الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقع دائرة بني بوفراح في مشروع الحسيمة منارة المتوسط- تقرير حول يوم دراسي

عبد المجيد السخيري

2015 / 11 / 15
المجتمع المدني


نظمت شبكة الجمعيات بدائرة بني بوفراح يوما دراسيا يومه السبت 14 نونبر 2015 بفضاء بوخشخاش الواقع على الطريق الساحلي الرابط على المحور الرباط بين بني جماعة بني بوفراح وجماعة بني جميل-مسطاسة، بحضور عدد من المهتمين والفاعلين والفاعلات بالجمعيات المحلية والأحزاب السياسية والهيئات النسائية والتعاونيات من إقليم الحسيمة، بينهم منتخبون ومنتخبات من جماعتي بني جميل وأيت يطفت وبني بوفراح، في حين تعذر حضور عدد آخر من المدعويين من ممثلي الإقليم بالمجالس النيابية، وتخلف رؤساء الجماعات المنتمية لتراب الدائرة عن الحضور لأسباب غير مفهومة بالنسبة لمنظمي اليوم الدراسي الذي تمحور موضوعه حول مناقشة موقع دائرة بني بوفراح بجماعاتها الأربعة ضمن المشروع المعلن لفائدة اقليم الحسيمة المعروف بمنارة المتوسط. وقد تم استدعاء الأستاذ الباحث عبد المجيد السخيري لمقاربة شمولية لمداخل فهم موقع الدائرة ضمن خريطة الريف الأوسط انطلاقا من خصوصياتها الثقافية والجيو-تاريخية والسياسية، فيما لبى دعوة المشاركة الأستاذ طارق الإدغيري المقيم بطنجة حاليا والمنحدر من جماعة بني بوفراح المختص في الشأن البيئي، لتقديم مساهمته حول ما تزخر به المنطقة من مؤهلات سياحية من منظور التنمية البيئية المستدامة، وأشرف على تسيير أشغال هذا اللقاء الأستاذ أحمد بنشريف، رئيس شبكة الجمعيات المنظمة للقاء، بحضور أعضاء مكتب الشبكة، كالأستاذة فاطمة الزهراء الوزاني رئيسة جمعية نسائية ونائبة رئيس الشبكة، والأستاذ مصطفى الابراهيمي أمين مال الشبكة ومقرر اللقاء.
الكلمة الافتتاحية للمسير تميزت بشرح أهداف اللقاء والسياق الخاص الذي جاءت فيه مبادرة تنظيم يوم دراسي مخصص لمناقشة موضوع في غاية الأهمية والراهنية بالنسبة لساكنة الجماعات المنتمية للدائرة، والرهانات المرتبطة بمشروع منارة المتوسط وموقع الدائرة من الاستفادة من المشاريع المعلن عنها رسميا حتى الآن، وما أثاره ذلك من استياء عام لدى الساكنة من جراء الشعور بالغبن والتهميش وحت التمييز بالنظر لما بدا أنه تركيز لمشاريع حيوية واستراتيجية في جماعات دون أخرى.
المداخلة الأولى للأستاذ والباحث عبد المجيد السخيري كانت، رغم المدة الزمنية القصيرة التي خصصت لمداخلات اليوم الدراسي، قوية من حيث تشخيصها المركز وجريئة في تشريح الصورة التي يجري تمثل الدائرة بها، وقد كانت، رغم أنها توقفت عند المحور الأول منها فقط، كافية لخلق استجابة واضحة في القاعة والتفاعل الإيجابي مع ما سرده المتدخل من معطيات سوسيولوجية وتاريخية وسياسية وأنتربولوجية وغيرها، في مقاربة متعددة غطت أبعادا مختلفة من الصورة التي قدم بها الدائرة في المحور الأول. ومن العناوين التي جاءت بمداخلة الأستاذ، ما اعتبر أنه قد يكون صادما وربما مستفزا بالنسبة للبعض من قبيل: تاريخ مشوه ومطموس-اقتصاد هش ومرهون-هوية ثقافية مضطربة-تمثيل سياسي ضعيف- والسلبية والخنوع. هذه العناوين بقدر ما هي استعارية وتكثف تفاصيل حاول الأستاذ الباحث أن يقربها من جمهور متنوع الأعمار والمستويات الثقافية والدراسية بلغة تواصلية بليغة للسهل الممتنع، بقدر ما أضاءت أبعادا مركبة في الموضوع المقارب وتعاملت معها بمنتهى الجدية والشجاعة الفكرية.
