الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية / الجزء الثالث

راضي العراقي

2015 / 11 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وبعد ان استقر الحكم لصالح الفرع الاموي بتأسيس الدولة الاموية في الشام والتي جعلت الحكم وراثيا . اصبح الفرع الهاشمي الذي اصبح يطلق عليهم اهل البيت في موقف المعارضة . ونشبت الكثير من الثورات وحركات التمرد التي قادها او وجهها أشخاص ينتمون الى هذا الفرع الذين تسموا بالطالبيين احيانا وبالعلويين احياناً اخرى . وانزوى قسم منهم في المدينة المنورة كما حصل لعلي بن الحسين السجاد ومن بعده ابنه محمد الباقر وحفيده جعفر الصادق .. وانتقلت عواصم الخلافة الاسلامية الى دمشق في عصر الامويين وبغداد في عصر الخلافة العباسية .. واكتفت مكة والمدينة بمكانتهما الدينية المقدسة وبدأت القبائل العربية في الاستيطان في البلدان التي احتلها العرب المسلمون او التي فتحوها حسب المفهوم الاسلامي فانتشرت القبائل العربية في العراق والشام ومصر وشمال افريقيا .. ولكنها لم تستطع الاستيطان في بلاد فارس لاسباب سنذكرها لاحقاً .. وهكذا اصبحت الجزيرة العربية مكاناً مهجوراً بعد ان هاجر سكانها الى مناطق الفتوحات الاسلامية . واضحت مدن دمشق وبغداد وبلاد فارس ومصر ثم الاندلس عامرة بالنشاط والثقافة والمدنية فيما ظلت مدن الجزيرة خاوية على عروشها وكادت تنسى مدن مثل الطائف ونجد وبقية المناطق التي كانت مرتعاً للشعر والفروسية .. واستمر الوضع هادئاً في الجزيرة فليس هناك ما يغري فيها الا بلاد الحجاز التي كانت تضم مكة والمدينة المنورة ..اي ان الجزيرة العربية عاشت حالة من السبات الفكري والعلمي والحضاري طيلة قرون عديدة فلم نشهد عالماً ولا شاعراً ولا مفكراً يخرج من تلك البيئة الموحشة والمقفرة .. وكل ما انتجته هذه الديار هو الفكر الوهابي الذي انطلق في القرن الثامن عشر على يد محمد بن عبد الوهاب الذي دعى الى العودة الى تراث السلف ( الصالح ) كما يدعي وترك كل المستحدثات في الدين كما يسميها .. اما الوضع الاجتماعي فكانت الجزيرة العربية مكاناً للصراعات الدامية بين القبائل التي تسكن هذه الديار الفقيرة الموارد وكان ال سعود احد هذه القبائل التي بدأت مساعيها من منطقة الدرعية في نجد للسيطرة على ارجاء الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر. ففي العام 1745 ولاجل تنفيذ هذا الهدف عقد ال سعود تحالفاً بين محمد بن سعود مؤسس الدولةً السعودية الاولى ومحمد بن عبد الوهاب صاحب الدعوة السلفية التكفيرية المتزمته والرافضة لكل دعوات التجديد عام .. وكان مضمون التحالف او الاتفاق ينص على تبني ال سعود الدعوة الوهابية ونشرها في ارجاء الجزيرة مقابل الدعم الديني الذي سيحضى به ال سعود ..اي ان تكون السلطة السياسة بيد ال سعود والسلطة الدينية بيد ابن عبد الوهاب ، ولازال هذا الاتفاق ساري المفعول حتى اليوم ففي الوقت الذي يمسك اليوم حفيد محمد بن سعود الملك سلمان بن عبد العزيز بزمام السلطة السياسية يمسك ( الشيخ ) عبد العزيز ال الشيخ حفيد محمد بن عبد الوهاب السلطة الدينية من خلال منصب المفتي العام للمملكة .. ومن خلال هذا التحالف استطاع ال سعود التوسع والسيطرة على كل ارجاء الجزيرة العربية بعد ان اخضعوا كل القبائل لسيطرتهم
وكانت غزواتهم تتم على تحت شعار الجهاد ومحاربة البدع والانحرافات في العقيدة الاسلامية ولم يكن العراق في منأى عن اعتداءاتهم فهاجموا النجف وكربلاء في اوائل القرن التاسع عشر محاولين هدم الاضرحة الدينية المقدسة فيها واستمرت محاولات ال سعود الحثيثة خلال القرن التاسع عشر ونجحوا في النهاية من السيطرة على ارجاء واسعة من الجزيرة العربية بما فيها الحجاز التي تحوي الحرمين ( الكعبة والمسجد الحرام في مكة ومسجد الرسول وقبره في المدينة ) والذي كان تحكمه الاسرة الهاشمية والتي حكمت العراق العراق حتى عام 1958 ومازالت تحكم الاردن حتى اليوم .. حيث سقطت الحجاز بيد ( الملك ) عبد العزيز ال سعود عام 1925 والذي كان قد بدأ حملة منذ العام 1902 للسيطرة على الجزيرة العربية وتوحيدها وانتهى مسعاه باعلان المملكة التي سماها ( السعودية ) على اسم مؤسس الاسرة الاول وذلك في العام 1932 والذي يعتبر المؤسس الفعلي للمملكة العربية السعودية .واستطاع عبد العزيز ان يثبت اركان دولته من خلال المصاهرات مع القبائل القوية والشخصيات النافذة وتزوج الكثير من الزوجات لينجب 36 ابنا و26 بنتا شكلوا فيما بعد اساس الاسرة الحاكمة السعودية .. وبقيت هذه الدولة تعاني من الازمات والتخلف الى ان تم اكتشاف النفط في العام 1938 .. لتتحول السعودية الى اغنى البلدان في المنطقة ولكن هذه الثروة التي هبطت فجأة بقيت بلا هدف استراتيجي بل كانت تتبعثر بين بذخ امراء ال سعود الذين اصبحت اعدادهم بالالاف وبين صفقات السلاح الغير مجدية وتحولت السعودية الى عنصر سلبي في منطقة الشرق الاوسط بفعل سياستها المناوئة لكل ماهو تقدمي .. فقد درج ملوك ال سعود منذ الملك عبد العزيز الذي توفي في عام 1953 الى معاداة حركات التحرر فكانت مواقفهم ضد عبد الناصر وضد القوى التقدمية نابعة من موقفها مما تسميه خطر التمدد الشيوعي والليبرالي الكافر في المنطقة .. وبقي المال السعودي محركاً لكثير من الاحداث التي هدفها الاول الحفاظ على بقاء ال سعود في السلطة .. ومنع اي امكانية تغيير محتملة لذلك كان كبت الحريات والتضييق على المواطن يتم تحت شعار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وبقيت السعودية بفضل هذه السياسة القمعية بعيدة عن رياح التغيير وكانت صفقات السلاح الهائلة وسيطرة شركات النفط الاحتكارية على نفط السعودية وفتح البلاد امام جيوش واساطيل الدول الكبرى هو الثمن سكوت هذه الدول التي تدعي الديمقراطية عن تجاوزات الحكم الاستبدادي المتخلف لال سعود .
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط