الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون يتباكون : لماذا لا تذكرون تفجيرات بيروت مثل باريس ؟

وسام يوسف

2015 / 11 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما احتل صدام الكويت وكانت وسائل الاعلام في العالم كله مستنفرة لمتابعة الاحداث .. وكل الدول تستنكر وتندد بفعلته الحمقاء ، كان رئيسنا العبقري يرد بغبائه المعهود بتلك المقولة القاتلة في تفاهتها وهو يظن انه افحمهم بها : لماذ لا تتكلمون عن احتلال اسرائيل لفلسطين ؟!!!
يعني اذا ذهبت انا وسام يوسف مثلا وقتلت 10 ابرياء... وعندما يقبضون علي ويسألوني لماذا ؟ ساجيبهم : الاسرائليون يقتلون الفلسطينيين فلماذا لا تقبضون عليهم وتلاحقونني انا ؟ يا للمهزلة
والان وبعد مذابح باريس وهياج الرأي العام العالمي لما حدث في مدينة الحب والجمال والورود يأتي المتخلفون من احبابنا المسلمين لكي ينوحوا على العدالة الغائبة ...كيف ؟ لأن الاعلام لم يغطي تفجيرات بيروت قبل يوم بنفس القوة
يريدون من الغرب ان يشعر بالذنب على حجم التغطية الاعلامية دون ان يشعروا هم بالذنب على الاجرام الاسلامي السافر
هذه هي الحجة العبقرية التي تملأ صفحات المسلمين في الفيسبوك عن مذابح باريس ويتداولونها بكل حماس وكأنها ستقدم صك البراءة للاسلام والاسلامييين عن افعالهم الشنعاء .... هو نفس المنطق التافه الذي استعمله ذلك المعلق المتخلف الذي رد على مقالتي المعنونة (هل هناك مسلمون حزنوا فعلا لما حدث في باريس؟ ) بسرد مقولات مضحكة من هنا وهناك لاشخاص مسيحيين يقولونها عن مسيحيين اخرين وفي خياله المريض انه سيفحمني كي اسكت عن جرائم بني دينه الدموي ...يريد ان يساوي اقوال لا يأبه بها احد ولم تكن يوما دافعا حتى لشجار بافعال اجرامية يندى لها جبين الشرفاء ولكنها بكل اسف لا تحرك في قلوب ابناء يعرب الا الشماتة وردود الافعال البلهاء
بداية اقول : كل جريمة تزهق فيها حياة بريء استنكرها واندد بها سواء حدثت في بيروت او باريس او نواكشوط
لكن المضاريط الذين يحاولون تغطية فعل الشر بالتباكي على حجم التغطية الاعلامية التي حصلت عليها تفجيرات بيروت مقارنة بمذابح باريس يثبتون لنا مدى تفاهة العقل الجمعي الاسلامي
نحن نتكلم عن جرائم الاسلاميين وهم يتكلمون عن التغطية الاعلامية في محاولة بائسة لحرف الانتباه عن تلك الجرائم...... انكم تثيرون الغثيان
حتى ان احدهم نشر صور لملوية سامراء وهي تخاطب برج ايفل وتقول له : لا شماتة وحصل بها على مئات اللايكات الاسلامية الشريفة
لا شماتة ...أي منتهى الشماتة
ويتساءلون لماذا لم يصبحوا اوادم
لا اريد ان ادافع عن الاعلام ....فالاعلام لم تصنعه الملائكة ...وشعاره البحث عن الاثارة وليس العدل ، الاعلام في تغطياته يتبع اهواءه واهواء من يمتلكه ، لكن ليست طريقة التغطية بحد ذاتها جريمة ، نعم الاعلام الغربي غير عادل ومتحيز لكن مقارنته بالاعلام العربي كمقارنة العفيفة بالعاهرة ... اسألكم ... هل حضراتكم قمة الحيادية واللا عنصرية كي تحاسبوا وسائل الاعلام الغربية بدلا من محاسبة القتلة ؟
ثم اليس لدى كبار الدول الاسلامية مايكفي من اموال البترول كي يشتروا نصف وسائل الاعلام في العالم وليغطوا ما يشاءوا بالطريقة التي يشاءون ...فما علاقة ذلك بارتكاب المذابح ؟
ولنلحق الكذابين حتى ابواب اسطبلاتهم ونحلل منطقهم الاجوف ....هل الذين ارتكبوا مذبحة بيروت فرنسيين جاءوا من باريس لغرض قتل الابرياء و الاعلام الغربي يتغاضى عنهم ...ولكنه يهيج عندما يكون القتلة اسلاميين جاءوا الى باريس من دولكم المنكودة ؟
اليس مرتكبوا كلا الجريمتين من نفس الجيفة؟ ومن نفس الدين ؟ ومن نفس الفكر النتن؟ فماذا عدا مما بدا ؟
حتى قناة الجزيرة التي يمتلكها خنازير الخليج الوهابية اعطت لتفجيرات باريس اضعاف ما اعطته لتفجيرات بيروت ... اتعرفون لماذا ؟ لأن ليس في مصلحتها ان يعرف الغربيون لماذا يقتل المسلمين بعضهم ، فلماذا تلومون الاخرين وتنسون انفسكم ؟
تريدون يا عباقرة المسلمين اعطاء تفجيرات بيروت نفس حجم التغطية الاعلامية ! الن تفضح مثل تلك التغطية لو كانت مستفيضة كما تطالبون مخازي دينكم ؟ الن تكشف ان اسباب تلك التفجيرات في بغداد وبيروت و التي خلفت عشرات الضحايا من المسلمين عن الفاعلين وهم ايضا مسلمين لكن من طائفة اخرى ؟ الن تعلن لو غطوها كما تريدون يامسلمين انكم مازلتم من التخلف بحيث تذبحون بعضكم البعض منذ 1400 عام بسبب الخلاف حول من كان يجب ان يصبح خليفتكم بعد نبيكم ؟
والله اقسم واتمنى و ياريت ان تتم تغطية تفجيرات بيروت وتفجيرات بغداد اضعاف ما تمت تغطية مذابح باريس كي تكشف اسباب وقوعها ليعرف العالم حقيقتكم ... وكيف ان ذبح الناس لديكم ابسط من ذبح الدجاج وكيف ان الذباحين لديكم من مختلف الطوائف يعلنون انهم ينصرون الله ورسوله ... الله يشيلكم انتم والهكم المجرم معكم
في النهاية اريد تحية انسان رائع من المسلمين القلائل الذين يقولون الحق
انه الدكتور والكاتب والروائي والناشط العراقي ميثم الحلو الذي اتابع كتاباته الرائعة وفضحه للدين ومرتزقته وهو في بغداد ... يقول مايؤمن به غير آبه بالتهديد والمخاطر وكونه طبيب بلا حماية... لكنه يمتلك من الشجاعة ما لا يمتلكها ملايين من الذين يسمونهم مؤمنين
قال بالحرف الواحد على صفحته في الفيسبوك
اقرأ في الصفحات العربية التشفي بباريس لتعلم أننا لسنا أمة مريضة وحسب بل أننا نحب المرض
سلمت يا دكتور ميثم على فكرك النظيف...... وعسى ان يخجل هؤلاء من انفسهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب