الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اتحد يا يسار العالم
هيثم بن محمد شطورو
2015 / 11 / 16المجتمع المدني
في برنامج حواري في القـناة الـثانية الفرنسية عرض "جان لوك ميلانشن" القيادي في جبهة اليسار الفرنسي رأيه بصراحته المعهودة و بنبرة المحبة المعهودة في اليسار الفرنسي و الاوربي تجاه المضطهدين و المستـضعـفين في الارض. فحين تستمع الى اليسار الاوربي تحـس بنـفسك في بيتـك، لانه متطهر من عـقدة التـفوق الاوربـية.
حقيقة ان اليسار هو موحد الشعوب لأنه ينطـلق من المحبة الانسانية و المساواة بين البشر. و ان كان جان بول سارتر قـد اتـخذ موقـفا مساندا لإسرائيل في الخمسينات من القرن العشرين، فذاك انه كان مضادا للنازية باعتباره احد الوجوه الثـقافية و السياسية البارزة في مقاومتها، و باعتبار ان الاوربيـين ساعتها كانوا مفعمين بالإحساس بالذنب تجاه ابادة اليهود في المحطات التاريخية المختـلـفة في اوربا و اخرها و ربما ليس بافضعها هو ما تعرض له بعـض اليهود من قبل النازية الهتلرية. كانت الخمسينات الفرنسية ماركسية بالأساس و كانت في عداء مباشر للنزعات القومية و ساند بعض اليساريـين اسرائيل تحمسا للانـتـقام من النازية و القومية اليمينية و لم يخطر على بالهم ان اسرائيل كيان قوموي بغيض قائم على ايديولجية دينية طائفية صهيونية استعمارية.
المهم ان السيد "ميلانشن" اتحفنا بتحليل عقلاني. رفع صوته و قال ان الاسلام لا علاقة له بالأحداث الارهابـية في باريس. قال ان الحل هو نـشر قيم المحبة. الحل هو في خلق نمط ثـقافي و مادي يتجه بالبشر نحو المحبة. و اننا نـنـفـتح بتصوراتـنا الاشتراكية حين متابعتـنا للتحليلات الحينية. فهي تـتأسس على النظرة اليسارية التي تريد ان تلغي او ان تخفـف من التـناقضات الطبقية. الاشتراكية التي تريد ان يعود الانسان الى انسانيته، الى عالم الشفـقـة و الطيـبة و محبة الاخر و محبة النفـس. ان ذلك ما يتـناقض كليا مع ايديولوجية الركض وراء الاستهلاك، ايديولوجيا التكالب و طعن الواحد للآخر، ايديولجية عبادة المال.
ان ما نعيشه اليوم في مستواه السياسي العام من امبريالية متكالبة نحو سقوطها، هو على المستوى المعيشي ازمات البطالة و التـفرقة العنصرية و عودة اشكال التوحـش. ففي النهاية العمليات الارهابية في باريس لا تختلف كثيرا عن العمليات الارهابية الفردية في امريكا من قبل البوليس الابيض ضد الزنوج، او من قبل بعض المراهقين اللذين فتحوا النار على طلاب المعاهد في عـدة مناسبات، او عمليات القـتـل المتوحـش لبوكو حرام ضد المدنيـين الابرياء في النيجر. على المستوى الواقعي المباشر لا يختلف ارهاب عن ارهاب. انه تـنامي النزعة العدائية تجاه الاخر لكائنات انسانية مشوهة بالاختـناق الامبريالي الذي سلع الانسان و سحب منه قـلبه و عاطفيته و ايمانه الساذج بالخير، فجعله يمقت نفـسه و يسعى لقـتلها فيقـتلها عبر قـتله للاخر و قـتل نـفسه. فمن يحب نفسه من المحال ان لا يحب غيره.
ان اليسار العالمي يقف في اتجاه مضاد لركض غريزة الافناء و الفناء للبشر كوجود بـيولوجي و للإنسان كوجود انطولوجي قيمي. اليسار اذ يثور فانه يثور على قـتـل الانسان لصالح احياء الانسان. انه على نفس المستوى للأنبياء (قبل ان تـتحول كلماتهم الى اديان مقدسة جامدة تحاكي الاصنام التي ثاروا عليها) لحظة ثورتهم و تمردهم على واقع الاحجار البشرية لصالح واقع الروح الانسانية التي ما هي إلا في نهاية الامر الله الواحد الاحد. روح العالم.
فاليسار هو نضال لخلق عالم روحي انساني تـلزمه شروطه المادية التي يطوعها لغايته تلك. فيا يسار العالم اتحد لتـقـشع عنا هذا العالم الحقير ، عالم الدولار و الاصنام.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اعتقال ضابط إسرائيلي بإطار قضية التسريبات الأمنية.. ما التفا
.. هاريس وترامب يحاولان استقطاب الأقليات في ولاية ويسكونسن
.. كلمة الأمين العام للأمم المتحدة خلال فعاليات المنتدى الحضري
.. كلمة المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البش
.. تغطية خاصة | طرابلس تحتضن النازحين إليها من جنوب لبنان والبق