الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى كل الغاضبين على الذين وضعوا العلم الفرنسي على بروفايلاتهم..

نادية محمود

2015 / 11 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ايقولون لماذا رفعتم العلم الفرنسي على قتلى باريس، والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان لم تضعوا صور اعلام تلك الدول على بروفايلاتكم رغم كل ما تتعرض له هذه البلدان من سنين. هل دماءهم اغلى من دمائنا؟

ان كنا لا زلنا نمر بالقرون الوسطى التي عاشتها اوربا وكان فيها يجري قطع الرؤوس وحرق النساء بتهمة انهن ساحرات، لماذا على شعوب هذا البلدان ان تمر به؟ هذه المجتمعات عبرت هذه المراحل باشواط قبلنا، تجاوزت مرحلة البربرية والهمجية، تجاوزت قتل النساء، تجاوزت عقوبات الاعدام، وفي العديد من البلدان الاوربية وضعت صورة اخر شخص حكم بالاعدام في متاحفها، فما بالك بالقتل الجماعي. لقد عبرت هذه المراحل التي لازلنا نحن في الشرق الاوسط وافريقيا نعيشها عذاباتها كل يوم وكل ساعة، لماذا يتوجب عليها ان تنال شرار قروننا الوسطى؟

لقد حاربت هذا البلدان ودفعت دما غاليا من اجل حقوقها وعيشها بأمان، ولا اقول انها تعيش بأمان الان، فالامان الاقتصادي مفقود بحكم هيمنة النظام الرأسمالي. لكنهم ناضلوا من اجل حقوقهم، ناضلوا من اجل ان لا يعدم انسان، ناضلوا من اجل ان ينالوا حق التصويت. هذه الايام عرض فيلم السفرجيت، الذي يوضح كيف وضعت امرأة نفسها امام احد الخيول في سباق الخيل امام وسائل الاعلام وبحضور الملك البريطاني فقط لتوصل رسالة بان يجب للنساء ان يكون حق التصويت. ورسالتها وحركتها تلك ادت الى موتها على الفور.

لماذا يجب ان يتعرضوا لما نتعرض له؟ وقد طلب الملايين، بما فيهم الاسلاميون انفسهم، حق اللجوء في هذه البلدان لانها تضمن لهم الامان، والمعيشة كحق من حقوق الانسان، وكواجب من واجب الدولة على من يعيش على ارضها.

لقد خرج الالاف منهم في تظاهرات من اجل يعطى اللاجئين حق الدخول الى الدول الاروبية. لقد تبرعوا بالطعام والملابس وفتحوا ابوابهم من اجل ايواء اللاجئين. لقد خرجت من هذه الشعوب الملايين متظاهرة من اجل منع الحرب على العراق.

فلماذا نلوم احدا اذا عبر عن تضامنه وتعاطفه مع الضحايا بعمل رمزي وهو وضع صورة علم الدولة على بروفايله؟ لماذا يؤدي رفع العلم الى التشكيك بنوايا الناس وكأنه انتقاص من احساسهم، وكأنهم لم يشعروا ويتضامنوا مع ما يجري في العراق ولكنهم شعروا وتضامنوا مع ما يجري في فرنسا؟ لماذا هذا يعني ذاك؟

ان النقد لاولئك الذي رفعوا اعلام فرنسا على بروفايلاتهم، ولم لم يرفعوا علم العراق او سوريا انما يضع البشر في خانتين: "هم" و "نحن". ليس هنالك " هم" و " نحن". اننا كل واحد، بشرية واحدة، عدا عن التقسيم الطبقي، ليس هنالك تقسم اخر بيننا. كلنا نعيش الارهاب الاسلامي في كل مكان في العالم. وهذا التمييز هو تمييز قومي، على اساس البلد، ويفتقد للانسانية.

الذين رفعوا الاعلام الفرنسية، كانوا قد عبروا بالاف الاشكال عن تضامنهم مع ما يجري في العراق وفي سوريا وفي المنطقة كلها.العديدين منهم لديهم نضالاتهم في بلدانهم، ويحاربون الاسلام السياسي بكل ما لديهم من قدرة.

حين تم الهجوم على شواطيء تونس، وقتل العديد من الفرنسيين، رفع الفرنسيون وغيرهم من الاجانب اعلام تونس، وتظاهروا في شوارع تونس، تعبيرا عن تضامنهم مع البلد الذي يمضون اليه ليقضوه فيه اجازتهم. هل هنالك من انبرى لهم من بلدانهم و قال لهم كيف ترفعون علم الدولة التي قتل فيها اصدقاءكم او افراد من اسرتكم على الشاطي؟ لا اعتقد. لان ثقافة هذه البلدان هي ان لا تأخذ البريء بجريرة القاتل.

ان رفع العلم كان امرا رمزيا، يعبر عن الشعور بالتضامن وبالاحساس لما جرى لاولئك الناس في فرنسا. لا اكثر.

ان القضية الكبرى التي تواجهنا في اوربا هي ان هنالك جبن حقيقي عن التصدي للاسلام السياسي، وكل تصدي لهذه الحركة، يوصف وكأنه عداء للمسلمين. وهذا عار عن الصحة. كلما يهب احد لنقد الارهاب الاسلامي: يرفع الاسلام السياسي في اروبا صوته: انها الاسلامفوبيا. ليس هنالك اسلام "فوبيا", بل هنالك رعب حقيقي من الاسلام. لما يروه الناس، للاهوال التي رأوها في الشرق الاوسط وفي اسيا وفي افريقيا.

ان هذه الشعوب نكبت مثل شعوبنا بخطر الاسلام السياسي. حيث الحكومات الاوربية وضعت يدها بايدي الحركات الاسلامية منذ خمسينات القرن الماضي مع حركة الاخوان المسلمين في مصر. وهم باعترافهم الذين اسسوا حركة طالبان، وانهم رتبوا امور داعش في العراق وسوريا، وهم الذين يمولون الجبهة الاسلامية في سوريا و يمولونها بالاموال عبر الجيش السوري الحر بملايين الدولارات.

اما الناس، يخافون ان يفتحوا افواههم بكلمة ضد الاسلام او الاسلام السياسي، مع انهم يمسحون المسيح كل يوم بالارض. ويسخرون منه على شاشات التلفزيون في برامجهم الكوميدية. ولكنهم لا ينبرون بكلمة عن الاسلام، لانهم يعرفون اي ارهاب سياتي لهم من هذا الدين، ولانه جرى تثقيفهم بان اي نقد للاسلام او الاسلام السياسي، هو هجوم على المسلمين، وهو امر يخافوا ان يتهموا فيه بالعنصرية ضد المسلمين. فيتجنبوه.

يجب ان نفصل بين شعوب هذه البلدان وحكوماتها، لذلك حين وضع البعض صور اعلام فرنسا على بروفايلاتهم، لانه يعز على المرء ان يفكر، لماذا على هذه الشعوب التي عبرت مراحل الهمجية من قرون، ان تعيش مأساتها من جديد،وهي شعوب لا تحتفي بتعذيب النفس كما نرى كل يوم في الطقوس الدينية الاسلامية، بل تحتفي بالفرح.

كم عزيز مساء الجمعة على كل اوربي؟ بعد اسبوع من العمل المنهك. انهم ينتظروه طوال الاسبوع ليتحرروا من العمل. عمل الاسبوع في اوربا ليس هو عمل اسبوع في العراق. العمل مكثف، من الثامنة صباحا حين يمضي الانسان الى العمل وحتى المساء يعود الى بيته او بيتها، في انهاك تام. ينتظر يوم الجمعة ليتنفس،وليعود الى ادميته. التي استكثرها عليه البرابرة الاسلاميون.

يجب ان يدان كل عمل اجرامي وفي كل مكان ويجب ان نعمل بجد لنوقفه هذا الارهاب الاسلامي.

وبحزن اعبر عن مواساتي لكل الاسر والاصدقاء الذين فقدوا اهاليهم ومحبيهم في باريس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله اكبر
بارباروسا آكيم ( 2015 / 11 / 15 - 14:59 )
أَولاً : بما ان هناك بدو زعلانين من وضع العلم الفرنسي على البروفايلات نتيجة الحزن على شهداء باريس الجريحة فأُحب أَن ابلغهم بأنني وكل عائلتي وضعنا العلم الفرنسي على برفايلاتنا ، ثانياً : الإنسان يعلو ولا يعلى عليه والواجب هو التضامن مع الإنسان بغض النظر عن العرق واللون والدين . لكن البدوي الصلعمي البصمجي لايرى الأَشياء إِلا من زاوية الله ورسوله البدوي ، لذلك فهو فقد إِنسانيته .. أَما بالنسبة للقتلى من السنة والشيعة فنحن نتضامن معهم ولكن علمي الذي كنت افتخر به وهو العلم العراقي تم تشويهه من قبل صدام بعبارة [ الله اكبر ] ، لذلك كيف سأستطيع وضع هذا العلم على البروفايل وفيه رمز فاشستي [ الله اكبر ] !؟ فإعذرونا يااخوان لانستطيع تمجيد رمز الفاشيست - الله اكبر -


2 - اعلام والشيوعيين
حسين احمد ( 2015 / 11 / 15 - 16:44 )
رفيقة نادية ان كنت مازلت شيوعية؟
امتى كانت الاعلام رمزا للشعوب؟ انها رمز للحكام والتمييز والروح والتعصب القومي
ومتى الشيوعيين يعتروفون بالاعلام؟ هل سترفعين علم العراقي بالله اكبر في بورفايلكي او السعودي ردا على جرائم الارهاب هناك؟؟
تحليل ليبرالي من مواقع الفاشية الغربية التى تعادي شعوب العالم الثالث وتحملهم كل اوزار الارهاب
والحروب

هذا المقطع فيه استعلاء اوربي مفجع. ولايليق بانساني فما بيسارية
*********
كم عزيز مساء الجمعة على كل اوربي؟ بعد اسبوع من العمل المنهك. انهم ينتظروه طوال الاسبوع ليتحرروا من العمل. عمل الاسبوع في اوربا ليس هو عمل اسبوع في العراق. العمل مكثف، من الثامنة صباحا حين يمضي الانسان الى العمل وحتى المساء يعود الى بيته او بيتها، في انهاك تام. ينتظر يوم الجمعة ليتنفس،وليعود الى ادميته. التي استكثرها عليه البرابرة الاسلاميون.
*********


3 - عمل العراقيين 2
حسين احمد ( 2015 / 11 / 15 - 16:57 )
المناضلة الشيوعية نادية هناك عراقيين يعلمون 3 اعمال في اليوم؟ 15 ساعة يوميا
هل لديكي علم باوضاع عمال وفلاحي العراق؟ لكي تميزين الفرنسين
بعيدة جدا عن الواقع؟



4 - انها الغيرة والحسد والبغض والكراهية
ملحد ( 2015 / 11 / 15 - 19:11 )
عندما اقرأ هنا على صفحات الحوار المتمدن حول مجزرة باريس البشعة يخيل لي , في احيانا كثيرة انني دخلت بالخطأ الى مواقع اسلامية متطرفة!
وعندما اتدارك نفسي اقولها باللهجة المصرية: مفيش فيدة!

الغيرة والحسد والبغض والكراهية .......في قلوبنا???!!!

اعتقد ان ما يسمى بالعالمين العربي والاسلامي يحتاجون الى بضع عشرات اخرى من السنين من القتل والذبح والدمار والخراب.....

اقول بعدها ربما تنصلح امورهم! اقول ربما...

تحياتي للكاتبة على هذا المقال الجرئ


5 - لا تقل عن اضطهاد العمال في العراق
نادية محمود ( 2015 / 11 / 15 - 20:34 )
العزيز حسين احمد: لقد كتبت عن عمل العبودية في العراق، عن ما يعانيه العمال، انا اعرف هذا، اولا: لا يحتاج هذا الى ان تعيش الواقع العراقي او تكون في كربلاء او طاسلوجة حتى تعرف معاناة عمالاوا السمنت هناك، افتح صفحات الوبسايت وسترى لا تحتاج الى ان تكون في منطقة النهروان لتعرف اية عبودية يعيشها عمال معامل الطابوق و عمال الجلود..انا لم اتحدث عن العمال.. انا تحدثت عن الاسبوع الرسمي في العراق، موظفي الدولة، المدارس، وبالنسبة لعمال القطاع الخاص. ثانيا: لقد عملت في المعامل هناك، وعرفت جور وعبودية العمل فيه، اعرفها، عشتها, وكرهتها وغضبت عليها، وضدها اصبحت شيوعية. اما بالنسبة للعلم فلماذا هذه الادلجة لكل شيء.. الناس ارادت تعبر عن مشاعرها تجاه الضحايا.. فتناولت اقرب شيء لديها وهو العلم. وضعوا العلم تضامنا مع المنكوبين. وليس مع الحكومة. ان هذا الكلام يذكرني حين كنا ندعو الى رفع الحصار عن العراق، كثير من العراقيين كانوا يقولون لنا انتم من انصار صدام، لان صدام كان يريد رفع الحصار. ارجو التفريق.. اما كوني شيوعية او لا. ليست هنالك ضرورة لتفتيش العقائد .. دمت طيبا


6 - كلنا فرنسيون كلنا فرنسا
noha raji ( 2015 / 11 / 16 - 08:20 )
تحيا فرنسا البلد العلماني الذي استقبل اللاجئين المسلمون
ومع هذا المسلمون في فرنسا يقتلون الفرنسين اولا في شارلي ابدو والجمعة في مطعم ومقه زملعب كرة قدم
اتمنى على الرئيس الفرنسي فرامسوا اولاند اغلاق جميع المساجد الداعشية في فرنسا وحظر لبس الحجاب والنقاب وحظر بيع اللحم الحلال واغلاق المدارس الاسلامية وحظر القنوات الاسلامية ومن لايعجبه يسافر الى بلده او الى اي دولة اسلامية اصلا افغانستان انسب دولة للمسلمين الارهابيين


7 - للجميع
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 11 / 16 - 08:55 )
https://youtu.be/Sa5rHj8ib7k

اخر الافلام

.. 141-Ali-Imran


.. 142-Ali-Imran




.. 144-Ali-Imran


.. 145-Ali-Imran




.. 146-Ali-Imran