مداخلة الأستاذ طارق الإدغيري كانت موجزة وركزت على موضوع عام يتصل بإشكالية التنمية المستدامة التي تأخذ بالاعتبار العامل البيئي، وهي في الأصل، كما ذكر المتدخل، من إنجاز المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة-طنجة / تطوان. وقد حاول اٍلأستاذ تقديم المحاور التي تقرب الحضور مما ينبغي على الفاعلين والفاعلات في المجتمع المدني والأحزاب والمجالس المنتخبة أن يأخذوه على محمل الجد كأولويات في التخطيط لمستقبل المنطقة، وما ينبغي التركيز عليه أكثر في مختلف المبادرات أو المرافعات التي يمكن تقديمها لتحسين أوضاع الدائرة موضوع اللقاء وتمكينها من الموارد اللازمة والامكانيات للارتقاء بدورها في التنمية الأقليمية.
مداخلات الحضور كانت متنوعة وتفاعلت بحماس مع ما جاء في المداخلات، خصوصا الأولى، بسبب طبيعة القضايا التي لامستها والجرأة التي ميزت طرحها والآفاق التي تطرحها الرؤية المضمرة في خطاب المداخلة، وما انطلقت منه من مقدمات علمية تقود بالضرورة إلى بلورة معالجات جذرية للقضايا والمشاكل والمشخصة والاشكالات المعقدة التي سمتها المداخلة بتوسل لغة استعارية حرصا على المسؤولية الأخلاقية في تقديم مداخلة أكاديمية في حدود ما يسمح به المقام.
ردود الأستاذين المحاضرين تميزت بالإيجاز نزولا عند طلب الجهة المنظمة بسبب إكراه الزمن المخصص لليوم الدراسي، وهو ما حرم الجمهور في الحقيقة من الاستمتاع بما حاول تناوله الأستاذ عبد المجيد السخيري في تفاعله مع الأسئلة التي طرحها المتدخلون(ات) من القاعة، من بقية محاور عرضه، والتي قال إنها استحضرت استباقيا ما جاء في بعض المداخلات من ملاحظات ومؤاخذات حول تغييب بعض المعطيات، من قبيل ما تتميز به جماعات الدائرة من غنى ثقافي وموروث مادي بالغ التنوع، وقد عرض الأستاذ صورا لبعض ما تزخر به المنطقة من كنوز ثقافية مادية ولامادية، والتي تعرض الكثير منها للتدمير والتخربب وطال بعضها الإهمال، مستدركا الحديث عن هذا الجانب في المحور الثالث من مداخلته الأصلية، والتي جاء يف عناوينها: تراث ثقافي بالغ التنوع- تراث كولونيالي في حالى تدهور- كتابة تاريخ مضاد- تحرير التاريخ من الأساطير المسلبنة، وتحرير الناس من الخوف والمقاضية بالكيف. ثم استعرض بعدها بتركيز شديد عناصر من المحور الرابع، من قبيل ما حملته سابقاتها من عناوين ك: -لا مقايضة للتنمية بزراعة الكيف، ورفع الفاعلية السياسية والشعبية والخروج من التقوقع القبلي الضيق. أما الأستاذ طارق الإدغيري فقد كان هو الآخر موجزا في ردوده والتي همت بالخصوص الإجابة على بعض الاستفسارات بشأن اهتمام وكالة التعاون الألماني، التي يشتغل معها في إطار شراكتها مع الكتابة المكلفة بالبيئة، بمشاريع داخل المنطقة، حيث ذكر ببعض المشاريع التي أنجزت على مستوى الجهة، ودعا الفاعلين(ات) المحليين لتقديم تصوراتهم ومشاريعهم في هذا الباب للجهات المعنية، وإشراك الطاقات والأطر المنحدرة من المنطقة في الدفاع عنها ودراستها حتى تحظى بالدعم.
وفي ختام أشغال اليوم الدراسي قرأ المقرر أهم التوصيات التي تم تسجيلها انطلاقا مما جاء في المداخلات المختلفة، قبل أن يختم المسير بكلمة موجزة شكر من خلالها كل الذين واللواتي ساهموا(ن) في إنجاح أشغال اليوم الدراسي بحضورهم(ن) الفعلي والمعنوي ومساهماتهم الفكرية، ثم دعا الجميع لاستراحة شاي، منوها بدور عدد من المشتغلين بالعمل الجمعوي من أبناء المنطقة في تنظيم اليوم الدراسي وتعبئة الإمكانيات الذاتية لإنجاحه بحضور نوعي من النساء والرجال وتلاميذ وتلميذات المؤسسات الثانوية بجماعات الدائرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع