الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أربع صور للتأمل

واصف شنون

2015 / 11 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كل ما تحدث مجازر في كل مكان ، بغداد ، بيروت ، باريس ، الموصل ، الرقّة ، ريف دمشق ، حمص ، حلب ، اي مكان في ارض الشرق الأوسط المنكوب أجدني هارباً نحو الصمت والجمال والهدوء أو النوم والشرود والموت المؤقت ، هكذا أعالج المحن التي اشعر أنها مثيرة للكآبة والحزن الشديد ،لذلك فتحت إرشيفي من الصور الذي فيه المئات من الصور العامة والخاصة والشخصية ، كي أبعد نفسي عن مشاهد الدم والموت والظلام الدامس .
صورة أولى :
ماكنة خياطة (سينكر ) الإنكليزية الشهيرة ، التي طالما أمهاتنا وخالاتنا وعماتنا عملن عليها ،وأنتجن أجمل الملابس لنا وللجيران والزبائن الفقراء والمحتاجين ، في ليالي الأعياد يسهرنّ مع الخامات والقماش والتفصيلات ، يستعجلنّ الأداء والخياطة كي يلبس الجميع ملابساً جديدة من صنع أنامل واصرار الأمهات اللواتي يضحينّ بكل شيء من أجل ضحكات الطفولة والجمال .
صورة ثانية :
مدفأة علاء الدين النفطية ، وهي صناعة عراقية واختراع عراقي ناجح ، خدمت هذه المدفأة التي يسمونها العراقيون ( الصوبة ) ملايين العراقيين من البرد والزمهرير في طقس العراق المتطرف في الشتاء خاصة في ايام برد العجوز ، لكن الأهم من ذلك ان تلك المدفأة لها فعل أجتماعي عائلي في جمع أفراد الأسرة مع بعض حولها ، حيث تبدأ الأحاديث والنكات والتكافل والتضامن والمودة .
صورة ثالثة :
شيوعيون عراقيون يتظاهرون في سجن نقرة السلمان ابان ستينيات القرن الماضي ، اتطلع فيهم واقوم بتكبير الصورة ، لا أستطيع تمييز الشيعي من السني من الكوردي من التركماني من الصابئي من الإيزيدي ، من الموصل من البصرة من الناصرية من بغداد من النجف ، لا أستطيع التمييز فيهم الأفندي وفيهم ابو عقال ، عجيب هذا الزمان الذي يرجع الى الوراء ..!!؟
صورة رابعة :
معيديات يبيعنّ القيمر الطازج (القشطة المحلية ) في كراج النهضة في بغداد ، وهن واثقات من أنفسهنّ ، لأنهنّ يعملن من بواكير الصباح الأولى ، كنت في ثمانينات الحرب مع إيران أمضي معهنّ ساعات لقضاء الوقت المساح حين لا أجد مأوى للمبيت ، وحين يتم الهجوم على الفنادق الرخيصة من قبل الإستخبارات ورجال الأمن للبحث عن الفارين من الحرب ،نسوة طيبات ، يضحكنّ للغزل الطائش، لكن اياك أن تتحرش بواحدة منهنّ ، كنت أكل القيمر والخبز والشاي وحين أريد ان أدفع الحساب ، يقولنّ أنت فرار من أين لك بالفلوس ؟، فأضحك واعطيهنّ اكثر مما يجب .
هذه صور العراق السابق الذي أتذكره بعيدا عن الموت والخراب والتفجيرات والطائفية ، لكن العالم كله الأن يعاني ما عاناه العراق واخته سوريا ،هل من حلول ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسلمون في الهند يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه




.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك


.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟




.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع