها الى المدينة المنورة ، بداية انتشار الاسلام حيث استطاع ان يؤسس اركان الدولة بما فيها جيش من الانصار وهم سكان يثرب الاصليين والمهاجرين من مكة ولتبدأ مرحلة الجهاد بالمفهوم الديني لنشر رسالة الاسلام فبدأت الغزوات والحروب التي اندلعت بين محمد من جهة وقريش والقبائل العربية من جهة اخرى والتي استمرت ثمان سنوات وانتهت بانتصار محمد ودخوله مكة فاتحاً منتصراً وخضوع قريش بزعمائها وعلى رأسهم ابي سفيان زعيم وعراب الفرع الاموي في قريش ودانت قبائل الجزيرة العربية لمحمد ودينه الجديد .. وما ان توفي محمد في السنة الحادية عشرة للهجرة حتى استعرت الخلافات بين اصحاب محمد على خلافته ولكن الامر حسم في النهاية لصاحبه ابي بكر في سقيفة بني ساعدة لكن الصراع بقي خفياً بين بني هاشم الذين احسوا بأنهم اولى بخلافة النبي وبين بني امية الذين دخلوا الاسلام مكرهين وبعد ان فرض الامر الواقع مع انهم كانوا يعرفون ان امر النبوة مشكوك فيه ولسان حالهم يقول :
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل
وشهدت الفترة التي تلت وفاة ( النبي) محمد صراعاً دموياً بسبب تمرد الكثير من القبائل العربية وارتدادها عن الاسلام .. ولكن ابو بكر استطاع ان يكبح جماح هذه القبائل المتمردة او المرتدة كما تسمى ، بعد حروب دموية سميت بحروب الردة .. وبعد ان استقر الوضع لصالح ابي بكر اتجهت جحافل المسلمين نحو العراق والشام ومصر لفتحها ونشر راية الاسلام كما تقول الادبيات الاسلامية .. الا ان القدر لم يمهل ابو بكر فقد مات بعد سنتين من استلامه الخلافة التي آلت الى عمر بن الخطاب والذي تمييز عصره بالفتوحات والتي شملت العراق والشام ومصر فخاضت جيوش المسلمين معارك شرسة في الشام والعراق الذي كان البوابة الى بلاد فارس .. واستمر الخلاف خفياً بين بني هاشم وممثلهم علي بن ابي طالب وبني امية الذين استطاعوا التغلغل في مفاصل الدولة من خلال الخليفة الثالث عثمان بن عفان الذي استلم الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب على يد رجل فارسي متطرف . وبحكم علاقة القرابة بين عثمان وبني امية فقد استطاع هؤلاء السيطرة على الكثير من المناصب الحساسة وضيقوا الخناق على بنو هاشم .. لكن الامر انتهى بالاطاحة بعثمان وقتله بانقلاب دموي وليتولى الخلافة بعده علي بن ابي طالب الذي اتهم بالتغاضي عن محاسبة قتلة عثمان وليزداد الموقف توتراً ودموية بدخول عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير على خط المواجهة مع علي فخرج الثلاثة يطالبون بدم عثمان فأندلعت حرب الجمل بين الطرفين في البصرة بالعراق والتي راح ضحيتها قرابة العشرين الفاً من الطرفين فيما كان معاوية يعلن تمرده في الشام على الخليفة .. وليجد علي بن ابي طالب نفسه مضطراً لنقل عاصمة الخلافة من المدينة المنورة الى الكوفة في العراق ، بعد ان اصبح محاصراً من المعارضين والساخطين عليه وخاصة من بني امية ممثلين بزعيمهم معاوية بن ابي سفيان الذي اتخذ من بلاد الشام مقراً له ولمناصريه ولتشتعل بين الطرفين معركة صفين الشهيرة التي راح ضحيتها هذه المرة سبعين الف مسلم من الطرفين .. ويستمر الصراع القديم بين احفاد عبد مناف بن بن قصي بن كلاب ويستعر الخلاف ويسيطر احفاد بني أمية على مقدرات الدولة الاسلامية بعد مقتل علي بن ابي طالب على يد احد الخوارج الذين كانوا قد انقلبوا على علي في معركة صفين وليعلن الحرب عليهم في معركة النهروان والتي راح ضحيتها هي الاخرى اربعة الاف من هؤلاء الخوارج .. وهكذا انتهت حياة علي بن ابي طالب على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم في مسجد الكوفة . بعد حياة عاصفة وبعد صراع وحروب داخلية مريرة بينه وبين مناؤيه من بني امية واصحاب المصالح الذين تقاطعت مصالحهم مع علي . واستمر الصراع مخفياً احيانا وعلنياً احيان اخرى بين اجنحة قريش وعقد الحسن بن علي بن ابي طالب اتفاقاً مع معاوية يتم بموجبه اخذ البيعة لمعاوية على ان تعود لبني هاشم او اولاد ابي طالب بعد موت معاوية .. لكن الاتفاق لم يتم بعد ان قتل الحسن بالسم لتستقر الخلافة بيد معاوية بن ابي سفيان لمدة عشرين عاماً يم ليتجدد الصراع بشكل اكثر دموية عندما نقض يزيد بن معاوية الاتفاق الذي تم بين ابيه معاوية وبين والحسن بن علي وطلب البيعة لنفسه ولنتهي هذا الصراع بمقتل الحسين بن علي في سنة ستين للهجرة .. وكان مقتل الحسين في معركة الطف في كربلاء هي القشة التي قصمت ظهر البعير واخرجت الصراع القديم الى العلن واصبح الخلاف عميقاً وابدياً وتوسع الصراع من خلاف بين اطراف قريش في فرعيه المتنازعين على المكاسب ( فرع بني امية وفرع بني هاشم ) الى خلاف بين عموم المسلمين الذين انقسموا بين مؤيد لاهل البيت الهاشمي او النبوي وبين مؤيد لبني امية ..
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-