الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعنى العصري الاشمل للحضارة !!

عبدالسلام سامي محمد

2015 / 11 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الحضارة و كما تعلمون اعزائي ،، لا تعني اليوم ابدا القيام بتشييد بعض المباني العالية الكبيرة العملاقة الشاهقة فقط ،، و لا بعضا من المشاريع الفرعونية الالهية الضخمة الكبيرة على حساب هياكل الاف الناس و جماجم ملايين من البشر هنا و هناك ،، كما حصل ذلك في فترة نشوء الحضارات الفرعونية و الاغريقية و الرومانية و البابلية و غيرها من الحضارات البشرية القديمة المعروفة لكي تبقى تلك الآثار العملاقة يوما من الايام شاهدا على عظمة حكامها و زمانها ،، و شاهدا على دهاء البعض في استخدام القوة و الجبروت و العقل و الهندسة المعمارية و بشكلها المعروف العجيب و الغريب . لا ابدا ،، و لا اعتقد ابدا ان تلك الاشياء و الامور الفخمة و الضخمة تعبر بشكلها الصحيح عن معنى التحضر و التقدم و الازدهار ،، إن المعنى العصري الجديد و المختلف لمفهوم التمدن و التحضر تختلف كثيرا حسب رأيي المتواضع عن المعنى القديم و الضييق لمفهوم الحضارة ،، فالمعنى الجديد الذي أفهمه و الذي استوعبه اليوم من كلمة الحضارة ( و حسب المعايير الفكرية و الأخلاقية و السلوكية الجديدة الموجودة في زمننا الحالي ) حيث تجعلني هذه القييم الجديدة بأن أنظر الى التمدن و التحضر من خلال زاوية جديدة و مختلفة بكثير عن السابق ،، فمفهوم الحضارة و معنى كلمة كل من كلمة التمدن و التحضر تعني لي اليوم القيام و بذل المساعي و اعطاء الفرصة و فتح المجال للناس جميعا للسير و التقدم نحو الامام في جميع النواحي و المجالات الحياتية الكثيرة و المختلفة ،، انها تعني لي و قبل أي شيء آخر اطلاق كل الحريات الفردية و الجماعية و في جميع المجالات و الاتجاهات المفيدة و الايجابية ،، و ضرورة القيام بالتغيير الشامل و الاصلاح الجذري للبنية الفكرية و الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية للافرد و المجتمعات و القيام بعملية التنويع و التجديد و التخطيط و البناء على مخلفات الماضي الهمجي العنفواني القديم المتخلف ،، انها تعني استخدام و استثمار العقل بشكل منطقي و دقيق و سليم و رفيع في مجال التنمية الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية و الابداع في مجال العمل و العلاقات و التصرفات و السلوك ،، و في مجال الأعمار و التشييد و البناء من خلال اللجوء إلى استخدام الطاقات و الامكانيات و القواعد و ألاسس العلمية و المعرفية و الاحصائية و الهندسية و الحسابية الدقيقة و الناجحة بشرط ان لا يحدث ذلك من خلال الاستفادة من الاساليب القديمة الهمجية في اللجوء الى إشعال نيران الحروب و الغزوات على الغير ،، او على حساب اضطهاد و استغلال و استحمار و قتل و تدمير و تشريد الاخرين ،، او على حساب جماجم و هياكل الناس الفقراء و دماء الغير ،، انها تعني التخطيط العلمي السليم لكافة الأشياء و الامور و بأختلاف أشكالها و أنواعها خدمة للمجتمعات الإنسانية و خدمة لكل البشر و خدمة لصالح مستقبل الأجيال القادمة ،، انها تعني القيام بمحاربة كل اشكال الاضطهاد و الاستغلال و الفقر و المرض و الشعوذة و الخرافة و الجهل و القيام بمحاربة اسباب نشوئها بشدة أينما كان ،، إلى جانب القيام بتوعية الناس على الاسس و المباديء الديمقراطية و القيم الانسانية و الاخلاقية النبيلة و الرفيعة و الصحيحة ،، و الاهتمام بالجوانب المعرفية و الثقافية و الفنية و الصحية و الاجتماعية و الاقتصادية و الحياتية و المعيشية لجميع الناس ،، انها تعني إرشاد و توجيه الناس و المجتمع صوب طريق الخير و النفع و الانتاج و الصواب و الاصلاح ،، و نبذ كل اشكال العنجهية و التسلط و التحكم و الحقد و الكراهية و الفساد و كل أشكال العنف و الهمجية ،، و استخدام العقل و الحكمة و المعرفة في حل النزاعات و المشاكل و المعضلات اليومية التي تعترض لها طريق الحياة باستمرار ،، انها تعني حث الناس على التضامن و التكاتف و قول الصدق و الحقيقة و نشر قيم المحبة و التسامح و ترسيخ مباديء الأخوة و السلام بين الناس للتقليل من حدة الصراعات و النزاعات اليومية الكثيرة التي تقع جراء الاختلاف في المصالح و المنافع و جراء عملية الاحتكاك و عملية الاخذ و العطاء بين الناس و المجتمعات ،، انها تعني توفير الخبز و العمل و الراحة النفسية و الجسدية و توفير قواعد للسعادة و الطمأنينة و الامن و الامان و الاستقرار و الاستمتاع بوقت الفراغ للجميع لتحسين ظروفهم الصحية و المادية و المعيشية و المعنوية و بأستمرار كذلك ،، انها تعني الاهتمام بنظافة المحيط و البيئة و اعطاء الحق لجميع المخلوقات في العيش معنا و مع بعضهم البعض بأمان و سلام و في كل مكان ،، و أخيرا و ليس آخرا أن الحضارة و التمدن تعني محاربة كل أوجه الظلم و الغبن و القهر و الفساد و الاعتراف الكلي بحقوق المرأة و بحقوق الاقليات و الاطفال و الاهتمام الجدي بالشرائح الاجتماعية الضعيفة و المرضى و المكفوفين و الفقراء و المساكين و المعدومين ،، و القيام بمساندتهم و حفظ حقوقهم و كرامتهم الانسانية و انتزاع حقوقهم المغتصبة من ايادي المجرمين و المتجبرين و الشياطين و الفراعنة و السلاطين ،، فالحضارة البشرية التي تريد أن تبقى و تستمر و تزدهر ،، و التي تريد ان تكون فعلا حضارة انسانية ،، عليها من اليوم فصاعدا و قبل كل شيء اخر أن تأخذ على عاتقها مسؤولية بناء الانسان و مسؤوليى الدفاع و حماية حقوقه الحياتية ،، كما ان التحدث عن اية حضارة انسانية يجب ان تكون و قبل اي شيء اخر مرتبط و بقوة مع المفاهيم الأخلاقية و الانسانية الرفيعة و النبيلة ،، و الا فلا يمكن تسمية اية حضارة بالحضارة ان كانت تلك الحضارة غير مبنية على المفاهيم العادلة و القيم الاخلاقية الانسانية الرفيعة السامية و النبيلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المؤتمر الرابع للتيار الديمقراطي العراقي-نجاحات وتهاني-3


.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟




.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش


.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا




.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا