الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام.. الدين الحق

محمد البورقادي

2015 / 11 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عندما كرم رسولنا الكريم بالنبوة وأخذ يدعو لدين الله على هدى من الله ..لم يلاقي القبول والتلقي لتلك الدعوى من طرف غالب الناس في زمانه ..فالقليل نصره ودخل في دينه والغالب لم يرض بهذا الدين الجديد واعتبره دخيلا ليس له أصل فحاربه واستنكره ..هذا الإعراض والتصدي الذي عرفه الإسلام جاء نتيجة سوء فهم لأبجدياته ومنهجه ..فقد كانوا يتهربون منه قديما وينؤون عنه حديثا لسوء ظن واعتقاد منهم بأن هذا الدين هو تكليف يحد من حرية الرد ويمنعها من خروجها من معقلها لتنطلق في عالم الماديات والنزعات التي فطرت عليها النفس ..لكن الحقيقة أنه لا يحد من انطلاق الشخص ويكبت نوازعه ويحد من حريته كما زعم ويزعمون بل ليضبط انطلاقه وتصرفه وفق منهاج رباني معتدل لا إفراط فيه ولا تفريط ..فالجاهلون يتهربون من مشقة التكليف الذين أتى به هذا الدين بمنهجه وسنته ظانين أن ذلك سيرهقهم وسيكلفهم ما لا يطيقون ..وسيغلق عليهم مفاتيح الحياة والراحة ..وسيحرمهم من ملذات أحلت لهم وسيضيق عليهم في ما أوتوا وهم في غنى عن ذلك كله ..وذلك قولهم بأفواههم وما ظن أولئك إلا في تبور ..والعكس لذلك هو قصد هذا الدين ..فالمنهاج الرباني هو منهج حياة وواقع عملي للبشرية جمعاء ..الهدف منه إبراز الحقوق والواجبات للأفراد والجماعات ..والإخراج من الظلمات إلى النور ومن عبدة الطاغوت إلى عبدة مالك الملكوت ..والنقل من الذل إلى العز ..فلله العزة جميعا ولرسوله وللمؤمنين ..جاء ليحرر العالمين من الجهل ومن الظلم والجور والقهر ولقضي على الإنحرافات والشذوذ التي كانت سائدة في تلكم العصور ..جاء ليطهر النفوس من دنس النفوس وليحررها من عبادة ذاتها إلى عبادة ربها وليرفعها من هبوط وليرقيها من انحطاط ..وليشرفها لا ليرهقها ..ولكيرمها لا ليهينها ..فمن تأمل في شرع الإسلام وجد الحرية الحقيقة ..ووجد الإنعتاق الكامل من الأغلال ..ووجد الإنضباط لمنهج يخدم الصالح العام ..فأذا أخذنا مثلا بعضا من المحرمات التي حرمها الإسلام كالسرقة أو الزنا نجد أنها لا تحد من حرية الشخص كما يزعم ...بل إن الإسلام لا يمنعه من إتيان ذلك الفعل إلا مراعاة لمصالحه ودرء ا لحلول الفتنة به ..فلو جُوِّزَ هذا الفعل لفرد من الأفراد سيجوز اتباعا لفرد آخر ..ولأصبح فعل السرقة لا ينكر ولاعتاد عليه الجمع لهوانه عليهم.. فيحدث أن ينتهك هذا حق الآخر ولا يجد من الشرع ما يردعه فيهُمُّ أن يفتك به ليخَلِّص حقه فتحدث فوضى واضطراب ..ويشيع الظلم بسبب ذلك ويستشري الخوف وينعدم الأمن بانعدام الأمان ..وقس على ذلك فعل الزنا وما يعقب السماح به من خلخلة لأواصر المجتمع وفتك للأعراض بغير حق وانتهاك لحرمات الغير بلا رادع ..وهذا بلاءه أعظم وفتنته أكبر ..وقس أيضا على ما جاء ذكره شرب الخمر وما يعقبها من تجميد لعقل الإنسان ومن تعطيل لإرادته ومن تحقير لقيمة هذا العقل الذي يشرف الإنسان ويفضله ..
وهكذا فإن هذا الدين إن فرض اتباع الأمر واجتناب النهي ففي ذلك الخير كله ..ففي التبعية والتسليم والرضى تكمن الحكمة وتتجلى أسرار المعرفة الحقة ..وفي الإنحراف عنه طلبا للبديل وسعيا للمحيد يأتي الشقاء والذل.. والفعل بغير علم يسبقه يوجب الخطأ إلا ما زكته الصدفة وباركه الحظ وتلك حالات ناذرة نذرة وجود شعرة سوداء وسط ثور أبيض ..فاللبيب من يتقي الضلال والتيه والعبث بوجه الحق وبنور الهدى ..والبصير من يتبصر خطاه قبل المشي ..والحسيب من يحسب حساب العقل لا حساب النفس فالنفس لا تعقل لوحدها بل بالعقل تعقل ..والعقل لأن يرى وسط الظلام لزمه الإرشاد والتوجيه ..وهذا لا يتأتى إلا عن طريق الوحي ولا يؤتي أكله إلا في التسليم الكلي لما جاء من السماء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألا تخجلون؟
مريم رمضان ( 2015 / 11 / 14 - 02:06 )


ألا تخجلون؟كل مصائب العالم من هذا الدين القذر الشيطاني من المتفجرات ,الإنتحارات
وقطع الرؤوس وتسميه دين الحق . الإسلام خرج من مستنقع بول البعير وأنتم تفتخرون به ألا تخجلون؟ .

اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران