الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيثيات تنامي السلوك الإرهابي . وقاية وعلاج وحلول - وجة نظر مستقلة -

علي طالب الملا

2015 / 11 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان النظرة الشمولية التي عكسها الوضع العالمي المتأزم في اشكالية ومفهوم مايسمى الحرب على الاٍرهاب نجد ان المعطيات التي تفرزها العوامل السيكولوجية والاجتماعية تفرض على المختصين في هذا الشأن الننظر الى دائرة الارهاب من خارج هذة الدائرة ونرصد العوامل التي تتحرك في داخلها وحولها والتي تؤسس على انتاج الارهاب وتفريغه ،ولا بد أن ندرك هذه الاهمية البالغة أذ تجتمع العديد من العوامل التي تفرز وتعزز لنا السلوك الارهابي في المجتمع وممكن تحديد ذلك بعدة نقاط ومنها :
1- التربية والتعليم تشير الدراسات النفسية أن نقص التعليم وغياب الثقافة يشجع على التطرف والتعصب عموما ،كما أن نقص التعليم يؤدي الى الامية و البطالة وضعف القدرة الشرائية لدى الفرد مما يجعله سهلاً للانقياد الى العمليات الارهابية للحصول على المال وتحقيق الرغبات الذاتية والفردية دون النظر الى ما يحدث فى المجتمع.
2- العوامل التي يلجأ اليها ولاة الأمور وهي ما زالت متخلفة وقديمة من حيث القوة والسلطة والدكتاتورية ،والتي تؤدي الى الكبت والقمع لاراء الابناء ورغباتهم ،وهذا مما يجعل الابناء يلجأون الى الكذب والمرواغة لتحقيق اهدافهم ، وبمرور الزمن يتكون لديهم العنف والعدوان والاجرام على اختلاف انواعه انتقاما من صورة "الاب " بشكل خاص ويكون لديهم الاستعداد على الانتقام من هم اكبر منهم وتتمثل الحكومة لهم صورة الاب الظالم ،ويحقوقون رغباتهم طالما كانت مكبوتة ومحصورة في اللاشعور الفردي ،وهذا مما يجعلهم يقومون باعمال أرهابية أنتقاما من التسلط والدكتاتورية والفردية ،حسب ما يتوقعون.
3- الحالة الاقتصادية:- تعد الحالة الاقتصادية معبراً يتجه اليها الافراد للانتماء الى القيادات الارهابية ،لان ضعف القدرة الشرائية وأرتفاع نسب البطالة وزيادة عدد الفقراء ،فضلا عن العوائل المهجرة التي لاتجد لها مأوى بعدما تركت كل ما تملك ، أصبح هؤلاء سهلي الانقياد والانخراط في شبكات الارهاب في تحقيق أهدافهم الخاصة على حساب مصلحة الوطن والمجتمع . وتعد شريحة الشباب من أكثر الشرائح أنخراطا في هذه الشبكات الارهابية بحكم التكوين النفسي والفسيولوجي مما يجعلهم اكثر حساسية ازاء المشكلات الاجتماعية .
ان توحيد ما يستنتجه الخبراء والباحثين والمختصين في هذا المجال ورصد الظاهرة بكل جوانبها نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا بعد أن تم التعرف على النظريات النفسية والاجتماعية لمحاولة وإيجاد السبل الكفيلة في الوقاية والمعالجة لمواجهة الارهاب وتعديل سلوك شخصية الذي تم تشخيصها بشكل دقيق والتقارب من النظريات التي فسرت سلوك شخصية الارهابي ويمكن ان يكون الوضع في العراق مثال حي في هذا الوقت بالذات وخاصة الارهابيون القادمون من الخارج أم من الداخل ، بان كل نظرية من هذه النظريات تنظر للجريمة الارهابية بشكل تجزيئي محدود ولا تنهض بمستوى النظرة الكلية للمشكلة الانحرافية أذ تستوعب كل مفردات وتشكيلات الاجرام.الفردي أوالجمعي في المجتمع. وخاصة بعض النظريات التي تركزت على الجانب الوراثي وحده كعامل مؤثر في ظهور النزعة الاجرامية الذي تتوفر فيه كثير من المبالغة ،فهناك عوامل أخرى تسهم في الارهاب منها العوامل العضوية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والثقافية والدينية ،والتي يبدأ تأثير بعضها منذ ميلاد الفرد ، فضلاً عن أن هناك جرائم ارهابية تحدث بسبب عوامل هي وليدة الموقف.
وقد يكون لضعف التربية الاسرية والتسط من قبل الوالدين وأبتعاد المراقبة على الابناء فضلاًعن الفقر والحالة الاقتصادية والبطالة والوضع السياسي المتقلب والمصالح الذاتية مما يشجع على العمليات الارهابية وعليه يجب أن تكون الاسرة والمدرسة هما الاساس في التربية الاجتماعية.لانهما الركن الاساسي في بناء شخصية الفرد ، ان نظرية الضبط الذاتي لا تنطبق على السلوك الشخصي والعام للارهابيين في العراق بسبب غياب الامن والقدرة على الالتزام بالقوانين وكذلك ضعف ادارة الحكومة بالقوانين وتفضيل فئة على فئة أخرى وتدخل وتزاوج السلطة الضبطية مع السلطة الحزبية والمليشاوية من حيث الترشيح والتعين والانتماء الخاضع اصلا لمشروع المحاصصة التي يعتبر " ارهاب " من نوع اخر ، وهذا يجعل الفرد سواء أكان أرهابيا .ًأم غير أرهابي متمرداًعلى النظام وشغوفاً بالمخالفة وعدم الالتزام بالقوانين ، ان استحدات مؤسسة وطنية مستقلة لمكافحة الارهاب والوقاية منه وتعين كفاءات وعنصر متخصص بالعلمية والحكمة والموضعية والاستقلالية وفسح المجال أمام اساتذة علم النفس وعلم الاجتماع وعلم النفس الجنائي والطب النفسي وخبراء الامن والدفاع من تجاوزت خبرته في مؤسسات متخصصة على تناول موضوعات خاصة بالارهاب وتقديم الاستشارات والبحوث والكتابة العلمية وجذب خبراتهم الى العلن وبالمباشر من خلال الصحف والتلفزة الوطنية دون محاسبتهم على ما يكتب او يقال من منطلق المصلحة العامة وكذلك عدم كشف بياناتهم الخاصة التي تحدث خلل في الحفاظ على حياتهم ، وكذلك فسح المجال لمقابلة الارهابين قبل وبعد الادانة واجراء الدراسات المعمقة على كل حالة وملفها وخصوياتها ومن ثم تدمج ويتم تحليل واكتشاف الخلل والاسباب التي جعلتهم ينتمون ألى هكذا نمط سلوكي وكذلك الاستفادة من أدبيات الحرب النفسية وعملية غسل الدماغ وتوظيفها وتحديثها وبناء فكر بناء ومهني بعيدا عن كل التجاذبات السياسية والفئوية والطائفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة